|
عندما تمارس السياسة والثقافة ب - المقاولة --حازم نهار نموذجاً
منذر خدام
الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 20:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تمارس الثقافة والسياسة ب"المقاولة" - حازم نهار نموذجاً منذر خدام من طبيعة الثورات الاجتماعية الكبرى أن تدفع إلى السطح جميع التناقضات في المجتمع لتعبر عن نفسها من خلال الصراع، وهي إذ تفعل فإنها تطرح أسئلتها المختلفة، الرئيسي منها والثانوي، وتنكز فواعلها الاجتماعيين للإجابة عنها. قسم من هؤلاء الفواعل يجيب عنها بعضله، وقسم منهم يجيب عنها بفكره، أي بتكامل بين من يمثل يد التاريخ الضاربة، ، وبين من يمثل عقله المفكر. وإذا كانت مهمة العضل هي القيام بالفعل المباشر، فإن مهمة الفكر تحديد مسارات هذا الفعل وإضاءتها واستشراف مآلاتها. ونظراً لأن طبيعة التناقضات الاجتماعية مختلفة باختلاف المصالح الواقفة وراءها،، فإن الأسئلة التي تطرحها مختلفة بالضرورة، وكذلك اصطفافات الفواعل الاجتماعية تختلف أيضاً. يمكن تكثيف ما قيل أعلاه بما نسميه جدل الثورة والثورة المضادة. وإذا كانت الثورة تمثل القوة الدافعة إلى تغيير الوضع الراهن المأزوم ، فإن الثورة المضادة تعمل على الحفاظ عليه وإدارة الأزمة فيه، أو إعاقة تغييره ريثما يتم تكيف المصالح الاجتماعية المفوتة تاريخياً مع المصالح المستجدة الجديدة التي يطرحها التاريخ. ولا يخفى أنه في الظروف التاريخية الراهنة لا تقتصر الثورة ولا الثورة المضادة على الفواعل الاجتماعية الداخلية ومصالحها، بل وتشمل الفواعل الخارجية ( الدولية) ومصالحها، فكل شيء في عالم اليوم له جوانبه الدولية التي قد تكون حاسمة في كثير من الأحيان. في هذه المقالة سوف أحاول إضاءة الدور الذي يؤديه السيد حازم نهار وغيره في خدمة الثورة المضادة، ممن باتوا يشتغلون ثقافة وسياسة وفق قواعد "المقاولة" وبصورة خاصة قاعدة " التلزيم بالتراضي " التي تعني من بين ما تعنيه "الانجاز بحسب الدفع" . ورغم أنني كتبت الكثير عن دور النخب الثقافية والسياسية في الثورة السورية، وكيف أن البعض من أبرزهم قد تخلى عن كل تاريخه الثقافي والسياسي ليضع نفسه في خدمة الثورة المضادة، موضوعيا على الأقل، فإنني إذ أعود من جديد للكتابة حول الموضوع فذلك ( علي أن اعترف) بتحفيز من "ثلاثية " السيد حازم نهار التي " تليق ببيان الرباعية" ،بحسب زعمه، المقالة المنشورة في موقع زمان الوصل بتاريخ 20/10/2014 . وثلاثية حازم نهار السياسية، وليست الأخلاقية فحسب هي " النفاق، والوطاوة، والجبن" التي وصف فيها الأطراف السياسية الأربع( جبهة التغيير والتحرير،ومجلس الحكماء، وإئتلاف القوى العلمانية، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) بمناسبة توقيعها على بيان مشترك ( نداء إلى الشعب السوري). يقول السيد حازم في بداية مقالته " ليست الغاية من تناول بيان سياسي لجهات هشة، بعضها خلبي، هي تناول الجهات ذاتها، فهي غير مهمة، بل محاولة لإيضاح الحقائق التي يسعى لطمسها مثل هذا البيان...وما يحمله ذلك من تأثير سلبي على وضوح الرؤية لدى كثير من السوريين". هذه الفقرة المقتبسة من مقدمة مقالة حازم تفضح مدى نفاقه ، فالجهات التي أصدرت البيان " غير مهمة " بحسب زعمه، لكن بيانها مهم على ما يبدو إذا يخشى أن يؤثر سلباً على وضوح الرؤية لدى " كثير من السوريين". كيف يمكن يا سيد حازم لجهات سياسية أربع " غير مهمة "، أن يصدر عنها بيان على هذه الدرجة من الأهمية بحيث تخشى سيادتك أن يؤثر سلباً على " وضوح الرؤية لدى كثير من السوريين ". فإذا كانت هذه الجهات غير مهمة فعلاً فلا أعتقد أن " كثير من السوريين " سوف يهتم بما يصدر عنها، وما كان يجدر بك يا شيخ حازم أن تضيع وقتك لتدبج مقالة مطولة(تزيد عن 2650 كلمة) تملؤها بالأكاذيب والافتراءات، كل ذلك من أجل حماية وعي كثير من السوريين من التأثير السلبي للبيان. أنت هنا يا شيخ حازم منافق بامتياز، فأنت تعلم علم اليقين بأن البيان مهم، وأن الجهات الأربع التي أصدرته مهمة أيضاً ليس فقط بذاتها كقوى سياسية معارضة، بل لأنها أيضاً نجحت في القيام بعمل سياسي مشترك. وليس هذا فحسب بل إنك تكشف عن شيء من "الوطاوة" يا سيد حازم، فأنت واحد من مؤسسي الهيئة، والمشاركين في إعداد وثائقها، وشغلت لفترة مسؤول الإعلام فيها وهي لا تزال سائرة على النهج ذاته منذ تأسيسها، لكنك اليوم تحسبها شقيقة " النظام السوري بالرضاعة"؟!! .أي عهر سياسي هذا، صدق من قال " إن لم تستحي فافعل ما شئت؟!! ثلاث فقرات من مقدمة مقالة السيد حازم نهار يكرسها لشرح فهمه " لثلاثيته " و لإقناعنا بأنه لا يشتم ولا يسب، فهو " ليس من مؤيدي السباب والشتم في الممارسة السياسية "( لكن في الكتابة السياسية فلا بأس؟!! مو هيك يا شيخ حازم؟!!!)