أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الرازق أبو العلا - هل تأثرت الثقافة في مصر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001؟؟














المزيد.....

هل تأثرت الثقافة في مصر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001؟؟


أحمد عبد الرازق أبو العلا

الحوار المتمدن-العدد: 339 - 2002 / 12 / 16 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


 

 

   الثقافة - بشكل عام - تتأثر تبعا للعوامل والظروف المحيطة ، وتبعا للمتغيرات المتعاقبة والمتواترة ، وفي ظل فكر العولمة ، والقرية الكونية ، وثورة الاتصالات ، أصبح التأثر والتأثير بالغا ، وسريعا جدا .. وعقب أحداث 11 سبتمبر وجدنا أفكارا تم طرحها من جديد ، وكنا نظن أننا قد انتهينا منها منذ فترة ، ومنها قضية : صراع الحضارات وحوار الثقافات ؟؟ وطرحت قضية الإرهاب نفسها من جديد ، من منظور يري أن الإرهاب مقترن بالإنسان العربي ، والإنسان المسلم ، وبات الفكر العربي لبعض من يعيشون خارج المنطقة العربية ، فكرا يكرس للإرهاب وتلك مسألة عجيبة ، روجت لها الآلة الصهيونية ، علي مستوي العالم ، ومن ثم اختلطت مفاهيم وأفكار ، وما كان لها أن تختلط ، منها فكرة المقاومة ، والمواجهة ، وفكرة الانتحار ، وفكرة الاستشهاد .. الخ  .. بعد أحداث 11 سبتمبر ، تمت مناقشة تلك الأفكار من جديد ، وكأنها تناقش للمرة الأولي وهذا بالطبع له تأثير بالغ علي إنتاجنا الثقافي والفكري ، لا يستهان به ، ولكن علي المستوي البعيد وليس القريب .. لماذا ؟؟ لأن المثقف العربي ، والمصري – بشكل خاص – ظل - لفترة طويلة - مستلبا للأفكار الغربية ، لأنه كان يظن أنه باقترابه من أفكار وثقافة الغرب سوف يحقق تقدما ، يجعله يقف جنبا إلى جنب الثقافة الغربية ، التي أوهمتنا أنها قادرة علي الفعل ، وقادرة علي تبني قضايا العصر !! وتلك مسألة أثبتت الأحداث التي حدثت في نهاية القرن ، أنها مجرد أوهام . ضحينا من أجلها بفكرة الهوية التي كان ينبغي التأكيد عليها دائما لمواجهة ، فكر العولمة ، الذي يوهمك أن العالم صار قرية كونية واحدة ، و الأحداث التي نراها الآن تكشف زيف هذه الرؤية ، أنظر إلى ما يحدث في فلسطين ، وأنظر إلى موقف أمريكا وبعض الدول الأوربية من العراق ، أو السودان ، أو ليبيا ، أو - حتى - مصر .. انهم يعتبرون تلك الدول وغيرها من الدول الحاضنة لفكر الإرهاب ؟؟ وكأن الدفاع عن الأرض والعرض والشرف ، صار نوعا من الإرهاب !! لك أن تتخيلين شكل الثقافة المصرية والعربية ، في ظل كل هذا .. دعك من أن معظم المثقفين العرب والمصريين ، ظلوا لسنوات طويلة ، منكفئين علي ذواتهم ، لا يهمهم من أمر القضايا القومية الكبرى شيئا ، ومن ثم أصبح دورهم في الحياة بشكل عام دورا ، لا يعكس الإيجابية المرجوة ، الإيجابية التي نستطيع بها أن نواجه تلك الأفكار التي تريد منا أن نكون تابعين ، أن نفقد استقلالنا : الثقافي والفكري ، والسياسي ، والاقتصادي .. إن موقفا  واحدا – بسيطا – حدث في مصر في عام 2000 ، وهو ما عرف بأزمة ( وليمة لأعشاب البحر ) الرواية التي كتبها الكاتب السوري
 ( حيدر حيدر ) ، واتهمها التيار الديني في مصر بأنها أساء ت للدين ، ودخلت إلى أماكن محظورة ، ما كان ينبغي لها أن تدخل ، هذه الأحداث التي أعقبت صدور الرواية ، أثرت بشكل مباشر ، وبشكل غير مباشر علي الثقافة المصرية ، تأثيرا – سلبيا – بالطبع – حيث ، صارت المعايير الرقابية، باسم المحافظة علي الأخلاق ، هي المسيطرة وهي الغالبة ، هذا الأمر أدي إلى مجموعة من التراجعات التي تؤثر علي الثقافة والفكر ، فما بالك بمتغيرات ما بعد أحداث 11 سبتمبر ؟؟ في العالم أيضا تأثرت الحياة الثقافية والفكرية ، بهذه الأحداث ، لكن تأثيرها علينا هنا في المنطقة العربية كان  شديدا ، لأننا أصلا مستهدفون ، ومستلبون من الغرب قبل الأحداث ، وعلي رأي المثل العامي المصري ( علينا العين ) ، ينبغي علي المثقف العربي – بشكل عام – والمثقف المصري – بشكل خاص – أن يكون واعيا لما يحدث من حولنا ، وساعيا للتأكيد علي فكرة الهوية التي أرادوا لها الذوبان ، ليصب الأمر في النهاية لصالح الصهيونية العالمية التي تسعي الآن للتأكيد علي فكرة أن العرب مجرد أغنام ، أو رعاة أغنام، لا ينبغي لها العيش في عالم الأقوياء ، الثقافة الملتزمة هي التي ستغير من هذه النظرة ، وهي خط الدفاع الأول عن هويتنا التي بدونها سوف نتلاشي ونذوب في الآخر الذي يري أن مصالحة تتعارض مع مصالحنا ، وحياته لا تقوم معنا ؟؟ وهكذا ..

 



#أحمد_عبد_الرازق_أبو_العلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استجابتنا للشعر من أين تبدأ؟؟
- إسرائيل والتطبيع وعلي سالم - حول كتاب رحلة إلى إسرائيل
- القمع في الخطاب الروائي العربي
- حول الحوار المتمدن
- ثقافة العنف والإرهاب
- المثقفون والسلطة في مصر
- مقاومة التطبيع مشاهد من ساحة القصة القصيرة في مصر


المزيد.....




- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الرازق أبو العلا - هل تأثرت الثقافة في مصر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001؟؟