|
أوراقٌ مربدية !!!
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 18:31
المحور:
الادب والفن
( المربد أفق أبداع يتجدد ) ، تحت هذا الشعار وبدعم من وزارة الثقافة العراقية ، وحكومة البصرة المحلية أقام اتحاد أدباء البصرة مهرجان المربد الحادي عشر للفترة من 18 – 22 تشرين الأول 2014 م ، دورة الشاعرة المبدعة ( لميعة عباس عمارة ) ، وقد تحدث الكثير من الأدباء والمتلقين عن الكثير من الانتقادات السلبية التي وصلت لحد القول أن لا فائدة من عقد مثل هذه المهرجانات ، ولست هنا بموقف المدافع أو المتصدي للدفاع لمثل هذه التقولات ، فلست موظفا بوزارة الثقافة ، ولا موظفا بحكومة البصرة المحلية ، ولا عضوا في اتحاد البصرة ، أو الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ، لأسباب لست بصدد ذكرها وتبريرها الآن ، وأجد لزاما عليّ أن أسجل بعض النقاط إيجابا أو سلبا متوخي الدقة والحقيقة والضمير الثقافي العراقي لا غير . الورقة الأولى تساؤلات : يقولون أن العدد المدعو للمهرجان أكبر من طاقة واستيعاب البصرة واتحادها ؟ ، وسأجيب عن هذا التساؤل بالنقض وأقول أن العدد المدعو أقل بكثير عما تستوعبه محافظة البصرة ، الفنادق متوفرة ، وخدماتها جيدة أو فوق المتوسط ، ومطاعم البصرة كثيرة ونظيفة ومميزة ، نعم لا يمكن جمع الوفود بفندق واحد لأسباب كثيرة ، أولها أن الفنادق الأهلية لا تخلي غرفها من أجل مهرجان مدته خمسة أيام ، والفنادق أسست على مبدأ الربحية وهي غير معنية بضيوف المربد أو غيره ، والفنادق المرشحة متقاربة ولا تبعد واحدة عن الأخرى بأكثر من 100 م ، ولست منحازا للهيئة الإدارية لإتحاد البصرة فقد قدموا من الخدمة لضيوفهم الكثير بدءا من رئيس الإتحاد ومن سانده من أعضاء هيئته الإدارية ، وبعض من المجلس المركزي للإتحاد العام . يتهامس الكثير لماذا عدد محدد من ضيوف المربد العرب حُجز لهم بفندق ( شيراتون البصرة ) ؟ ، ولماذا لم يعاملوا كما عومل هؤلاء الضيوف ؟ ، وهل الأسماء المدعوة تستحق الوقوف على منبر المربد العتيد ؟ ، أقول يفترض على وزارة الثقافة واتحاد البصرة والمركزي أن ( يجبوا الغيبة عن أنفسهم ) ، ولكي يتخلصوا من التقولات غير المفترضة أن يعامل الأديب العربي كما يعامل الأديب العراقي ، لأن الجميع هم ضيوف على البصرة الفيحاء أولا ، ولتتلاقح الأفكار بينهم ، وزيادة الأواصر المعرفية بين المثقفين العرب والعراقيين ثانيا ، وبخصوص الأسماء التي حضرت من النساء والرجال فنحن كعراقيين نتقدم لهم بالشكر لكسرهم طوق الحصار الثقافي الظالم على عراقنا الحبيب ، وكانت أسماء حاضرة يمكن أن يكون لها شأنا ثقافيا مستقبلا ، الشاعرة السورية الفائزة بالجائزة الثانية لنازك الملائكة ( ليندا إبراهيم ) ، وغيرها ، وغيرهم ، ونقاد عرب معروفين ، فماذا نريد أكثر من ذلك طالما أن الأسماء الكبيرة تحجم عن تلبية دعوة المربد ، وعدم حضور بعض الشعراء العراقيين أثار تسائلا كبيرا بين المربديّن ، لأن هذه الأسماء كان لها حضورا فاعلا في المرابد السابقة . تسائل الكثير لماذا لم تسند عرافة حفل الافتتاح كما المرابد السابقة لما بعد سقوط صنم الدكتاتورية للشاعر ( عبد السادة البصري ) وأسندت للشاعر ( عمر السراي ) ؟ ، مما أثار الشك والغرابة ، وربما أن جهة معينة أرادت أبعاد الشاعر عبد السادة البصري عن هذه المهمة التي كان ينهض بها في المرابد السابقة ، ومما يزيد في تلك الشكوك أن البصري لم يسهم كشاعر في أي جلسة شعرية مربدية ، و كان البصري حاضرا بكل فعالية من فعاليات المهرجان بدءا من الاستقبال وصولا ليوم حفل الاختتام ، ورغم علاقتي الوطيدة به لم أجرأ على سؤاله عن أسباب ذلك ، والبصري كما عهدته مميزا بقيادة دفة العرافة في أغلب المناسبات المربدية وغيرها ، ولا أنكر أن الشاعر والإعلامي ( عمر السراي ) كان رائعا بعرافة الحفل لغة ، وأداءً ، وصوتا ، كيف لا وهو الذي سبر أغوار اللغة ، درسها ودرَّسها ، وكتب بها شعرا ونثرا ، وصاغها بمقدمة شعرية محبوكة ، وقدمها بصوته الرخيم الذي فرض علينا الإنصات له . يتساءلون عن سبب أقامة أمسية شعرية بحديقة ( الحرية ) معتبريها سبة على المهرجان وقيادته ؟ ، وأجد أن هذا الطرح غريب وساذج ، ولا يحتاج للكثير من التبرير ، ومعلوم أن الحملَ الملقى على عاتق المثقف هو النهوض بالمستويات الثقافية والوطنية لعموم المتلقين ، وبما أن الفضائية العراقية تتبعُ المسئول الحالي الذي لم يدأب على حضور جلسات المربد لأنه غير معني بها ، فمن المنطقي أن ينتقل المثقف من القاعات المغلقة التي لا توصل صوتا الى القاعات المفتوحة لتصل الى الكثير ، وليكون المواطن وجها لوجه أمام المثقف الذي يريد سماعه مباشرة أفضل من عدم سماعه نهائيا . تسائل وجدته عند بعض المربدين وعلى صفحات التواصل الاجتماعي وهو ، قبل ختام المهرجان توزع شهادات المشاركة على المشاركين والحاضرين ، مع مبلغ متواضع من المال يعتبروه أجرة نقل للمشارك والمدعو ، في مربد عام 2014م لا أعرف كيف اختيرت الأسماء للحصول على المبلغ المقرر ، قالوا أن المبلغ يوزع للمدعوّين رسميا فقط ، ومن ظهرت أسماءهم في الصحف الرسمية العراقية ، ولكني لم أجد ذلك واقع حال دقيق فقد منحت أسماء غير مدعوة للمهرجان ، ولم نقرأ أسمائهم بالصحف بهذا المبلغ المتواضع جدا ، وسأل أحد المدعوين المسئول عن صرف المبلغ فأجاب لقد نفذت سيولتنا المالية وسنسحب من المصرف لاحقا ونبعثها لكم ( حوالة ) بريدية لمقرات اتحاداتكم في المحافظات ، أتمنى أن يلتزموا بذلك تلاشيا للكثير من التقولات غير المرغوب فيها ، ولكي لا تحسب على المثقفين كما حسبت على السياسيين . الورقة الثانية رأي ومقترح : حضر الشعراء وغاب الشعر ، هكذا يتحدثون ، وهذه فرية لا صمود لها على واقع ما سمعناه من قصائد ، نعم القليل من الشعراء توفقوا بتقديم نصوصهم التي يستحق الوقوف عندها ، كاظم الحجاج ، عارف الساعدي ، ليندا إبراهيم ، يحيى السماوي ، حيدر الحمامي ، عمر السراي ، عدنان الفضلي ، وفاء الربيعي ، وعذرا أن خانتني ذاكرتي ، ومؤكد أن هناك قصائد يمكن سماعها ولا يمكن الوقوف عندها ، والسؤال الذي أود طرحه ،هل المربد معني بتقديم هذا الكم من الشعراء ؟ ، أم معني بتقديم السمين من القصائد ؟ ، سؤال أضعه أمام الهيئة التحضيرية للمرابد اللاحقة ، وأجد الجلسة التي يقرأ فيها عشر شعراء أفضل بكثير من أن تستمع ل 28 شاعرا بجلسة شعرية واحدة تصاب بنهايتها بالغثيان ، وليس دعوة الشاعر ضمان بأنه سيرتقي منصة المربد ، ولماذا يطالب الجميع بالقراءة ويوافقون أن يكونوا العدد 28 . لاحظت الكثير بل الغالبية العظمى من المدعوين لا يعيرون انتباها لمنصة المربد ولمن يعتليها ، الأحاديث الجانبية كثيرة وكأننا في مقهى عامة وليس بحضرة مربد منتظر ، رغم نداءات عريف الحفل المتلاحقة ، وكان أحدهم يجلس بجنب الأستاذ ( فاضل ثامر ) رئيس الإتحاد وهو مسترسل بحديث لا أعرف كنهه ، وكنت أجلس أمامهم ، حاولت تنبيهه بلفت رأسي نحوه ولكنه لم