أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - تونس : الإنتخابات و الأوهام البرجوازية و الشيوعيين بلا شيوعيّة .















المزيد.....



تونس : الإنتخابات و الأوهام البرجوازية و الشيوعيين بلا شيوعيّة .


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 21:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


" داء البرلمانية... يشدّ المصابين به إلى عالم خيالي و يسلبهم كلّ عقل و كلّ ذكرى و كلّ فهم للعالم الخارجي الفظّ ."
( ماركس ،" الثامن عشر من برومير لويس بونابرت " )

- " و يترفّع الشيوعيّون عن إخفاء آرائهم ومقاصدهم ، و يعلنون صراحة أنّ أهدافهم لا يمكن بلوغها و تحقيقها إلاّ بدكّ كلّ النظام الإجتماعي القائم بالعنف . فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام الثورة الشيوعية . فليس للبروليتاريا ما تفقده فيها سوى قيودها وأغلالها و تربح من ورائها عالما بأسره ."
( ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي " ، الفقرة الأخيرة )
------------------------
- " أمعنوا النظر فى أي بلد برلماني من أمريكا حتى سويسرا و من فرنسا حتى انجلترا و النرويج و غيرها ، تروا أن عمل " الدولة " الحقيقي يجرى وراء الكواليس و تنفذه الدواوين و المكاتب و هيئات الأركان . ففى البرلمانات يكتفون بالهذر بقصد معين هو خداع " العامة " . "
( لينين ، " الدولة و الثورة " ، ص49 )
-------------------------------
- " التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "
( ماو تسي تونغ ، خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية - 12 مارس/ أذار 1957 ؛ - مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ - ، ص21-22 ).

- " على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتّفق مع مصلحة الشعب . وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".
( ماو تسى تونغ - 1945 )
-----------------------------------
- " جوهر ما يوجد فى الولايات المتحدة ليس ديمقراطية و إنّما رأسمالية - إمبريالية و هياكل سياسية تعزّز الرأسمالية - الإمبريالية . و ما تنشره الولايات المتحدة عبر العالم ليس الديمقراطية و إنّما الإمبريالية و الهياكل السياسية لتعزيز تلك الإمبريالية ."
( بوب أفاكيان ، " الثورة " عدد 43 ، 16 أفريل 2006 – الفصل الأوّل من كتاب" الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، ترجمة و تقديم شادي الشماوي )

" فى عالم يتميّز بإنقسامات طبقية ولامساواة إجتماعية عميقين ، الحديث عن " الديمقراطية " دون الحديث عن الطبيعة الطبقية لهذه الديمقراطية ، بلا معنى وأسوأ . طالما أنّ المجتمع منقسم إلى طبقات، لن توجد " ديمقراطية للجميع " : ستحكم طبقة أو أخرى وستدافع عن وتروّج لهذا النوع من الديمقراطية الذى يخدم مصالحها و أهدافها . المسألة هي : ما هي الطبقة التى ستحكم وإذا ما كان حكمها ونظام ديمقراطيتها ، سيخدم تواصل أو فى النهاية القضاء على الإنقسامات الطبقية و علاقات الإستغلال والإضطهاد و اللامساواة المتناسبة معه ."
بوب أفاكيان - مقولة مثلما وردت فى القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري - الولايات المتحدة الأمريكية ،2008.

==========================================
مقدّمة :
توافقت القوى الرجعيّة فى تونس عن طريق حوارها الوطني على إجراء الإنتخابات التشريعيّة فى نهاية شهر أكتوبر قصد إصباغ الشرعيّة على حكم إهترأت قاعدته الشعبيّة و فقد شرعيّته و مصداقيّته منذ مدّة جراء السياسات الرجعيّة اللاوطنية و اللاديمقراطية و اللاشعبيّة تجاه الجماهير الشعبيّة العريضة وجرّاء الإغتيالات السياسيّة و إطلاق يد قسم من الإسلاميين الفاشيين ليعلنوا ما يزعمون أنّه جهاد من أجل تحطيم الطاغوت مفهوما على أنّه جيش دولة الإستعمار الجديدة أساسا أو تركيعه و تركيز دولة قروسطيّة لا تقطع طبعا مع النظام الإمبريالي العالمي . فتراوح موقف الذين يعتبرون أنفسهم شيوعيين- و أغلبهم ليسوا سوى متمركسين ، ماركسيين مزيّفين – بين القفز فرحا لما عدّوه إنتصارا و الحال أنّهم فى الجبهة الشعبيّة مثلا ، أعلنوا قبولهم بما تتّفق عليه القوى الرجعيّة فى حوارها الوطني مهما كان ، و بين مقاطعين للإنتخابات لإعتبارات متباينة شتّى .
1- الغائب البارز هو الشيوعية :
ونحن نتابع مواقف المشاركين و المقاطيعن قبل الحملة الإنتخابية و أثناءها ، رصدنا غيابا بارزا للشيوعية فى خطاباتهما . بطبيعة الحال لم نكن ننتظر من المشاركين بأشكال متنوّعة الدفاع عن المشروع الشيوعي هدفا و مبادئا و منهجا ... و قد سبق لنا الخوض فى تحريف هؤلاء للشيوعية و التنكّر لمبادئها الجوهرية فى عدّة مناسبات – مقالات و كتب . لكن كنّا نتوقّع أن يفاجئنا ضرب أو آخر من المجموعات المقاطعة و لو بقسط ضئيل من الدعاية للمشروع الشيوعي و لضرورة النضال التحرّري الحقيقي الوحيد من أجل عالم آخر ، ضروري و ممكن هو العام الشيوعي إلاّ أنّها خيّبت أملنا مرّة أخرى.
أدرسوا بيانات المقاطعين ( من مكوّنات ملتقى مقاطعة إنتخابات 2014 وصولا إلى مجموعات ماويّة كالحركة الشيوعية الماوية – تونس و منظّمة العمل الشيوعي تونس ) فلن تعثروا فيها على آثار للشيوعية كبديل حقيقي و ممكن لعصر الإمبريالية يتجسّد فى الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها : الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية المقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة والثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية ، بقيادة البروليتاريا و الإيديولوجيا الشيوعية ، و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي .
