نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 11:52
المحور:
الادب والفن
فلسفة لولادة حصان
{ لكي أخلد حبيبتي جاكلين ..رسمت عينيها كعيني حصان …}. بابلو بيكاسو
نعيم عبد مهلهل
هي بهجة الخيول هذه التي على بساط الرمل تنشر حسنها
ناهدة مثل أنثى الكمثرى ..
تقطر عسلاً وكلمات من فم الشجر
ترتدي أزمنتها ،
بين مواكب التتويج والحروب المكررة ونزهة المراعي أو خدمة العربة
عمرها طويل كفصل بمعطف
ذاكرتها تتفتح عيون متسعة كصحن طائر
وجلدها يلمع في سباقات التمني
كانت قبل أن تهجن في خدمة السوط
مثل صبير لاشأن لأحد بوردته
يسمونها ( أبنة الطبيعة )
لكنها ببهجة المسافة غرها المسير
لتقع تحت مرمى البشر
ولتحل عليها كارثة التهجين
الخيول المطهمة ، الملساء ، السود ، البيض ، الرمادية
جعلت جوازات القلوب مباحة بقصيدة التمني
أعطت للخطوة تحت النافذة الصهيل موعد العناق
الأنثى تشبه‘ رغبتها الأخرى بحصان
والرجل يشبهها بفرس نافر
الساسة من دون حصان حكام معاقين
والفلاسفة يقولون عنه :
أنه الزمن الذي يمشي بأربعة قوائم
الخيول مطية الأرض
تسعى لتقارب حيوانيتها بالجمال
فترسم على طيف التذكر شيئاً من صباحات الحقل أو المعركة
لاتصيدوا الخيول
قالها أغريفي : دعوها مادة دسمة للألهام .
غير أن طروادة صنعتها لخديعة أخرى
يومها قال شيللي : كم أكره الخشب لأنهم صنعوا منه حصان ..
أنا الآن أقول : كم أكره الحرب ، لأنها أعلنت من فوق ظهر حصان …………..
ـــ2ـــ
الحصان ..صنعته المعامل لتتصيد فوقه الدمى ضحكة الطفولة
في واجهة الزجاج ..حزيناً كما دمعة في رمال
تشربه النظرات بالشفقة
وتشتهيه النساء لسرير
كل يوم أراه ، أتصوره مبتسماً وهو يقف محنطاً بجسد المطاط
يبادلني النظرة ويشفق على وقوفي مثلما أشفق عليه
ذات يوم رجاني أن أشتريه وأعتقه كما زنجي ..
ولأني مفلس ..
سرقته ..
كنت نائماً..
حين ترك أسطبل مكتبي
وذهب الى مخفر الشرطة ليخبرهم بجريمتي
ترى : هل كان الحصان ناكراً للجميل ..؟!
ــــ 3ــــ
كم حصان هوى من سدة الحكم ؟
ولكن هل رأيتم حكم يهوي من سدة حصان ؟
عندما ترون
أخبروا الحصان أن الحكم صار رجلاً باسلاً
عندها ستحطم حوافر الخيول كل العربات الملكية..
أور السومرية 2005
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