|
الإنسان وليس الإسلام يعلو ولا يعلى عليه
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 15:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما يصبح الدين فوق الإنسانية يصبح دين اجرامي -------------------------------- الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. هذه حكمة عربية مشهورة ولكن اقلها تطبيقا بيننا نحن العرب وخاصة بين المسلمين الذين تاثروا بمقولة احبوا لله وابغضوا فيه. فوضعوا الدين فوق الإنسان... حتى فوق صلة الرحم. وهذا لا يتوقف على الأحياء، بل يمتد للأموات. ففي سورة التوبة الآية 84 تقول: "ولا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون". ويذكر القرآن كيف ان ابراهيم رفض الترحم على والده. ففي الآيتين 113-114 من سورة التوبة نقرآ: "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ. وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ". وفي اسباب نزول هذه الآية، صلّى رجل فاستغفر لأبويه، وكانا ماتا في الجاهلية، فعاب عليه احدهم ذلك: "تستغفر لأبويك وقد ماتا في الجاهلية؟" فقال: قد استغفر ابراهيم لأبيه، فذكر ذلك للنبي فنزلت هذه الآية. وعن عبدالله ابن سعود: خرج النبي ينظر في المقابر وخرجنا معه، فأمرنا فجلسنا، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فناجاه طويلاً، ثم ارتفع نحيب النبي باكياً فبكينا لبكائه، ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا؟ فجاء فجلس إلينا فقال: أفزعكم بكائي؟ فقلنا: نعم. فقال: إن القبر الذي رأيتموني أناجي فيه قبر آمنة بنت وَهْب، وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي فيه فاستأذنته في الاستغفار لها فلم يأْذن لي فيه. ماذا تنتظر من دين يمنع حتى الترحم على الاب والام لأنهما ماتا على دين غير دين الاسلام؟
محبة الغير لا تعني الإتفاق معه في الرأي ------------------------- على الإنسان ان يحب الجميع، بما فيهم الأعداء. فنحن جميعا اخوة في الأصل، والعداء هو امر عرضي. ومن هو صديقك اليوم قد يصبح غدا عدوك. والعكس صحيح. والإختلاف في الرأي في اي مجال يجب ان لا يفسد للود للإنسانية قضية. ولولا هذا المبدأ لما تقدمت البشرية قيد انملة لا على المستوى الأخلاقي ولا الصناعي ولا الإقتصادي. ويجب في هذا المجال السماح بالتعبير عن الإختلاف للتقدم. فلولا امكانية التعبير عن الإختلاف لما تطورت الآلات الإلكترونية على سبيل المثال. وهذا ينطبق على التطور الإجتماعي. فلولا التعبير عن الإخلاف لبقي الغرب في عصر محاكم التفتيش وغيرها من المخازي. وفقدان الحرية في التعبير عن الرأي هو ما يقود العرب والمسلمين للبقاء في خانة الصفر في جميع المجالات الإجتماعية والإقتصادية والصناعية. وعلينا ان ننظر للتعبير عن الإختلاف بأنه للصالح العام وليس بسبب البغضاء. فلا نخون من يخالفنا الرأي او نكمم الأفواه لأننا لا نريد ان يستعمل الناس عقولهم والتعبير عما يدور في رؤوسهم من افكار.
