|
شجرة الحياة الشيوعية
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 4618 - 2014 / 10 / 29 - 08:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المجتمع البشري اشبه ما يكون كشجرة، جذعها الصدق وجذورها الوفاء لاجمل القيم واغصانها المحبة والاباء والشرف والاستقامة في السلوك وانسانية المشاعر الجميلة والعطف على الفقير والعدل والاخوة. واذا تعرت الشجرة من ذلك فقد المجتمع اركان واعمدة السعادة والسلام والثقة بين افراده وفي اعتقادي ان الضمير الانساني الحي والجميل هو الحارس لكل ذلك، واذا تحجر تحولت اعمال صاحبه الى جرائم وواقع المجتمع خير دليل، وويل لمجتمع يفقد مكارم الاخلاق واولها الصدق والمحبة والوفاء، فالصدق في اقوالنا كما قال الشاعر اقوى لنا، والكذب في افعالنا افعى لنا، ولماذا لا يكون التنافس مع الجذور التي تتعانق متآخية تحت التراب لتعطي اطيب الثمار بعد ان تمتص من التراب مقوماتها لتسري في الغصون والاوراق مع العناق لاشعة الشمس والماء والهواء وكدح الانسان فتكون الثمار المتنوعة، والكف ان يكونوا فوق التراب الشراك والافخاخ المنصوبة لاقتناص الحياة والسعادة والرفاه والمحبة ورؤية وتعميق المشترك المفيد والصالح والجميل، وبالتالي قتلها وحرمان الناس منها. ويخطر بالطبع على كل بال عاشق للحياة وللشعوب متآخية في اسرة واحدة والكرة الارضية كلها دولة واحدة، بلا قواعد عسكرية وافكار القواعد العسكرية الهدامة الخطيرة. واتساءل في وقفة مع الذات دائما متى يكون النصر حليف الحب الصادق الجميل البناء والشامل والعام للناس كاسرة واحدة متآخية، وللانسانية الجميلة والمشاعر والافكار النبيلة، وفشل افكار الحقد والشر والانتحار الذاتي للانسانية من خلال السماح للقوى المستهترة بالحياة بالتحكم وعدم التورع عن استخدام النووي في سبيل مصالحها، ومتى تطبق العدالة الاجتماعية التي هي حلم الفقراء الذي لا يحول ولا يزول، ويجب ان لا يغرب عن بالنا ان الناس يحبون الجميل. وعند التعمق في ذلك فاي شيء اجمل من التآخي وحسن الجوار والعمل البناء والتعاون الجميل، لترسيخ الصدق في الاقوال والمحبة والسعي الدائم الى الاعمال التي تفتح الآفاق امام الجماهير للوصول الى الاعمال الخلاقة ذات النتائج الطيبة والمفيدة ونبذ السيئات والشرور. وهل هناك مهمة اجمل واشرف من السعي الصادق لترسيخ وانجاز السلام العادل والمفيد والدافئ ليحتضن الجميع بكل المحبة الصادقة، وهل من مهمة اكبر واكثر حاجة من انجازه وديمومته راسخا اقوى من الجبال، وفي المجتمع الراسمالي هناك من ينتج الثروات الاجتماعية وهناك من ينعمون بها اي حفنة من اصحاب رؤوس الاموال الكبار تجني الثروات، ومعى انهم لا يعملون ولا يكدحون ولا يتصببون عرقا ولكنهم والواقع برهان ينعمون بالملذات والخيرات وفيللا الواحد منهم تقدر بعشرات الملايين فيما الناس كانهم من عالم اخر ومنهم الجوعى والعراة والمحتاجين والبؤساء، ويتجسد كذلك في الخوف من الغد هل يضمن مواصلة العمل ام الفصل منه وهل يضمن التوجه الى المدرسة او العيادة او حانوت الخضار والمواد الغذائية ام لا.. وبموجب معطيات دائرة الاحصار المركزية التي نشرت في الاسبوع الفائت فهناك الكثير من اليهود الذين قالوا انهم تنازلوا عن وجبات طعام وعن امور اخرى بسبب غلاء الاسعار وعدم قدرتهم على شراء مواد اساسية، ومن هنا وازاء الاوضاع السيئة يلجأ البعض من يتملكهم الياس والبؤس وخيبة الامل الى سهولة ممارسة الجريمة والانجراف الى دروب العنف والمخدرات واللصوصية، ومن هنا فالمستقبل لهؤلاء ويمر عبر النضال الى جانب جميع الشغيلة وتجسيد مقولة يا عمال العالم