و فاقد الشيء لا يعطيه . ذلك أنّ هذه المجموعات و إن كانت لها صلة ما تاريخيّة بالحركة الشيوعية العالمية فهي لم تعد تتجرّا على الدفاع صراحة و بجرأة عن الشيوعية التى حوّلتها إلى إشتراكية أو إشتراكية علمية أو ديمقراطية إجتماعية أو مساواة و تقدّم و حرّية و هلمّجرا أي إلى نقيضها ، حوّلتها من إيديولوجيا بروليتارية ثورية لتحرير الإنسانية إلى إيديولوجيا برجوازية لا تخرج عن نطاق النظام الإمبريالي العالمي السائد . و لا يملك هؤلاء و أولئك تقييما علميّا ماديّا جدليّا للحركة الشيوعية العالمية و مكاسبها الرئيسيّة و إخفاقاتها الثانويّة و لا هم مدركون لوضع الحركة الشيوعية العالمية و مفترق الطرق الذى تواجهه و تطويرات علم الشيوعية فى خضم الصراعات العالمية إلخ فكيف يدافعون على شيء ما عادوا فى الجوهر يؤمنون بفعاليّته و حيويّته و ليسوا متمكّنين منه أصلا و محرّفينه عمدا . فاقد الشيء لا يعطيه . و بماذا يعوّضون علم الشيوعيّة ؟ يعوّضونه بوصفات برجوازية : فوضوية و قومية و إشتراكية و تقدّمية و وطنية و هلمّجرا كما يفعل الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون اللينينيون الذين أضحوا ينظّرون فى بيان " الطريق الثوري و نهج " الإنتقال الديمقراطي " " ل " التفرّغ لنشر وعي وطني ثوري" !!!
سرطان التحريفية بما هي فكر برجوازي يخرّب علم الشيوعية قد نخر الخطّ الإيديولوجي و السياسى لكافة المشاركين و لمعظم المقاطعين فباتت تنظيراتهم و ممارساتهم العملية تعكس بالضبط ما نعته لينين فى كتابه الذى يظلّ منارة عظيمة ، " ما العمل ؟ " ، بجوهر التحريفية و أفضل تعبير عنها و نقصد " الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء "!
2- الشيء من مأتاه لا يستغرب : الموقف الإنتهازي للحزب الوطني الإشتراكي الثوري :
فى مقال " الحزب الوطني الإشتراكي الثوري - الوطد - و حزب العمّال التونسي وجهان لعملة إصلاحية واحدة " و فى مقال " إصلاحية الحزب الوطني الإشتراكي الثوري : الخلل و الشلل " و فى كتاب " حزب من الأحزاب الماركسيّة المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري - الوطد - " أوضحنا بالدليل القاطع و البرهان الساطع أنّ هذا الحزب غارق إلى العنق فى الإصلاحية و إن نعت نفسه بالثوري و توقّعنا أنّ المنطق الداخلي لخطّه الإيديولوجي و السياسي الدغمائي التحريفي سيقوده عاجلا أم آجلا إلى التمادي و التوغّل أكثر فى سلوك ذات الطريق الإنتهازي الذى سلكه و يسلكه حزب العمال التونسي الإصلاحي حتى النخاع . و ها أنّ الوقائع تأكّد مرّة أخرى و بشكل لا ظلّ فيه للشكّ حقيقة هذا الحزب الإصلاحي المطلي بطلاء ثوري .
فلئن شارك هذا الحزب فى إنتخابات 2011 بقائمات مستقلّة دون أن يتبنّاها علنا و رسميّا فهو فى هذه المرة قطع خطوة أخرى و أصدر بيانا يبرّر فيه إيديولوجيا و سياسيّا مشاركته فى الإنتخابات التشريعية فى أكتوبر 2014 .( بيان " لنواصل النضال الوطني الديمقراطي الثوري من خارج البرلمان الرجعي ومن داخله لإسقاط النظام الحاكم العميل " ) . وهو بيان يقتضى أن نتوقّف عنده برهة ونسوق بشأنه بضعة ملاحظات مع إعفاء نفسنا و القرّاء من الخوض فى قضايا مثل المسار الثوري و الحكومة الوطنيّة الثوريّة " التى تعمل على إرساء سلطة الديمقراطية الثوريّة الشعبية " فقد كشفنا فى مواقع أخرى من كتاباتنا مدى تهافت هكذا أطروحات. و نكتفى هنا بالتركيز على جملة من النقاط نتناولها بسرعة لأنّ المجال لا يسمح بالتبسّط فيها بإسهاب .
أوّلا ، قادت قراءة الوطد الثوري التى يصفها ب " الواقعيّة السليمة لطبيعة المرحلة ...و لطبيعة النظام الحاكم و لخصوصية الوضع السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي..." إلى إعتبار ما خاضته الجماهير الشعبية منذ ديسمبر 2010 " نضالات ثوريّة " . و إن كنّا نتبنّى مقولة لينين " لا حركة ثوريّة دون نظرية ثوريّة " ، فسنطرح سؤال هل كانت نضالات الجماهير الموصوفة بالثورية تستند إلى نظرية ثوريّة ؟ و إن كان ذلك كذلك فما هي هذه النظريّة الثوريّة التى لم يلاحظها إلاّ الوطد الثوري ؟ أم أنّ الوصف لا يصحّ لأنّ الإنتفاضة كانت واقعيّا و موضوعيّا و فى الأساس و حقيقة رئيسيّا عفويّة و إصلاحية المطالب ؟
ثانيا ، يتحفنا الجماعة الثوريون جدّا جدّا بصيغة تحريفيّة صارت معلومة لدى من درسوا بعمق و يدرسون بعمق صراع الشيوعية الثوريّة ضد النزعات التحريفيّة فى العالم قاطبة ألا وهي " النضال الثوري العام بمختلف أشكاله " كصيغة تتملّص من تحديد الرئيسي فى أشكال النضال المتوخّات لا سيما فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة . وهي صيغة تكرّر إستعمالها عند الفصائل الفلسطينية لمّا تخلّت عن الكفاح المسلّح بإعتباره الشكل الرئيسي لدحر الكيان الصهيوني و سوّت بإنتهازية بين كافة أشكال النضال . و قد تمسّك الشيوعيون الحقيقيون بأن فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات لا طريق لتحطيم الدول الرجعية القديمة و إنشاء دول ثوريّة كجزء من الثورة البروليتارية العالمية غير طريق الكفاح المسلّح حسب إستراتيجيا حرب الشعب الماوية طويلة الأمد كشكل رئيسي للنضال ترتبط به فى علاقة جدلية بقيّة أشكال النضال . و هذا ما يكرّسه عمليّا على أرض الواقع الماويّون فى الهند و الفليبين و غيرهما من البلدان .
