جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 17:05
المحور:
الادب والفن
عزرائيل لم يعد ضيفا علينا
بالأمس كان يأتي بين الحين والآخر
ليقطف الرؤوس
فقط تلك التي يحين وقت قطافها
ثم يذهب مسرعا إلى الجهات الأربعة
لكي يجمع بقية أرزاقه
من الرؤوس التي أينعت وحان وقت قطافها
اليوم حصل عزرائيل على الجنسية العراقية
فتح له مكاتب للبريد السريع
وصار يرسل الأرواح جماعة جماعة
أما متعهدوا دفن الموتى
فما عادوا يستلمون الجثث عند بوابات المقابر
ومثلهم مثل عمال البلدية
صار عليهم كل صباح أن يرتدوا بدلاتهم الزرقاء
ليجمعوا الرؤوس والأطراف من الساحات والمقاهي
ثم يشكلون منها إمراة يزعمون أنها ذاتها التي كانت تبيع الحليب في ساحة الزهراء
أو لأخرى حضرت توا من قرية الذهب الأبيض وإفترشت رصيفا في سوق الشواكة
وما أكملت سوى بيع ماعون قيمرها الأول
والثالثة دخلت توا من باب الحوائج
ترجو موسى بن جعفر ان يتوسط لها
لعلها تُرزق بمولود ذكر
والرابعة خلعت نعلها الأيمن عند بوابة أبو حنيفة
لكنها لم تلحق لكي تخلع الثاني
قولوا لي
أليس من العدل أن يفتح عزرائيل مكتبا له في المنطقة الخضراء
أم أنه صار إختصاصيا بعمال المساطر
أم أن أحدا أقنعه أن سكنة الخضراء
غير مشمولين بقانون الموت العراقي.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