، بل هي " توصيف حقيقي ومطابق للبيان"، توصل إليه من خلال " تحليل لمفردات الخطاب السياسي فيه، والمواقف السياسية المبثوثة فيه". سوف نرى يا سيد حازم إن كانت ثلاثيتك " النفاق والوطاوة والجبن" تصلح فعلاً لتوصيف " الرباعية " أم هي نضح مما أنت فيه. يقتطف السيد حازم نهار من بيان الرباعية، " تبرز اليوم المواجهات المستمرة في عين العرب- كوباني بين أبناء وبنات المدينة وتنظيم داعش " ليقول أن أصحاب البيان أرادوا أن يقولوا " إنهم حضاريون يحترمون دور المرأة ومشاركتها للرجل"، وذلك بالاعتماد على " بعض الصور التي ظهرت في الإعلام"؟!! . آلا تشعر بالحرج من قرائك يا شيخ حازم عندما تتهم " الرباعية بأنها تريد إثبات كونهم " حضاريون " من خلال بعض الصور التي تظهر الرجل والمرأة جنباً إلى جنب يقاتلان في عين العرب. هل يعقل يا شيخ حازم أنك لم تسمع ب "قوات حماية المرأة "، التنظيم شبة العسكري الرديف لقوات حماية الشعب، الذي تشارك فيه المرأة العربية إلى جانب المرأة الكردية، كما يشارك العربي إلى جانب الكردي في قوات حماية الشعب،( رغم غلبة المكون الكردي) في تصديهم لقوى الإرهاب الداعشي وشقيقاته القاعديات. ربما لديك عذر بأن لا تعلم بأن قائد القوات المدافعة عن عين العرب - كوباني امرأة، لكنك لست معذورا بالتأكيد في الحالة الأولى. ثم كيف لك أن تتهم موقعي البيان بأنهم أنكروا في السابق " مشاركة المرأة في التظاهر والإغاثة والطبابة..." في كل بقاع سورية التي ثار الشعب فيها ضد " نظام الإرهاب". وإذا كانت الهيئة وحلفاؤها الموقعين على البيان يثمنون " اليوم "( انتبه اليوم) دور المرأة السورية في عين العرب، فإنه خلال كل مراحل الثورة كانت نساء الهيئة وفتياتها يشاركن في المظاهرات وفي الإغاثة وفي الطبابة، ولا يزال حتى اليوم العديد منهن معتقلات في سجون النظام. ويبدو إنك يا شيخ حازم تتجاهل حقيقة أن أعضاء ومؤيدي الحزبين الكرديين الرئيسيين أي الحزب الديمقراطي الكردي السوري، وحزب الاتحاد الديمقراطي، وهما من الأحزاب المؤسسة لهيئة التنسيق الوطنية، هي التي تقاوم داعش في عين العرب وفي غيرها إلى جانب بعض وحدات الجيش الحر العلمانية المتحالفة معها( انتبه العلمانية؟وليس من بتوع أولياء النعمة؟!!!). ولعلمك فإن هيئة التنسيق سواء من خلال الحزبين الكرديين فيها، أو من خلال اتفاق الهيئة مع أحزاب الإدارة الذاتية( الأحد عشر) وتحالفها معها، فإنها تمثل جزءا من الغطاء السياسي للمقاومة الشعبية التي تحارب داعش في عين العرب وفي غيرها. في المقتطف الثاني من بيان "الرباعية" الذي جاء فيه " تشكل المواجهات عنواناً عريضاً جديداً من أبرز مفرداته بدء تبلور وتثمير المقاومة الشعبية الوطنية السورية بوجه الإرهاب"، يتابع السيد حازم نهار نفاقه ويذهب به إلى مدى أبعد. فرغم أن البيان يشير إلى " بدء تبلور وتثمير المقاومة الشعبية..." انتبه (بدء) في توصيفه لما يجري فعلاً في عين العرب، إلا أن السيد حازم يأبى إلا أن يستغل آلام ومعانات أهلنا في داريا المنكوبة من أجل إحداث الصدمة المطلوبة في مشاعر قرائه وتثميرها كرها للهيئة وحلفائها. السوريون نضجوا يا سيد حازم من خلال الألم والمعاناة التي تسبب بها لهم النظام وحلفاؤه الموضوعيين من المعارضين " المقاولين". كم من بيان أصدرته الهيئة تدين فيه قصف التجمعات السكانية في داريا، وفي غيرها بالأسلحة الثقيلة، وخصوصاً بالبراميل المتفجرة، بل وطالبت الأمم المتحدة بتحريم استخدام مثل هذه الأسلحة، وقدمت بهذا الخصوص مذكرات للدول الدائمة العضوية، وللمبعوثين الدوليين المكلفين بالشأن السوري، تطالبهم فيها بالضغط على النظام للتوقف عن استخدام مثل هذه الأسلحة، في حين كنت أنت وأمثالك سواء من خلال صراخكم السياسي " نريد أسلحة..نريد قصف جوي...نريد حظر طيران..." أو من خلال تحالفكم مع دول صارت علاقتها بقوى الإرهاب في سورية، أو في غيرها أكثر من واضحة( لعلك لم تنس تصريحات جو بايدن) تخلقون الذريعة تلوى الأخرى للنظام لكي يتابع قصف أهلنا في كثير من المناطق المحاصرة. لقد تكالبتم جميعاً النظام في أولكم، وتركيا وقطر وغيرهما من ( أولياء نعمتكم) وكثير من المعارضين الذين يشتغلون معارضة ب"المقاولة" على تدمير سورية وتمزيق وحدة شعبها بذرائع مختلفة. أما بالنسبة لموقفك من حزب الاتحاد الديمقراطي، فلا أريد أن أضع نفسي في موقع الدفاع عنه، فهو قادر على ذلك، لكن بودي القول، عن علم، بأن حزب الاتحاد الديمقراطي تهمه سورية كلها كما تهمه عين العرب. إليك هذه العبارة من رسالة أوجلان لهم "....إن لكل كردي سوري الحق في أية ذرة من تراب سورية .... هو الحق ذاته لكل عربي ..." من الغرابة ( الأصح النفاق) أن تعبر اليوم يا سيد حازم عن شكوك تجاه ولاء حزب الاتحاد الديمقراطي لسورية وأنت من المساهمين في إعداد وثائق هيئة التنسيق الوطنية، ويفترض بك أن تكون مطلعا على ما جاء فيها بخصوص المسألة الكردية في سورية. هل ندعوك لقراءة جميع الوثائق الصادرة عن الهيئة والتي كان الاتحاد الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكردي السوري يشاركان فيها، بل لعلنا ندعوك لقراءة وثيقة التفاهمات التي وقعتها الهيئة مع أحزاب الإدارة الذاتية ( الإحدى عشر) ومع الحزبين الأشوريين الرئيسيين قبل نحو شهرين فقط ليتبين لك مدى التزامهم بوحدة سورية أرضا وشعبا وبسيادة الدولة السورية على كامل ترابها الوطني. لقد جاء في البند1: "الحفاظ على وحدة سورية وطناً لكل السوريين بمختلف مكوناتهم وثقافاتهم وسيادة الدولة السورية على كامل أراضيها ". وجاء أيضا في البند 2 " ...