حسام الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 05:58
المحور:
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
الرد على اليوم السابع واباحة البخاري ومسلم جهاد النكاح
باحث فلسطيني يفجر مفاجأة ..5 أحاديث بالبخاري ومسلم تبيح جهاد النكاح مع مقاتلي الجيشكان هذا عنوان تحقيق صحفي قامت به اليوم السابع وتم نشره في الجريدة الورقية وعلى الموقع الألكتروني يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 وقد جاء التحقيق بعيدا عن العنوان الى حد كبير مما يؤكد على ان كاتب التحقيق لا يعرف الفارق بين نكاح المتعة الذي جاء في البخاري ومسلم وقد نهى الرسول (ص) عنه طبقا ايضا للبخاري ومسلم وبين فتوى بعض مدعي العلم من خطباء المساجد بإباحة ما أطلقوا عليه " جهاد النكاح " هذا أولا .
ثانيا : قدم المانشيت الذي تصدر صفحة التحقيقات " باحث فلسطيني يفجر مفاجأة ..5 أحاديث بالبخاري ومسلم تبيح جهاد النكاح مع مقاتلي الجيش " واختلف هذا العنوان في متن التحقيق حيث انه جاء في عنون عنوان جانبي " البخاري ومسلم يبيحان نكاح المتعة في الجهاد " ورغم ان هذا العنوان الجانبي لا يتوافق ويعارض عنوان المانشيت الا انه في الوقت نفسه يتنافى مع الأحاديث التي ذكرت في البخاري ومسلم حول هذا الموضوع وهذا ما سنقوم بإيضاحه في هذا المكان .
ثالثا: استند التحقيق الى الاحاديث في صحيح مسلم ولم يستند الى اي من احاديث البخاري رغم انه يؤكد على وجود احاديث للبخاري مكتفيا باشارة الى كتاب الطب ، باب هل يداوي الرجل المرأة أو المرأة الرجل ، في صحيح البخاري ، هذا بجانب انه ذكر ان عدد الأحاديث 5 في المانشيت ولم يستند سوى لاربعة احاديث من مسلم .
رابعا : الأحاديث التي استند لها ليس لها علاقة بما يسمى جهاد النكاح ، فجهاد النكاح كما هو معمول به في الحالة الداعشية ومن خلال استناد التحقيق ذاته للتفرقة بين النكاحين " قال الشيخ سعيد عامر، رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الشريف، إن زواج المتعة الذى أباحه الرسول للصحابة فى الغزوات تم نسخه، وأصبح حراما لأنه ارتبط بعصر الجاهلية، مؤكدا أن فتاوى جهاد النكاح لا علاقة لها بالإسلام، ولا يصح أن نطلق عليه زواجا فهو زنا صريح لا علاقة له بالإسلام، لأنه لم يستوف شروط عقد الزواج."
خامسا : يعرض التحقيق الأحاديث الأتية :
1- عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ أَوْطَاسٍ فِى الْمُتْعَةِ ثَلَاثًا، ثُمَّ نَهَى عَنْهَا»، وعام الأوطاس هو عام الحرب.
2- عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ، يَقُولُ: «كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: أَلَا نَسْتَخْصِى فَنَهَانَا، عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا أَنْ نَنْكِحَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إِلَى أَجَلٍ».
3- عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِىِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُتْعَةِ عَامَ الْفَتْحِ حِينَ دَخَلْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ لَمْ نَخْرُجْ مِنْهَا حَتَّى نَهَانَا عَنْهَا"
4- عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، أَنَّ أَبَاهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَكَّةَ قَالَ: فَأَقَمْنَا بِهَا خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، فَأَذِنَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى مُتْعَةِ النِّسَاءِ، فَخَرَجْتُ أَنَا، وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِى، وَلِى عَلَيْهِ فَضْلٌ فِى الْجَمَالِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الدَّمَامَةِ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا بُرْدٌ، فَبُرْدِى خَلقٌ، وَأَمَّا بُرْدُ ابْنِ عَمِّى فَبُرْدٌ جَدِيدٌ غَضٌّ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَسْفَلِ مَكَّةَ أَوْ بِأَعْلَاهَا، فَتَلَقَّتْنَا فَتَاةٌ مِثْلُ الْبَكْرَةِ الْعَنَطْنَطَةِ، فَقُلْنَا: هَلْ لَكِ أَنْ يَسْتَمْتِعَ مِنْكِ أَحَدُنَا؟ قَالَت: وَمَاذَا تَبْذُلَانِ؟ فَنَشَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بُرْدَهُ، فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ وَيَرَاهَا صَاحِبِى تَنْظُرُ إِلَى عِطْفِهَا، فقَالَ: إِنَّ بُرْدَ هَذَا خَلَقٌ، وَبُرْدِى جَدِيدٌ"
ويتناول التحقيق الاحاديث بقوله :
"بقراءة وتفسير الأحاديث السابقة يتبين أن نكاح المتعة فى تلك الغزوات كان بين رجال الجيش الإسلامى ونسائه، ولم يكن يحدث بين رجال المسلمين ونساء العدو، ومع ذلك فإن العديد من المشايخ يحرمون جهاد النكاح، لأنه لم يرد لفظاً فى أحاديث الرسول، عليه الصلاة والسلام، إلا أن عقول الدواعش استندت إلى تلك الأحاديث النبوية الواردة فى الصحيحين لابتداع نكاح مشابه أطلقوا عليه جهاد النكاح."
