عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 21:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عندما تكتبُ أنّ العراق بخير .. يردّون عليكّ : كلاّ . إنّ العراقّ ليس بخير .
عندما تكتبُ أنّ العراق ليس بخير .. يردّون عليكّ : ماذا تقصدُ بذلك ؟ . لماذا العراق ، والآن تحديداً ، ليس بخير ؟ .
عندما تكتب نريدُ " كرفانات " .. يردّون عليكَ : بل نريدُ بيوتاً ، ووطناً .
عندما تكتب نريدُ بيوتنا ، ووطننا ، ولا نريدُ " كرفاناتكم " .. يردّون عليكَ : ماذا تقصد بذلك ؟ .
عندما تكتبُ انّ بعض الأشياء ، الآن ، أفضل من السابق .. يردّون عليكَ : أنّك منافق ، ودجّال ، وتشبهُ الحرباء كثيراً .. وسهلٌ عليك أنْ تُغيّرَ جِلدَك .
عندما تكتبُ أنّ كلّ شيءٍ ، الآن ، أسوأ من السابق .. يردّون عليكَ : أنت من أيتام الزمن السابق .
عندما تكتبُ : " ما هكذا تورَدْ ياسعدُ الأبِلْ " .. يردّونَ عليكَ ، بأنّكَ ضد استلام قبيلة قريش للسلطة .
عندما تكتب آآآآآآآه ، أو آآآآآآآخ .. يردّون عليك : لماذا لم تكتب " الآه " و " الآخ " ، طويلة هكذا ، قبل العام 2003 ؟
في حقيقة الأمر أنّك لا تستطيعُ أن تكتبَ شيئاً لا يُساءُ فِهمُهُ ، و تأويله .
لا يمكن ان تكتبَ شيئاً لا يكون " شرّاً " مُطلقاً للبعض .. و " خيراً " مُطلقاً للبعض الآخر .لذا أنا اقترحُ عليكَ أن تصمتَ ، وأن لا تكتبَ شيئاً لأحدِ ، ولا تُعلّق على رأيٍ لأحد .
إقرأ ، وتصفّحْ ، ما يكتبون فقط .. ودوّن ملاحظاتكَ في دفاتركَ الأثيرة .
دفاتركَ التي لا يقرأها ، الآنَ ، أحدٌ غيرك .
دفاتركَ التي لن يقرأها أحدٌ بعدك .
دفاتركَ التي سترزمها العائلةُ ، في اليوم الرابعِ بعد موتكَ ، في " كارتونات " النسيان .. وتتوسلُ إلى عمّال النظافة أن يقبلوا بوضعها في حاوية النفايات ، مقابل خمسة دنانير " عراقيّة " ، لكلّ واحدٍ منهم .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