ورفض جميع الدعوات الشوفينية والطائفية والتقسيمية من أي جهة جاءت". وفي البند 7 جاء: "إن القوى الموقعة على هذه الوثيقة، وفي نضالها لبناء دولة ديمقراطية قائمة على مبدأ المواطنة الحرة..." بالطبع حتى لو اطلعت عليها، وقد تكون مطلع عليها، فلن تغير من موقفك بشيء، لأن بعض الجهات أصحاب المقاولة لهم شروطهم بالطبع ؟!!!. ربما لو استجاب صالح مسلم لشروط تركيا كانت زالت شكوكك حول مواقف حزبه من سورية ؟!! أليس كذلك يا شيخ حازم؟!! يعد السيد حازم أن "المفارقة" التي وقعت بها "الرباعية"، في بيانها المذكور، والتي لا تعدو كونها من وحي مخياله الخصب تعبر ،أولاً،عن " نفاق مكشوف تجاه الأكراد السوريين "( انتبه : مع أن الهيئة متحالفة معهم؟!!). لكن السيد حازم يستدرك بأنه كان يمكن تفهم ذلك لو أنه كان لهذه الجهات " مواقف إيجابية سابقة تجاه السوريين ومعاناتهم طيلة السنوات الأربع الماضية ". ربما نسي السيد حازم أن يقلص هذه المدة بضعة أشهر ليستثني منها المدة التي كان خلالها يتولى مسؤولية الناطق الإعلامي باسم هيئة التنسيق الوطنية؟!!. هل يعقل أن تصدر هذه الاطلاقية عن مثقف بهامتك يا سيد حازم؟!! ( ولو بحبش إلا تلاقيلك شي موقف إيجابي للهيئة على الأقل؟!! دقق في مقالتك سوف تجد أنك توافقها على بعض المواقف؟؟؟؟؟). في الواقع تستحق الثناء يا سيد حازم من قبل أصحاب المقاولة، لتقيدك الشديد بمتطلبات الكتابة ب"المقاولة" وأخلاقياتها. لا زالت في الذاكرة( وكيف يمكن نسيانها؟) تهديدات المسؤولين القطريين وغيرهم للهيئة بتشويه سمعتها ومحاربتها على كل الصعد عندما رفضت الاستجابة لطلباتهم بتخليها عن استقلالية إرادتها السياسية.. و.. و.. ، رغم عروضهم المالية السخية. فلا عجب، ولا غرابة ( وهم أولياء نعمتك) أن تضع نفسك يا سيد حازم في خدمة سياساتهم ( موضوعيا على الأٌقل؟!!) تجاه هيئة التنسيق الوطنية، وقوى المعارضة الوطنية في الداخل عموماً. أما ثانياً؛ فإن السيد حازم يرى في أن موقف الهيئة وحلفائها " المؤيد " لحمل السلاح ضد داعش.." لا يترتب عليه أي " ثمن " لأنه بحسب السيد حازم " يتطابق مع موقف النظام المعلن..". هل يعقل أن يصدر هذا الكلام عن مثقف لا يقبل إلا أن يحسب نفسهة في الصف الأول من المثقفين السوريين؟!! إلا أذا كان قد تحول للعمل الثقافي والسياسي ب"المقاولة" على افتراض أنه لم يكن كذلك في السابق. وإذا كانت هذه هي حاله فمن الطبيعي أن يتجاهل نهج الهيئة المستمر الرافض منذ البداية لعسكرة الحراك الشعبي، بالتالي لأسلمته اللاحقة، ومن ثم لسيطرة القوى المتطرفة على المعارضة المسلحة بدفع وتمويل ممن يا ترى؟!! احذر يا سيد حازم!!! ولك الحق بالاستعانة بصديق(جو بايدن مثلاً!!!). ثم أنت هنا لست فقط منافق وكاذب ياسيد حازم، بل وبلا أخلاق عندما تتهم الهيئة بالخوف والجبن، خصوصا وأن عشرات من كوادر الهيئة وقادتها ومؤيديها يقبعون في سجون النظام. ثم دعني أتحداك في مسألة بسيطة : نحن من قلب دمشق رفعنا شعار إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه.. واليوم أقول لك إننا مازلنا متمسكين بهذا المطلب، فهل تجرؤ على نقد حكومة قطر مثلاً لدعمها لقوى الإرهاب في سورية؟!!. وينبغي أن لا تنسى فإن دعم قطر وتركيا وغيرها من الدول، لقوى الإرهاب اليوم جاء في سياق نهج لحرف الثورة عن مسارها الصحيح سواء من خلال تشجيع عسكرتها أو من خلال إعطائها الطابع الإسلامي أو من خلال تغذية أوهام الحلول العسكرية التي تلاقت موضوعياً على الأقل مع سياسات النظام والتي كان من نتيجتها تدمير سورية. الشعب السوري يا سيد حازم لن ينسى من ادعى صداقته لكنه عمل على تدمير بلده؟ الآخرون حلفاء النظام على الأقل كانوا أكثر وضوحا في دعمهم للنظام وسياساته، بل وجدية ومصداقية. نحن في هيئة التنسيق يا سيد حازم دائما في حالة من " الانسجام الأخلاقي " ولا نحتاج إلى شهادة من أمثالك، فجميع مواقف الهيئة السياسية تشهد لها على ذلك سواء من خلال البيانات التي أصدرتها في حينه وتدين فيها ممارسات النظام ليس فقط في المناطق التي أشرت إليها بل في جميع مناطق سورية، فهذا نهج للهيئة. بل في احد بياناتها الأخيرة أدانت الهيئة ما أسمته ب"إرهاب الدولة". هل تستطيع يا سيد حازم مثلا أن تدين إرهاب زهران علوش وجماعته في الغوطة الشرقية، أو جبهة النصرة حلفاء قطر؟!!، ولا تنسى أنه هو من اختطف رزان زيتونة ورفاقها، وهو من اغتال المناضل محمد فليطاني في دوما لأنه طالب بعودة الحراك السلمي، أم أحسبك لا زلت تعدهم من قوى الثورة!! مثل صديقك القائد الفذ جورج صبرا (التركي) وأضرابه. حتى " الواطي" يا سيد حازم يكون منسجم مع أخلاقه، أي أخلاق "الوطاوة"، لأنه هو كذلك في نفاقه وكذبه وافترائه على الآخرين. الهيئة يا سيد حازم( أنت تعلم ذلك لكن للتذكير فقط) أُنشئت كأول تحالف عريض لقوى معارضة سورية ضد النظام، وهي اليوم كما كانت في لحظة إنشائها تعد تناقضها الرئيس مع النظام. ومع أن محاربة الإرهاب في سورية والعراق تشغل اليوم حيزا كبيرا من اهتمامات الرأي العام وصناع السياسة في العالم، فإننا في الهيئة ننبه دائما في بياناتنا الصحفية إلى أن محاربة الإرهاب غير ممكنة مع استمرار وجود الدكتاتورية في سورية، ولا بد بالتالي من السير بصورة متوازنة بين محاربة المجموعات الإرهابية والبدء بالحل السياسي على أرضية بيان جنيف. في هذا المجال نؤكد دائما على أن نجاعة خوض المعركة ضد الإرهاب تطلب بالضرورة إنشاء حكومة وفاق وطني انتقالية بصلاحيات كاملة كما نص على ذلك بيان جنيف، وتم التأكيد عليه أيضا في بيان " الرباعية " لكن على ما يبدو لم يستوقفك.