أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواني عبدال - اسنئجار لحظة الشيطان















المزيد.....



اسنئجار لحظة الشيطان


جواني عبدال

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 10:12
المحور: كتابات ساخرة
    


الإخوة الأعزاء تحية وبعد :
هذه مادة قصصية بعنوان: استجار لحظة الشيطان
أرجو أن تنال إعجابكم,
ولمزيد من التواصل والالق ... ج. عــْبدال


اسْتِئجارُ لَحْظةِ الشَيطانِ
قِصّـة بِقَلَم: جـِوانىِ عـَبْدال
[email protected]

الشمس تعرج هابطة نحو الغرب ، والظل لميلانه يطول في امتداده نحو الشرق ، الوقت يستهلك ذراته في ما بين الظهيرة الأرملة والعصرونية المتأهلة في خريفه .


1 ـ أبو ربطة خبز وأغراض أخرى .. { آدم }

وأنا آت من دوام العمل الوظيفي وبعد انتهائه المؤجل ، وكنت قد عرجت إلى السوق في طريقي لابتاع ربطتيّ خبز لعائلتي المكونة من ثلاث ؛ زوجتي وأمي وأختي العزباء ؛ وهي عادة بت أمارسها منذ حين ، حين قدومي ورجوعي من دوامي للعمل ، بان ابتاع خبزا طازجاً ، وهو لا يزال طرياً تفوح منه رائحته المعهودة الشهية ، والتي تفتح النفس ، حيث يؤكل حتى بدون أدم وطبخ .
وأنا أنوء تحت حملي وهو فوق ذراعي وتحت إبطي ، وقد تشبثت به وأنا اشده إلى صدري ، وهو ينزلق مع كيسه ، بالتأكيد ليس وزنه الثقلي الذي يعوقني ، بل هو في الحقيقة طبيعة مادته ؛ أكياس النايلون الرقيقة التي صنعت من البلاستيك وقد امتلأت بها الأرغفة ، وما يزيده انزياحاً وانزلاقاً هو بسبب اهتزازه و تأرجحه ، وخاصة بسير خطواتي وتمايلي في مشيتي العادية والتي قد استعجل بها للوصول إلى بيتي .
جوع وتعب ..، وهذه اللامبالاة .. خامل أنا كدودة حلزون ، رخوة أعضائي كأن سُحبت منها عظامها ، أتثاقل في سيري .. كمن يسير على جروحه ، أو كأنها جروح منداة ببودرة ملح من رشح عرق لزج ، ومن جراء هذا الترهل الذي اكتسبه جسدي من جراء عدة أسباب ؛ منها تقدمي في السن ولا تنسى الخمول الذي يلفني منذ تسلمي لهذا العمل الروتيني الذي ولا بد منه ؛ وثانياً قلة الحركة والرياضة .. يضاف إليه ثالثاً الجوع .. فحين يأتي في ساعته المعهودة يحس المرء به يتـنامى اطرادا ، ولكن إن مر بعض الوقت .. اُفتقد ذلك الشعور الأولي ، ولينتقل إلى شعور آخر هو الخمول والتَوَهان و ..
المهم .. وأنا في تلك الحالة التي أسلفتها ، أعرج وألف الشارع وأزقته ، وقبل أن أصل الساحة المفتوحة على العراء ، وإذا بي أرى كهلين قد تماسكا كلٌ بتلابيب الآخر ، وقد رفع إحداهما يده بعكازه البني اللمّاع وهو يشتم ويلعن ، والآخر قد مسك بالآخر- ويبدو أسن منه - يجرجر نفسه بعيداً عنه ، وقد رفع سكين كباس وهو يلوّح بها .. يبربر ويسب بصوت عالٍ .. يهدد ويتوعد ، يتدافعان وقد علا على صوتهما الغبار والحر من اهتياج الأقدامِ ، كزوجي ديكين قد تناقرا وقد نفشا ريشِهما ، اللهم أعلم على ماذا بيّتا في صدورهما ؟!.
