أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - أنا بعث وليمت أعداءه --وأصدقاءه















المزيد.....

أنا بعث وليمت أعداءه --وأصدقاءه


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 07:59
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ الخمسينات، توقف المسيحيون عن الإنجاب، ودخل المدعو فارس الخوري كتاب غينيس للأرقام القياسية، فهو أول وآخر مسيحي يستلم رئاسة الوزراء السورية. وكل هذا حدث قبل استلام حزب البعث العلماني السلطة. وبعدها لم يتجرأ مسيحي واحد على الوصول إلى هذا الكرسي.

ما فعله حزب البعث خلال استلامه للسلطة أمر عجيب غريب فظيع مريب. في إحدى الجلسات قال أحدهم: ألا تعتقدون أن الخراب الذي يحل
بالبلاد( ممنهج). ويقصد أن هناك خطة منهجية لخراب هذه البلاد.ويمضي في حديثه: إذا قارنا سوريا اليوم، بمثيلاتها من الدول العربية، فماذا تكون النتيجة، اليوم وبعد أربعين عاما على حكم الحزب الواحد الأحد، تعتبر سوريا من أكثر الدول العربية تخلفا. من كان يتصور أو يصدق، أن سوريا تستورد المياه من السعودية والأمارات؟؟ إنها نكتة بالغة القسوة.

أذكر يوما كنت، في زيارة لمعمل بقين للمياه الغازية. وكان مديره صديقا لي. وأثناء تواجدي عنده. دخل صحفيان من إحدى الصحف المحلية. وأجريا معه مقابلة. سألاه فيها عن الأرباح المحققة هذا العام. وكنا في الشهر التاسع على ما أذكر. فقال لهما: مئة وثمانون مليون ليرة سورية. أعجبني الرقم، وأعجبتني فكرة الربح الذي حققه معمل وطني. وسألته بدوري بعد خروج الصحفيين. مبلغ جيد ممكن أن يصل إلى المائتين، والخمسين مليون آخر العام. ضحك مدير المصنع وقال: أنت تمزح. المعمل. تبلغ خسارته سبعون مليون ليرة سورية، بالتمام والكمال.ولكن هكذا يريدون منا، أن نصرح. أساسا من سيحاسب.وسألته : عدم المؤاخذة يا فلان، انتم شركاء الماء، ومن يشارك الماء لا يخسر على حد علمي. قال: معك حق، ولكن إذا القيادة الفلانية طلبت، والقيادة العلا نية طلبت، ورئيس الفرع الفلاني طلب، ورئيس الفرع العلا ني طلب فكيف لا يخسر المشروع؟؟

كل هذا من مآثر حزب البعث العظيم جدا.أبو أمجد يعمل في الرقابة والتفتيش، ويوم تم تعيين أحد الوزراء في وزارة الأعلام قال: هذا الشخص حققت معه في سرقة ألاف الأطنان من الشمنتو يوم كان محافظا في هوليوود، واليوم يضعونه وزيرا للإعلام، فكيف بربك ستستقيم البلد، بوجود مثل هؤلاء. أعود إلى بداية مقالتي؛ هل من يخربون البلد يعملون بأسلوب( ممنهج)؟؟ والجواب بالطبع، لا، لأنهم ليسوا أكثر من جماعة من المرتزقة، يعملون على ملئ جيوبهم، وليتها تمتلئ
يقولون: طيب ماذا على الرئيس الشاب أن يعمل تجاه هؤلاء؟؟

نقول: إن رجال الأمن في سوريا يفوقون في عددهم الحفر الموجودة في الشوارع، وبالتالي، يعرفون الشاردة والواردة، ويعرفون أين يسهر المحافظ الفلاني، وأين ينام الوزير العلا ني، وكم عدد الألوف الموجودة في محفظة الطفل الصغير ابن المسئول الكبير، وبالتالي لديهم تقارير عن كل شخصية، سياسية أو مدنية، وبالتالي يستطيعون إفادة السيد الرئيس، بأن فلان الفلاني حرامي درجة رابعة، وننصح بأن يستلم فرن احتياطي، لأن السرقة أصبحت في دمه، ولا نستطيع، كل مرة بهدلته، لأن منصبه الحزبي عالي شوي.وهذا حرامي درجة ثالثة، ننصح بتسليمه مؤسسة استهلاكية. والآخر حرامي درجة ثانية، يُفضل إبعاده عن كل الوزارات الخدمية. أما هذا فحرامي درجة أولى، لا نجد حلا له إلا بإرساله سفيرا خارج البلاد، ولمدة أقلها عشرون عاما. وبهذه التقارير، نتخلص من الحرامية، ويبقى الشرفاء، يستند إليهم السيد الرئيس الشاب في بنائه لسوريا الجديدة.