ثالثا ، يحبّر حزب الوطد الثوري الأسطر التالية عن الجبهة الشعبية التى إنتمى إليها لفترة ثمّ طرد منها : " كرس القطيعة السياسية والتنظيمية معها باعتبارها انقلبت على أرضية الجبهة وضربت عرض الحائط باستقلاليتها السياسية و التنظيمية ." و نلقى نظرة على وقائع الحملة الإنتخابية للإنتخابات التشريعية فنلمس أنّها تكذّب هكذا إدعاءات إذ نجد مناضلي ومناضلات هذا الحزب يساندون عمليّا قائمات هذه الجبهة أينما لم تكن لديهم قائماتهم الخاصّة !!!
رابعا ، بكلمات من قبيل " يا شعبنا العظيم " و " يا شعبنا البطل " و " يا شعبنا المقدام" يتوجّه البيان إيّاه إلى الجماهير الشعبية . و بالتأكيد سيتساءل الكثيرون و الكثيرون إن كان شعبنا عظيما و بطلا و مقداما كيف سيكون لو أنجز ثورة حقيقيّة و مضى على طريق تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي؟ و كيف يكون راهنا شعبنا بهذه الصفات و غالبيّته العظمى تسير فى ركاب الرجعيين و تدعمهم كما يقرّ بذلك من له عيون لترى و آذان ليسمع . كفاكم أوهاما و تملّقا للجماهير التى تتحكّم فى سوادها الأعظم الأفكار السائدة وهي كما أكّد ماركس أفكار الطبقات السائدة ؛ قلّة قليلة من الفئات و الطبقات الشعبية ناضلت و تناضل بعفوية و بمطالب إصلاحية و فئة صغيرة منها تقدّمية و نسبة مائويّة صغيرة للغاية منها ثوريّة . شعبنا بعيد راهنا عن أن يكون شعبا ثوريّا فى غالبيّته . و تثويره مهمّة الشيوعيين الحقيقيين لا الإصلاحيين و هو حتّى يغدو ثوريّا فى حاجة إلى نظريّة ثوريّة تنير سبيل الممارسة الثورية و تغيّر العقول و تنظّم الصفوف من أجل القيام بالثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية بقيادة شيوعية و المساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى الشيوعية على المستوى العالمي . و عدا هذا يجافى الحقيقة لأنّه هراء مثالي ميتافيزيقي و براغماتي نفعي.
و كي يمضي فى مغالط المناضلين و المناضلات و الجماهير العريضة و يسند موقفه الإنتهازي اليميني هذا ، لجأ حزب الوطد الثوري إلى تراث الحركة الشيوعية العالمية ليقتطف مقولة وردت فى أوت سنة 1920 فى مقرّرات المؤتمر الثاني للأمميّة الشيوعية حول البرلمانات البرجوازية روّج لها بالأساس على شبكة التواصل الإجتماعية الفايسبوك فى صفحته المخصّصة للإعلام و مضمونها هو :
" على الحزب القائد للبروليتاريا ، بوجه عام ، أن يعزّز جميع مواقعه الشرعيّة ، و يجعل منها نقاط إرتكاز إحتياطيّة لنشاطه الثوري و يخضع هذه المواقع لخطّة الحملة الرئيسيّة حملة النضال الجماهيري. إنّ منبر البرلمان البرجوازي هو أحد نقاط الإرتكاز تلك . و لا يمكن التعلّل بأنّ البرلمان مؤسسة برجوازية لعدم الإنخراط فى النضال البرلماني فالحزب الشيوعي يدخل إلى هذه المؤسسات لا ليقوم بنشاط عضوي بل ليساعد الجماهير من داخل البرلمان على تحطيم جهاز الدولة و البرلمان نفسه ..."
ولفترة إمتدّت لأكثر من شهر من إصدار تلك المقولة ، كان يحدونا أمل أن يتولّى إنسان ما أو تتولّى إنسانة ما نقد إستخدام تلك المقولة و نشر النقد علنا و على الملأ لإجلاء مدى إنتهازية المستشهدين به لكن للأسف مرّ الأمر و كأنّ شيئا لم يكن ما يملى علينا النظر فى المسألة عن كثب نظرة نقديّة ماركسية . و أوّل ما نبادر بملاحظته هو أنّ جماعة حزب الوطد الثوري ، بعد أكثر من عقود ثلاثة لم تقم ، حسب علمنا ، بأي تقييم علمي لتاريخ الحركة الشيوعية العالمية و لم تفرز الجوانب الصحيحة من الأخطاء و قد سألناهم منذ سنوات الآن عن أخطاء ستالين فلم يتجشّموا عناء الإجابة ببساطة لأنّهم لا يملكون أجوبة واضحة علمية شيوعية من منظور بروليتاري ثوري فهم لم ينجزوا التقييم العلمي المطلوب و ليس بوسعهم القيام بذلك لكونهم دغمائيين تحريفيين و منهجهم منافى للماديّة الجدلية كما طوّرها لينين و من بعده ماو تسى تونغ ، من ناحية ، و من ناحية ثانية ، لكون هكذا وضع يخدم إنتهازيتهم إلى أبعد الحدود حيث يخوّل لهم التلوّن كالحرباء و إيجاد مقولات هنا و هناك لتبرير أي موقف أو تكتيك مهما كان . و بما أنّهم إنتهازيّون سيقتفون أثر الأخطاء و يحوّلونها إلى أقنعة يتنكّرون بها على أنّها مبادئ كلّما عنّ لهم ذلك و إلى ذخيرة يرشقون بها الشيوعيين الحقيقيين .
