|
قرأن جديد يفرز بين الغث والسمين
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 10:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كتب احد قرائي الكرام تعليقا على مقالي: علموا فكر احمد القبانجي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=315100
قرأن جديد Saturday, November 01, 2014 - سامي نعم كما نشاهدة الأن في الشرق الأوسط من سفك للدماء وظلم وتحقيير وتكفيير مستمدة من أيات القرأن وتعاليم السنة والأحاديث والروايات. وهناك لا يأخذ بها من الكثير من المسلمين بدافع من أنسانيتهم وليس من تعاليم القرأن. ومن ينكر هذا فهو منافق كذاب. وكلنا يعرف في الروايات عن الغزوات تردد العبارة التالية (الأسلام أو الجزية أو السيف)، ( أسلم تسلم)، ثم التحايل على النص (لا أكراه في الدين) وجعل منها في الروايات (الأسلام دين الفطرة). وهي مغالطة عقلية. وجعلوا الردة سبيلا لكل من يريد ان ينسلخ من هذا الدين لينجي بنفسه. والكثير الكثير من هذا القبيل. كما ذكرت هناك الكثير من المسلمين لأياخذ بهذه ولكن هناك نسبة قليلة حتى لو كانت ا% أو 2% فهي نسب كبيرة بالنسبة لعدد المسلمين في العالم تأخذ حرفيا بكل هذة التعليمات. ولا تنفع أي معالجة سوى أنتاج قرأن جديد يستنهض الجانب الروحي في المسلمين لاغيا لكل مفاهيم العنف والكراهية ومطابقا لحقوق الأنسان. ومع احترامي الجزيل لكم.
محاولة المرحوم محمود محمد طه --------------------- لقد وعي المرحوم محمود محمد طه جيدا المشكلة التي يذكرها القارئ الكريم. ولذلك رأى تقسيم القرآن إلى قسم مكي وقسم مدني، مطالبا بالرجوع لقرآن واسلام مكة المسالم وترك قرآن واسلام المدينة العنيف والذي يخالف حقوق الإنسان. وقد عرض فكرته في كتابه الشهير: الرسالة الثانية من الإسلام http://www.alfikra.org/book_view_a.php?book_id=10).
ففي كتابه هذا، يعتبر محمود محمد طه أن القرآن المكي هو أصل الإسلام، أما القرآن المدني فهو قرآن سياسي يأخذ بالمعطيات المكانية والزمانية. وعليه فإنه يرى أن القرآن المكي ينسخ القرآن المدني وليس العكس. وهذا الموقف يحل معضلة التعامل مع النص القرآني، وهو أحد الدوافع التي جعلتني أنشر القرآن بالتسلسل التاريخي. وحسب علمي لم ينادي محمود محمد طه بنشر القرآن بالترتيب التاريخي، ولكن هذا الترتيب يساعد على فهم نظريته. فالقارئ يرى فيه بصورة واضحة مضمون القرآن المكي ومضمون القرآن المدني ويستطيع أن يحكم بذاته كيف تم التحول من موقف متسامح دون تمييز الى قرآن مُسَيَّس، قتالي، يفرق بين أتباع النبي محمد والآخرين، وبين الرجل والمرأة. فمن الملاحظ أن الآيات المكية تستعمل عامةً عبارة "يا أيها الناس"، بينما الآيات المدنية فقد استبدلتها بعبارة "يا ايها الذين آمنوا". ففرقت بين الناس على أساس الإيمان. قارن على سبيل المثال بين الآية: "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" (39-7: 158) والآية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ" (92-4: 144). ولم يفرق القرآن المكي بين الرجل والمرأة، على العكس من القرآن المدني. قارن على سبيل المثال بين الآية: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (70-16: 97) والآية: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" (92-4: 34). ويلاحظ في هذا المجال أن آيات الميراث التي تعطي للمرأة عامةُ نصف ما تعطي للرجل في الميراث (انظر مثلا 92-4: 11 و 176) والآية التي تجعل شهادة المرأة تساوي نصف شهادة الرجل (87-2: 282) ، وآيات القصاص والعقوبات قد جاءت في القرآن المدني (انظر مثلا 87-2: 178 و 179 و 102-24: 2 و 112-5: و 33 و 38). وكذلك آيات القتال، ومن ضمنها آية السيف الشهيرة (113-9: 5) والتي اعتبرها الفقهاء المسلمون ناسخة لكل الآيات المتسامحة، ومن ضمنها الآية "لا اكراه في الدين".
إلا ان دعوة المرحوم محمود محمد طه لقسم القرآن إلى قسمين لاقت رفضا تاما من قِبَل الأزهر والهيئات الدينية الإسلامية الأخرى فألبت عليه السلطات القضائية السودانية التي قامت بشنقه في 15 يناير 1985. فهم يعرفون ان مثل هذه النظرية تفسد عليهم تجارتهم فيفقدون سيطرتهم على رقاب العباد.
