صبري هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 14:13
المحور:
الادب والفن
***
استراحةُ مُتعبٍ
***
1 ـ
***
أَدْلَجَتْ في غَمْرَةِ النَّشِيجِ
ثُمَّ تَوارتْ
و تَماهَى غَيْظُها والظّلامَ
***
2 ـ
***
لَمْ تَتَخِذْ دَليلاً
وَلَمْ تَرْكبْ واسِطَةً
وأَخَذَها الهَزِيْعُ بَعيِدَاً
***
3 ـ
***
لو تعرفُ الفراشةُ
كم مِن أجلِها تُكتبُ القصائدُ
لتلبّسها الغرورُ .
ولو أحصتِ الوردةُ عددَ عُشّاقِها
لِما أطَلّت برأسِها مِن النافذةِ .
***
4 ـ
***
أيُّها البحرُ
أَعِدْها إليَّ
***
5 ـ
***
ماذا أقولُ
وقد أخَذَتْها المسافة ؟
***
6 ـ
***
هُنالكَ عِنْدَ ضِفّةِ غيمةٍ
رأيتُها تُشاكسُ بَجْعةً
***
7 ـ
***
أرحْ على صدرِ المدينةِ رأساً مُثقلاً بالهمومِ
وعلى فِتْنتِها أرخِ جسداً مُتعباً
ثم تنفّس بعمقٍ ما تخللَ الترابَ مِن هواء
***
8 ـ
***
رأيتُ الفراشةَ تتعرّى
في سوقِ الألوان وتَرقصُ
***
9 ـ
***
كم قُلتُ لهذهِ الوردةِ لا ترفعي رأسَكِ حين أمرُّ
ولا تُطلقي شيئاً مِن عبيرِكِ
فأرتدّ إليكِ قاطفاً
كم قلتُ لهذا النيزكِ تأخّر عن السقوطِ
حتى يسكرَ القمرُ
آهِ .. كم نبّهتُ الفرسانَ
ألاَّ يخوضوا حروباً عَبْرَ سلسلةِ الهواء
***
10 ـ
***
أيَّتها الضّفدعُ لا تخافي مِن شبحي حين أمرُّ
ولا ترفعي صوتَكِ بالشتيمةِ في أَعقابي حين أدبرُ
فذلك مِن خصالِ البشرِ الأشقياء
***
11 ـ
***
افتقدتُها
كانت إلى جواريَ ترسمُ أنّةً على جسدِ البيانو
وحين وَجَدتُها بعدَ عناء
رأيتُها تسكبُ رضابَ الوردةِ في قنينةِ عطرٍ
افتقدتُها
وحين عنها بحثتُ
وجَدتُها تُغوي بِعُريها ذكرَ البجعِ الأبيض
الذي كان يمرُّ وبالشهوةِ عاصفاً
***
12 ـ
***
رأيتُها قبلَ حينٍ
تنسجُ مِن كحلِ الفراشةِ ثوباً لكاترينا الصغيرة
وفي ضفيرتِها رأيتُ شبحَ زقزقةِ عصفورٍ
كان قد حطَّ بالقربِ مِن نافذةِ أحلامِها
***
13 ـ
***
أنا رأيتُها
الآن تتنَهّدُ في المسيرِ
مُغْمُضةَ العينينِ كانت تمْضي وحيدةً وتَبتسمُ
أنا رأيتُها باللذةِ غارقةً
***
14 ـ
***
وأنتَ تبكي على وطنٍ ضيّعهُ الأبناء
هل تذكّرتَ الخيانةَ ؟
***
15 ـ
***
هذا زمانُكم
وهو طويل
***
16 ـ
***
هؤلاء
رجالُ خذلوا سيوفَهم
***
17 ـ
***
مُنذُ الأزلِ
ظلَّ اللهُ يَرْعى الظالِمَ
ويُعاقِبُ المظلومَ
مُنذ الأزلِ
***
#صبري_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