أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - القراءة التفكيكيّة للنصوص الدّينيّة !















المزيد.....

القراءة التفكيكيّة للنصوص الدّينيّة !


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4619 - 2014 / 10 / 30 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" إدراك ماركس للدين عندما قال بأنه – أفيون الشعوب – " :
دين الناس ليس جدلا في الأفكار والميتافيزيقيا ، بل رابطة ووجدان ورأسمال رمزي للجماعة مبثوث في لغة وطقوس وسلطة وبالمحصلة هو وجود متصل بماضي وحاضر الجماعة ، ومن السذاجة اختزاله بآية هنا أو قصة هناك.
لو كان " إنكار معلوم من العقل بالضرورة " جنحة تستحق الاستتابة والعقوبة..
لتوجب جلد وحبس كل مروجي " الأفيون " وإتلاف بضاعتهم ، فقصص الوحي والملائكة والقيامة والمعجزات ، هي إهانة للعقل وإنكار لقوانين معلومة ( بدءا من مبدأ لافوازييه وتطورية داروين وأنت ماشي ) لكن العقائد لا تُناقش بالمنطق بل بتفكيك آلية عملها واستيعاب لمنطقها .. الأستاذ نادر قريط ..
هذا المقال هو رأي شخصيّ بحت غير مُلزم لأحد ..
أنا لا استخدم كلمة " متأكد " بل استخدم كلمة " اعتقد " , هناك فرق كبير بين " أنا متأكد " وبين " انا اعتقد " .
أنا لستُ متأكداً إلاّ من الموت .
يقول عالم الاجتماع العراقيّ الدكتور علي الوردي " الجدال في الدين لا ينتهي " ..
ولكنّ نحن نريد أن ننتهي منه ! كيف ؟
أوّل كاتب للسيرة النبويّة هو " محمد بن إسحاق " المعروفة باسمه وجميع الذين جاءوا بعده كانوا عيال عليه .
كما هو معلوم وحسب المرّويات التاريخيّة فإن النبيّ محمّد توفي في عام 633 ميلادية – 13 هجريّة - .
تقول المصادر التاريخيّة بأن محمد بن إسحاق ولد سنة 85 هجريّة " 703 ميلاديّة " .. وتوفي الرجل في عام 151 هجريّة " 768 ميلاديّة " , أي بين وفاة النبيّ محمّد وولادة ابن إسحاق هناك 72 سنة .
لنفرض جدلاً أنه بدأ بكتابة السيرة وهو في سن الثلاثين !
أيّ هناك مائة عام . جميع ما كتبه ونقله لنّا ابن إسحاق جاء عن طريق العنعنة . فلان عن فلان , هذه مسألة شائكة وعويصة ولا قرار لها .
يقول محمد النجار " نقلاً عن صحيفة الأوان " :
لا يخفى علينا أنّ السيرة النبويّة ، بصحيحها وضعيفها ، مكتوبة بعد أكثر من قرن من وفاة النبيّ محمّد ، اعتمد فيها الإخباريّون على قناة شفويّة تمرّ من جيل إلى جيل، عبر قال فلان وقال فلتان وحدّثني علاّن .
هذا النوع من الأخبار يدخل في باب الموروث الشعبيّ والإشاعات والأساطير أكثر ممّا يدخل في باب الحقائق التاريخيّة ، ولا يُعتدّ بمعلومات كهذه في الأبحاث العلميّة التي تقوم على الأركيولوجيا أو على أقلّ تقدير تبحث في تنوّع النصوص. فينبغي ألاّ نعتمد على السيرة العربيّة وحدها ، وأن نبحث أيضا في النصوص الأجنبيّة اليونانيّة والسريانيّة وغيرها، المعاصرة لتلك الفترة، حتّى يمكننا المقارنة بين الروايات واستخلاص بعض الحقائق التاريخيّة التي قد تتجاهلها السيرة العربيّة ، بسبب الدوافع الدينيّة والسياسيّة ، فتقدّم لنا مثالا أو صورة عن النبيّ محمّد كما ينبغي لها أن تكون وليس كما كانت حقيقةً . انتهى الاقتباس .