لذلك كله من المعيب حقا على مثقف مثلك يا سيد حازم أن يتهم الهيئة وحلفائها بأنها "تسمي ما يصدر عن ذوي اللحى من سلوكيات بالإرهاب " ويبدو انك تثمن ذلك (انتبه بدأت تسجل موقف إيجابي لل "رباعية") في حين أنها " لا ترى في جرائم الإبادة التي يقوم بها ذوو ربطات العنق بالإرهاب"، . لقد أدانت الهيئة عنف النظام قبل وقت طويل نسبيا من ظهور المجموعات الإرهابية "أصحاب اللحى " بدعم وتمويل ورعاية دول عربية وإقليمية معلومة للجميع اليوم، ببساطة لأن النظام بدأ يستخدم العنف لقمع المتظاهرين السلميين بوقت طويل قبل نتيجة. مواقف الهيئة منسجمة لا تناقض فيها، ويستطيع أي ملاحظ موضوعي أن يدرك ما عجزت عن إدراكه أنت يا سيد حازم بسبب من أخلاق " المقاولة" ومتطلباتها، ولذلك فإن الصفات الأربع التي استخدمتها لتوصيف الهيئة تليق بك حقاً. ويذهب السيد حازم نهار في الفقرة "الخامسة من "ثانياً" في نفاقه إلى مدى أبعد عندما يتهم الهيئة بأنها لم تحمل النظام المسؤولية الأولى عن لجوء الناس لحمل السلاح دفاعا عن النفس، ولو أنه كانا قاصدا الحقيقة لنظر في أية وثيقة سياسية من وثائق الهيئة لوجد ذلك مكررا بصورة مملة. مع أن الهيئة وقفت ضد العسكرة والتسلح ولا تزال من حيث المبدأ، إلا أنها حاولت من منظار سياسي اشتقاق عذر لمن حمل السلاح دفاعا عن نفسه. أقتبس من التقرير السياسي الذي أٌقره المجلس المركزي في دورة انعقاده الرابعة التي انعقدت بتاريخ15/3/2014 ما يأتي: (من المعلوم أن النظام السوري قد اختار منذ البداية الحل الأمني أسلوبا وحيدا للتعامل مع الاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاحات، والتي عمت جميع المدن السورية خلال الأشهر الأولى من إطلاق أطفال درعا شرارتها الأولى، الأمر الذي جعلها تتحول من المطالبة بإصلاح النظام إلى المطالبة بإسقاطه، وكان للخيار الأمني للنظام المترافق مع خطاب إصلاحي تضليلي كاذب انعدام أمل الجموع المنتفضة من إمكانية نجاح النضال السلمي، الأمر الذي دفعها إلى خيار السلاح للدفاع عن نفسها، ليصير لاحقاً خياراً رئيسيا في مسعاها لإسقاط النظام. ومما ساهم في ترويجه تحريض إعلامي طائفي خارجي، واستخدام المال السياسي الذي بدأ يتدفق إلى سورية من دول عربية معروفة في كسب الولاء وإفساد الناشطين وشيطنة كل من يعارض ذلك بوصفه عميلا للنظام). وتحت عنوان "النظام" جاء في التقرير المذكور ذاته " منذ الأيام الأولى للانتفاضة- الثورة توجه النظام إلى دفع الانتفاضة إلى حمل السلاح من خلال مواجهتها بالعنف قاصداً بذلك دفعها إلى الحقل الذي ينسجم مع طبيعته الأمنية..). الموقف ذاته يتكرر في جميع وثائق الهيئة السياسية. ومنذ بضعة أيام (19/10/2014) كتبت على صفحتي جواباً على تساءل وجه لي (أنتم في هيئة التنسيق تقولون لا للعنف مع ذلك تدعون إلى مناصرة وحدات الحماية الشعبية في عين العرب، بل ودعوتم في بيانكم الأخير إلى المقاومة الشعبية ضد داعش؟ ما هذا التناقض؟!! نعم نحن نقول لا للعنف من حيث المبدأ ..ونقول أيضاً بمبدأ حق الدفاع عن النفس..المبدأ الأخير هو مبدأ إنساني عام تقول به جميع الأديان السماوية والوضعية وهو مبدأ أساسي في القانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة ..لذلك له الأولوية على مبدأ " لا للعنف " الذي تقول به الهيئة لوحدها ربما، وهو يشترطه..من هذا المنطلق نؤيد اليوم وحدات الحماية الشعبية التي تدافع عن نفسها في عين العرب كما أيدنا في بداية الحراك الشعبي السلمي من حمل السلاح دفاعاً عن نفسه...لكننا وقفنا ضد عسكرة الحراك عندما صار نهجاً سياسياً...).ولعلمك يا سيد حازم عندما كان كثير من المعارضين "الشجعان جداً "من أمثالك في الخارج يطالبون بالسلاح والتدخل الخارجي، كتبت شخصيا ( انتبه من الداخل ) مقالة في صيف عام 2011 نشرتها جريدة الشرق الأوسط بعنوان " سأظل أقتلكم حتى تحملوا السلاح " احذر فيها من مغبة الاستجابة لنهج النظام في دفع الناس لحمل السلاح. للأسف كان النظام أذكى منكم يا أدعياء الثقافة والفكر، لقد جركم جميعاً إلى حقله. هل تستطيع أن تقول لي أين هي الثورة اليوم يا سيد حازم؟!! للأسف قوى الاستبداد ممثلة بالنظام من جهة ، وبقوى الإرهاب من جهة أخرى هي التي تشكل معادلة الصراع في سورية، في حين يكتفي الآخرون ( الأطراف الدولية ) في الحفاظ على التوازن فيها من خلال التحكم في تغذيتها، والذي يدفع فاتورة كل ذلك هو الشعب السوري . في الفقرة " سادساً" من ثانيا" يزداد نضح السيد حازم بثلاثيته الأثيرة" النفاق والوطاوة والجبن" عندما يحاول اشتقاق تناقض بين موقف الهيئة المبدئي " لا للعسكرة والعنف " بحسب صياغته له، وبين وجود حزب في الهيئة لديه " ميليشيا" تابعة له هي " وحدات حماية الشعب ". ومع أنني بينت أن لا وجود لمثل هذا التناقض في مواقف الهيئة إلا في مخيلة السيد حازم وأمثاله، وذلك في الفقرة السابقة، إلا أنني أود الإضافة بأن هذه الوحدات تشكلت بعد أن انسحب النظام من المناطق التي يقطنها سوريون أكراد بهدف الحفاظ على أمن تلك المناطق واستقرارها،والدفاع عنها ضد المتطرفين والارهابين. هل تستطيع يا سيد حازم أن تقدم مثالا واحدا على تجاوز وحدات حماية الشعب حدود الدفاع عن النفس؟.