|
النسويه بين التحرر والمغالاه
عادل المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 18:41
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ما بين أسبوع واخر نسمع ونرى فعاليه تنظمها حركات نسويه مثل ((فيمن )) ومثيلاتها وما بين مؤيد ومعارض ضاعت قضيه تحرر المرأه واختلطت مفاهيمها ، حتى على مستوى العاملين فى قضايا المرأه من منظمات دوليه و محليه حكوميه او تنتمى لقطاع المجتمع المدنى نلمس نفس الألتباس واللافت للنظر أيضاَ ان الفيمنست ذاتهن تحولوا تدريجيا من المناداه بتحرير المرأه إلى المغالاه فى نظرتهن لمجتمعاتهن بصفه عامه وللرجل وطريقه تعاطيه مع قضايا المراه بصفه خاصه يقول تروتسكي فى كتابه (النساء والعائله ) - ليس من الممكن تغيير وضع المرأة تغييرا جذريا إلا إذا تم تغيير جميع الشروط الاجتماعية والعائلة والحياة المنزلية – أى اننا لا نستطيع تغيير شروط الحياه التى تحياها المرأه الأ بتغيير شروط المجتمع والأسره ككل حيث انه من البديهى والمنطقى أن تغيير شرط وظرف حياه فرد أو جماعه منفرده بمعزل عن باقى أفراد وجماعات المجتمع الأخرى . وفى الواقع لو نظرنا لما يحدث الآن نجد ان الفيمنست اختصروا القضيه فى كرههن للرجل او فى نظرتهن للتحرر على انه تحرر خاص بالتصرفات الفرديه لهن وفقط مثل حريه الجسد والملبس .... الخ ونحن نقول اننا لسنا ضد المبدأ ولكن ضد ان يتخصر مفهوم حريه المراه فى هذا وفقط !!! ان تحرر المراه يبدا بتحررها كقوه فى سوق العمل ويبدا بتغير وجهه نظر المجتمعات الرأسماليه للمرأه فى سوق العمل حيث نرى على سبيل المثال أن في البلدان الرأسمالية المتقدمة أدى تغير أنماط الإنتاج ومحاولة الرأسماليين الدائمة للرفع من معدل الربح، إلى التزايد المستمر لتشغيل النساء والشباب الذين يتعرضون لأسوء أنواع الاستغلال، ويعملون، مقابل أجور أقل، في ظل شروط سيئة بحقوق قليلة أو منعدمة. في أمريكا وحدها التحقت 40 مليون امرأة بالقوة العاملة خلال النصف الثانى من القرن الماضى ؛ أما في أوروبا فهناك 30 مليون امرأة أخرى. سنة 1950، كانت ثلث مجمل النساء الأمريكيات اللائي بلغن سن العمل فقط، يمارسن عملا مأجورا؛ أما فينهايه القرن العشرين فقد صارت النسبة ثلاثة أرباع تقريبا. وتقول الإحصائيات أن 99% من النساء الأمريكيات الآن سيشتغلن، في مرحلة معينة من حياتهن، مقابل أجر، إن عمل النساء، في حد ذاته، تطور تقدمي. إنه الشرط المسبق لتحرر النساء من الحدود الضيقة للبيت والأسرة البورجوازية، ومن أجل تطورهن الكامل والحر ككائنات بشرية وعضوات في المجتمع. لكن النظام الرأسمالي ينظر إلى النساء كمجرد مصدر سهل للعمل الرخيص وكجزء من "الجيش الاحتياطي للعمل" يتم سحبه متى كان هناك نقص في اليد العاملة في بعض قطاعات الإنتاج ونبذه مرة أخرى متى انتهت الحاجة إليه. رأينا هذا خلال كلتا الحربين العالميتين، عندما تم جر النساء إلى المصانع من أجل تعويض الرجال الذين تم استدعائهم إلى الجيش وبعد ذلك أعدن إلى منازلهن عندما انتهت الحرب. وقد تم تشجيع النساء مرة أخرى على الدخول إلى أماكن العمل خلال مرحلة الازدهار الرأسمالي، سنوات الخمسينات والستينات، عندما كان دورهن مشابها لدور العمال المهاجرين: مجرد مخزون لليد العاملة الرخيصة. مؤخرا ارتفع عدد النساء العاملات من أجل ملء الثغرات في المسلسل الإنتاجي. لكن وبالرغم من كل الخطابات حول "عالم المرأة" و"سلطة الفتاة"، وبالرغم من جميع القوانين التي يزعمون أنها تضمن المساواة، تبقى النساء العاملات القسم الأكثر استغلالا واضطهادا داخل الطبقة العاملة. لهذا وبدون النظر إلى تحرر النساء أيضا فى سوق العمل واختصاره فقط فى تحرر الجسد والملبس والاختيارات الجنسيه ..... الخ يكون الفمينست ذاتهن يحققون ما يرجوه منهن اى نظام رأسمالي حيث يصبون جل إهتماهن على هذا وفقط ولا ينظرون إلى تحسين شرط عملهن من تحسين للاجر وتحسين لشروط الرعايه الصحيه وعدد ساعات العمل أخيراَ نؤكد على أن اختصار القضيه بهذا الشكل يجعل صاحبات القضيه عرضه لخساره كثير من المؤيدين للقضيه حيث أن المؤيدين وقت بعد اخر لا يرون سوى ان المراه التى تنادى بالتحرر لا تفهم أبعاد القضيه بشكل جيد وواضح وتختصر القضيه فى ممارسات ذكوريه ضدها فى المجتمعات المختلفه ، ويوم بعد اخر يرى كثير من التقدميين ان القضيه اختزلت وتم إقصاء تحرر المرأه كقوه منتجه فى سوق العمل وتحسين شروط عمل المراه بشكل متعمد ،،، إن تحرر المرأة يمكن أن يتحقق فقط من خلال القوة الجماعية للطبقة العاملة. وهذا يعني رفض الفكرة النسوية عن منظمات مستقلة للمرأة.
#عادل_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-لنتوقف هنا!-.. السيناتور وارن تواجه هيغسيث وتغيّر تصريحاته
...
-
هل يجب أن تتدرب النساء بشكل مختلف؟
-
مؤلف بريطاني ينفي تورطه في ممارسة الجنس بشكل قسري مع عدد من
...
-
ممارسة الجنس هي السبب.. لاعبة كندية تنجو من تهمة تعاطي المنش
...
-
علماء ناسا يفسرون سبب تجاهل تعب المرأة مقارنة بالرجل
-
كيف يؤثر الزواج على صحة الرجال والنساء؟
-
مجلس النواب الأمريكي يصادق على مشروع قانون حول إبعاد المتحول
...
-
“مـا فيـه شقـاوة بعد الـيوم” نزل الآن تردد قناة الاطفال كرام
...
-
تعدد الزوجات، الفحص الجيني، الحضانة... جدل بين الحداثيين وال
...
-
شروط منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 ورابط التسجيل
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|