|
مجتمعاتنا ما بين التقهقر و الصراع الفكرى ج 1
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 07:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
1 _ نحن لا نعرف الأختيار عن فهم وأقتناع بعد تشكك ودراسه وبحث وأستقصاء، بل أصبحنا مجموعه من النسخ المؤدلجه المتطابقه المكرره بلا هويه وقاعده ومنهجيه فكريه مميزه يعانى عقلائنا بسبب عدم أكتفائهم بذاتهم كنتيجه لضعف التلامس والتواصل العميق معها وعدم الشعور بكفايتها، من الميل الشديد للتماهى والمحاكاه والتوحد بالجماعه،وفقدان قدرة المواجهه للطغيان المجتمعى المتمثل فى التيار السائد الواقف بالمرصاد لمن يناقش ثوابته و مسلماته ويضع منهجه ومرجعيته فى التصنيف للخطأ والصواب والأخلاقى واللاأخلاقى تحت مجهر الفحص العقلانى، والتى قد توارثها عن السلف الصالح صاحب السيره والتعاليم الأعجازيه المعصومه، ليمارس تجاهه كافة أنواع القهر والضغوط ليصبه فى قالبه الفكرى و تطمس هويته وينفصل عن ذاته ويلتحم بالمجموع ويتفتت ويذوب بداخله ويفقد أختلافه وتفرده، وينضم لكتائب المرتزقه من المصفقين وقارعى دفوف التلوث والتعفن الفكرى، فإن رضخ أصبح المخلص والبار، وإن صمد أصبح خائن وكافر ومجنون. فالذات الجماعيه خاصةً المستفيدين من تخريب وتسطيح العقول وتغييب الوعى والأدراك،لا تهدف إلا للترويج والأبقاء على ما يخدم مصالحها من معتقدات و مسلمات ومرجعيات. ولأنها أضعف من المواجهه الفكريه الشريفه للفرد الناضج المتمرد المبدع المستقل،وغير صالحه لممارسة ذلك الدور تستعمل قدرتها على النبذ والأضطهاد المكثف،بتجييش وتهييج وأستعداء أشباه البشر من السوقه والرعاع والحمقى والمجاذيب بأتهامه بتهمه شنيعه فى عرف الأكثريه كخيانة الوطن أو الألحاد لكى تزيد من معاناته وتنتقص من طاقته الفكريه والنفسيه وتهدم وتزيل أى أثر لجهوده نحو التغيير، فالتغيير أمر مرعب ومهدد لكيان من أعتاد التسليم والتلقين وأستعذب البرمجه والرتابه و السكون،لما يتطلبه من قوه داخليه وشجاعه وضمير حى ويقظ وأستعداد لدفع الثمن وبذل الجهد وتحمل معاناة التلامس مع قسوة الحقيقه . 2 _ إن أبشع جريمه يرتكبها البشر على مر العصور، ضمن جرائمهم المتعدده، بخلاف الأتيان بأخرين دون أختيارهم الى هذه الحياه العبثيه القميئه لكى يقاسمونهم الوعى بالوجود ونتائجه المتمثله فى الحيره والخوف والألم ـ فالحياه ليست إلا تجلى سادى مقزز للغباء والوحشيه ، هى قتل فطرة الإنسان منذ طفولته ومجيئه غير الأختيارى، وهذه الفطره هى التساؤل والسعى نحو معرفه أصل كل شئ، بأعطائه أجابات جاهزه نمطيه مقولبه قد توارثوها على أنها الحقيقه الجليه الصافيه والصواب المطلق والنموذج الصحيح، ومعاقبة كل من يبدى رفضه أو شكه أو اعتراضه أو حتى عدم أكتفاءه بما تم تقديمه من أجابات وحلول. فالأتفاق والتعريف الدائم لمجموعه من المعتقدات والمرجعيات والنظم الأجتماعيه والتصنيفات الأخلاقيه والرؤى والتصورات عن أصل وطبيعة الأنسان والحياه بأنها الحقيقه المطلقه والصواب الدائم هو أعاقه لأستمرارية تطور الإنسان وأرتقائه التراكمى،وحكم ضمنى بالموت على العقل،لأنه يؤدى لتكبيله وتحجيمه وتقزيمه،وتقييد التفكير وألزامه بعدم الخروج عن أطر فكريه معينه ربما قد أنتهت صلاحيتها منذ أمد بعيد، فلا يوجد ما يسمى بالحقيقه الصافيه الخالصه المطلقه دائمة الثبات والجوده والصلاحيه،ولكن توجد ظلال وأشباه الحقائق، وليس من