ثم كيف تقبل على نفسك هذا الابتذال الشديد في اتهام الهيئة بأنها مع تسليح الأكراد، وفي الوقت ذاته ضد تسليح الجيش الحر الذي يقاتل معهم؟!!. أين قرأت ذلك يا سيد حازم؟؟ هل نسيت أن وحدات حماية الشعب تتبع قوى سياسية مؤسسة للهيئة أو حليفة لها وهي التي عقدت اتفاقا تحالفياً مع هذه الفصائل العلمانية المستقلة من الجيش الحر التي تقاتل معهم اليوم. يبدو أن كره السيد حازم للسورين الكرد هو جزء من متطلبات " المقاولة" الراسية عليه؟!!، ولذلك نجده تحت ترتيب "ثاثاً" يطرح عدة تساؤلات يقصد منها التشكيك بوطنية الكرد .يكتب حازم نهار " هذه الجهات " الرباعية عينها" تعرف جيداً أهداف وغايات حزب الاتحاد الديمقراطي وممارساته، وتعرف أن إجراءاته على الأرض لا تصب بالتأكيد في إطار الوطنية السورية..". كم أنت منافق يا سيد حازم؟! عندما كنت في الهيئة كان الحزب وطنياً، وكان بالتالي تحت " الخيمة الوطنية السورية"،أما عندما تركت الهيئة فقد وطنيته؟ وغم أن هذا الحزب يجاهر دائما بحرصه على سورية موحدة أرضا وشعباً، فإن جل ما يسعى إليه هو نوع من الإدارة الذاتي لأبناء قومه، في حين هناك أحزاب كردية صديقة لتركيا وأعضاء في " مجلسها الوطني السوري" تجاهر دوما بسعيها للانفصال عن سورية، بل هناك كرد يقاتلون مع داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية بدعم من "أولياء النعمة". السيد حازم نهار يجيد بلا شك رسم المفارقات، فهو يمتلك مخيال توهمي خصب وسيلان لغوي وهي ضرورية جداً لانجاز الكتابة ب"المقاولة". يقول بيان "الرباعية"( مقتطف) إن " معركة عين العرب هي معركة وطنية سورية من الدرجة الأولى، تجمع سوريين، كردا وعرباً"،وهو توصيف مناسب جداً لواقعة بعينها، مع ذلك يوظفه السيد حازم( وهو لا يحتمل ما وظف من أجله) لرسم مفارقة بين موقف الهيئة المعبر عنه في بيان " الرباعية" ومواقف الهيئة مما جرى في جميع مناطق سورية خلال المرحلة الأولى من انتفاضة السوريين ضد نظام الاستبداد. كيف يعقل يا سيد حازم أن يصل بك الإسفاف والسخافة إلى هذا الحد أن تتهم الهيئة بأنها لم تنظر إلى مظاهرات السوريين السلمية على أنها وطنية؟!!، أم تتصور أنه يمكن التلاعب بعقول بعض السوريين كما يفعل إعلام " أولياء النعمة". أنت تعلم علم اليقين يا سيد حازم(كنت لا تزال في قيادة هيئة التنسيق) أن هيئة التنسيق ليس فقط شاركت في المظاهرات في جميع مناطق سورية، بل كان لها الفضل في انطلاقها في كثير من مناطق ريف درعا وريف دمشق وخصوصا في دوما، ودفع ثمن ذلك اثنان من خيرة قادتها( أعضاء مكتب تنفيذي) حياتهما وهما المرحومان الدكتور عدنان وهبة والأستاذ محمد فليطاني، قتلهم حلفاء " أولياء النعمة" " الكتائب المتأسلمة " الوطنية بامتياز والمجاهدة في سبيل "أن تكون كلمة الله هي العليا" ؟. ثم ما هذه المقارنة بين حدث يجري اليوم في عين العرب وبين انتفاضة السوريين خلال المرحلة الأولى من الثورة، البعد بين الحدثين يزيد عن الثلاث سنوات، إلا أن تكون هي ذاتها متطلبات الكتابة ب"المقاولة"، والتي ثلاثيتك الأثيرة" النفاق، الوطاوة، الجبن" جزء من أخلاقياتها. مرة أخرى في "رابعاً" يعود السيد حازم نهار إلى لعبته السخيفة المفضوحة في رسم مفارقات في مواقف الهيئة، يؤسسها على تناقضات هي من نتاج مخياله المريض. فحسب رأيه كان يمكن تفهم ما جاء في بيان " الرباعية" من دعوة السوريين" على اختلاف انتماءاتهم " للقيام بواجبهم " الوطني والإنساني" في " دعم صمود شعبنا في عين العرب-كوباني" لو أنهم أي " الرباعية " دعوا أيضاً إلى " دعم صمود شعبنا اليوم في جوبر والوعر وداريا" . ويفسر هذه المرة السيد حازم وجود هذا التناقض المزعوم ب" الخوف والجبن" لأن الدعوة " للصمود في عين العرب-كوباني ضد داعش لا يترتب عليها أي مسؤولية... بينما الدعوة ذاتها في مناطق أخرى سيترتب عليها الشيء الكثير". بالتأكيد السيد حازم لا يتابع ولا يقرأ ما يصدر عن الهيئة من مواقف وتصريحات إعلامية، وحتى لو قرأ احدها كما فعل مع بيان " الرباعية " فهو يقرأه بتصرف، وبما يخدم الكتابة ب " المقاولة " التي (اعترف ) بأنه يجيدها، فهي لا تتطلب منه الموضوعية، ولا التحلي بأخلاقيات الكتابة المسؤولة، بل فقط القدرة بلا حدود على النفاق والكذب. لقد أصدرت الهيئة أكثر 280 بيان إعلامي خلال السنتين الماضيتين أكثر من 95% منها موجها ضد النظام وحلفائه، وحتى تلك البيانات الموجهة ضد الإرهابيين وحلفائهم كنا نحمل النظام المسؤولية السياسية فيها أيضاً. نقول ما نحن مقتنعون