مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 17:58
المحور:
كتابات ساخرة
ويبقى لتصحيح الثورة ، ثورتنا أنا وأنت ..
أن لا بد من أخلاق للثورة ...
أن لا بد من أن تتجاوز مفهوم ذاك الحب الذي لا يقنعك دينه إلا ما بعد منتصف الليل ..
فتمر بي كما يمر بأي عاهرة ، متسللاً إلى نعيم سريرها ، أي مكتو بجحيم هذا الوطن .
عزيزي ..
أليس بسبب مفهومك الرديء هذا للحب لا تكف كل جائعة ثائرة مثلي تطردكَ من سريرها عدواً كبيراً لكل جسد يأبى أن تهان بطولاته ؟!
أليس بسبب مفهومك الرديء هذا سيمضي الوطن ذاك الفقير الأبدي للحب ؟!
***
أجل لتصحيح الثورة ، ثورتنا أنا وأنت ..
لا بد من مفاهيم أرقى ...
فلا تنتش كما لو أن ثوراتك ( الصغيرة ، الرديئة أصلاً ) قد أعطت كل ثمارها فقط لأنكَ بعدها دخلتَ سرير ثائرة مثلي من غير وضوء ولا بسملة ..
بل متلبساً بأرخص أنواع الجسد ، بأقبح مستويات الحب !
***
عزيزي ..
لأن الحب هو ذاك الذي لم ترفع شعاره أي ثورة لك عرفتها حتى الآن ...
فلا تتعجب إن لم تتمخض كل ثوراتك غير خريطة جديدة لأوجاعنا موزعة على معسكرين لا ثالث لهما :
معسكري أنا ...
ومعسكركَ أنت ...
يضمني الأول امرأةً ما تزال تحن للحب كما هو متعارف عليه نسائيـاً !
يضم الثاني قواك الذكورية المدججة بكل فلسفة منحطة ...
فلسفة لا ترى في ضرورة احترام كرامة الإنسان غير قيمة غربية المنشأ لا تستحقها نساء الوطن ،
فلسفة لا تنفك تؤمن بأن الاحتكام دوماً إلى شريعة الذكور نعمة من الغباء التنازل عنها أو النضال من أجل زوالها !
عزيزي ..
سيكون عليَّ ، إذا ، نفيكَ خارج كل سرير للحب ، بعيداً عن أي جسد للثورة ...
سيكون عليَّ ، إذاً ، الكفر بأي حب تخضعه لترويضك الذكوري ...
***
عزيزي ..
من أخطائي سأستفيد ُ ...
من المكر الذي به تستولي عليَّ سأعتبر ُ ...
إنَّ ذكراً مثلك لا يؤمن بالمساواة في الحب ، في السرير ، في الفن ، في النضال ، من الصعب ضمان أي كرامة لي معه !
عزيزي ..
غير ذاك الشكل الخالد لأي استبداد أبداً لن تكونْ !
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