الدراسات البحثيّة الجادة التي ترتكز على الأدلة العلميّة وعلم الحفريات في عالمنا الإسلاميّ عموماً والعربيّ خصوصاً قليلة جداً بل تكاد تكون نادرة .
للدكتور سليمان بشير كتاب بعنوان " مقدمة في تاريخ الأخر " هذا الكتاب فيه الكثير من القراءة التفكيكيّة للنصوص الدينيّة .
هناك بعض المستشرقين الألمان لديهم أيضاً دراسات مماثلة عن بدايات الإسلام وتأسيسه وفق الأدلة العلميّة وليس وفق الأدلة السرديّة .
نوعان مختلفان في قراءة السيرة النبوية :
الأولى التي تتناول نصاً معيناً " وما اكثر النصوص " فتنطلق تُفند أو تنقد أو تهاجم أو تشتم بناءاً على أن هذا النص لديها " حقيقة مطلقة " مُسلم بها .
أي تتعامل بطريقة " أنا متأكد " !
الثانيّة هي التي تتناول النصوص بطريقة تفكيكية في حالة فقدان الأدلة العلميّة أو الأركيولوجيّة ..
لا توجد رواية واحدة من المرّويات الإسلاميّة إلا ومختلف فيها من جمع القرآن الذي هو دستور المسلمين إلى كيفية دفن الميت ... ناهيكم عن الآلاف من النصوص الفقهيّة ..
من يصدق بدون دليل يتبوأ المكانة العليا في أنظمة الخرافة ..
على سبيل المثال كيف نصدق بأن عدد قتلى معركة الجمل بين أم المؤمنين عائشة والخليفة علي بن أبي طالب 20000 قتيل من الصحابة ومعركة صفين بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب " يظهر مرّة ثانية على مسرح الأحداث " 70000 قتيل ؟ وكيف نصدق بأن يزيد بن معاوية استباح مدينة الرسول وقتل 11000 واغتصب جيشه 7000 عذراء في 3 أيام ؟
اعتقد بأن قنبلة هيروشيما لم تستطع قتل هذا العدد من اليابانيين فكيف والسيف هو السلاح الوحيد ؟
7000 عذراء ؟ يا للمأساة ؟ من يصدق ذلك ؟ كيف وأين كانوا وأين اجتمعوا وكم كان جيش يزيد " الملعون " ؟
من جهة ثانية تقول لنّا المصادر التاريخيّة بأن الذين وقفوا مع النبيّ محمّد في حجة الوداع " قبل وفاته بعدة أيام " على جبل عرفات كانوا 120000 – جميع المسلمين رجال – نساء – شيوخ – اطفال – صحابة ..
ألا يحق لنّا أن نسأل كيف قُتل منهم أكثر من مائة ألف " رجل " بعد عدة سنوات وفي 3 أحداث فقط ؟
حتى لو كان التكاثر " فئراني " فلن يصل العدد إلى ما ذكرته لنّا الروايات وللعلم حتى هذه الأرقام هناك حلاف حولها ..
هذا مثال بسيط وهناك المزيد – المزيد .. " ناهيكم عن خالد بن الوليد وقتله مليون " نصراني " أو لا ادري " مائة ألف " أو " عشرة الآف " من الصباح حتى مغيب الشمس " القصة معروفة في كتب التراث ونحن نقرأها ونهلهل لها ,, هناك من يتفاخر بها وهناك من " يلعن سنسفيل بن الوليد الذي مات حتف أنفه كما يموت البعير الأجرب " !
من مناهجنا في التاريخ الإسلاميّ " الأندلس " التي نبكي عليها اليوم ونلطم الخدود ونشق الجيوب على ضياعها ..
لن أتناول تفنيد وجودنا في الأندلس ولكني أشير لكم بما يلي :
قام المؤرخ الاسباني أغناثيو اولاغيه بإعادة فتح سجلات التاريخ وترتيب روايات الغزو المزعوم ، فألف كتاب ( الثورة الإسلاميّة في الغرب ) والذي نشر بالإسبانيّة عام 1974 ، ثمّ قام الدكتور إسماعيل الأمين بترجمة الكتاب وتلخيصه تحت عنوان ( العرب لم يغزو الاندلس ) ..
