أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - الاعتداءات الارهابية على فلسطينيي 48 تحت ستار الاخلاء















المزيد.....

الاعتداءات الارهابية على فلسطينيي 48 تحت ستار الاخلاء


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 13:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يشهد فلسطينيو 48 خلال عشرات السنوات الماضية، هذا المستوى وهذه الكثافة من الاعتداءات الارهابية ضدهم، التي ينفذها أفراد وعصابات ارهابية يهودية، ففي خلال اسبوعين قامت عناصر يهودية ارهابية باقتراف مجزرة في مدينة شفاعمرو راح ضحيتها اربعة مواطنين، واعتداء على مسجد في مدينة اللد الفلسطينية، حيث قام أحد الارهابيين بنثر منشورات تتضمن صور عاريات في داخل المسجد، ويوم الجمعة الأخير ألقت مجموعة عنصرية متطرفة برأس خنزير كتب عليه اسم الرسول العربي (صلعم)، الى باحة المسجد.
وبطبيعة الحال لا يمكننا استثناء المجزرة التي ارتكبها ارهابي آخر في الاسبوع الماضي، في وسط الضفة الغربية، حين قتل اربعة عمال فلسطينيين بدم بادر، ولكن هذا الاستثناء في تسلسل الاحداث ناجم عن واقع مأساوي رهيب، وهو ان ما "اعتاد" عليه ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، من جرائم المستوطنين الارهابيين، لم نشهده نحن بهذه الكثافة في بطبيعة الحال فقد وقعت في الماضي، الكثير جرائم والاعتداءات ضد الفلسطينيين في اسرائيل، منها جسدية والكلامية وعلى الممتلكات، ولكنها كانت تجري بفترات زمنية متباعدة، أما الجرائم الأخيرة فعدا عن تسارعها إلا أنها وقعت مع عدة مؤشرات على انها لن تكون الأخيرة.
وأشير الى ان المقصود في هذه المعالجة جرائم الافراد والعصابات وليس السلطة واجهزتها التي ارتكبت أخطر الجرائم والمجازر ضد العرب بدء من العام 1948 مرورا بمجزرة كفر قاسم 1956 ويوم الارض 1967 واكتوبر 2000.
فحالة الانفلات العنصري الحالية في الشارع الاسرائيلي تجري تحت ستار غبار اخلاء المستوطنات في قطاع غزة والضفة الغربية، واهتمام اسرائيل بساستها ووسائل اعلامها "بدموع الغزاة"، وكثرة الحديث عن "ألم" المستوطنين، ووقوف جنود الاحتلال عزّل امام عنف المستوطنين من باب "التفّهم"، وكل هذا خلق جوا بأن كل شيء مباح، وتقع الجرائم وسط أشبه بتعتيم اعلامي، وعلى ما يبدو بأوامر عليا.
فمثلا غالبية وسائل الاعلام الاسرائيلية انشغلت في مسألة تصفية الارهابي في شفاعمرو أكثر من الضحايا انفسهم، وهذا ما عالجناه في مقال سابق، أما المجزرة الثانية التي وقعت في الاسبوع الماضي فكانت اللامبالاة الاعلامية الاسرائيلية أخطر، ولم يحظ الاعتداءان على مسجدي اللد ويافا بأي تغطية اعلامية جدية.
بمعنى ان التعتيم الاعلامي يقود الى لامبالاة شعبية، ليلاقيه تقاعس بوليسي وامني اسرائيلي مبرمج، ففي الاشهر الأخيرة تكلمت أجهزة المخابرات الاسرائيلية بوضوح ومن دون انقطاع عن أن مجموعات متطرفة يهودية تعد العدّة لتنفيذ سلسلة من الاعتداءات قد تؤدي الى تدهور أمني، وعلى رأسها مخطط للاعتداء على المسجد الأقصى واعتداءات على الفلسطينيين في مناطق 67 و48، وقد لمسنا هذه الاعتداءات، و"تحققت" تقديرات المخابرات الاسرائيلية.
ومما يؤكد تواطوء السلطة الرسمية في اسرائيل مع المجرمين، هو ان منفذي هذه الجرائم معروفون للأجهزة الأمنية التي تدعي انها تتعقبهم، وأحدهم عيدان نتان زادة مرتكب مجزرة شفاعمرو، ولكن هذه الأجهزة ترفض ان تحرك ساكنا. ونشهد احيانا قليلة فرض اقامات اجبارية على بعض المتطرفين، ولكن سرعان ما نراهم يتجولون بحرية في شوارع اسرائيل، فعلى سبيل المثال، قبل أكثر من شهر بقليل فرض الحاكم العسكري في الضفة الغربية على أحد أخطر الارهابيين اليهود، المدعو ايتمار بن غفير، اقامة اجبارية في البيت الذي يستوطن فيه في مدينة الخليل المحتلة، ولكن هذا الارهابي نفسه شاهدناه يشارك في جنازة الارهابي نتان زادة.