انتقاد القرآن ليس نابع من البغض ولكن من المحبة ------------------------------- تعرضي للأخطاء اللغوية والإنشائية للقرآن ادى إلى عداوة من قِبَل المتدينين الذين يؤمنون بأن القرآن كلام الله. وأقرأ كل يوم في الفيسبوك هجوما شديدا ضدي لهذا السبب. وليس هناك دولة عريى أو اسلامية واحدة تسمح بنشر مقال في اراضيها حول اخطاء القرآن. وليس هناك اية جامعة عربية تجرؤ على تنظيم مؤتمر حول هذا الموضوع. وليس هناك اية اذاعة او تلفزة تناقش هذا الموضوع. فهم يتحدُّون الغير بالإتيان بمثل القرآن وفي نفس الوقت يمنعون اي انتقاد للقرآن لغويا. تناقد فظيع. فقد تم تجميد العقل في هذا المجال تحت درجة الصفر. وقد قام الصديق عامر العظم مشكورا بوضع مقال في صفحته بخصوص ما اكتب عنونه: هل هناك أخطاء لغوية وإنشائية في القرآن الكريم؟ وكان رد احد المعلقين - وهو دكتور: "لا شك أن من إكتشفها جاهل حقير". وكتب آخر: "ما هذا أيها المفكرون المبدعون؟ لم يبقى لكم إلا كلام الله تخوضون في صحة لغته من عدمها". وكتب ثالث: "القرآن كلام الله لا يمكن ان يكون فيه اي خطأ لغوي او إنشائي ، عندما لا يستطيع الانسان ادراك المعنى فهذا لقصور عقلي عنده فالذي خلق هذا الكون المحكم وهذا الجسم المعجزة هل هو عاجز عن تنزيل قرآن كامل ، نتمنى لكل دارس ان يلجأ الى اصحاب العلم عند عجزه عن الفهم ، ونتمنى لكل من يفتري الكذب على كتاب الله ان يجعله الله عبرة لكل كذاب أشر كما فعل الله مع فرعون والكثير من المجرمين". وكتب رابع واسمه عزيز: "اتحداك ان تاتي بخطا واحد فانت امام طوفان اسمه اللغة العربية فما بالك بمعاني القرآن مصاغة باللغة العربية فالإنسان عدو ما يجهل". وكان ردي على هذا الأخير: "اخي عزيز اعزك الله، لا حاجة للتحدي. الأخطاء أمامك بالأطنان. طبعتي العربية مجانية فحملها وستجد فيها الأخطاء مثل الفش على القش". وغيرهم من المعلقين حولوا النقاش اللغوي غلى خطبة جامع ولا حاجة لنقل ما كتبوه ردود الفعل هذه نابعة من تربية من الروضة إلى الجامعة ومن الجامع إلى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة الرسمية والخاصة. لم يعد لنا مجال للتفكير او الشك. ونريد ان نصادر حق الغير في ممارسة حقهم في التفكير والشك. ولكن ماذا لو كان كل ما تعلمناه خطأ؟ وكيف يمكننا ان نعرف ذلك اذا لم نسمح بالتعبير عن الرأي والرأي الآخر؟ لماذا لا ينظر لنقد القرآن وسيلة لفهمه على حقيقته، ليس ككتاب مقدس كما يدعي البعض، ولكن مجرد كشكول من تأليف حاخام يهودي مسطول كما ذكرت في مقال سابق: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=338220. وماذا يضرنا لو ان كانت نظريتي صحيحة؟ وكيف يمكن التدليل على خطئها او صحتها اذا لم نفتح باب النقاش حولها دون تجريم ودون تهديد؟ هل هناك شيئا نخاف منه؟ أم نريد ان نبقي على عقول الناس مغلقة؟
ضرورة وضع الإنسان فوق الأديان وفوق الكتب المقدسة ----------------------------------- الحقيقة تعلو ولا يعلى عليها. خلافا لما يقوله المسلمون وفقا لحديث منسوب للنبي محمد: الإسلام يعلو ولا يعلى عليه. فهذا اسلوب الدكتاتوريات على ممر التاريخ التي حاولت بكل السبل تكميم الأفواه ونصب المشانق للمخالفين. ولمعرفة الحقيقة لا بد من فتح باب النقاش. وفتح باب النقاش يعني رفع القداسة عن كل الكتب المقدسة وعن الأنبياء.
د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14 حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315 حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131 ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني: [email protected] انضموا إلى مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 74 (النواقص)
-
عودا لعقولكم قبل ان يفنيكم غباؤكم
-
عندما تصحح الترجمات القرآن
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 73(النواقص)
-
فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 72 (النواقص)
-
النواقص في القرآن - رسالة دكتوراة
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 71 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 70 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 69 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 68 (النواقص)
-
المغضوب عليهم والضالين اليهود والنصارى
-
غربلة القرآن قبل غربلة البخاري
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 67 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 66 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 65 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 64 (النواقص)
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 63 (النواقص)
-
اخطاء القرآن عند ابن خلدون ومهووس ازهري
-
اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 62 (النواقص)
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|