عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 13:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صديقي القارئ الكريم والعزيز لاحظت أن الإسلام أبقى على كثير من الطقوس والشعائر لاسيما العبادية أو التعبدية والتي كانت متفشية ومعروفة عند العرب قبل الإسلام خاصة مما توارثته قبيلة قريش قبل الإسلام بقرون طويلة ؛ وبين فترة وأخرى سنسلط الضوء على مثل تلك العادات والعبادات والطقوس والشعائر والتي عرفها العرب خاصة قبيلة قريش في مكة قبل الإسلام ورسخها الإسلام فيما بعد !! ، والعجيب أن القرآن الكريم ذكر مثل تلك الطقوس والشعائر في سياق القدح والنهي !! رغم أن هذه الممارسات أيضا ذكرها مؤرخون ثقاة ووردت في قصص وأشعار العرب قبل الإسلام ولها ما يعضدها منه ! والأعجب أن النبي سن مثل تلك الشعيرة بحديث صحيح روي في أصح الكتب عند أهل السنة بعد القرآن الكريم ! صحيح البخاري وصحيح مسلم ؛ فهل ناقض الحديث القرآن الكريم ؟! ولماذا خصت النساء به دون الرجال ؟! وهل استناد من قل : إن صوت المرأة عورة بذاك الحديث استناد بمحله ؟!! ساذكر الحديث أولا ثم أعلق وأطرح الأسئلة ؛ عن أبي هريرة أنه قال : قال الرسول : التسبيح للرجال ؛ والتصفيق للنساء ؛ حديث متفق عليه ؛ الحديث أمر الرجال بالتسبيح ؛ والنساء بالتصفيق ، قطعا ليس مبحثي وغرضي الآن التحدث عن وسيلة تنبيه الإمام إذا أخطأ في الصلاة !! بل تسليط الضوء على ما أراه أنا تعارضات وتناقضات ! وقطعا للمخالف حق الرد ؛ في سورة الأنفال آية 35 : وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية ؛ قال الثعالبي : المكاء هو الصفير ؛ قاله ابن عباس والجمهور ؛ والتصدية : عبر عنها أكثر الناس بأنها التصفيق ؛ وذهب أكثر المفسرين إلى أن المكاء والتصدية إنما أحدثهما الكفار عند مبعث النبي ؛ لتقطع عليه وعلى المؤمنين قراءتهم وصلاتهم وتخلط عليهم ؛ انتهى النقل ؛ كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي ج 2 وص 96 ؛ والإشكال هنا يتلخص بالتالي : أننا لو سلمنا لتعليلهم بأن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء خاص بتنبيه الإمام عند السهو أو الغلط في الصلاة فهو دليل إدانة على من زعم أن صوت المرأة ليس بعورة !! ومن المعلوم أن البعض بدأ من ذ مدة يغرد خارج سرب التشدد ويقول : صوت المرأة ليس بعورة !! ثم أليس التسبيح وإن كان بصيغته إلا أنه أيضا رفع للصوت وفي شعيرة الصلاة وهي من شعائر العبادة والتعبد ؟! والتصفيق وإن كان قيد بالنساء دون الرجال إلا أنه بقي كشعيرة في عبادة كانت موجودة عند وثنيي قريش قبل الإسلام وبعده !! وبالتالي أصله كشعيرة بقيت وإن قيدت بالنساء دون الرجال ! ناهيك عن رفع الصوت بالنسبة للرجال بصيغة الحمد إياها فالحاصل أن المكاء والتصدية بقيتا كأصل مع تعديل في الصيغة وتقييد !! والسؤال : هل غازل الإسلام قريشا ببعض شعائرهم القديمة قبل الإسلام وأبقاها تأليفا لقلوبهم كما فعل في كثير من شعائرهم الوثنية خاصة المتعلقة بالصوم والحج كما سيتبين لنا لاحقا ؟!!! .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