نصيحتي لكم جميعاً حاولوا قراءة هذه الكتب مع كتاب الدكتور سليمان البشير الذي مرّ ذكره آنفاً .. حتى تعلموا تحت أي بند تضعون الخطبة العصماء للقائد طارق بن زياد الذي قال " : أيها الناس ؛ أين المفرُّ ؟! والبحر من ورائكم والعدوُّ أمامكم ، فليس لكم والله ! إلاَّ الصدق والصبر ، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضْيَعُ من الأيتام في مآدب اللئام ، وقد استقبلتُم عدوَّكم بجيشه وأسلحته ، وأقواتُه موفورة ، وأنتم لا وَزَرَ لكم غير سيوفكم إلى أخر الخطبة التي أوردها ابن خلكان وغيره " للعلم طارق بن زياد امازيغي ولا يعرف حرفاً واحداً من اللغة العربيّة ..
بلوغ مرحلة الوعيّ الحقيقيّ لم تتحقق في بلداننا للأسف الشديد فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر ,, لم يكن هناك حكومات حقيقية تعمل من اجل مجتمعاتها ,, لم يكن هناك أحزاب حقيقية ,, لم يكن هناك نخب عربيّة قادرة على تحمل مسؤولياتها .. رافق كل ذلك الفقر والجهل والمرض .
تسلط الحكام الراديكاليين برفقة رجال الكهنوت الذين يبررون للحكام جرائمهم زاد الطين بلّه ..
طريقة التلقين المتبعة في دولنا العربية دون طريقة التفكير كانت عاملاً أساسياً في خلق وعي مشوه وثقافة هزيلة لم ترتقي للمستوى المطلوب ولا ننسى الطائفية المقيتة التي ساعدت على الوصول إلى ما نحن فيه ..
هناك العديد من العوامل والإرهاصات التي اوصلتنا إلى أن نحتل الترتيب الأول في سلم التخلف العالميّ ..
القراءة الموضوعيّة للتراث وبطريقة علميّة بعيداً عن التعصب والشتائم والتجريح هي الطريقة المطلوبة .
ختاماً :
يقول الأستاذ نادر قريط :
الإساءة والتجريح لرموز الإسلام " اليهوديّة – المسيحيّة " فتلكم حماقة وابتذال ، ليس لأننا فقط أمام رموز أدبية ، لم يجر في عروقها سوى حبر الأقلام .
بل لأننا غالبا ما ننتقي أحداث بعينها ونصدقها ، ونرفض أخرى لا تناسبنا فنكون اخترنا طريق المخاتلة ، ناهيك عن أننا نرتكب مغالطة إسقاط مسلماتنا على عصور أخرى نجهلها ولا نعرف عنها إلا ما وصلنا من السرد الأسطوري، إضافة إلى أن القذف وإهانة الرموز هو من حيث المبدأ إهانة لمعتنقي تلك الرموز واعتداء على وجدانهم ..
" ألقاكم على خير " .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيّة بين العلوم الطبيعيّة والعلوم الإنسانيّة !
- الأصوليّة الشيوعيّة - الشيوعيّة في السلطة - ...
- إمّا قوميّة أو إسلاميّة , ألاّ يوجد خيار أخر ,, وكيف ؟
- الأصوليّة الشيوعيّة - الثورة والحزب - !
- الأصوليّة الشيوعيّة , خرافة الاشتراكيّة العلميّة !
- الأصوليّة الشيوعيّة , العامل الاقتصادي !
- الأصوليّة الشيوعيّة , الخلاصيّة البروليتاريّة !
- الشيوعيون العرب ,, هل هم شيعة بالمعنى الكربلائي ؟ قرأتُ لكم ...
- كيف تعالج الماركسيّة الوضع الطبقي ؟
- الليبراليّة والراديكاليّة .
- وداعاً يا رفيقي ؟
- شعار الحوار : اليسار فأي يسار نحتاج ؟
- لن يكون هناك حلّ للقضيّة الفلسطينيّة ..
- بدايات الإسلام مرّة ثانيّة ..
- مقتطفات إسلاميّة ؟
- إلى المحجبات ..
- هل تتمكن الرأسمالية من البقاء على قيد الحياة ؟
- هل هناك دين مسالم ؟
- هل نحتاج لأحزاب شيوعية ؟
- ما هو تصوركم لعالم بدون الغرب ؟


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - القراءة التفكيكيّة للنصوص الدّينيّة !