به بصراحة وبلا خوف بالمعنى الذي تقصده سيد حازم، ونحن لم نجبن يوماً، وإلا لغادرنا سورية مثلك ومثل كثيرين من أمثالك. مع ذلك دعني أصرخ في أذنك لعلك تسمع، قسم كبير من شعبنا الذي ثار ضد نظام الاستبداد والفساد بات اليوم خائفا من عصابات الإرهاب المدعومة من " أولياء النعمة"، أكثر من خوفهم من النظام. ولولا كونهم رهائن لدى هذه العصابات ربما لتوصلوا مع النظام إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار كما جرى في برزة والقابون وفي غير منطقة في ريف دمشق وسورية. لقد دفع اليأس مما آلت إليه الثورة بفضل دعم بعض" أصدقاء الشعب السوري" للقوى المتطرفة في سورية، وبفضل انتهازية كثير من الذين يشتغلون معارضة من أمثالك، الذين غضوا النظر(بل كانوا البوق الصاخب بالدعوة لها) عن التحولات الخطيرة القاتلة لحلم السوريين بالخلاص من نظام الاستبداد، التي بدأت تدفع فيها الثورة دفعا بفضل مليارات الدولارات التي صرفها هؤلاء " الأصدقاء " اللدودين للشعب السوري على العسكرة والتسلح، كثيرين ممن قاتلوا النظام في أكثر من منطقة إلى القتال اليوم في صفوفه، وهناك تشكيلات بكاملها ألقت السلاح. هل تفسر لقرائك لماذا توقفت الانشقاقات عن قوات النظام وأجهزته؟، بل لماذا بدأ يحصل العكس أي " انشقاقات معاكسة"(بالمناسبة هو عنوان مقالة رصدت فيها هذه الظاهرة المستجدة منذ نحو عام مضى). أنا أسف؛ أطالبك بما لا تجرؤ على القيام به، بل من أين لك أن تجيب عن هذه الأسئلة، وأنت المقيم بعيدا عن سورية في أحضان " أولياء النعمة" وفي خدمتهم. لقد كان مخيال السيد حازم مطواعا جدا ومستجيبا في رسم تناقضات متوهمة في مواقف الهيئة، لكنه عجز عن اكتشاف المفارقة التي أراد معدوا البيان لفت النظر من خلالها بلغة سياسية ( انتبه بلغة سياسية)إلى نفاق النظام عندما يدعو إلى محاربة الإرهاب. لقد ورد في بيان "الرباعية" عبارة تقول" ..وكذلك يتوجب على النظام السوري أن يسارع إلى الدفاع عنها( أي عين العرب) في وجه الإرهاب، وهو لا يكف عن ترديد دعاوى مكافحة الإرهاب". يكتب السيد حازم تعليقا على هذا المقتطف " ..لكن المدهش الأكبر، والمثير للسخرية في الوقت ذاته، هو دعوة هذه الجهات للنظام السوري للمشاركة في الدفاع عن كوباني في وجه الإرهاب". يبدو أن السيد حازم قد قبض على الهيئة متلبسة، هل يعقل مطالبة النظام بدعم...؟؟!!!، ومع النص واضح في دلالته وهو فضح دعاوى النظام في محاربته الإرهاب،يأبى السيد حازم إلا أن يستغل هذه النص وفق متطلبات الكتابة ب" بالمقاولة "للاستمرار في نفاقه. يقول حازم في البند(1) تعليقا على هذا النص " على ما يبدو، لا تزال هذه الجهات الأربع تنظر إلى النظام السوري بوصفه مقياس الأشياء، ومقياس الوطنية.." هل نسيت يا سيد حازم انك كنت وحزبك " الكمشة " جزءا من إحدى هذه الجهات لثلاث لعقود على الأٌقل. وإذا كنت معذورا في تجاهلك التجمع الوطني الديمقراطي وما ورد في ميثاقه من توصيف للنظام، أو ما ورد في وثائق الهيئة التأسيسية، وكذلك في وثائق مؤتمر حلبون، وفي جميع الوثائق السياسية التي أصدرتها هيئة التنسيق الوطنية، لكنك لست معذورا في تجاهلك للوثائق التي صدرت عن مؤتمر المعارضة في القاهرة والتي تبنتها الهيئة من قلب دمشق في البيان الصادر عن مؤتمر الإنقاذ الذي انعقد في دمشق بتاريخ 23/9/2012. وفي البند(2) يكتب السيد حازم " عندما تدعو هذه الجهات النظام السوري للمشاركة في مكافحة الإرهاب، فهذا يعني أنها تنفي عنه، بشكل غير مباشر، صفة الإرهاب". حقيقة أنا مندهش من قدرتك على التأويل العرفاني سيد حازم،( كنت قد اكتشفت هذه المقدرة لديك منذ بعض الوقت)، لكني سوف أسمح لنفسي باستخدام اثنين من ثلاثيتك الأثيرة لديك " النفاق والوطاوة" أي ما هو من نضحك لتوصيف حالك في قراءتك لما ورد في هذا المقتطف من البيان. كم من بيان أصدرته الهيئة بمناسبات عديدة تدين فيه ما يقوم به النظام من قتل وتدمير واعتقال وتشريد للسوريين وتأتي حضرتك لتتهم الهيئة بأنها تنزع صفة "الإرهاب" عنه. بل وخصصنا بيانات لإدانة ما قام به الجيش والميليشيات المتحالفة معه من حزب الله إلى أبي الفضل العباس وغيرها في كثير من مناطق سورية، وما تجرؤ على التلفظ به، أيها الشجاع جداً، وأنت في مأمنك في رعاية" أولياء النعمة " ، قلناه من قلب دمشق بلغة سياسية، لا بلغة السباب والشتائم التي تجيدها أنت. وبغض النظر عن موقفك الجريء جدا الذي تعلنه من مأمنك بخصوص الجيش السوري، هل تملك الجرأة اليوم لتجيب عن سؤال بسيط جداً: ماذا سيكون عليه حال سورية لو انهار الجيش في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف الداعشي وأخواته القاعديات؟!!. حتى أغلب دول الخليج مرعوبة من احتمال انهيار الجيش السوري، لذلك تفتش عن حل ما بالتعاون مع مصر يحافظ على الدولة السورية ومؤسساتها وفي مقدمتها الحفاظ على الجيش. وبغض النظر عن كثير من التصريحات التي تصدر هنا وهناك في أمريكا والغرب عموما وفي المنطقة، فلن أتفاجأ إذا أعيد تعويم النظام، وهم اليوم يمدون كثير من الخيوط معه. في " خامساً " يتابع السيد حازم نهار وفق نهج النفاق والوطاوة" ذاته اشتقاق تعارضات