اتحدوا ليحصلوا على جزء مما يستحقون وبنضالهم من اجل المثل الاعلى والاكثر سموا والمتجسد في النضال من اجل الاشتراكية العلمية المرحلة الاولى من الشيوعية، مقدسة الانسانية الجميلة والسامية والنبيلة في الانسان وحقه الاولي في العيش الكريم الراقي في كنف السلام الدافئ. وما يشكل ادانة النظام الراسمالي هو عجزه الفاضح عن استخدام جميع القوى والامكانيات في خدمة سعادة الانسان، فلنتصور في ساعة من الزمن ان ما يصرف على شراء الاسلحة في اسرائيل على سبيل المثال، استثمر في القضايا الاجتماعية وما يفيد الناس وان الراسمالي الثري وفي كل مكان بدلا من ربح مليار دولار مثلا اكتفى بربح نصف المبلغ، وفي النصف الاخر استثمر في القضايا الاجتماعية، الن تتغير الاحوال الى احسن، انه كلام مثالي ولكن لكي يترجم الى واقع والحلم الى حقيقة لا بد من النضال الجدي والتنسيق الشامل بين ضحايا الاستغلال وافكاره واهدافه، ومن الطبيعي والمنطقي ان ينعم العامل بثمار عمله وان ينعم بالرفاه والسعادة والسلام والاستقرار والاطمئنان الى المستقبل الامن والسعيد، والعنوان الواضح والبارز لكل ضحايا التمييز العنصري والاستغلال والاحتلال وسياسة ادارة الظهر لالام الناس وعدم المبالاة باوضاعهم التي هي نتيجة حتمية لنهج واضح يسعى دائما لخدمة حفنة من الاثرياء ولترسيخ نهج عنصري حاقد، هو الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة بعمودها الفقري الحزب الشيوعي اليهودي العربي عاشق الحياة الجميلة المفعمة بالرفاهية والعمل الجميل والحق المقدس لكل انسان في العيش باحترام وكرامة وتعميق وترسيخ المشترك بين الناس لما فيه خيرهم وسعادتهم واول تلك الخطوات في سبيل الوصول الى حديقة الحياة تتجسد في القضاء على الاحتلال وافكاره ونهجه واهدافه ومواصلة السير في طريق السلام الدافئ للجميع في حياة آمنة للجميع في كنف شجرة الحياة الشيوعية المثقلة بالثمار للعاملين.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حرية الفوضى وقتل الفلسطيني!
-
للشيوعية رسالة تاريخية
-
إلى أين يقودنا نتنياهو
-
استمرارية الكرة الأرضية خضراء بانتصار الشيوعية
-
الاغنياء والفقراء
-
تساؤلات؟
-
للمرأة في يومها العالمي تحية احترام وتقدير
-
الحزب الشيوعي في مواجهة الشيطان الحكومي
-
الاشتراكية مستقبل الشعوب الجميل
-
العنصرية مستنقع في اسرائيل!!
-
البقاء أم الفناء والسلام أم الاحتلال
-
المبادئ الاشتراكية تضمن جمالية انسانية الانسان
-
متى يكون الانحياز لإنسانية الانسان عالميا شاملا؟
-
في ذكرى النصر على النازية: الاشتراكية هي مستقبل الشعوب
-
كأس الحياة وكأس الموت
-
إهانة النساء إهانة لنا جميعًا
-
حكّام إسرائيل فقراء في الاخلاق وأغنياء في الجرائم
-
كيف تغير سيطرة المحبة على الانسان سلوكه؟
-
للانسان رسالة في الحياة ورسالتي شيوعية!
-
عار البشرية في يوم الطفل العالمي
المزيد.....
-
فيديو لحافلات تقل مرضى وجرحى فلسطينيين تصل إلى معبر رفح في ط
...
-
قصف روسي لبلدة دوبروبيليا الأوكرانية يخلف جرحى وخسائر مادية
...
-
مقتل عشرة في قرية سورية سكانها علويون والسلطات تبحث عن الجنا
...
-
لمن سيصوت الألمان من أصول عربية خلال الانتخابات المقبلة؟
-
للمرة الأولى منذ 12 عاما.. أسير أردني يلتقي بطفله الوليد من
...
-
مجموعة لاهاي تكتل دولي لمحاسبة إسرائيل
-
حماس: حالة أسرى العدو تثبت قيم وأخلاق المقاومة
-
كاتب تركي: ترامب حوّل -الحلم الأميركي- إلى كابوس
-
الجميع متعبون والمزاج تغير.. الغارديان تلقي الضوء على أزمة ف
...
-
-مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|