ضرورة اعادة نشر القرآن بالتسلسل التاريخي مع تحذير --------------------------------- الطبعة العربية التي بين ايدينا اليوم طبعة مشوشة تخلق التباسا في فهم القرآن. فالقارئ ينتقل من آيات متسامحة إلى ايات قتل وسبي وملك يمين ورق وجزية وقصاص وصلب... وهي التي تطبقها داعش -- وهي أيات من صلب الإسلام خلافا لما يروج له الكثيرون الذين يدعون كذبا أن الإسلام دين مسالم وتسامح -- فهذه الدعاية الكاذبة لا تنطبق إلا على قرآن مكة، وليس على قرأن المدينة. ولو اننا نشرنا القرآن بالتسلسل التاريخي لتبين للقارئ ان هناك انتقال نوعي من القرآن المكي المسالم إلى قرآن المدينة الإجرامي والذي يقدم تبريرات لمجرمين التموا على عالمنا العربي والإسلامي من كل صوب تحت راية سوداء عليها عبارة "محمد رسول الله"، يعيثون الفساد في الأرض والدمار والقتل والسبي وانتهاك الحرمات.
ولا يكفي نشر القرآن بالتسلسل التاريخي، بل يجب وضع تنبيه في بدايته بأن ليس كل ما في القرآن صالح للتطبق، بل فيه الكثير الذي لم يعد مطابقا لحقوق الإنسان. وهذا ما قمت به في طبعتي العربية للقرآن. فقد وضعت في بدايتها التنبيه التالي:
تحذير هام لقراء القرآن --------------- الكتب التي نطلق عليها اسم "الكتب المقدسة" أو "الكتب السماوية" وليدة عصرها وتمثل جزءاً من التراث الإنساني. ولذا هي ليست حكرا على مجموعة دينية معينة. وكغيرها من الكتب، تتضمن الغث والسمين. وقد تم استخدمها كأدوات تجنيد وتعبئة لأتباعها في الماضي والحاضر لشن الحروب واحتلال بلاد الغير وهضم حقوق الآخرين واسترقاقهم. وتتضمن هذه الكتب نظماً مخالفة لحقوق الإنسان المتعارف عليها في المواثيق الدولية. ولهذا السبب قامت دعوات هنا وهناك لحرقها أو منعها كليا أو جزئيا لحماية البشرية منها. وإيمانا منا بحرية التعبير، نرى بأنه لا يحق حرق هذه الكتب أو منعها، ولكن يجب تحذير القراء منها ودعوتهم لقراءتها بروح ناقدة ووضعها في اطارها التاريخي الذي كتبت فيه تماما كما نفعل مع شريعة حمورابي وغيرها من الشرائع القديمة التي لم تعد مناسبة لعصرنا. وعليه نرى من واجبنا وضع هذا التحذير على طبعتنا العربية للقرآن:
تحذير هام لقراء القرآن بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال سنة النبي محمد التي يجب على المسلمين اتباعها، يتضمن القرآن نظماً مخالفة لحقوق الإنسان المتعارف عليها في المواثيق الدولية. ولذا ندعو القراء إلى قراءته بروح ناقدة ووضعه في اطاره التاريخي، أي القرن السابع الميلادي. ومن هذه النظم المخالفة لحقوق الإنسان التي ما زالت القوانين العربية والإسلامية تنص على بعضها وتطالب الحركات الإسلامية بتطبيقها، كليا أو جزئيا، أذكر على سبيل المثال: - عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل. - عدم المساواة بين المسلم وغير المسلم في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والعقوبات والعمل. - عدم الاعتراف بالحرية الدينية وخاصة حرية تغيير الدين. - الحث على مقاتلة غير المسلمين واحتلال اراضيهم واخضاع غير المسلمين لنظام الجزية وقتل من لا يتبع الديانات السماوية. - وصم غير المؤمن بالكُفر، و تعليم أطفال المسلمين كراهيته فيما يُعرف بمفهوم "البغض في الله" و البراء منه و طلب قتاله فيما يعرف بجهاد الطلب. - تثبيت نظام الرق والسبي وملك اليمين من خلال كتب شرعية تدرس في الأزهر، و رفض مراجعة آيات الرقيق و ملك اليمين. - النص على عقوبات وحشية مثل قتل المرتد ورجم الزاني وقطع يد السارق والصلب والجلد والقصاص (العين بالعين والسن بالسن). - تحطيم التماثيل والصور والآلات الموسيقية ومنع الفنون الجميلة. وعليه، فقد وجب التحذير.
علينا اذن سحب كل نسخ القرآن التي في الأسواق والمكتبات والجوامع والجامعات واعادة نشره بالتسلسل التاريخي مع التحذير المذكور قبل أن يصبح العرب والمسلمون في خبر كان. وعلينا اعادة تأهيل اساتذة المدارس والجامعات وائمة الجوامع والإعلاميين وتنظيف عقولهم من الصدأ الذي علق بها منذ 14 قرن من التدجيل والكذب والجهل -- حتى نخلق مجتمع جديد يحترم الحياة ويحترم حقوق الإنسان.
اللهم اني قد بلغت فاشهد -- اللهم اني قد بلغت فاشهد -- اللهم اني قد بلغت فاشهد.
د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14 حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131 ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني: [email protected] انضموا إلى مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 75 (النواقص)
-
الإنسان وليس الإسلام يعلو ولا يعلى عليه
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 74 (النواقص)
-
عودا لعقولكم قبل ان يفنيكم غباؤكم
-
عندما تصحح الترجمات القرآن
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 73(النواقص)
-
فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 72 (النواقص)
-
النواقص في القرآن - رسالة دكتوراة
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 71 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 70 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 69 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 68 (النواقص)
-
المغضوب عليهم والضالين اليهود والنصارى
-
غربلة القرآن قبل غربلة البخاري
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 67 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 66 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 65 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 64 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 63 (النواقص)
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|