استعجلت ، وقد هالني المنظر للحاق بهما والتفريق بينهما ..
ـ الِعنوا الشيطان .. العنوا الشيطان يا جماعة ..
وضعت ما في يدي على رصيف الشارع من ربطات خبز وأكياس خضرة وأشياء أخرى ، تقدمت إليهما وأنا أصيح :
ـ صلوا عل النبي .. صلوا يا جماعة . وعلى الشيطان العنوا ..
لبعض الوقت لم يكن يشغلني سبب اختلافهما .. ولم يكن يهمني هذا في شيء .. لا لإشباع رغبة حب الاستطلاع ، أو رغبة النصح والزجر ، لم أكن أصبو لأنصب نفسي حكماً .. أبت وأصالح ، إن أكثر ما أصبو إليه ، أن أكون شرطياُ على الأقل وافرق بينهما ، وأحدّ من انفعالهما قليلاً إلى أن يأتي أحدٌ ما ويتسلمهما مني ، أو أن يهدأا قليلاً بعدما استعرضا عضلاتهما المترهلة لبعض الوقت ، ويتركا بعضهما لجولة أخرى .. وحقيقة أخرى إن كل ما تفوهت به قبل قليل لم يكن يخطر على بالي .. إنما كانت طباعي قد تربت على هذا ، كي أتصرف هكذا ، وأنا أحث خطواتي وكلماتي مفككة ولا أعي جيداً ما أقوله .. وما أفكر به ، فقط كان كل همي وتفكيري ينحصر في أنه كيف يمكنني التفريق بينهما ، وأبعدهما عن بعض ، والتقليل من خطرهما على بعضهما البعض .. إن ما أقوله على ما فعلت وعلى ما بدر مني : أنه تصرف غريزي .
اندفعت بكل قوتي وتدخلت بينهما ، وفرقتهما وأبعدتهما عن بعض ، وما انفكت يدهما عن تلابيب الآخر ، حتى تراجعا خطوة معا بفعل تدخلي ، وضغطهما كقوة متنافرة – حتى ناوش كل منهما الآخر بما في يده ، ما أن صدقا انهما قد تركا تلابيب الآخر حتى ناوشه بضربة طائشة .. وسددها لا على التعين ، لاحتساب نقطة متقدمة وإحراز سبق الضربة الأولى التي تبقى لصاحبها ، فطاشت ضربة أبو السكين وجاءت على زند يدي الممدودة والتي كانت لا تزال تفرق بينهما وهي الممدودة على أقصاها ، ولأن الضربة من يد كهل مسن ، لم تكن مسددة بأحكام جيد ، ومتقصدة مكانها الأصوب ، خفضتها بصرخة آه مني .. وأحببت أن انسل متملصاً وهارباً .. وإذ بالعكازة تطرق أم رأسي رداً على ما يبدو للكمة الآخر -الأولى-..
ـ آخ .. والله ، وأردفت .. العنوا الشيطان وصلوا عليه ،
واقصد بالتأكيد –وهي زلة الآه مني – وصلوا على النبي .. كما تُقال عادة للمنفعلين والمتعصبين ، ولكن لم يمهلاني حتى أكمل حديثي لأنها كانت قوية وفورية ، لا إن هذه اللفظة غير دقيقة ، بل كانت مفاجأة غير متوقعة .. غير متوقعة بتاتاً ، لذا كانت لها تلك الصدمة ، كما يمكن أن تقال عنها قوية ، ولا يخذلني التعبير .. كمْ كانت لاجسادهما صلابة وقوة متوترة وأنا أبعدهما .. وقد أخذ الجهد مني الكثير، ولا بد إن خَوَراً أصابني .. أو أي أنها قوة انبعثت ونبعت فيهما من جراء ذلك الإنشداد العصبي ، ولكن .. وكنابض يرتد بعيدا حين أحسست بألم متدفق ودم متلون .. صرخت فيهما مبتعدا :
ـ اللعنة عليكما .. مالي وما لكما ..
