أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العقل السوي وسلطان التعقل














المزيد.....


العقل السوي وسلطان التعقل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4622 - 2014 / 11 / 2 - 14:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن سيطرة العقل على النوازع النفسية وتسخير قواها نحو قوانينه ومقدماته التي كونها أكتسابا وفطرة ستقود النفس الإنسانية لتظهر قوتها العظمى(النفس الكلية الإلهية)التي تنساق مع العقل وتنقاد له بدرجة مثالية عالية لتجعل من العقل يسمو في قوانينه وقواعده نحو الكمال البشري ونحو العودة إلى مكون هذه الأركان الإنسانية الخمسة ليخضع العقل بها تماما للنقل ويترافق معه ليس من خلال التجربة والبرهان ولكن من خلال التسليم الذي تحصله من تطور الإنسان (النفس) من الطور النباتي إلى الحيواني إلى الطور الناطق القدسي إلى الإنسان الكلي الذي يكون من الله وإليه يعود.
إن الدور الوسيط للأنتقال الإنسان (العقل) من الدور الحيواني إلى الناطق ومنه إلى الكلي هو العلم المتحصل بقوى النفس الحسية التي تستعملها النفس الناطقة من خلال كل ما يدركه العقل من نقل أو تجربة أو شعور حسي أو تأمل أو حتى خيال ولكن لكل من هذه المؤديات نتائج علمية ومعرفية تختلف حسب المصدر المكون لها ولذلك كان للعلم دور تكميلي للعقل ولكن ليس بديلا عنه ولا تعويضا عنه بل هو تزين وتطوير للقابلية العقلية ذاتها.
فقد ورد بالأثر عن رسول الله صل الله عليه أله وسلم ما يبين منزلة العقل عند الإسلام((أثنى قوم من الصحابة على رجل عند رسول الله صل الله عليه وأله وسلم بالصلاة و العبادة و خصال الخير حتى بالغوا فقال كيف عقله قالوا يا رسول الله نخبرك باجتهاده في العبادة و ضروب الخير و تسأل عن عقله فقال إن الأحمق ليصيب بحمقه أعظم مما يصيبه الفاجر بفجوره و إنما ترتفع العباد غدا في درجاتهم و ينالون من الزلفى من ربهم على قدر عقولهم)),فالعقل مفتاحه العلم والعلم مفتاحه الإيمان لأن الله أمر بالعلم قبل العمل والقول((كل الناس أمروا بأن يقولوا لا إله إلا الله إلا رسول الله فإنه رفع قدره عن ذلك و قيل له فاعلم أنه لا إله إلا الله فأمر بالعلم لا بالقول))(نهج البلاغة).
العلم لا يناقض العقل والدين لا يناقض العقل وكل في طريق واحد ما دام الجميع في حد واحد هو قبول الشئ على اليقين التصديقي القائم على البرهان لا على محدد أخر وهذا لا يعني أن نضع الجزئيات كلها موضع التجربة ولكن نضع الكليات في موضع الأمتحان فأن نتج منها لزوما وبالضرورة يقين فيكون نتاج الكليات مصداقا لمؤدي الجزئيات على قاعدة فحواه((لكل شيء صناعة و حسن الاختبار صناعة العقل)).
أي أن أختبارات العقل لا بد أن تكون بمنهج حسن يقوم على توخي الدقة ومجانبة الأنحياز نحو محدد أخر أو تغافل عن نتيجة لحسابت قد تخرج الأختبار من مداره وتعطل النتائج الضرورية وبهذا يقول الإمام علي عليه السلام((إذا خلي عنان العقل و لم يحبس على هوى نفس أو عادة دين أو عصبية لسلف ورد بصاحبه على النجاة)),فالنجاة هو الحصول على النتائج الحقيقية التي يبني العقل عليها كلياته ليقوم منها قانون أو قاعدة عقلية تتصل بمدار معرفي أو ديني.