يستلم الإشارة ، حاولت ثانية وهو مصر على حديثه ، أخرجت ( كامرتي ) متذرعا بها ، واستأذنت الأستاذ فاضل بالتقاط صورة لهما وخاطبتهما قائلا ، أعتقد أن مكان الشعراء ليس في هذه القاعة بل خارجها ، لأن الشعراء – بعضهم - هم من يفسدوا علينا متعة الاستماع لما يقال ، لاحظت علامة الرضا من الأستاذ فاضل ولكن صاحبنا لم يلتفت لذلك وأستمر بحديثه ، وأعتقد أن الأستاذ فاضل ثامر ترك مجلسه جنبه لهذا السبب . الورقة الثالثة صك الغفران : في جميع المحافل الأدبية والشعرية تجد نفس الشخوص ونفس الوجوه وكأن هؤلاء يحملون صكوك الغفران لهم ولما يُسطرون ، الإتحاد وفي جميع المحافظات العراقية غني بطاقات أبداعية ملفتة للمتابعة وللإصغاء وغير مسموعة من الكثير ، ولم يهيأ لها المجال إعلاميا لتأخذ حيزها الإبداعي ، وهم مدعاة فخر لإتحاد جذوره متأصلة بثقافتنا العراقية والعربية ، أتمنى أن تكون الفعاليات اللاحقة تأخذ هذا الطرح بعين الاعتبار ، وبعين أبوة ينهض بها اتحاد الأدباء والكتاب في العراق . الورقة الأخيرة أمنية : لا يمكن إلا أن أقول أن الهيئة الإدارية في إتحاد البصرة عملت وقدمت من الجهد الكثير الكثير ، ولم يكن هذا الجهد مقدما أيام المربد فقط ، بل كان ثمرة اجتماعات ولقاءات ودراسات كثيرة ومتواصلة لشهور عدة قبل انعقاد المربد ، وأمنيتي تتلخص بإضافة جهد قليل ليكبر جهدهم المقدم من خلال تفعيل دور اللجنة الإعلامية ولجنة التشريفات واللجان الأخرى ، وأتمنى أن يكون عضو هيئة إدارية من إتحاد البصرة ساكنا مع ضيوفه الموزعين على الفنادق المستغلة لضيوف المهرجان ، وليرفع عن كاهل الضيف معاناة السؤال أين تعقد الجلسة ؟ ، وساعة عقدها ؟ ، وليس ذلك صعبا فقد وجدت أكثر من عضو هيئة إدارية في هذا الفندق وذاك ، والفندق الذي كنا فيه نضطر الذهاب لتلك الفنادق والسؤال عن ما نريد ، صحيح أن البرنامج قد وزع ونشر في صحيفة المربد وعلق البرنامج بصالات بعض الفنادق دون فندقنا . أمنية أخيرة : أتمنى على وزارة الثقافة العراقية ، وحكومة البصرة المحلية أن يكون دعمها المالي والمعنوي أكثر بكثير مما قدم ، لأن الثقافة تحتاج الكثير لتقدم الأفضل ، ورغم ذلك فقد قدم المربد ثقافيا أكثر مما قدم له .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( المضيف ) اجتماعيا وأخلاقيا !!! الشيخ ( رعد علاوي حسين الدل
...
-
( فلو أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي )
-
إضاءة / المال الإسلامي والربيع العربي
-
ومضة شعرية
-
( ألمن نوجه العتب ) / لمناسبة شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي
...
-
إضاءة / ( نصيحة أتيكيتية ) !!!!!!!!!
-
( كش ملك كش الوزير ) قصيدة شعبية
-
القادسية الثالثة / قصيدة شعبية
-
إضاءة / رئيس كردي لدولة عربية
-
لأنه يقرأ ويكتب أصبح من حماية الزعيم !!!
-
إضاءة / الفقراء رصيد الأوطان !!
-
( تاج الراس ) الى أبناء القوات المسلحة العراقية
-
الحمد لله !!!!!!!!!!!!!! / قصيدة شعبية
-
إضاءة ( جاسم الحلفي ) و ( هيفاء الأمين ) وجهان لشيوعية واحدة
...
-
عرض كتاب ( مائة يوم ويوم في بغداد )
-
الدولة العراقية لا تسمح بالمذياع !!!
-
إضاءة / ( الرورو ) ينتصر !!!!!!
-
إضاءة / المرشحون وشراء الأصوات والذمم !!!
-
إضاءة / ( ولو أسمعت لو ناديت حيا / ولكن لا حياة لمن تنادي )
...
-
إضاءة / ( موسى عمران المعموري ) والأجتثاث المدروس !!!
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|