الممكن الوصول اليها إلا ببذل الجهد لمعرفة وأستكشاف أبعادها المختلفه وتحمل الأقتراب منها والأحتراق بلهبها. فاللحياه أشكال كثيره وللحقيقه أوجه متعدده وأكثر من زاويه لرؤيتها ـ هذا إن وجدت من الأساس ـ فالأنسان محكوم بدرجه كبيره بجيناته التى قد توارثها عن والديه وأجداده ومجتمعه وشعبه،وأيضاً محكوم بما قام بتحصيله وتوصل إليه كنتيجه لما وصله من أفكار سائده فى مجتمعه وعالمه والحقبه الزمنيه التى ألقت به إليها صدفة ميلاده،وبما لم تستطيع المجتمعات البشريه على مدار حقبها الزمنيه أن تمحوه من قيم وأفكار ومعتقدات وأطر قيميه وعادات و تقاليد و ممارسات طقوسيه . 3 _ الإنسان منذ أن وجد وهو يحيا في صراع مع قوى الطبيعة ومع الكائنات الأخرى بل وأيضا مع نفسه.ولكن مع اختلاف أنواع وأشكال الصراع التي خاضها الإنسان ومازال يخوضها، أرى أن أكثرها تأثيرا في حياته هو الصراع الفكري لأنه المحدد لردود أفعاله تجاة ما يمر به من مواقف وما يطراء عليه وعلى العالم حوله من تغير. فأفكار الإنسان هي المحددة لأرائه عن نفسه والحياة وبالتالي لسلوكياته وأفعاله.إن الصراع الفكري هام واساسى لحدوث نمو عقلي وصقل وبلورة للقاعدة الفكرية للإنسان. فالعقل الذي لم يمر يوما بمرحله من الصراع الفكري هو عقل راكد متبلد غير باحث عن الصواب قيدته قدسيه الاعتقاد المتوارث والخوف من الشطط والخروج عن إجماع القدماء و ثوابت المجتمع. وترجع أهميه الجدل وصراع الأفكار أن من خلال الصراع الناشئ عن صدام الفكرة الأولى(القديمة أو ألسابقه) مع الفكرة ألثانيه (المختلفة)يحدث شئ من ثلاث أما(إحلال ألثانيه محل الأولى) أو (بقاء الأولى ورفض ألثانيه) أو (نشوء فكرة ثالثه إما مزيج من الأولى وألثانيه أو فكرة جديدة بالكلية) ولكن يوجد العديد من الاسئله ألهامه التي تطرح نفسها ،والتي من الصعوبة البالغة الاجابه عنها وهى(كيف أو متى يبداء الصراع)(هل لابد من وجود قاعدة فكريه ارتكازيه للصراع الفكري أم يجب دخول الصراع بعقليه مجردة خاليه من اى تحيز أو اعتقادات مسبقة ؟)( وان كانت الاجابه هي حتمية العقلية المجردة، فكيف نخلو من التحيز وهو جزء من طبيعتنا الانسانيه؟)،( وهل توجد مرحله معينه ينتهي عندها الصراع أم أن توقفه مرتبط بتوقف دقات قلب الإنسان؟)
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من اقوال سامح سليمان ج 4
-
من أقوال سامح سليمان ج 3
-
لو سالومى 2015
-
أقتباسات هامه جداً 12
-
المجتمع و الجسد ما بين السينما و العلوم الإنسانيه
-
للأسف يوم جديد
-
الجسد و الجنس و لعبة العلاقات فى سينما رأفت الميهى ( الساده
...
-
الجنس و المال و لعبة الزواج فى سينما رأفت الميهى
-
الجنس و المال و لعبة الزواج فى سينما رأفت الميهى
-
أقتباسات هامه و متنوعه ج 3
-
أقتباسات هامه و متنوعه ج 2
-
اقتباسات عن الظلم و الفقر ج 1
-
أقتباسات هامه جداً 6
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 8
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 7
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 5
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 6
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 4
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 3
-
هكذا تنهض المجتمعات و ليس بالتطبيل و الشعارات ج 1
المزيد.....
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|