لا يمكن سلخ هذه الجرائم عن اجواء العداء والعنصرية العامة في اسرائيل، فهذه الأجواء تبدأ من سلسلة تصريحات من كبار المسؤولين في المؤسسة الاسرائيلية الرسمية، وبشكل خاص في داخل البرلمان الاسرائيلي، الذي يقر بشكل دوري قوانين ذات طابع عنصري ضد العرب، وفي جميع ميادين الحياة، لترسّخ اكثر سياسة التمييز العنصري ضد العرب، اضف الى هذا ظهور ساسة وأحزاب مع برامج عنصرية واضحة دون أي يردعها أحد، وابرزها الدعوة الى طرد العرب من وطنهم.
فقد دلّ استطلاع نشر في اسرائيل قبل حوالي ثلاثة اشهر على أن ربع الاسرائيليين يؤيدون إما طرد العرب من وطنهم أو ابادتهم، فحسب ذلك الاستطلاع، ونفإن أكثر من 20% من اليهود في اسرائيل يرون ان الحل الأمثل لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو طرد العرب من وطنهم، فيما رأى حوالي 4,5% من اليهود المستطلعين، ان الحل الأمثل هو ابادة العرب، لأن "الطرد غير مجدي"، حسب ما جاء في الاستطلاع. ولكن في استطلاعات سابقة صادرة عن جامعة حيفا، وحتى عن جهات يمينية، كانت نسبة المؤيدين اليهود لطرد العرب الجماعي (الترانسفير) تصل الى 30% وأكثر.
وتعكس هذه المعطيات جوا عاما داخل الشارع الاسرائيلي ضد العرب في وطنهم، فمثلا حين يقف عضو كنيست عنصر متطرف يدعى يحيئيل حزان، من حزب "الليكود" الذي يتزعمه رئيس الحكومة اريئيل شارون، ويصف العرب بالديدان، فإن المستشار القضائي للحكومة لا يرى في هذه التصريحات ما يتعارض مع قانون "حظر العنصرية" الاسرائيلي الصوري، ويرفض تقديمه للمحاكمة.
أضف الى كل هذا تساهل جهاز القضاء في اسرائيل مع المتطرفين والارهابيين اليهود، ودلّت عدة دراسات اسرائيلية على حالة التمييز العنصري المتفشية في جهاز القضاء الاسرائيلي، وأكدت هذه الدراسات على ان العقوبة المفروضة على العربي هي اضعاف العقوبة التي تفرض على اليهودي الذي ارتكب نفس المخالفة او الجريمة وبظروف مشابهة.
ولكن هذه العنصرية في جهاز القضاء تظهر أكثر عندما يكون الأمر مرتبطا بالعنصريين اليهود، ويحدث كثيرا جدا ان المحاكم الاسرائيلية ترفض تمديد الاعتقال لمتطرفين يهود، وكانت تفرض عليهم الاعتقال البيتي، وحدث قبل عدة اشهر ان مثل هذا الأمر حدث لمعتقل ارهابي يهودي متهم بقتل فلسطيني، وحتى وإن تم تقديم لوائح اتهام فإن الاحكام تكون مخففة، ليتبعها بعد ذلك "عفو" رئاسي من رئيس الدولة الاسرائيلية.
واعرض في هذا السياق مثلا واحدا، فالارهابي عامي بوبر الذي قتل سبعة عمال فلسطينيين في العام 1990، من المفروض ان يقضي سبع مؤبدات جعلها رئيس الدولة 40 عاما فقط، بدلا من 210 أعوام، ولكنه ايضا يقيم في سجن مخملي يبيت فيه خمس ليال في الاسبوع فقط، وليليتين في بيته بعد ان سمح له بالزواج بعد اربع سنوات من جريمته، ويقضي كل ساعات النهار في أحد المعاهد الدينية، وكل المؤشرات تؤكد ان العفو التام سيصل قريبا.
إن كل ما تقدم هو عناوين عريضة لأجواء تشجع الارهابيين اليهود على مواصلة جرائمهم.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسّر قوالب السياسة التتقليدية نتنياهو حرباء السياسة في اسرائ ...
- خفافيش السياسية يترزقون على مآسي العاملين
- اسرائيلي.. واستحقاق الديمغرافيا
- شارون يسعى لانقاذ حكومته بائتلاف هش
- انصاف الحقائق لا تبني مواقف الامتناع عن التصويت خطوة ذكية مس ...
- شارون نقل عدوى ازمته للاحزاب الأخرى.. وآخرة حكومته تقترب
- زكي ناصيف.. كلمات على غير عادة.. لظاهرة فوق العادة
- الحزب الشيوعي العراقي مدرسة نضالية اقوى من كل المؤامرات
- عام 2004 عام الركود في الخارطة السياسية الاسرائيلية
- المهانة المزعومة للعرب في اعقاب اعتقال صدام
- رسالة خاصة من القلب الى رفيقين عزيزين على خلفية اعتقال صدام
- كل عام والحوار المتمدن بخير وأكثر
- عقلية شارون تنسف بالوناته السياسية
- حزب العمل الاسرائيلي والموت السريري
- في كم عالم نحن نعيش؟
- قاموس اريئيل شارون السياسي
- حصار عرفات والامتحان الفلسطيني
- قادة حركة ميرتس الاسرائيلية: حنين الى الجذور الصهيونية الصقر ...
- خربطة الطريق... نحو السلام الحقيقي


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - الاعتداءات الارهابية على فلسطينيي 48 تحت ستار الاخلاء