حزب البعث العظيم يعد حوالي، المليونين على ذمتهم!!!هذا العدد الكبير المخيف لحزب ما، لا يستطيع أن يوصل مرشح في أي انتخابات ديمقراطية، حتى إلى منصب مختار حي، وما حدث في انتخابات البلديات، أكبر دليل على ذلك، والسلطة لا تتصرف عن غباء، عندما تشترط وجود قوائم الجبهة، وتضع مرشحيها.

قديما قيل من يأكل من على سفرة السلطان يضرب بسيفه.لماذا لا ينتخب البعثيون أنفسهم، رفاقهم، زعمائهم؟ الأكيد أنهم لا يريدون أن يذهبوا إلى جهنم مرتين. مرة حين صمتوا عن أفعالهم، ومرة حين شهدوا زورا بمصداقيتهم.

من المآثر العظيمة لهذا الحزب العظيم، كبت النفس، وخنق الرأي. فنحن في تاريخنا كله، لم نقم بالتصويت، أو الاستفتاء سوى على انتخابات مجلس الشعب، ورئاسة الجمهورية. ليتهم أخذوا رأينا مرة واحدة في مشروع الصرف الصحي، نعم نقبل ، ولكن المهم أن يكون لنا رأي في هذه الدولة. رأيا صادره حزب البعث من أربعين سنة. وكأن كل ما تبقى من الشعب السوري، مجرد متفرجين على ما يحدث قي بلادهم الخربانة.
المواطن السوري في ظل الحزب الواحد أصبح أصم، أعمى، أبكم.لا يعرف شيء عما تقوم به الحكومة أو ما لا تقوم به، الشك والسرية والتخريب، ثلاثة أمور تغلف دائما الاقتصاد، والمالية، والضرائب، والأداء السياسي والقضائي.

نظام الحزب الواحد. مغلق، غامض، استبدادي، ومطلق القدرة، ولا يحترم سمعة الناس وكرامتهم، وبالتالي فان المواطن السوري يجد نفسه في موقف قزم لأنه يُسحق بوحشية في قبضة عملاق متلبد الإحساس يتعذر فهمه.

كان يُقال دائما انه يجب على المواطن أن يتقبل عقوبات العدالة، ولكن السؤال عن عدالة الحزب المطلق.السؤال حول ما إذا كان يجب أن يكون .هذا القبول خضوعا أعمى أو عبودية لأمر مؤسسة تحتكر العدالة والقوة الضرورية لفرض أوامرها،

لنتأمل ألا يؤدي الفساد التدريجي الذي أورثنا إياه حكم الحزب الواحد، عند الجنس السوري الإنساني إلى أن يقوم هذا الجنس بتغيير اسم النوع إلى اسم معاكس تماما فيصبح الجنس السوري اللانساني. فالحالة التي وصلنا إليها اليوم يمكن أن توازي. مستوى متقدما من انحطاط المواصفات التي كان يتمتع بها الإنسان السوري سابقا:من شهامة إلى حب الخير، إلى المسارعة لتقديم المساعدة، إلى الوفاء بالعهود، إلى نجدة المظلوم. كل هذه المواصفات التي ضمرت ثم انقرضت . حتى لكأن الأخلاق، أو الافتقار إليها، هو مجرد نتيجة منطقية إما لوعي مات أو مفرط في ضموره

وعي مات، أو مفرط. في ضموره. نعم. إنها الحقيقة المرة، الوعي الإنساني السوري قد مات، والخشية اليوم من أن يموت الإنسان السوري بنفسه، فالأمور أصبحت أكثر سوداوية، والحياة أثقل، والموت أرحم.



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرياني --هو ---السوري
- لا تضربني لا تضرب كسرت الخيزرانة-صرلي اربعين سنة من ضرباتك و ...
- بعران المشاكس؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- عدل--المشروع الثقافي المطلوب!!!!!!!!!!!
- مع تحيات عزيز نيسين نصيحة الحكومة السورية لمعارضتها كبروا طا ...
- je suis le porte-parole انا الناطق الرسمي------------
- فقاعة هواءوووونتحدى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
- ما الذي حدث اليوم في الزبداني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- إذا كان المجرم يحتاج إلى موت الحاكم حتى يخرج من سجنه. فالمعا ...
- عدل: مشروع تجمع علماني ليبرالي ديمقراطي ينتظر الترخيص----
- التحليل النفسي للشذوذ الجنسي عند ابي نواس
- الاتجاه المعاكس-------------------
- مطلوب عدد 2 كفيل من اجل رئيس الوزراء الجديد---------
- ولكن أين الشعب السوري؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- تحية من جاك سترو----الى السيد القمني
- نعم أعتذر من الوطن---ومن كل الشرفاء خارج الوطن
- أبو علي المصوفن---وعراضة واشنطن
- خصخصة سوريا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- النظام الأخلاقي الليبرالي
- أوراق تموز---اللحظات الأخيرة للزعيم أنطون سعادة------


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - أنا بعث وليمت أعداءه --وأصدقاءه