و نخصّص الفكرة فنقول فى موضوع الحال ، إنّ المقولة المستشهد بها تعود إلى 1920 أي يفصلنا عنها ما يناهز القرن من الزمن و من نافل القول أن يثير هذا البعد الزمنى سؤال : ألا تزال هذه المقولة المعبّرة عن تكتيك معيّن فى ظروف محدّدة آنذاك صالحة لأوضاع اليوم المختلفة جدّا و تحديدا فى بلد شبه مستعمر شبه إقطاعي ؟ إنّ الماركسيين و الماركسيّات الذين يطرحون على الدوام أسئلة من نوع كيف و متى و لماذا و من أجل ماذا إلخ سيتفطّنون بسهولة إلى جوانب من إنتهازية المستشهدين بتلك الجمل . فالبون شاسع بين الحديث عن البرلمان فى بلد رأسمالي – إمبريالي وهو المقصود فى تلك الفقرة المقتطفة من وثائق الكومنترن من جهة وبلد خاضع للإستعمار الجديد من جهة ثانية تمارس فيه ديمقراطية / دكتاتورية دولة الإستعمار الجديد . وهو فرق مادي ملموس نوعي يسعى هذا الحزب الثوري جدّا جدّا إلى ردمه أو محوه بجرّة قلم.
هذا من ناحية المكان أمّا من ناحية الزمان ، فلا مناص من الإشارة إلى كون فى ظروف 1920 ربّما توفّرت إمكانيّة إستغلال المنبر البرلماني البرجوازي فى أوروبا خاصة فجلّ إن لم نقل كلّ المستعمرات آنذاك لم تكن تعرف برلمانات حتى و لم تكن غالبا تشكّلت فيها حركات تحرّر وطني بعدُ و لا أحزاب شيوعية . و الإمكانية المذكورة فى تلك الفقرة المستشهد بها إمكانية حسب ظروف ملموسة معيّنة و شروط محدّدة لكلّ بلد فالبلاشفة بقيادة لينين قبل ذلك لم يبنوا سياساتهم على تلك الإمكانية التى إستغلّوها مرّة و فى أوضاع إستثنائيّة . و نعلم جيّدا الموقف اللينيني المبدئي الصائب على خطى ماركس من البرلمانات البرجوازية و الديمقراطية البرجوازية و قد خطّه على سبيل المثال لا الحصر فى " الدولة و الثورة " حيث وجّه دعوة للقرّاء " أمعنوا النظر فى أي بلد برلماني من أمريكا حتى سويسرا و من فرنسا حتى انجلترا و النرويج و غيرها ، تروا أن عمل" الدولة " الحقيقي يجرى وراء الكواليس و تنفذه الدواوين و المكاتب وهيئات الأركان . ففى البرلمانات يكتفون بالهذر بقصد معين هو خداع " العامة "." (ص49 )
و لسائل أن يسأل لماذا إعتمد حزب الوطد الثوري تلك المقولة من تراث الحركة الشيوعية العالمية و لم يعتمد مقولات لينين المعبّرة عن المبادئ الشيوعية و لم يروّج لها ؟ و نترك للقرّاء تصوّر الإجابة ...
و زيادة على ذلك ، تطوّر النظام الإمبريالي العالمي و فضحت النضالات الثوريّة فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية خدعة البرلمانات البرجوازية . و منذ عقود الآن ، قطعت الحركة الماركسية – اللينينية ( التى صار شقّها الثوري معروفا عالميا بالماركسية – اللينينية – الماوية ) التى كان على رأسها الحزب الشيوعي الصيني مع الطريق البرلماني للتحوّل السلمي ( و الحزمة المرافقة له ) الذى كانت تروّج له بصفاقة التحريفية المعاصرة السوفياتية منها و الفرنسية والإيطالية ... و الذى حوّل إمكانية تكتيكية ثانوية و ظرفيّة معيّنة إلى إستراتيجيا تخدم فى نهاية المطاف الإمبريالية و الرجعية وتطعن فى الظهر الثورة البروليتارية العالمية . ( للمزيد بهذا المضمار ، أنظروا مقالنا " خروتشوفيّة " اليسار " الإصلاحي " على الحوار المتمدّن ) .
و حتّى بعد وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976 و الإنقلاب التحريفي الذى حوّل الصين الماويّة الإشتراكية إلى صين رأسماليّة ، عمّق الشيوعيّون الثوريّون ( لا سيما الحركة الأممية الثورية و بوب أفاكيان رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية كأحد قادتها البارزين فى أعمال كثيرة منها " الديمقراطية ، أليس بوسعنا أن ننجز أفضل منها " الذى ترجم شادي الشماوي و نشر فصلا منه على الحوار المتمدّن هو" أوهام الديمقراطية " تحت عنوان إختاره المترجم " من الولايات المتحدة الأمريكية : تحليل لأوهام الديمقراطية " ) نقد أخطاء الحركة الشيوعية العالمية و طوّروا أكثر فهمهم لأوهام الديمقراطية البرجوازية و طفقوا يشهّرون بها كمبدأ شيوعي لا يستبعد عموما إستثناء ظروف قد يمكن المشاركة فيها فى الإنتخابات البرجوازية و يقدّمون البديل الشيوعي الثوري القادر الوحيد على القطع مع النظام الإمبريالي العالمي و تحرير الإنسانية تحريرا حقيقيّا من جميع أشكال الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي .
أمّا الحزب الوطني الإشتراكي الثوري فيرمى بكلّ ما توصّلت إليه القوى الثوريّة صلب الحركة الشيوعية العالمية عرض الحائط و بدغمائيّة لا يحسد عليها يتمسّك كالغريق بقشّة فقرة لا تعبّر عن مبادئ الشيوعية الأساسية بل عن إمكانيّة تطبيق تكتيكي ظرفي معيّن خاص ببلدان رأسمالية – إمبريالية فى عشرينات القرن الماضي و تبيّن أنّ التحريفيين جميعهم تقريبا حوّلوه إلى مبدأ فى خدمة مصالح الدول الإمبريالية و الرجعية القائمة .
و نقطع خطوة أخرى ، و نمضى إلى إثارة سؤال لماذا لم يستند الوطد الثوري إلى ذات مقولة الكومنترن إيّاها ليشارك صراحة فى إنتخابات 2011 ؟ و لما لا فى إنتخابات بن علي ؟ و مرّة أخرى نترك للقرّاء تصوّر الإجابة ...