ورجعتُ متقهقراً إلى حافة الرصيف .. إلى حاجياتي ، وكان يتمايل ـ يبتعد ويقترب ـ ويسير مترجرجا ـ وأنا أشاهد لأول مرة تقاطر قطرات دم من جبيني ، وتهاطل دموعٍ من عينيّ ، مسحتُ على عيني ووجهي كله بكوعي .. ورأيت ويا هول ما رأيت .. كان
يقف على حافة الرصيف -العياذ بالله من اسمه- خيال لشيطان من دخان يتأرجح كالسراب ، يقهقه جهيراً بصوت من حجر ، وكان جالساً ناح حاجياتي .. ولكن كيف أصفه .. لست ادري والله ، كان الشيطان بذاته .. وأنا متأكد من ذلك ، وأنا في كامل الأهلية العقلية وقواها ، وأنا اعترف بذلك بصراحة وأقول جهاراً ، تفلتُ عليه ودفعته بعيدا متمتماً :
ـ أعوذ بالله .. .. و يا الله ..
حملتُ ربطتيّ الخبز وأكياس الخضرة .. والأغراض الأخرى ، بسرعة وحثثت الخطى منسلاً مع لفحة الغبار والحر ، وجلجلة صوت وقهقهات ملونة ، وتهدم حجارة ، وعواء كلاب ، وخوار أبقار تلاحقني بذبذباتها .
وأعطف الشارع ، وقبل أن أكوعه ، ألقيت نظرة للجانب وإلى للوراء ، بل هي نظراتي انسلت مني ، كان ثلاثة يمسكون بخناق بعضهم ، العجوزان والشيطان ثالثهم ، والله .. واقسم بالله .. ها أنا آدم ومني يتقاطر الدم من زند يدي ، ومن أم رأسي - من الوريد ومن الشريان معاً - دمٌ أزرقٌ .. وهو شاهد على ما أقول .


2 ــ أبو العكازة .. { صوفي برو }

وهكذا .. كلما مرت الأيام رأينا ما لا يستوعب ويهضم إلا بسوء ، ولا يصدق إلا بصعوبة .. رغم إن الحوادث في مشاكلها وفي مسبباتها واحدة ، وهي تتشكل من طينة متجانسة تعجن فيها الذات من مصلحة ما .
فحين كنت سائرا في مشواري .. وأنا قادم من الحارة الشمالية التي أسكنها ،أعترضَ طريقي حج حمو بالسؤال .. مستفسراً عن القيل والقال ، وأنا أبادره بالكلام الطيب وأمد له يدي بالتحية والسلام :
ـ ماذا حج حمو .. ما بالك ؟!
قلت مستوضحا عن سبب تجهمه الظاهر على محياه .. والبادي للعيان كعلامة فارقة ، وقد عقد بين حاجبيه ، وقد تحَوَلَت عيناه من لا مركزيتها عن انبهارية عدوانية ، أم أي هَمٍ كان يتلبسه حينها وقد خمنتها لحالته ، وأنا أبادره بطيبة ظاهرة ، مبطنة بإلفة ومودة ، ونحن على فرضٍ حقيقي / أنساب وأقرباء/ جمعتنا النساء بزواج أولادنا وبناتنا ، ليس الآن فقط .. بل من أمد بعيد أيضاً .
ـ ها حج حمو .. أراك تتجنبني فلماذا ..؟ والله لست أدري ما الذي يزعجك خلال هذين اليومين .. ‍؟‍!.