فلقد أخطأ التحقيق في تفسير الأحاديث وعمد إلي لي عنق النص وبعيدا عن مدى صحة هذه الأحاديث أو خطأها فالمقصود من النص والذي يتضح بيانا للعيان ان نكاح المتعة لم يكن بين رجال الجيش الإسلامي ونسائه وهذا ما يؤكده الحديث رقم 2 " ليس لنا نساء " ولم تلتفت كاتبة الموضوع ان نهاية الحديث رقم 1 ورقم 3 يقول " ثم نهى عنها " اي ان هذه كانت رخصة سنها الرسول " ص" ثم نهى عنها ولسنا هنا في موقع الدفاع عن الحديث بل لمناقشة ما تقدم عرضه ولو أعملنا القاعدة الفقهية التي تقول " درئ المفاسد مقدم على جلب المصالح " على هذه السنة التي استنها الرسول " ص" وان الصحابة كانوا يريدون الإستخصاء فنهاهم الرسول (ص) عنه واباح لهم هذه الرخصة بهذا الشكل من الزواج ، واعتقد ان كاتبة التحقيق تعلم جيدا مخاطر الاخصاء على النسل والنفس بل وعلى امة في طور التكوين ، ومن ناحية اخرى فقد تقدم في الاحاديث ان الرسول قد نهى عن هذه السنة فيما بعد .
سادسا : يتضح ان هناك خلل في البحث المقدم من الكاتب الفلسطيني او من كاتبة التحقيق وعدم اطلاعها او اجادة قراءتها للبحث حيث انه في كتب اهل السنة والجماعة كذلك كثير من الفرق الشيعية لا يبيحون زواج المتعة نفسه فما بالنا بجهاد النكاح ، يقول المازري ( ص 528) " اختلفت الرواية في صحيح مسلم في النهي عن المتعة ففيه ان رسول الله ( ص) نهى عنها يوم خيبر ، وفيه : أنه نهى عنها يوم فتح مكة ، فإن تعلق بهذا من أجاز نكاح المتعة ، وزعم ان الاحاديث تعارضت ، وان هذا الاختلاف قادح فيه ، قلنا : هذا الزعم خطأ وليس هذا تناقضا ، لأنه يصح ان ينهي عنه في زمن ثم ينهي عنه في زمن اخر توكيدا أو ليشتهر النهي ويسمعه من لم يكن سمعه أولا ، فسمع بعض الرواة النهي في زمن ، وسمعه آخرون في زمن آخر ، فنقل كل منهم ما سمعه واضافه الى زمان سماعه . ومن كل هذا انها كانت رخصة كأكل الميتة ثم نهى الرسول عنها .
كذلك قال القاضي عياض " اتفق العلماء على ان هذه المتعة كانت نكاحا إلى أجل لا يرث فيها ، وفراقها يحصل بانقضاء الأجل من غير طلاق ، ووقع الإجماع بعد ذلك على تحريمها من جميع العلماء إلا الروافض . وللمزيد حول هذه الأحاديث وحول زواج المتعة نرجو من الكاتب والكاتبة مراجعة شرح النووي على مسلم باب نكاح المتعة .
سابعا واخيرا : ان جهاد النكاح ليس للمرأة عدة تعتد بها بينما نكاح المتعة للمرأة عدة تعتد بها حتى تنكح زوجا غيره ، وان هذه الفتوى بجهاد النكاح لم نجد لها حتى الان سند شرعي من القرآن او السنة أو الأثر.
نتيجة : براءة البخاري ومسلم من الادعاء بأن في كتبهم ما يبيح " جهاد النكاح "
#حسام_الحداد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.