أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد التهامي بنيس - احذروا من لا حرج عليه














المزيد.....


احذروا من لا حرج عليه


محمد التهامي بنيس

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 03:11
المحور: الادب والفن
    


كاد أن يسجد وهو يركع ليقبل يد أستاذه , تمسح به , طأطأ رأسه المختفي نصفه بين منكبين عريضين , فجسمه يشبه الجوزة الكبيرة . شك الأستاذ في هذا المتملق . وقبل على مضض , أن يجعل منه في مكتبه عونا تحت المراقبة , أخلص أول الأمر في كل العمل وبزيادة كالطاحونة , حتى نال ثقة أستاذه . فجازاه بأن فضله شريكا يقاسمه المكسب والشهرة السياسية , وقدمه للحزب السياسي ,كشاب من خيرة من يوثق بهم . مرت سنوات , اشتد فيها عوده . واشتهر بين جماعة في الحزب , كانت تروح عن نفسها بالاستماع إلى تلعثمه وحديثه الركيك , حيث كان يبدو ساذجا مطيعا . وهو فقط يتمسكن ليتمكن . ما أن انشغل أستاذه بمهام سامية . حتى كاد له بمكائده المتتالية . وفاحت منه رائحة الخيانة , إلى أن انتهت بالاستحواذ على مكتب الأستاذ ومركزه القيادي في الحزب , وصار يتجاهل أعضاء ه ويخلق لهم المتاعب , وتزايدت مهازله , وأجاب مرة قيدوما نبهه لمزالقه . قائلا : إن الحمق من سمات الزعيم . وأنا الزعيم والزعيم أنا . أخطأت جماعة من الحزب بأن اعتبرته شرا لا بد منه , ولم تؤدبه أو توقفه عن العبث , حتى نفذ صبرهم . وغضبوا لخيانته , وصاحوا في وجهه . لا نأتمنك على كياننا الذي بنيناه بدمنا وتضحيات أعضائنا ومعاناتهم مع الويلات التي حاطت بهم منذ كنت ترضع حليب المرضعات . إلى أن صرت تعب كؤوس الراح لا تبالي . وكان بحق لا يبالي لأنه مسنود وموجه لتنفيذ أجندة سنده . تجاهل الجماعة , وتجاهل معلميه , وتجاهل ناصحيه . وتجاهل , وتجاهل . مبينا شعوره بالحزن أحيانا , وهو في حقيقة الوضع , حزن يطغى على الشعور بالذل . فهو كلما شعر بشبه تأثر ووخز ضمير , عب كؤوسه من خابية تشبهه طولا وعرضا , ليزيل عنه أي تأثر قد يردعه , حتى انتفخت عروقه كما انتفخ عناده ما هي إلا أيام قليلة . وضاقت عليه دائرة الزمن السياسي , وانعدمت فرص السكوت والمهادنة , وثارت ثائرة أعضاء من الغاضبين , الذين استشعروا متأخرين . أن جهاز كيانهم , سرق منهم , ولا بد من عمل يستردون به المسروق . قبل أن يدخل سوق المتاجرة بالمسروقات . أو يعثرون عليه بين أكوام الخردة – كما سبقته اليوم بعض لافتات أنشطته أيام زمان - كونوا خلية تفكير . اجتمعوا سرا وعلانية . تدارسوا الوضع والوضعية , والموضوع والموضوعية . أقنعوا بعض من اكتوى بمهازله , فانضم إليهم . أصبحوا كثرا . واستكثروا على أنفسهم المواجهة . ثارة خوفا على سمعة الجماعة , وثارة حفاظا على الوحدة , وثارة لأن الأمل غير مفقود في أن يصحو ضميره . ويعيد المسروق لأهله . وكأنهم نسوا أنه القائل : أنا الزعيم والزعيم أنا . ومن مواصفات الزعيم أن يكون أحمق . والأحمق لا حرج عليه . ولا يمكن أن يؤمن شره , وإذا ائتمن خان . وهاهو قد خان وسيستمر في الخيانة . لأنه ليس له ضمير ينتظرونصحوته ساد موقف شد الحبل بين أغلبية الغاضبين . وبين الزعيم وبعض مؤيديه . وألهاهم جميعا شد الحبل عن كل المعارك الآتية . وبقي الكثير من هؤلاء وهؤلاء وألئك . يتفرج ملتحقا بالأغلبية الصامتة . ربما في انتظار الذي يأتي ولا يأتي . ربما استمراء للوضع . ربما عجزا . ربما هو اليأس . ربما ظهرت لهم جميعا مؤشرات أنها النهاية التي تحرق الأخضر واليابس ..كل هذا حدث بسبب الثقة الزائدة , وبسبب أن لا حرج على زعيم أحمق



#محمد_التهامي_بنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهم المشكل , ثلثا طريق الحل
- فلنساهم في الإنقاذ
- النفاق السياسي سائد , والإصلاح بيد الشعب فقط
- السخرية السياسية في الصحافة التسطيحية
- وجه من نضال الحلقة . حاربا حكواتي فاس
- أنت من الزعامة براء وعلى النضال شقاء . من تكون ؟ 3 حلقات
- تابع لما قبله : وأنت من الزعامة براء وعلى النضال شقاء - من ت ...
- تابع لما سبق : وأنت من الزعمة براء وعلى النضال شقاء - من تكو ...
- الضمير الاتحادي
- الببغاوات الوزراء ( صورة )
- بدون قناع - حوار متمدن
- علاش الحزب تاه , كأنو ما كان
- مجالس المتقاعدين / لغو أم عبث
- الاتحاد الاشتراكي . اختيار المعارضة , منتصف المخاض
- لماذا وماذا نعارض ؟
- نداء المواطنة , يدعوكم للمعارضة
- أماني إصلاح البلاد , بخرتها تخمة الفساد - المواصفات الضائعة
- فطفطة الديك الذبيح
- مرض خطير جدا


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد التهامي بنيس - احذروا من لا حرج عليه