ـ اللعنة .. ولكَ عين أيضا ، والله لا عين في رأسك .. ولا دم في وجهك ، ألا تعرف حدود الا…
ـ ما بالك حج حمو .. لقد خرفت والله ، وأنت لا تعرف إلا الشتيمة والنكد والمعاندة .. هه قل لي ما بالك ..؟ وما هذه البربرة ، دعني افهم منك جملة مفيدة .. والله حكاية .
ـ إني صرت أنبهك للمرة الثانية ، بل الأحرى للمرة الأخيرة .. أن تقول لأبن أخيك أن يكف يده عن أبنتي ، إنه لا يعرف أن يتصرف كآدمي ‍، ما بال عشيرتكم همجية هكذا ، كأنكم نازلون من قمم الجبال ، جهلة وأميين ، ولا تعرفون معنى للحضارة والإنسانية .. العمى على هذه العلقة ..
ـ هيه على رِسلك .. إنك شطحت بعيداً في كلامك الأخرق ، وإني أتعجب لتدخلك فيما لا يعنيك.. ثم ما دخلي أنا ، وما دخلك أنت ، إنهم زوج وزوجة وهما أدرى مني ومنك بما هو لصالحهما ، انهما يربيان بعضهما كي يتعايشا معاً ، ويتغايرا على بعض .. فلماذا نتدخل نحن في هذا .. هيه .. يصطفلان لبعض يا سيدي .. ولكن دعني اقل لك يا سيدي :لقد خَرِفت أخيرا بالتأكيد ، لا بل جننت أيضاً .. وفقدت عقلك وصوابك .. وأنا آسف لك .
وكان حاج حمو يزيّن أصابعه الرفيعة بأكثر من خاتم فضة ذات فصوص عقيق أحمر ، وتفوح منه رائحة عطر او رائحة عرق ، تفوح عن بعد من حوله ، راحة مميزة من انابيق مخضرة مؤشننة ، وبعض حاجات وأعراض أخرى منها معروفة كالتوابل ، ومنها غير معروفة .. والمرصوفة على الرفوف المعروضة للبيع في محله .. وقد تاكسدت بفعل بقاءها الممل بالمحل لأطول فترة ممكنة .
أخذ الحديث بيننا ينحى بالائمة والعتاب حيناً ، وحيناً آخر بالوعيد والتهديد .. والويل والثبور ، تقلصت المسافة بيننا ، فتشابكت ظلالنا وارتسمت على طولنا .. فيما بين الظهيرة والعصرونية التي استأجرتها لحظة الشيطان .
وإذا على ذكر أسمه يأتي ، بل أتى وهو راكب على حصان شموس ، انه يشتم رائحة شواظ وهجر وخبز وعرقٍ مندى ، وصوته يجلجل بقهقهة متراكلة ، وهو يوز بأفعاله النجسة ليتدخل فيما بيننا بالطول والعرض ، لخيال متلون وصوت بالصدى معطر ، آواه .. كم كانت تفوح اللحظة برائحة كريهة معتقة من التطفل كلبلاب مخضر~ مصفر على راية يابسة ، وهواء جليد لسماء مغيمة في ليلة زفافها الآسن ، فتحترق أجنحة الملائكة الزائرة وهي ترفرف حولنا :
ـ الشيطان .. هه الشيطان أنا ..
وكأنه أشعل المغناطيس فينا ، فانجذبنا إلى بعض ، أو كأني تفركشتُ بقدمي وتعثرتُ ، أو أني دفعتُ ( دفشت عمدا وهذا الصحيح ) من يد خفية من ورائي أو من أمامي -وهي يد العمى في عينه- تحاملت على نفسي ، فأسندت ترنحي على حجي حمو كيلا أقع .
ـ اللعنة على الشيطان .. أي لحظة هذه بالله ..
