أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى الهلالي - مدرسة دين امريكية تطبخ تمن وقيمة في الحسينية














المزيد.....


مدرسة دين امريكية تطبخ تمن وقيمة في الحسينية


بشرى الهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 4622 - 2014 / 11 / 2 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذا ليس إعلانا أو خبرا صحفيا، هو حقيقة استوقفتني لترفع أكثر من سؤال في بلدي الذي يعيش حالة ضياع فيما يتعلق بالتعايش السلمي. في الجامعة الاميريكية في السليمانية، تناول الطلبة وجبات التمن والقيمة التي ساهمت بطبخها مدرّستهم الاميركية. فهذه السيدة التي تشرف على تدريس مادة الاديان لطلبتها، وهي مادة تتضمن تدريس كافة الاديان المنزلة وغير المنزلة منذ بدء الخليقة، هذه المدرّسة تشارط طلبتها من المسلمين الشيعة طقوسهم كل سنة وتذهب معهم الى الحسينية في السليمانية لمساعدتهم في الطبخ وتوزيع الطعام، وفي هذه السنة لم تكن لوحدها فقد شارك معها البروفيسور عميد الجامعة الاميركية منذ اليوم الاول لمحرم واستمر ذلك وسيستمر حتى اليوم العاشر من محرم. أما مايتم طبخه من التمن والقيمة في الحسينية فيقوم طلبة الجامعة بارسال معظمه الى العوائل النازحة في المخيمات في السليمانية وتوزيع البعض الآخر لمن يشاء. والسؤال هو.. مالذي يدفع سيدة اميركية، بورفيسورة، وبروفيسور لفعل ذلك؟ هل يتملق كلاهما الشيعة؟ ولم.. فهما يعملان في اقليم كردستان الذي يعتبر الشيعة فيه اقلية والذي لايوجد فيه حتى جامع لهم.. وكلاهما أيضا ليس بحاجة الى حماية الشيعة او حكومة بغداد ولا يخشى أي منهما على حياته ليفعل ذلك. فاذا أردنا أن نبحث عن الهدف والسبب والمسبب وراء مايفعلانه فسنجد إنه لايوجد هدف سوى احترام عقائد الاخرين وتقدير معتقدات الغير ومشاركة طلبتهم من كل الاديان والطوائف طقوسهم وشعائرهم وهو مبدأ أساسي في احترام الانسان وحقوق الانسان. ففي اميركا، يحق لك أن تكره جارك أو زميلك أو أي إنسان بسبب دينه أو معتقده، لكن لايحق لك أبدا أن تصرّح بذلك أمامه أو في وجهه أو حتى على قناة إعلامية. فمن قال إن اميركا بلد الديمقراطية وانها تخلو من العنصرية فهو كاذب تماما. مازال هناك تفرقة عنصرية، بعض البيض يكرهون السود، واهالي نيويورك يكرهون اهالي بوسطن واوكلاهوما، وبعض الكاثوليك لايتزوجون البروتستانت، وبعض المسيح لايرتبط حتى بصداقة مع يهودي، وبعض المسيح لايطيقون المسلمين ولايجلسون في مكان فيه مسلم، لكن هل يستطيع مواطن النطق بكل هذا او التصريح به؟ أبدا، وان فعل فستتم مقاضاته، فان لم يعجبه دين الآخر ومعتقده فبامكانه الابتعاد عنه وعدم الارتباط به بصداقة او زواج أو حتى عمل، فأول شرط يفرضونه عليك عندما تطلب فيزا اميركا أو تقرر العيش فيها هو أن لاتتحدث في الدين أوالطائفة وان تتقبل ممارسات الآخرين وعقائدهم وتكن حرا في ممارسة طقوسك وعقيدتك شرط ان لاتتعارض مع حرية الآخرين.
في الضفة الأخرى، حيث نعيش نحن، تعلو أصوات برلمانيين وسياسيين ومثقفين من على شاشات التلفاز وفي المواقع الالكترونية والصحف والمجلات، وكل يفخر بانتماءه وعقيدته ويشتم الآخر ويكفّر الآخر، وكأن البطولات عندنا صارت بالجعجعة والتفاخر، وكلنا درس في التربية الاسلامية إن أول ماحاربه الاسلام عند مجيئه هوالتفاخر بالالقاب والانساب. ولكم يؤلمني أن أشاهد برنامجا تلفزيونيا يضم نائبة برلمان ونائب وكل منهما يدعو الآخر ب (انتو) فالسيدة صارت تمثل الشيعة والسيد صار يمثل (السنة) وحتى المذيع يصرخ لكل منهما ب (انتو).. فهل تحدثت البروفيسورة الاميركية مع طلبتها بصيغة (انتو) عندما رافقتهم؟ رغم اني لم أكن معهم الا اني واثقة انها لم يكن يهمها ولن يهمها ان كانوا شيعة أو سنة، بل انهم (أناس) جمع (انسان)، لهم حق التعبير وانها تحترم انسانيتهم، فمتى يحترم سياسيونا انسانيتنا ويتوقفوا عن زرع بذور الطائفية في البلد؟؟



#بشرى_الهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصيلة الخنساء
- لقاء مع آخر
- رحال
- دمك (أميمة) فضح صبغ شواربهم
- كاتم فرح
- الاغلبية الصامتة.. السكوت علامة الرضا.. وصمتكم هو مايريدونه
- لاتبيعونا
- تقويم
- عيدية
- الكبرياء تليق برجل
- يوم .. هو أنت
- بعد انتهاء الزفة.. من هو العريس المخدوع؟
- فضحنا الفيس بوك
- فضيحة دستور مصر.. و القادم من فضائحنا
- ويل لنا ان كان ماقاله محمد (حقيقة)
- يافشلتنا
- (حيّ على الجهاد).. على طريقة غاندي
- تعلموا من اوباما
- قمة (قمة ام حسين)


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى الهلالي - مدرسة دين امريكية تطبخ تمن وقيمة في الحسينية