كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 08:39
المحور:
الادب والفن
ثورةُ الصمت
الجزء الثاني
وانتِ أيّتها الخيولُ المحتشدة في خلجاتِ الفجيعةِ تهيأي ولطّخي ناصيةَ النهارِ بوجعِ الدمِ المسفوك في جفونِ السماء فهذهِ الصلبان تركبُ سروجَ الأشتهاء
افيقي على رجعِ الشتات ولمّلمي ما ترثيهِ بهجةَ السيوفِ فالنائحات خلفَ حدودِ الليل هيّجهنَّ سهمٌ ثملْ
البيارقُ تشربُ نخبها الغارقَ بألأسى وعلى الأعوادِ نواحٌ سرمديٌّ تسحقهُ الرحى بينما ذلُّ الهزيمةِ يمتدُّ ما بينَ ظمأُ النهرِ وجسدُ الأرض
أيُّ المواويل تمتطي نبضَ الريح وأفواجاً تتزاحمُ حولَ شيبةِ الضحى حاصدةً عنفوانَ التقديس .. !
على جذوعِ الفرات تتحنّى العراجين بحزنها العتيق تزحفُ الصحراء حدباءَ مكسورة لهُ تحملُ قرابينَ الخارجينَ منَ شقوقها
تُساقطُ النجوم هرولةَ أحشائها أثقلها زلزلة حلمٍ حرّكَ معراج الأفول وقدّامها تتساقطُ كلّ أقنعةِ التاريخ
إزدهرْ أيّها الدمُ الشذر إليكَ تركضُ الحرابَ وأرشقْ وجهَ الغيّ بحفنةِ سنابلَ ( تؤتي أُكلها في كلّ حين ) ...
برّاقٌ هوَ الجسد ملفوفاُ بورعِ العشقِ تهتزُّ لهُ الفرائصَ باضغاثها يهدّها الفحيح وفي راياتهِ تنفلقُ عيونِ القحط
يرتخي الخشوع ُ وحيداً تحتَ عرشِ السيوف هائماً في ملكوتِهِ ينزعُ إرتجافَ النعشِ ودفوفُ النهرِ غارقةً بنبضِ الحياءِ
مهتاجٌ كأسهُ يجلجلُ في قصورِ تواريخٍ كـ الرماد ـــ وصوتُ الجسدِ يرنُّ في رقابِ شبحِ المقاصل
لغةُ الله تشقُّ طوفانَ القيود وتستفيقُ في مزاميرِ الأحتضار أغصانُ البروق فتتيهُ ممزّقة في مئذنةِ الليل خيولاً عجفاء...
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