وإذا بالملعون صاحب الطوق المشهور يفعل فعلته المعهودة ، والذي عصى أمر الله [ جل جلاله] حين قال له : بل أمره بالسجود لآدم .. أبى واستكبر بمكابرة مقيتة .. وليعاند ويخرج عن طاعة الله الواحد الأحد .. والحق والعدالة عن أحفاده { أحفاد آدم ْ} من بعد ، وليطل على التاريخ والى أبد الآبدين ، نكتة شوكة السنين .
وتأرجحت الأرض تحت أقدامي ومادت ، أنا / الصوفي / أرى الشيطان أمامي واسكت له .. أنا المتصوف والمريد .. والذي تاب واستغفر على يد شيخ الطريقة النقشبندية ، في قرية خزنة واستكملتها في أمكنة أخرى وبمناسبات عدة .. أُضرب بالسيخ والدبابيس وأجمر بالنار وأسكت له الآن وهو أمامي .. وحولي .. والله حكاية وأين صارت .. ؟! .. فما كان مني إلا إني ناولته بعكازي على أم رأسه وأنا ألهج بذكر أسم الله .. الله اكبر .. الله الوكيل ، وجرى دم أزرق ~ مخضر منه وتلون الهواء.. وهذا دليلي دم أزرق على ثوبي الأبيض ورأس عكازي .. والله شاهد على ما أقول.. تعالوا شاهدوا .
وعلى هذا لن أتعجب كثيرا من تواجده ، إذ كان اثنان فهو ثالثهم ولا شك ، فمن أين ينبثق وكيف يتواجد ، وبأي بوصلة يهتدي ، وبأي رائحة يسير ..؟! الحق انه يأتي على رائحة ابن آدم ، ولأنه ملعون ومكروه .. فاللعنة عليه .. وباللعنة يأتي على ذكر اسمه حين ينادى ، لان بعد اللعن اسمه . وكان يدعو لنفسه : صلوا عليّ – والعياذ بالله.
وهكذا .. أخيراً رايته يهرول مبتعداً ويقع على رصيف الشارع ، ومن ثم يذوب كفص ملح أو سكر في ماء عكر ، وذاب وغاب في فراغ الهيولى من مكان ما أتى منه ، وأنا والحجي حمو نتعاتب عن ود ، نترافق برفق وغيظ معاً ، وأنا أقهقه رغما عني .


3 - أبو خنجر .. { حجي حـمو }

لم يكن ما يعكر مشواري إلا سيري بتثاقل ممض في تلك العصرونية الهابطة الظل ، والهواء مخنوق من عرقوبه ، ولم يك إلا من بعض مزاج ممل يترافق ظلي ، لست أعرف –والله- أنمق في الكلام ، ولا كيف أرصفه واصف به حالاتي ، وما تريده مني كتحقيق أولاً ، ولمعرفة ما حدث بيننا ثانياً ، المهم .. تريدني أن أقول عن ما جرى هناك ، حسناً ، سأجمع ما تشتته ذكرياتي المخرمة منذ أمد ، لقد عييت وبت احتار في اختيار الكلمات والقول ، ومن ثم المداورة في الحديث .. أولا لقول الحقيقة، وثانيا في عدم الإساءة إليّ من فلتات لساني وما أريد أن أخفيه .. حتى لا أُدين نفسي من خلالها ، لان بها تظهر خفايا النفس والنيات المبيتة .