3- الإنحدار أو مواصلة الإنحدار إلى الهاوية البرجوازية :
و نسترسل مع الوطد الثوري الذى شارك فى الإنتخابات التشريعية 2014 بأربع قائمات مستقلّة - على حدّ علمنا - ليواصل " النضال الوطني الديمقراطي الثوري من خارج البرلمان الرجعي ومن داخله لإسقاط النظام الحاكم العميل " ( لعلّكم لاحظتم معنا التسوية الإنتهازية بين داخل البرلمان و خارجه فى صيغة أقرب ما تكون للخروتشوفية ! ) . و حيثما لم يشكّل قوائما ، عمل مناضلونه و مناضلاته – وهو أمر متوقّع – على مساندة قائمات الجبهة الشعبية التى إعتبر أنّها خانت الأرضية السياسيّة للجبهة و أقامت تحالفات مع الرجعيين و خضعت لإملاءات السفارات الأجنبية و ما إلى ذلك . أليس هذا فضلا عن ما سبق مواصلة الإنحدار إلى الهاوية ؟ و يشتدّ هذا الإتجاه نحو الهاوية بتوخّى هذا الحزب مغالطة الذات و مغالطة الجماهير عن طريق الكذب والمبالغات كأسلوب قار فى كتاباته و سلوكه . فعلى سبيل المثال ، فى البيان الإنتخابي للقائمة المستقلّة أبناء الشعب تونس 2 ، نقرأ أنّ هذه القائمة ستناضل من أجل : " ... إرساء حكومة وطنيّة تعمل على تحقيق أهداف الإنتفاضة و فى مقدّمتها 1- تأميم المؤسّسات الأجنبيّة فى بلادنا و القضاء على سياسة الخوصصة و بعث صناعة وطنيّة تمكننا من الإستغناء على توريد المصنوعات الأجنبيّة ..." ( و غير هذا كثير و مفزع حقّا ) .
هكذا ، فى إطار دولة الإستعمار الجديد يمكن إرساء " حكومة وطنية " !!! ما هذا الهراء يا حزب الوطد الثوري ؟ أهذا ما علّمتكم إيّاه الماركسية ؟ أليس هذا مغالطة فجّة للذات و للجماهير ؟ أليست هذه براغماتيّة تزحف على بطنها تقتدى بكذب و خداع المشاركين الآخرين فى الإنتخابات .
ثمّ ، ليذكّرنا أحد من هؤلاء الثوريين جدّا جدّا ، متى كان " تأميم المؤسسات الأجنبيّة " هدفا من أهداف الإنتفاضة ؟ هل حصل هذا فى تونس أم فى مكان آخر من الكرة الأرضيّة أم على كوكب آخر تماما ؟ الجماعة بمثالية يسبحون فى عالم الأوهام التى يخالونها حقائقا ، فيكذبون و يصدّقون كذبهم !!! هم ينظّرون و يمارسون نقيض المطلوب من الشيوعيين أي البحث عن الحقيقة الموضوعية و الإعتراف بها لتفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره تغييرا ثوريّا ف " كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ".( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
لقد جعلتهم دغمائيتهم و تحريفيتهم و إصلاحيتهم يرون المستحيل فى ظلّ دولة الإستعمار الجديد ممكنا ، جعلتهم يرون بعيون مثالية و إصلاحية دولة الإستعمار الجديد تحقّق نقاطا أساسيّة من برنامج الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى حين أنّ فى الواقع هذه النقاط لن تحقّقها إلاّ دولة جديدة ثورية تشيّد على أنقاض دولة الإستعمار الجديد القديمة !!!
و عطفا على ما تقدّم ، من حقّنا أن نسأل الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين اللينينيين عن موقفهم من ترهات الوطد الثوري هذه و قد كانوا رفاقهم فى الماضى القريب و لا يزال البعض يتوقّع إمكانية وحدة معهم . لماذا لزمتم الصمت تجاه بيان الوطد الثوري الداعي إلى المشاركة فى الإنتخابات التشريعية و تجاه إستخدامه لمقولة الكومنترن التى ناقشنا لدعم موقفه الإصلاحي ؟ و الحال أنّ هذا الموقف الإنتهازي يبرّر المشاركة فى ما أسميتموه فى بيانكم " الطريق الثوري و نهج " الإنتقال الديمقراطي " " ب " مسرحية هزلية صاغت فصولها و مشاهدها أمريكا و فرنسا و قوى امبريالية أخرى من خارج الحدود " و إعتباركم أنّ هذه الإنتخابات " لعبة ديمقراطية زائفة " و أنّه " حيث يقوم نظام حكم عميل و يغيب عن الساحة السياسية حزب ثوري قوي ، فإن تكتيك الانتخابات يصبح غير ممكنا بالنسبة للقوى الوطنية الثورية . و خوض الانتخابات في هذه الحالة إلى جانب الأحزاب و الحركات السياسية المعبرة عن مصالح أطراف التحالف الطبقي الرجعي العميل و جزء كبير من البرجوازية الصغيرة الإصلاحية و الانتهازية ليس من التكتيك الثوري في شيء و إنما سيضفي ذلك "شرعية " لنظام و حكومة العمالة المقبلة. " و " خيار القوى الوطنية الثورية ليس بأي حال من الأحوال هو الانخراط في انتخابات مهزلة لا علاقة لها من بعيد أو قريب بمصالح شعبنا المضطهد و عماله المستغلون ، وهو تكتيك على حساب الاستراتيجي في نضال الثوريين من أجل تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الأفق الاشتراكي ."
إن قلتم لنا صغنا نقدا و لم ننشره للعموم ، نجيبكم : أين الحقيقة للجماهير ؟ و أين الصراع الإيديولوجي و السياسي المبدئي ؟ و إن وقفتم موقف المتفرّج و مارستم السلوك الليبرالي البرجوازي ، فبئس الماركسية – اللينينية التى تدّعونها ! و بئس الإنحدار إلى الهاوية الذى شهدتموه خاصة منذ تبنّيكم الهجوم المسعور ضد الماوية المبني على الإفتراء و قلب الحقائق ( نصّ " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ ) و تشهدونه وقد أمسيتم تنظّرون ل" التفرغ لنشر وعي وطني ثوري " ( نفس البيان المذكور أعلاه ) بدلا من علم الشيوعية و إيديولوجيا البروليتاريا التى دون قيادتها لن تنجز أيّة ثورة ديمقراطية جديدة / وطنية ديمقراطية أو إشتراكية فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية !
و بالمناسبة يلاحظ المتابعون للمشهد السياسي أنّ الجبهة الوطنيّة الديمقراطية الشعبيّة التى يعدّ الوطنيون الديمقراطيّون الماركسيّون – اللينينيّون من مؤسّسيها قد تلاشت و غابت فى الزحام و ما من أحد أعلن وفاتها !
و من المكوّنات الأخرى للجبهة تلك الحركة الشيوعية الماوية تونس التى ألفيناها فى " بيان : المقاطعة مقاومة والمشاركة مساهمة " ( مقاومة ماذا؟ و المساهمة فى ماذا ؟ - عنوان بحث عن التنميق اللغوي على حساب التعبير الواضح عن لبّ المسألة ) تتجاهل هي الأخرى الشيوعية و المشروع الشيوعي كبديل ضروري و ممكن للنظام الإمبريالي العالمي برمّته ، تذكّر بجملة أفكار و تصرخ مطالبة ، تصوّروا بتاريخ متأخّر جدّا هو الأسبوع الأوّل من أكتوبر شهر الإنتخابات التشريعية و كأنّ الجماعة كانوا يغطّون فى نوم عميق ، بالدعوة إلى " إلى التنسيق العاجل بين القوى الثورية وتكوين أطر مشتركة لدراسة محتوى حملة المقاطعة وأشكال النضال والتنظيم وكسر الحصار الإعلامي على " تيار المقاطعة " التي تريد الرجعية تهميشه وتقزيمه " . و ما من مجيب حيث لم تلتحق الحركة ( أو وقع تجاهلها ) بالسرب الذى عقد ندوة متأخّرة جدّا هو الآخر ( الأسبوع الثاني من أكتوبر ، ملتقى مقاطعة إنتخابات 2014) .

وهذا الملتقى ضمّ فى صفوفه مجموعة حزب الكادحين الوطني الديمقراطي التى إنخرطت فى وقت معيّن فى الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية . و قد أصدر حزب الكادحين بمعيّة حزب النضال التقدّمي بيانا مشتركا وفيه دعيا إلى مقاطعة الإنتخابات لسببين إثنين علّقنا عليهما فى مقالنا " خروتشوفية " اليسار " الإصلاحي " قائلين : " و قد يتلكّؤ البعض و يعلن عدم المشاركة فى لعبة الإنتخابات ليس من منطلق مبدئي شيوعي فيشرح للجماهير الواسعة الأوهام الديمقراطية البرجوازية ويروّج بالتالي للشيوعية كعلم للثورة البروليتارية العالمية ، و إنّما من منطلق تكتيكي يقولون و خاصة لعدم توفّر شروط إنتخابات نزيهة وهو ما نجده مضحكا للغاية : هل ثمّة فى عالم اليوم بلد تجرى فيه الإنتخابات دون تآمر الطبقات الرجعية و أحزابها و تحكّمها فى العملية ( بالمال السياسي و الإعلام و شراء الذمم و التزوير إن لزم الأمر ...) ؟ و حتّى فى الولايات المتحدة و فرنسا ( و قد فاحت رائحة عفن الديمقراطية البرجوازية فى البلدان الإمبريالية فما بالك فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات ) لم و لن تتوفّر الشروط التى تحدّث عنها مثلا البيان المشترك لحزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب النضال التقدّمي و بهذا نلفيهما يسبحان فى عالم المثاليّات و أوهام الديمقراطية البرجوازية و يضلّلون المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبية بهذا الصدد . " و هذا منهما مواصلة الإنحدار التحريفي الإصلاحي نحو قاع هاوية العمل القانوني فى إطار دولة الإستعمار الجديد رغم الخطاب الناري المنمّق أحيانا و الموشّى ببعض العبارات الماركسية .
ونستسمح القرّاء بأن نضيف تعليقا بسيطا على شعار رفعه حزب الكادحين الوطني الديمقراطي ألا وهو " المقاطعة مقاومة و المقاومة حياة " وقد إستلهم الجزء الثاني من الشعار على ما نعتقد من عنوان كتاب لعبد الله أوجلان زعيم حزب العمّال الكردي و الذى ليس بالتأكيد حسب دراسات الماويين فى مجلّة " عالم نربحه " منذ ثمانينات القرن الماضي و بحوث و مقالات ماويين من فرنسا و ألمانيا إلخ شيوعيا ثوريّا و تشهد على ذلك وثائق حزبه و كتاباته الأخيرة التى تدعو إلى الحلّ السلمي للقضيّة الكردية فى إطار الدولة التركية القائمة لا غير . و الأهمّ هنا أنّ الشيوعيين ، ليعلم من لا يعلم ، ليسوا مقاومين أو بالأحرى ليسوا مقاومين و حسب للنظام القائم كردود فعل على هجماته على الجماهير على مستويات عدّة. الشيوعيّون مقاومون للدول الرجعية و الإمبريالية الإستغلالية و الإضطهادية و سياساتها المناهضة للجماهير الشعبية و مقاومتهم تترافق بتغيير أفكار الجماهير من أجل القيام بالثورة البروليتارية العالمية و غايتها الشيوعية على الصعيد العالمي . الشيوعيون الحقيقيّون ثوريّون يسعون جهدهم للإطاحة بالدول القديمة و بناء دول جديدة ثورية تعمل على تحرير الإنسانية و إضمحلال الدول ذاتها ببلوغ الشيوعية عالميّا . و نكرّرها عمدا عامدين ليس الشيوعيون الحقيقيّون، الشيوعيون الثوريّون مجرّد مقاومين للدول القائمة . وصف المقاومين ينسحب على حزب الكادحين الوطني الديمقراطي بشكل تام و ينسجم الإنسجام كلّه مع خطّه الإيديولوجي و السياسي فهو ينهل من أفكار آلان باديو ( أنظروا مقال " الرفيق فريد العليبي في الردّ على سؤال صحفي حول الديمقراطية والفلسفة ومقاطعة الانتخابات "، طريق الثورة ، 4 سبتمبر 2014 ) الذى يدعو لمقاومة الدول دون الخروج عن إطار النظام الإمبريالي السائد كما بيّنت ذلك دراسة نقدية شيوعية ماوية ثوريّة ممتازة لفكر آلان باديو فى مجلّة الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، " تمايزات " على موقع الأنترنت التالي :
http://demarcations-journal.org/
و قد سبق لنا أن كشفنا الوجه المتمركس الحقيقي للأمين العام لحزب الكادحين الوطني الديمقراطي فى نقدنا لكتاب له ، فى بحث إخترنا له من العناوين " تشويه الماركسية : كتاب " الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا " وهو متوفّر على موقع الحوار المتمدّن وبمكتبه .
