|
الجسد في ثورة 30 يونيو وتقنيات السلطة في توظيفه
محمد احمد الغريب عبدربه
الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 08:54
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وصلت ذروة توظيف السلطة للجسد لدي المصريين في العصر الحديث، في احداث 30 يونيو حتي الان، حيث تحول الامر من مواجهة بين السلطة والثوار، بتصفية الجسد، دون النجاح في احتوائه وتحديث تقنيات للتعامل معه دون المواجهة الصفرية، الي احتواء الجسد بجانب التصفية، والدعوة الي النجاة من الموت عن طريق حماية الجيش ضد الاخوان. هذه لفتة نظرية سريعة تخضع اطاريا لجنسانية وجاهزية الجسد لدي ميشال فوكو، حيث اخفقت السلطة في استمرار احتوائها للجسد بشكل نسبي عندما نزل الجيش في ثورة يناير، فقد هتفت الجماهير بسقوط العسكر، مما بشر بنفور الاجساد من المراقبة والتوظيف والاستعلاء السلطوي، حيث حاول المجلس العسكري احتواء الحشود والاجساد الثائرة دون فائدة وهذا ما تكرر في احداث القتل في محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبير. ويمكن الاشارة الي بعض الدلالات من حيث ذهاب السلطة الي الرجوع الي مراقبة وتوظيف الجسد كما كان قبل الثورة، كما كان موجود في منع التظاهر، ومنع الحشود من التجمع، حيث تم قمع الجسد بشكل كبير، دون مواجهات صفرية، وتم قمع الاسلاميين جسديا بالاعتقال، ولكن يمكن هنا تسائل، هل السلطة كانت قادرة من احتواء الجسد سياسياً، وهذا ينعكس في السياسات الاقتصادية والسكانية والاجتماعية الفاشلة، التي قللت دور وحجم السلطة في مراقبة الجسد والتحكم فيه. وهو ما نجح فيه السيسي بشكل واهم، عن طريق دعوات للاستثمار في الحياة والنجاة من جحيم الحياة، السلطة في عقل السيسي نجحت في تقنيات معينة دون الاخري، نجحت دعوة الاجساد والحشود وتأمين وجودها في الميادين في احداث ثورية 30 يونيو، واحداث تفويضية وهي قمة تحكم السلطة في الجسد، في حشود 26 يوليو، حيث تعقدت تقنيات عدة منها تصفية الاخوان جسديا بمباركة شعبية عن طريق حشود لاجساد من يطلب الحياة، فقد استطاعت السلطة في الدعوة لاستثمار الحياة والي مستقبل مشرق، التحكم في معاني الموت والحياة لدي المصريين كانت نجاحا جيدا للسلطة. وعلي الجانب الاخر من هذا النجاح، دائما السلطة تفتقد لتنقيات وسياسات تساعدها في التحكم ومراقبة الجسد، دون الثورة عليها مرة أخري، وهي عدم وجود انظمة وسياسات اقتصادية وسكانية ناجحة، مما يبشر، في اخفاق السلطة مستقبلاً في منع حدوث ثورات جديدة عليها، بجانب أنها فعل المقاومة لدي اجساد المصريين ستنفجر لاشعوريا بسبب منحهم بشكل مكثف رغباتهم في الحياة والبقاء للسلطة دون الحصول علي مقابل في وقتها، وكان منحا بالجسد. وهذه ذورة التناقض لدي السلطة، فالمقاومة والثورة ستكون اكثر فعالية لمن قام بتفويض السيسي، حيث المنح كان كلياً، ودون مقابل، وعلي الجانب الاخر مقاومة الاخوان والاسلاميين والثوريين المقموعين تتزايد يوما بعد يوم، ليحدث تتلاقي خطابات مقاومة ومناهضة لقهر الجسد بين الاطراف المؤيد والمعارضة للسلطة. وهذا التلاقي خفي وسري الان وليس مكتمل، ولكنه ملحوظ بشكل ما، رغم التلاسن الكلامي والكراهية بين الطرفين حول مؤيد ومعارض، ولكن القهر الجسدي واحد وزعم السلطة المزيف بالتغيير وهمي وليس موجود. الثورة قادمة وليس هناك مفر من ذلك، وستكون صادمة عنيفة بين خطاب يجمع المؤيد والمعارض للقضاء علي السلطة، ثم صدامات بين خطابات جماهبير بين بعضها البعض حول السلطة.. السياسات الاقتصاد في الثورة والجسد من اسباب ثورة يناير هو الجوع، انخفاض قدرة الدولة علي تغذية الجسد، وشعور الجسد بالتهديد والفناء، وعدم وجود أمال مستقبلية تضمن تغذيته، أو القدرة علي تكوين اسرة، وممارسة الجنس في سياق التحالف الزواجي، فهذا التحالف تم فقدانه لقدراته علي الاستمرار، ويعد هذا التحالف رمزا قويا لقدرة الدولة علي المراقبة والضبط.. حيث تعطي السلطة فرص لتفريغ هذا الكبت الجسدي الي اتاحة مواقع البورنو، وهو كان أمر محل جدل وزاد التركيز عليه واصبح محل استثمار للجسد ومنحة للسلطة خاصة اثناء حكم مرسي عندما طالب البعض باغلاق هذه المواقع نهائيا حفاظاً علي منع الجسد من الخطيئة، وهنا تفقد السلطة القدرة علي المنع والتحريم سواء كانت سلطة علمانية أو سلطة دينية ببسبب فقدان القدرات الاقتصادية علي الوفاء باحتياجات الجسد. وهذا الامر ايضا وجد- في بعض تصريحات الاخوان باغلاق الفيس لمنع تواصل الجسدي عبر الكلمات المكتوبة، حيث هناك محاولة لمراقبة وضبط اللغة الجنسية، ومنع الجسد -لدي الشباب من تفريغ كبته، وهذا يدل علي فقدان السلطة لقدرة علي الضبط والمراقبة. وخاصة أن نسبة الدعارة الالكترونية والكبت الجنسي وعدم ممارسة الجنس للشباب بشكل صحي في حالة تزايد تتجلى الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مصر في جوانب عدة. فوفقا لما ذكرته عديد من المقالات الاقتصادية، انخفضت احتياطيات النقد الأجنبي من نحو 36 مليار دولار في يناير 2011، ما قبل الثورة، إلي ما يقرب من 13 مليار دولار، والتي قد لا تكفي لتغطية واردات ثلاثة أشهر فقط، علي الرغم من حاجة الحكومة لاستيراد كميات كبيرة من الدقيق والوقود لسد احتياجات الأفراد من الخبز ومصادر الطاقة
#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسفة الشفافية في كتاب هكذا تكلم زرادشت
-
السلطة والخوف
-
الخطاب التوافقي لحزب النهضة التونسية.. بين الواقع والمآمول
-
تاريخ الشفقة لدي نيتشة والثورات العربية
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|