ولكن الأصوات .. آه من الأصوات ، وز و أز .. قهقه ونشيج بكاءٍ كانت تملأني أذناي ، كانتا صاخبة قبل أن تكون مكتومة ، فهل هذه بداية الثقل في السمع {طرش} ، ثفلٌ ونجشُ المضارع ، لقد كنت أقول .. كان بعض مزاج ممض – ممل يتلبسني ، وكنت قادماً من زيارة عابرة لبيت ابنتي ساكيا ، والتي زوجتها منذ أمد ليس ببعيد ، لقد قالت لي : حين سؤالي عن معاملة بيت حموها لها ، شيئًا حسناً .. وبعد الاستفسار الملحاح .. تشكتْ لي من المجافة والمعاملة السيئة التي يعاملونها بها ، وينهرونها لأتفه الأسباب - هكذا ادعت - وحدثتني عن بعض من مسباتٍ ، وكلام لا يليق سماعه عن كل عمل تقوم به ، انزعجتُ لذلك ، إن ساكيا لم تشتكِ من شئ معين ، ولم تشير إلى حالة محددة أو حادثة بعينها .. وهي للحقيقة كتومة بعض الشيء ، ولكن أيمكن لها أن تخفي عني ، وتتستر عن ما يحدث لها إلى الأبد ؟ ، وهكذا كان هذا الهاجس مسيطرا عليّ ، وبات يشاغلُ تفكيري .. ويشلها أيضاً ، أضرب أخماساً بأسداس ، وقد أخذ الحنق والغضب مني مأخذاً متلوناً ، حتى بت أنكر وجودي ، وبت لا أعرف أذاهب أنا أم راجع ، وأي طريق أنا سالك .. ولا إلى أين ..؟ وأنا أردد : أمعقول هذا .. حتى يستوطوا حيطي هكذا ..؟!
المهم ..[ أني أتيكم بالقول .. وقد أُوجع لكم رأسكم به ] ، ولأني لا أعرف كيف أقول عن ما بداخلي وعن ما حدث ، وأصف ذلك بمنطقية وعقلانية لبقة ، بالمختصر .. وإذا –ب- هو نسيت أسمه – أيوه الصوفي برو والد زوج ابنتي ساكيا في وجهي ، وكما يقال :- الله جابه .. أدور عليه في السماء وهاهو أمامي على الأرض – لأفاتحه بما يجول في بالي وتهجس بها ذاتي ، وأزيل الهم الذي يربض كابوسا على صدري ، وحين فاتحته وكنت أرجو أن يُهدأ من روعي ، ويأتيني بالحُسنة , ويطيب لي خاطري , ويحترم سني ، ويحفظ كرامة ابنتي ، ومن ثم أهلها وعشيرتها ، ولو بكلمة .. أو بكذبة كقوله : { بأنه سيتابع الأمر ويسويه .. ولا داعي لقلقي }.. هكذا فقط ، وكنت ساغفر له واقلبها صفحة جديدة ، وإلا كيف يكون اللوم والعتاب إن لم يُحترم الآخر فيه ، ويرمم فيه أعمدته الزجاجية في شفاف الذات الحساسة ، ويلبي طلبي وان لم يكن كله .. وعلى علاته ، فعلى الأقل محاولةً .. وما يمكن أن يُنجز لا يهم ، بقدر ماهية النيّة الصادقة ، وأنا في الحقيقة لم أطلب أكثر ، بل جلّ ما طمحت إليه ، كان متابعة الأمر ، وحتى لا يشتط أكثر ، ويتطور نحو الأسوء ويستفحل الداء .. بهذا كان عتابي للاحتياط وتجنب ما لا تحمد عقباه ، ولما سألته / نسيت اسمه – هو كان أسمه صوفي ايش / وأحببت منه إجابة تنعشني وترضي غروري ، ولاني لم أكن أتوقع مشاجرة ، أو مجادلة بين شد وجذب في ذلك الشارع ، بكل تأكيد في ذلك التوقيت بالذات ، لأني لم أتهيئ لذلك ، ولم أخذ الأمر مَحْمل الجد كما في الأيام الخوالي التي كنت فيها متوتراً على الدوام وحذراً جداً ، متهيئاً لأتفه الأسباب إلى أقصاها .