في مواقف الهيئة، فمن جهة ترى الهيئة وحلفاؤها بحسب زعمه " أن التحالف الدولي غير جاد بمكافحة داعش وأشباهه" لكنها في الوقت ذاته تدعو إلى " قيام إطار دولي موسع وجدي وفاعل بمكافحة الإرهاب". بداية يا سيد حازم، وأنت العارف، ليست "الرباعية" هي التي دعت إلى قيام هذا الحلف، ولم تطالب بضرب داعش في سورية، هي فقط عبرت عن خشيتها كقوة سياسية معنية بمصالح الشعب السوري، من أن لا يستهدف التحالف فعلا تدمير داعش في سورية طالما ليس مغطى بالشرعية الدولية، بل أن يكون جزءا من عملية الاستقطاب الدولي بين أمريكا وروسيا، أو ساحة لتصفية الحسابات الاقليمة، كما هو جار اليوم. لقد صار واضحا لمن لديه بصر وبصيرة بأن أمريكا وحلفاؤها " أصدقاء الشعب السوري" لم يكونوا يوما في وارد إسقاط النظام، بل كان ولا يزال جل همهم منصب على تدمير سورية بالتعاون الموضوعي مع النظام وحلفائه كل على طريقته، وتحت راياته الخاصة. لا شك بأنك سمعت بما يسمى " الإستراتيجية الأمريكية " لمحاربة داعش، وكيف أنها لحظت ثلاث سنوات على الأقل لتحجيمها في سوري. ثم هل تستطيع أن تفسر لماذا ضربت قوات التحالف البنى التحتية من مصافي بترول وحقول غاز ومستشفيات وطرق وغيرها في المناطق الشرقية من سورية في حين أنها استثنتها في العراق؟!! لو كانت أمريكا جادة فعلا في حصار داعش اقتصادياً لاستطاعت عن طريق الضغط على حلفائها الذين يشترون البترول منها بالتوقف عن ذلك. هل سمعت بما صرح بع مسؤول أمني إسرائيلي في مؤتمر الأمن في هرتيسيليا حول كيف ساهمت إسرائيل مع حلفائها الإقليميين والدوليين في تأجيج العنف في سورية؟!!!. الهيئة عندما وقفت ضد التدخل العسكري الخارجي فكانت تعي كل ذلك، في حين كان أصدقاؤك برهان غليون وجورج صبرا وغيركم كثير في " إتلاف الثورة والمعارضة " يصرخون " نريد سلاح، نريد حظر جوي، نريد قصف قوات النظام.."، في غباء ما بعده غباء. وهاهم اليوم "أصدقاؤك" تنشطوا من جديد مكررين الغباء السياسي ذاته، بعد أن أعلنت تركيا شروطها للمشاركة في الحلف الدولي ضد داعش، وطربوا كثيرا عندما علموا أن من بين هذه الشروط شرط " إسقاط النظام". النظام لن يسقط بالقوة ياسيد حازم، بل من غير المسموح إسقاطه، ومن الوهم بناء مواقف سياسية على هكذا احتمال متخيل كما فعل كثيرون من معارضة الخارج الجريئة جداً، إلى درجة لا بأس بالتعاون مع إسرائيل لتحقيق هذا الهدف- اللاهدف. يقول السيد حازم إن الجهات الأربع أي هيئة التنسيق وحلفائها كانوا يرفعون صوتهم عاليا " ضد المقبلين من أصقاع الأرض لمقاتلة النظام" وهذا موقف صحيح بحسب رأيه ( انتبه يا "رجل" آنت تنسب لهذه الجهات مواقف إيجابية بعد أن كنت نفيتها عنها بالمطلق)، لكنها كانت " تخفض صوتها إزاء التدخل الخارجي الروسي لمصلحة النظام ". وأكثر من ذلك بحسب مفارقات السيد حازم أن الهيئة "كانت تبلع لسانها إزاء التدخلات الإيرانية السافرة..". حقيقة لو كان يجدي مع السيد حازم الكاتب " بالمقاولة" عرض بيانات الهيئة الرافضة والمنددة بالدعم الروسي والإيراني للنظام السوري لعرضتها لكن عبثا مع شخص يفتقر إلى أدنى أخلاقيات الكتابة الموضوعية المسؤولة. ورغم قناعتي أن العلاقات بين الدول مختلفة فإننا من عواصم هذه الدول كنا نعلن في ختام زياراتنا لها رفضنا لأي تدخل في شؤون سوري الداخلية إلا بما يساعد على وقف العنف وإيجاد حل سياسي يحقق للشعب السوري مطالبه العادلة التي ثار من أجلها. ثم لعلك لا زلت تحسب اليوم إن تدخل ما يسمى ب"أصدقاء الشعب السوري" ومنهم "أولياء النعمة" كان لمصلحة الشعب السوري، وليس لتدمير سورية؟!! دعني أجدد التحدي لك فأنا من سورية أدين بأشد العبارات قصف النظام للتجمعات السكانية المدنية المحاصرة، كما أدين تدخل إيران وروسيا لدعم النظام ضد شعبه، بل أطالبهم بالضغط عليه للتوقف عن قصف هذه التجمعات وفك الحصار عنها، فهل تدين أنت بالوضوح ذاته دعم قطر مثلا لقوى الإرهاب في سورية؟!! أما بالنسبة لقصة الكيماوي فأنت أيضا تكذب بشأنها وتنافق يا سيد حازم، فالهيئة كانت ومنذ البوم الأول، قد أصدرت ثلاث بيانات رسمية، واحد منها صدر باسم المكتب التنفيذي، حملت المسؤولية السياسية عن استخدامه للنظام، وطالبت فيها لجنة التحقيق الدولية المتخصصة التي كانت قد وصلت في حينه إلى دمشق بالتحقيق الميداني المباشر لكشف الجناة الفعليين، وهذا هو الموقف السياسي الرصين والمسؤول. لكن من جهة أخرى كانت الحقيقة التقنية حول الاستخدام الكيماوي في ريف دمشق جاهزة لدى " أولياء النعمة" تنقلها عبر أثير إعلامها واسع الانتشار والتأثير في تزامن لافت مع تصريحات كثير من المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام التابعة لهم وبطبيعة الحال ردد ذلك كثير من المعارضين ب"المقاولة" أمثالك. هل تفسر لقرائك يا سيد حازم لماذا رفضت أمريكا وفرنسا وبريطانيا في مجلس الأمن تفويض لجنة التحقيق الدولية باستخدام الكيماوي في سورية تحديد الجهة التي استخدمته؟!! ولعلمك فقد خلت جميع تقارير لجان التحقيق من أية إشارة واضحة للجهة الفاعلة. على كل حال تم التخلص من أهم سلاح استراتيجي سوري في مواجهة إسرائيل، غير مأسوف