و إذا كانت الهيئات الثوريّة المستقلّة تعلن فى جويلية 2014 فى بيان " حول الموقف من الانتخابات الانقلابية القادمة في تونس الهيئات الثورية المستقلة " أنّها لا تقبل أصلا " اللعبة " الإنتخابية ( لعبة إنتخب أو قاطع بكلمات البيان ) وهو فهم صحيح لا يسعنا إلاّ مشاطرتها إيّاه ، فإنّ الإئتلاف الذى تدعو إليه - ائتلاف سياسي واسع على قاعدة مقاومة وبرنامج جذري لمواصلة تنفيذ المهام الثورية - يبقى ضبابيّا للغاية لقيامه بالأساس على المقاومة أي على الرفض و ليس على المقاومة و التغيير الثوري وفق برنامج ثوري يكون قاعدة صلبة لوحدة نضالية ثوريّة ( و يدرك دارس بيانات المقاطعين فروقات كبيرة فى أسباب المقاطعة و آفاقها ما لا يدعو للتفاؤل المستقبلي ). و إلى ذلك نضيف أنّ هذه الهيئات تتوهّم الإستقلاليّة الطبقيّة فى عالم مجتمعاته طبقيّة فقد سجّل ماو تسى تونغ حقيقة موضوعيّة هي أنّ : " فى المجتمع الطبقي يعيش كلّ إنسان كفرد من أفراد طبقة معيّنة ، و يحمل كلّ نوع من أنواع التفكير دون إستثناء طابع طبقة معيّنة ." ( " فى الممارسة العملية " ( يوليو- تمّوز- 1937) ، مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة ، المجلّد الأوّل.) كما تتوهّم إمكانيّة " فرض سيادتها [ الأغلبية ] على قرارها وعلى الموارد والثروة وعلى العمل وعلى التخطيط والتوزيع و الإنتاج " دون دولة ( " ضد الدولة كل دولة وضد دولة الطبقة كل طبقة " ) تحمى الأغلبية و تمارس الدكتاتورية على الأقليّة مثلما هو حال دولة دكتاتورية / ديمقراطية البروليتاريا . و إذا كانت هذه الهيئات تعلن أنّها ضد " الإيديولوجيا " ( نص " تونس من نحن الهيئات الثوريّة المستقلّة ؟ " ) فى حين أن الواقع الموضوعي للمجتمعات الطبقية يفرض كما شرح لينين فى " ما العمل؟ " ، " إماّ إيديولوجيا بروليتارية و إمّا إيديولوجيا برجوازية " ، فإنّنا نسألها هل بوسعها أن تخرج عن نطاق الإيديولوجيتين المتناقضتين و المحدّدتين فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟ ( مع العلم أنّ مصطلح الإيديولوجيا هنا مستعمل بالمعنى الماركسي لمنظومة أفكار ناتجة عن النظرة إلى العالم و المنهج المتوخّى فى ذلك و ليس بالمعنى المبتذل للوعي المزيّف ) و نأكّد لها أنّ برفضها الإيديولوجيا البروليتارية تنحدر لا محالة إلى هاوية الإيديولوجيا البرجوازية .
ونلفت نظر منظمة العمل الشيوعي تونس إلى أنّ تغييب البديل الثوري الشيوعي حتى فى معلّقة ينمّ عن فهم مشوّه للمادية الجدلية ذلك أنّه ينبغى على الشيوعيين و الشيوعيات أن يعرضوا الشيء و نقيضه أي مظهري / طرفي التناقض ، أن يكرّسوا عمليّا القانون الأساسي للجدلية قانون التناقض / وحدة الأضداد . و بكلمات أخرى ، علينا إستيعاب جدلية الهدم و البناء و تطبيقها : ما الذى نناضل ضدّه و نسعى إلى هدمه و ما الذى نناضل من أجله و فى سبيله و نسعى إلى بنائه . تغييب طرف من طرفي التناقض نظرة مثاليّة ميتافيزيقيّة إحادية الجانب يجب تجنّبها و تغييب المشروع الشيوعي كبديل حقيقي ضروري و ممكن ينحدر بمن يقف وراءه إلى " الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء " التى ناقشنا فى النقطة الأولى من المقال .
4 - لاحركة ثورية دون نظرية ثوريّة :
فى أكثر من مناسبة و موقع كان صنف من المقاطعين للإنتخابات يعدّون أنفسهم معبّرين عن موقف شعبي و يعمدون ، على غرار ما جاء فى نصوص حزب الكادحين الوطني الديمقراطي المتّصلة بالإنتخابات ، إلى بعض الإحصائيّات للتدليل على ذلك و لكنّ هذه مغالطة أخرى يترتّب علينا أن نميط عنها اللثام .
إنّ مقاطعة شرائح من الجماهير شبابيّة و غير شبابيّة للإنتخابات التشريعية و التى سبقها عزوف كبير عن التسجيل لا تنبع فى غالبيّة الأحيان عن وعي سياسي متقدّم و ثوريّ فأسباب المقاطعين كثيرة و متنوّعة - و رأينا تنوّعها لدى المجموعات " اليسارية " فما بالك بغيرها من الناس - منها ما هو ذاتي إلى أقصى الحدود و منها ما يتنزّل ضمن موقف سياسي أدنى يترجم خيبة أمل و إحباط و يأس و قنوط و لامبالاة و تردّد و إستياء من وشراء الذمم و التدليس وإذكاء نزعات والعروشي و التعصب الجهوي و إنعدام الثقة فى معظم السياسيين لتقلّب مواقفهم و لا مبدئيّتهم إلخ.
