عمر حمَّش
الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 01:21
المحور:
الادب والفن
فراق!
أغمضَت؛ فأغمضَ النورُ مسرعا، وتمطّتِ الشمسُ؛ وهي تبكي متثائبة!
تهوية!
كانت المروحة تقول:
على الفاضي .. على الفاضي ..
فيصغي هو أكثر، ويدقق .. يقلّب جذعَه، يضرب وجهه:
على الفاضي .. على الفاضي ..
قام منثاقلا .. خطا إلى مفتاحها .. جعل مؤشره أفقيا على الصفر .. راح إلى فرشته؛ لسعه لهبُ الصيف .. هوى في قعر جهنم .. جاءت قدميه براغيث كانت مخبوءة .. على وجهه طنّت بعوضة ... هاجمته علنا .. راوغت ذراعه التي نشتها .. ثمَّ سددت إبرتها على رأسِ أنفه المفلطح .. قام يجري، يلعن أرضه، وسماءه .. عاد إلى المفتاح .. أداره مسرعا؛ جاءه التيار البارد .. ابتسم، تمدد تحت المروحة ، صارت طاحونة .. صارت عجوزا مملّة دؤوبة .. تقول بانتظام :
على الفاضي .. على الفاضي ...!
استدراك
عندما مروا بنافذتِها؛ جاءها، وجاءته ... تحت شجرةِ الأكاسيا .. على ذات التراب .. ضمّته، ضحك قليلا .. ضحكت قليلا ..ثمّ إلى رؤوسهم عاد .. تمدد هانئا في نعشه!
لقاء!
حين مدَّ كفّه؛ اتسعت عيناها .. صارتا بحيرتين مع سربي حمام .. ولمّا ارتخت؛ صارت إلهةَ إغريقٍ أعادها الزمان .. لم تتوجعْ ... أمَّا هو فوقف ... حائرا ... في جثةٍ سقطت بلا حراك!
نهاية المشوار!
تجاورا على مقعدٍ قديم، قُربَ رمادِ أغصانٍ يابسة، لم يكن ثمةَ عصافير .. فعصافيرُ عينيهما منذ زمنٍ سافرت، وكان الهواءُ في البعيدِ مُعلّقًا ... ناشفا في ألواحٍ متباعدة .. فقط صدراهما كانا يرتجفان ... كلٌّ على عكازِهِ يستعيدُ زمانَه، ويجري فيه بأقصى سرعةٍ ممكنة!
نعناع!
قُربَ بسطةِ الدَّجاجِ بائعُ النعناعِ ... نحيفًا كان أبرصَ، وبدرنةِ أنفٍ، تنفر كلما سقط على الأرضِ الصلبة .. تصيحُ النسوةُ، يهيجُ دجاجُ الأقفاص .. هو أيضا يصيرُ دجاجةً تتمرغ، فمُهُ يزبدُ، ولعابُه يسيل!
بعدها ... يهمدُ .. يقومُ .. ينفضُ ثوبه ... يمسحُ جفنيه ... يرفعُ حزّم النعناع ... وبصوتٍ متقطعٍ ضعيفٍ يصيح:
نعنا .. ع .. يا .. حلو ... ات!
تأنيب
منذ هويتُ؛ وقابلةُ أمِّي تسألُ عني، وتهربُ عيناها من عينيّ.
سعادة
كلما ضاقت؛ عادته كائناتُ الليل، ومعها التذَّ بآخر صيحاتِ جنونه.
بقايا
هذا يمضغُ هذا، وهذا يمضغُ هذا، وذاك يدنو، ويلوكُ!
. حكاية!
يوم جاءتنا الريحُ؛ جاءنا المفكّرُ .. صار يرمقنا، ويفكّرُ، ويفكّرُ، ثمَّ يرشدُنا ..حتى علَّمَنا كيف نندبُ مولودَنَا، وننوح، ونزفُّ مَيتَنا بالطبلِ الرجوف.
#عمر_حمَّش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