عليه من وجهة نظري، وصارت هذه المسألة في ذمة التاريخ، مع ذلك لدي قناعة شخصية مبنية على معطيات غير حاسمة بأن ثمة مؤامرة دولية قد حيكت بصورة لا تقبل الفشل شاركت فيها مخابرات دولية ومنها عربية للقضاء على هذا السلاح السوري الخطير والفتاك. وبالعودة إلى بيانات الهيئة بخصوص الكيماوي فقد تجاهلتها وسائل الإعلام " الصديقة للشعب السوري" لكنها ركزت الانتباه على بوست كنت قد كتبته بصورة شخصية على صفحتي على الفيسبوك إثر اتصالات مطولة أجريتها مع أناس في الميدان أبلغوني بأن المعارضة المسلحة لن تسمح للجان التحقيق بالدخول إلى مناطقها التي استخدم فيها الكيماوي، بل اتهم احد المتصلين جبه النصرة بالتحديد بأنها الجهة التي استخدمته، وتفاهمت معهم على كتابة يوست يمكن أن يشكل ضغطا عليهم للسماح للجان التحقيق بالدخول وهو الآتي: “الأيام القليلة القادمة سوف تبين من استخدم الكيماوي في الغوطة الشرقية.. ثمة معلومات تفيد بأن قوات المعارضة لا توافق على دخول لجنة التحقيق الدولية المتواجدة في دمشق إلى المنطقة للتحقيق ... إذا ثبت أن بعض القوى الإرهابية العاملة في المنطقة قد استخدمته سوف يكون فضيحة مجلجلة لبعض قوى المعارضة التي اتهمت النظام مباشرة….هذه نتائج العسكرة”. ( 24/8/ 2013). وبالفعل لم يسمح للجان التحقيق بالدخول إلى بعض المناطق ؟!!. ثم إليك هذه الرسالة التي جاءتني من شخص مقيم في الغوطة الشرقية بعد ذلك بمدة" مرحبا أستاذ منذر من كم يوم سألتك عن قصة الكيماوي... وهلا شفت بوست لشخص بالجيش الحر يتعلق بالموضوع ......نشرو بغروب حوار شباب سوريا " إبراهيم كوكي إذا لم يتم اﻹ-;-فراج عن الداعية الشيخ (رياض الخرقي - أبو ثابت) أحد كبار مؤسسي الهيئة_الشرعية في دمشق وريفها .. في هذه الليلة .. والذي خطف في الغوطة الشرقية .. فسأبدأ بنشر ملفات الخاطفين .. أولها قصة وأسرار كتيبة الكيميا ... ستفاجأون أن الانسحابات الشهيرة تافهة أمام أسرار كبيرة وخطيرة جداً جداً ...!!!" وبالفعل تم إطلاق سراح الشيخ رياض الخرقي في الليلة ذاتها. ثم لعلك سمعت باستخدام غاز الكلور من قبل داعش في عين العرب ياسيد حازم؟!!!. مهما تكن الحقيقة حول المستخدم الفعلي للكيماوي، فإن المسؤولية السياسية يتحملها النظام الذي بنهجه العنيف أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه. يختم السيد حازم نهار حلقات نفاقه الطويلة بتعليق تنضح منه الوطاوة، حول ما ورد في البيان من تأييد " الرباعية" للحل "السياسي التفاوضي وفقا لبيان جنيف" يهدف إلى إنجاز " التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والعميق والشامل لنظام الاستبداد" ، ويحيل ذلك إلى التوازنات الدولية وبالتالي لا فضل ل"الجهات الأربع" فيه. بالطبع كالعادة يتجاهل السيد حازم أن نهج الهيئة بالأساس قائم على الحل السياسي، ومن هذا المنطلق أيدت جميع المبادرات التي صدرت عن جامعة الدول العربية أو عن المبعوثين الدوليين ، في حين كان الآخرون يرفضونها بمجرد الإعلان عنها. حتى بيان جنيف الذي انعقد على أساسه مؤتمر جنيف لم يقبل به الإتلاف إلا قبل يومين من انعقاد المؤتمر.أضف إلى ذلك فإن الهيئة هي الجهة المعارضة الوحيدة التي أعدت رؤية سياسية للحل في سورية، سلمت في حينه للأمريكيين والروس فأبدو اعجابهم بها، وطلبوا من الهيئة إعداد مذكرة تنفيذية لها فأعدتها الهيئة وسلمتها لهم. لو كنت تنضح بغير ثلاثيتك الأثيرة " النفاق والوطاوة والجبن " يا سيد حازم لنظرت في وثائق الهيئة قبل أن تصدر هذه الأحكام الجائرة بحقها على الأقل. كلمة أخيرة بودي قولها لك يا سيد حازم تستطيع أن تكذب ما شئت وتستطيع أن تشتغل ثقافة وسياسة عن طريق ال"مقاولة" ما شئت أيضاً، لكنك تخطئ كثيرا عندما تتصور أنك قادر على التلاعب بعقول السوريين. لقد بينت لهم السنوات الماضية من عمر الثورة من هم الوطنيون الشرفاء الحريصين على الشعب ومن هم الذين تاجروا بدمه. وكما أردد دائما أقول مرة أخرى "الشعب لن يسامح من أساء إليه". لقد كتبت هذا الرد المطول على ما جاء في "ثلاثية" السيد حازم نهار ليس فقط لأبرهن مدى نفاقه وكذبه فيها، بل هي مناسبة استغليتها أيضا لتوضيح مواقف الهيئة من كثير من القضايا.
#منذر_خدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تيفان دي ميستورا والمهمة شبه المستحيلة
-
الأسد يخون معارضيه - قراءة في خطابه الأخير -
-
نظام يجيد تفويت الفرص
-
الانشقاقات المعاكسة
-
هل يقبل الشعب السوري بقاء النظام من جديد
-
غزوة - الأنفال- في الساحل لاسوري
-
مسار التفاوض الموازي
-
أزمة أوكرانيا امتحان للقطبية الروسية
-
مشروع دستور للجمهورة العربية السورية
-
اعادة احياء البنى الأهلية في سورية
-
تفكيك النظام السوري
-
مركزية الرئيس في النظام السياسي السوري
-
مشروع دستور مقترح
-
السياسة عندما يرسمها الأمنيون
-
مؤتمر جنيف2 وأراء الناس به
-
المعلن والمستور في الخطاب الدبلوماسي الأمريكي
-
جهل مركب أم حملة إعلامية ظالمة
-
الواقعية السياسية تنتصر أخيراً
-
أوهام تعاند السقوط
-
مؤتمر جنيف2 وسقوط الأوهام
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|