و رفض مشاركة أغلبيّة المقاطعين فى الإنتتخابات لا يرقى إلى الوعي السياسي / الطبقي الشيوعي الثوري بتاتا . هو فى أحسن الأحوال أرضيّة خصبة نسبيّا للعمل الثوري لتطوير هذا الرفض و التمرّد الذين يمكن أو يوصفا بالعفويين إلى وعي شيوعي ثوري يجعل الفئات و الطبقات الشعبية تعى ذاتها و مصالحها و تعمل لذاتها و تساهم فى النضال الواعي من أجل الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها . و هذا يرجعنا إلى النقطة الأولى من مقالنا و ضرورة المشروع الشيوعي فى أرقى تطوّراته النظرية الثوريّة : الخلاصة الجديدة للشيوعية ، و الدعاية له بهدف مقاومة دولة الإستعمار الجديد برمّتها - و ليس فقط المقاومة - و تغيير العقول و تنظيم القوى من أجل القيام بالثورة الحقيقية بغاية تحرير الإنسانية و تحقيق الشيوعية العالمية .
واهم من يعتقد أنّ نسب المقاطعة العالية نسبيّا التى حصلت مردّها مباشرة بعض التحرّكات المحدودة و المتأخّرة لبعض المقاطعين ، و واهم من يعتقد أن ّهناك حركة شعبيّة ثورية . ببساطة ، يصرخ الواقع الموضوعي بحقيقة أنّه لا وجود لحركة ثوريّة . و لماذا ؟ لعدّة عوامل ليس هنا مجال تفصيلها و لكن يهمنا أن نشدّد على أهمّها وهو مرّة أخرى عدم إستيعاب القيادات الشيوعية و الجماهير الشعبيّة النظريّة الثوريّة فكما لخّص لينين حقيقة من الحقائق العميقة و الشاملة للصراع الطبقي : لا حركة ثوريّة دون نظريّة ثوريّة .
و بديهي أن المشاركين فى الإنتخابات من المجموعات المتمركسة ليست معنيّة أصلا بالنظرية الثورية عدا كنقيض لها تخشاه خشية الأفارقة هذه الأيّام بفيروس الإيبولا . و جلّ إن لم نقل كلّ المقاطعين من الفرق " اليسارية " هي أيضا لا تملك النظريّة الثوريّة و لا تكرّسها و تنشرها فى صفوف المناضلات و المناضلين و الجماهير العريضة لتغيير العقول و تنظيم القوى من أجل إيجاد حركة ثوريّة ، شعب ثوري ، و القيام بالثورة و غايتها الأسمى الشيوعية و تحرير الإنسانية .
و كلّ ما بحوزة السواد الأعظم من المتمركسين هو شذرات كلمات أو مصطلحات و مواقف و تواريخ تستخدم بإنتقائيّة للظهور بمظهر " إشتراكي " و " ثوري " و " تقدّمي " و " ديمقراطي " و" تشاركي" إلخ .
شيوعيّة اليوم ، الشيوعية الثوريّة اليوم ، الروح الثوريّة للماركسية – اللينينية – الماوية ، تتجسّد فى الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تمثّل الفهم الأكثر تقدّما و تطوّرا لعلم الشيوعية ، الفهم المتقدّم الناجم عن البحث و التنقيب العلميين لتقييم التجارب التاريخية للحركة الشيوعية العالمية و إستخلاص الدروس و العبر و للدفاع عن الجانب الإيجابي الرئيسي فيها و القطع مع الأخطاء كجانب ثانوي و إعادة صياغة الشيوعية و إرسائها على أسس علمية أرسخ لا يجب أن تكفّ عن التطوّر ( و إلاّ مات علم الثورة البروليتارية العالمية ) . لذلك الخلاصة الجديدة للشيوعية هي اليوم الكفيلة الوحيدة بإعتبارها النظرية الثورية المنشودة بأن تنشأ حركة ثوريّة للقيام بالثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها و غايتها الشيوعية و تحرير الإنسانية على الصعيد العالمي .
خاتمة :
و كيما تكون الممارسة ثوريّة لا بدّ من أن تهتدي بالنظريّة الثورية و من هنا يتعيّن على كلّ من يرنو إلى المساهمة بفكر نقدي و وعي شيوعي ثوري فى تحرير الإنسانية من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي أن يمتلك ناصية علم الشيوعية و بالتالى دراسة و إستيعاب و تطبيق و تطوير الخلاصة الجديدة للشيوعية مسألة مؤكدة الضرورة اليوم . لقد جاء على لسان إنجلز منذ أكثر من قرن من الزمن أن :
" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..." ( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل ؟ ").
و لدراسة الخلاصة الجديدة للشيوعية بتمعّن و من مصادرها نقترح على القرّاء باللغة العربية الكتب التالية المتوفّرة بمكتبة الحوار المتمدّن :
- المعرفة الأساسية لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية .( لشادي الشماوي )
- الماوية تنقسم إلى إثنين . ( لشادي الشماوي )
- مقال " ضد الأفاكيانية " و الردود عليه . ( لشادي الشماوي )
- صراع خطّين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية . ( لناظم الماوي )
- آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية . ( لناظم الماوي )
وقد كثّف بوب أفاكيان المقصود بالخلاصة الجديدة فى الفقرات التالية :
" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
----------------------------------------------------------------------------27 أكتوبر 2014



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تط ...
- رفع الراية الماويّة لإسقاطها : المنظّمة الشيوعيّة الماويّة ت ...
- إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا ...
- الإنتخابات وأوهام الديمقراطية البرجوازية : تصوّروا فوز الجبه ...
- تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه ...
- خروتشوفيّة - اليسار - الإصلاحي
- الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقين وحدة ثوريّة ...
- مقدّمة كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماو ...
- نقد بيانات غرة ماي 2013 - تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن ...
- قراءة نقدية فى كتاب من التراث الماويّ :- ردّا على حزب العمل ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين : القطيعة فالقطيعة ثم ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين
- النقاب و بؤس تفكير زعيم حزب العمّال التونسي .
- قراءة فى البيان التأسيسي لمنظمة العمل الشيوعي – تونس .
- مقدّمة - بؤس اليسار الإصلاحي التونسي : حزب العمّال التونسي و ...
- جدالان باللغة العربية يدافعان عن الخلاصة الجديدة للشيوعية .D ...
- إسلاميون فاشيون ، للشعب و النساء أعداء و للإمبريالية عملاء !
- محتويات نشرية - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! - ( الأعداد ...
- وفاة نيلسن مانديلا و نظرة الماركسيين المزيفين البرجوازية للع ...
- الجزء الثاني من كتاب -آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم ...


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - تونس : الإنتخابات و الأوهام البرجوازية و الشيوعيين بلا شيوعيّة .