فقط لأرفه عن قلقي وما يشغل تفكيري لكلمة طيبة الأثر ، وتقديراً لسني ومكانتي ، وأنا الحاج إلى بيت الله الحرام ، والقارئ للقران والحديث الشريف ، والحافظ لكل السيرة النبوية الجليلة ، لست أعرف كيف نما إليّ في المدة الأخيرة بإني جليل القدر والقيمة ، ومهاب الجانب ، لا اعتقدها تهيأت ، لان لكل واحد منا بوصلة في ذاته تشير إلى ملكاته ، رغم إنها قد تضخم في ذاتية المرء أحيانا بمس من جنون العظمة ، وقد يكون مرد هذا إلى الطيبة والعقلانية التي امتلكها ، والتي بها أتصور كل الناس طيبين وودودين– محبين .
واستناداً إلى ما لأبنائي وأبناء جلدتي /عشيرتي/ التي لي معها اتفاق ضمني باني صرت في الآونة الأخيرة شيخا للعائلة وأصبحت عمدةً لها ، تقديرا لكبر سني وتجاربي في الحياة ، بمعنى أن أفكر لصالحهم ، وأدفع عنهم ما يؤذيهم ، ويسئ إليهم شخصياً وأراعي مصالحهم وأحفظ كرامتهم ، بعد اختبار ناجح في حل عدة مشاكل سابقة وتسوية بعض أزمات عائلية طارئة .
وإذا بي أساله وجها لوجه .. نسيتُ اسمه/ هو كان اسمه ايش / صوفي برو – لأول وهلة تعجب من طرحي ، ومن تدخلي السافر كما أفصح فيما بعد ، وطلع لي بالعالي .. وأنا استجمع الكلمات منه بصعوبة ، والوز والأز يزدادا حنيناً في أذناي .
أخذت الأمر في بادئه على أنه مزحة وتنكيت لا غير ، وتمادى اكثر .. فصار ينعتني بالخرف والمهاترة ، بالعيّ والخَوَث ، وبأني لا أفقه شيئاً ، وكلاماً من هذا القبيل ، ولا أعرف أن أدوزن جملة مفيدة وصحيحة ، وبات بحديثه يقلد حركات فمي بكلام أعوج ، ووصفني بالحشري .. وكذلك بالجنون ، أنا يا جماعة الخير : مجنون .. أيرضيكم أن اُنعت هكذا ..أنا حاج محمد باكيري بجلالة قدري وعلمي ، وفي آخر أيامي التي أريدها محطة جليلة لمشواري الأخير ، اللعنة على العجز وتقادم السن .. وهذه الشيبة ، فيما مضى من الأيام أكان أحد ما يجرؤ على قول ذلك لي ، هكذا صراحة عينك عينك في وجهي ؟، والله ..وهذا قَسم ، والذي كان فمه مليئاً بها لو كانت ملئ بالدبابيس والأشواك والعيدان محلاة بالدم .. كان سيبلعها على سكوت ، وكان سيفكر ألف مَرة ، ويضرب أخماساً بأسداس قبل لفظها مُرة ..إلا وكنت ناولته صفعتين ليعِي ما يقوله ، قبل أن أصرعه وأسيح دمه نقطة نقطة أو أسيحه على الخالص ، والذي يصير يصير إلى أقصى مداه ، ولم أكن أبالي على أي درجة ومهما كان نوعه .. ولكن هيهات والذي مضى مضى ونحن في الآتي .
وعلى هذا .. لم أكن استحمل ذلك الآن أيضاً ، ولكن ليس بتلك الدرجة ، وقبلتُ الأمر على مضض لأرى نهايته ، وبت أهدئه وأخفف من غِلوائه ، وأذكره بالمشكلة .. بالحسنة والترجي حيناً ، والترهيب حيناً آخر، وحتى أعدل الأمر في ذاتي ولا أفقد احترامي واتزاني لذاتي وما فيها من قيم ومرتكزات لتتجانس مع الحالة الطارئة والمستجدة ، والتي يريد بها – الذي اسمه ايش – نعم صوفي برو ، أن يمرغها ، وأنا أهونُ وقع الأمر بما فيه على نفسي .. وهو يقول على مسمعي :
ـ ما بالك حج حمو هار.. لقد خرفت من كل بد وجننت والله ،
وقال حج حمو هار وخورفي ودين بويه.. أنا ـ والعياذ بالله من كلمة أنا ـ يقال لي ذلك ، لن أقبلها على نفسي ، ارتسمتْ أمام عيني آلاف آلاف الأكف تصفق ، وطيور غربان تطير وتصفق بأجنحتها في وجهي .. وكان رذاذ من لعاب يطرش عليّ .. فقلت : اللعنة على الشيطان .. وساعته !! ، وصوت يقول : صلوا عليه.. والعنوا الشيطان .. صلوا على النبي ..؟!