القاعدة العقلانية التي يؤكد عليها الأسلام ويتفق العلم والعقل معه هي((ليس ينبغي أن يقع التصديق إلا بما يصح و لا العمل إلا بما يحل و لا الابتداء إلا بما تحسن فيه العاقبة)),وهذه القاعدة من الكليات التي تجعل من العقل والدين في توافق تام طالما كان وقوع التصديق بما يصح أي وفق قانون لابد له من تجربة لتثبت الصحية من عدمها,هذا القانون أساسا من معطى عقلي يعود النقل فيه للعقل ليحكم الأخير فيه بما في الأول,وهو جعل العقل يستند على قواعده ذاتها ومؤدياتها لا على قانون خارجي عنه.
فهو يسند التصديق على ما يثبت صحته عند العقل والعقل لكي يثبت الصحة لا بد من تجربة والتجربة لا بد لها من أدراك والأدراك لابد له من حواس والحواس لابد لها من محسوسات تتصل بها أثرا أو تحفيزا ولذلك قال الله تعالى{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }الملك19,فالطير في السماء قد مسكهن الله لا بما قد يتصور البعض أمساك مادي مباشر أو غير مباشر ولكن الإمساك وكما جاء في الآية من خلال الصف والقبض أولا ومن خلال التسخير الإلهي للشكل المغزلي للطير والريش وحركة الجناحين التي فيهما الصف والقبض التي تعني في العلم قوانين الحركة الفيزيائية التي تجعل الهواء في حركة تخلخلية تنتج ما يسمى بالقوى الرافعة التي تمكن الأشياء من الأرتفاع, ناهيك عن الكثير من التسخيرات التي تساعد الطير على الطيران,فالمثال المضروب يحيل هذا التصديق بالقدرة الإلهية للمحسوسات في أدراكها بوسطة مناطق الحس في الدماغ وأبتدءا من الرؤيا لتكوين صحية النقل بما جاء فيه,فهو أي النقل قد أحال إلى العملية الأدراكية العقلية بخطوطها الحسية والشعورية والتجريبة لتكوين معيار الصحة التي جعلها الدين طريقا للتصديق.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة تناقض _ قصة قصيرة
- الرؤية الذاتية من الخارج
- المسير العربي بين النفق المظلم وأمل النجاة
- الخلاف والأختلاف في التقرير الرباني
- الرواية التاريخية وصياغة المشهد الحدوثي في تاريخ الإسلام وال ...
- الأنا والعولمة ح1
- الأنا والعولمة ح2
- الإنسان الحقيقة والإنسان الرمز
- مفهوم الأستقامة في السلوك والممارسة الحياتية
- محددات الأستقامة
- في معنى التأدب
- أساسيات التأدب والتأديب
- لماذا نحب الحسين ؟.
- تنوع الدين ووحدة التدين البشري
- محمد وعيسى وعلي
- فلسفة ما بعد العولمة ح2
- فلسفة ما بعد العولمة ح1
- الأنا والهوية المجردة في المفهوم الغربي والشرقي لها
- تناقضات العولمة ج1
- تناقضات العولمة ج2


المزيد.....




- كان محكومًا بالسجن مدى الحياة.. لحظة لقاء فلسطيني بزوجته في ...
- لافروف وفيدان يناقشان الوضع في سوريا والقضايا الإقليمية
- كيف تصادمت طائرتان في أجواء واشنطن؟ تفاصيل غريبة عن حادث مطا ...
- -نقوم بالكثير من أجلهما-...ترامب يصر على استقبال مصر والأردن ...
- مظاهرة حاشدة لأنصار عمدة مدينة اسطنبول أثناء مثوله أمام القض ...
- فرقة البيتلز تعود بالذكاء الاصطناعي وتترشح لنيل جائزة غرامي ...
- الشرع رئيساً.. بداية لإرساء منطق الدولة أم خطوة نحو المجهول؟ ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي في منطقة ز ...
- هيئة الأركان العامة الأوكرانية تعترف بوضع قواتها المعقد على ...
- شبكة -NBC- تكشف تفاصيل جديدة حول حادث تصادم الطائرتين في مطا ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العقل السوي وسلطان التعقل