أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أنا أعلق إذن أنا موجود














المزيد.....


أنا أعلق إذن أنا موجود


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4615 - 2014 / 10 / 26 - 21:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"أنا أعلّق إذن أنا موجود"! ولكي "ألحق أعلق بسرعة قبل غيري"؛ لابد أن أكتفي بقراءة "عنوان" المادة فقط، ثم أجري بسرعة على خانة التعليق لأحجز المقعد الأول! فأنا لابد أن أكون أول المعلقين حتى أشعر بذاتي وتكتمل ذاتي الناقصة المنهارة!
"أنا أعلّق إذن أنا موجود" يرى أن في العنوان "الكفاية"! "مش برضو الكتاب بيتقري من عنوانه؟!” ونجيبه: "ربما ’الكتاب‘ يا عزيزي، ولكن بالتأكيد ليس مانشيتات الصحف الصفراء الكذوب. فهذا العنوان أو ذاك، الذي اكتفى به صاحبنا "القارئ الكسول/المعلّق النشط"، هو غالبًا عنوانٌ "مفبرك" لا يتفق مع صحيح المادة المنشورة، وقد يناقضها تمامًا. وضعته الصحيفةُ الصفراء لاجتذاب صيدها "الوحيد" ومتصفحها "الوحيد"، وهو “أنصاف القرّاء” مثل "حضرتك" وأشباه "حضرتك" من الجمهور البليد "بتوع العناوين". لأن تلك الصحف التافهة تدرك جيدًا أن القارئ "الذكي المحترم" لا يزور صفحاتها أبدًا، وبالتالي تظل تلك الصحف الصفراء في مأمن من كشفها وفضحها، لأن "قراء العناوين" لن يصلوا أبدًا إلى السطر الأول من التصريح أو الخبر أو حتى الڤ-;-يديو، فيكتشفون كذب تلك الصحف.
"أنا أعلّق إذن أنا موجود" شعارُ قُرّاء العناوين (دون المتون). بلداء خاملون غير قادرين على قراءة أكثر من سطرين، على أقصى تقدير، ثم يصابون بالضجر والنفور والملل؛ لأنهم أصلا يكرهون القراءة كراهة العماء والشلل. لكن حين يتعلق الأمر بـ"التعليق"، ينشطون جدًّا وتدّب فيهم الحماسة جدًّا، فيملأون الصفحات والصفحات بكلام ركيك مبتذل حاشد بالأخطاء الإملائية المحزنة، ناهيك طبعًا عن "بلاوي" النحو والصرف! فهم أنصافُ أُميين، بالكاد يفكّون الخط، لكنهم يتجرأون على الكتابة، ويرتكبون خطيئة: "التحرّش بالورق الأبيض"، كما قال "نزار قباني”. هم أبناء ثقافة فيس بوك وتويتر اللذين جعلا من الجميع: كُتّابًا ومفكّرين وفلاسفةً ومُنظّرين وصحفيين وشعراء وروائيين، دون أن يحوزوا شهادات "محو أمية".
أبناء فصيل "أنا أعلّق إذن أنا موجود"، هم الأكثر تواجدًا في خانات التعليقات. يؤكدون "وجودهم" من خلال تعليقاتهم، لأنهم خارج التعليقات لا وجود لهم! منجزهم "الأوحد" في الحياة هو “شورت وفانلة وكاب”، أقصد: "لايك" و"شير" و"تعليق". حريصون على "كَمّ" التواجد دون "كيفه". لهذا فدائما هم متعجلون. "يبصقون" تعليقاتهم ليعلنوا عن وجودهم، قبل أن يقرأوا أو يشاهدوا المادة التي يعلقون عليها!. هم صيدٌ ثمين للمواقع التي تثرى من تزاحم المتصفحين "الكمّي" على صفحاتها المفخخة؛ لأن كل "ضغطة" "لايك"، وكل "شير" وكل "تعليق" مهما كان "عبيطًا" يدرُّ عشرات الدولارات على صاحب الموقع أو الجريدة الصفراء. تلك "سبوبة" كسب، بغير جهد ولا موهبة.
"أنا أعلّق إذن أنا موجود"، شعارُ تلك الكائنات الرخوة المنبطحة على شاشات الحواسيب مثل قناديل البحر الخاملة اللاسعة. كسولون عن القراءة، بقدر نشاطهم المذهل العجيب في التعليق والتشيير. يمتلكون أدمغة ضئيلة تبغضُ القراءة والتفكير والتعلُّم والتبيّن والتحليل والتدقيق. وفي مقابل تلك الأدمغة المبتسرة الضئيلة، لهم ألسنٌ طولى متشعبة كالسياط السامة، ومعاجمُ شوهاءُ بذيئةٌ تتقن الشتائم والخوض في الأعراض والتكفير وادّعاء العلم والتُقى. ثم تدخل صفحات أولئك "الأتقياء" "المتدينون بطبعهم"، فتجدها حاشدةً بصور النساء العاريات ومواقع الجنس والشذوذ بأنواعه.
أيها القارئ المحترم النبيل، يا من تقرأ مقالي الآن، بما أنك قد وصلت إلى هذا السطر الأخير، فاهنأ بالًا وقرّ عينًا، فأنت لستَ من أبناء تلك الثقافة الشوهاء: “أنا أعلّق إذن أنا موجود".



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نفعل بالإخوان؟
- أنا عاوزة ورد يا إبراهيم!
- عيد ميلاد دولة الفرح
- قرد فاطمة ناعوت
- لا تقربوا الصلاة!
- اطفئوا مشاعلَهم، نورُها يُعمينا
- هل لدينا محمد يونس؟ 2-2
- القطة التي كسرت عنقي
- قرّاء العناوين والصحف الصفراء
- رصاصة في رأس يفكر
- والدليل: قالولووو
- هذا قلمي بريءٌ من الدم
- محمود عزب، أزهرىٌّ من السوربون
- بيان حول الكلمات الثلاث التي أغضبت البعض
- بيان بشأن الذبح في عيد الأضحى
- بيان د. حسام بربر بشأن أزمة فاطمة ناعوت مع قضية الذبح
- ليس بالخروف وحده تدخل الجنة | بقم أمير المحامي
- لنذبح فاطمة ناعوت | بقلم أمير المحامي
- رجلان وامرأة
- بيان توضيحي بشأن اللغط المفتعل حول موقفي من الدم


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أنا أعلق إذن أنا موجود