قهقهة ـ بكاء ـ صياح متلون بالأبيض والأسود مزق السكون ، كارتطام تساقط كتلة ثلجية من علٍ ، وتفلطحها حولي ، وانسكاب ماء عكر ووسخ ، وآلاف الأعين تبحلق بعناد عما يجري ؟!، نبعتْ العيون من الأرض ومن الجدران ومن أغصان الأشجار ، من الحجارة .. من الأوساخ والبقايا ، عيون تبحلق مع آذان كبيرة .. تبحلق بي عن ما يمكنني فعله ؟ وأيادٍ – أيادٍ كثيرة تمتد بأصابع شوكية الأظافر كالمذراة ومجسات أخطبوطية ، آواه .. لم أكن أعرف .. آواه .. كم هي الأصوات متلونة .
وهكذا رأيت الدنيا تهتز من حولي وتتأرجح بالطول والعرض ، تتعرج وتتموج ، كأن يدا تمرجحنا معاً ، وإذا بأيش أسمه / صوفي برو / يُدفع عليّ ليمد يده إليّ ، ويدفعني عن طريقه لمشاجرة محتملة .. وأنا الذي كنت أعتقد بأنه يريد أن يتمسك بي كيلا يقع .. وللحقيقة هو أشب مني .. ولكنني أرْجل منه ، لا أهابه ولا ألف واحدٍ مثله ، فما كان مني إلا وصفعته ، و لما شرع عكازه عالياً علي ّ، سحبتُ الخنجر من غمده الكالاني من جنبي تحسباً لتطاولات محتملة ، ولكن الأصوات .. آه من الأصوات .. صخب وضجيج .. قهقه ضحكات ونشيج بكاء كانت تملأن أذناي ، كانت صاخبة قبل أن تكون مكتومة ، وهكذا أحسست بسخرية مرة .. وبان هناك من يهزأ مني ، بل وبنا حتى التهلكة ، ويقودني من أذني المليئة بالضجيج إلى مياه لزجة أو متجمدة لأسبح فيها عارياً ضد التيار ، وهكذا فما كان مني إلا أن مددت يدي – كما أسلفت- إلى خنجري ونضدته من غمده وناولته .. وإذا بي أطعن الهواء في عدة أمكنة ، وأدمي فيه الصمت بالشتم والسباب وصوته يئز ويفيح .. ويبرق على الأفق ، بقهقهة اصخب :
ـ صلوا عليه ، والعنوا الشيطان .. ها هها .

* * *
من هذا وذلك .. أقول وأكتفي هنا بهذا ، دون أن أُضخم في ما جرى ولتبق بعض فصولها غامضة ، لا أحب هنا أن أطيل أكثر .. وليس لديّ الرغبة الآن في قول المزيد عن ما حدث وصار ، إني أتكابر عن ذلك من ناحية ، ومن ناحية أخرى لم تعد تسعفني الذاكرة بأكثر ، فقط أقول أنا أيضاً اللعنة على الشيطان وساعته ، لقد كانت لحظة الشيطان بكل حيثياتها دون أن أُخطئ ، مع أني لا أعرف كيف جرت الأمور إلى نهايتها ، ولأني لا أستطيع ضبط سير الأمور ووقائعها مع حوادثها .. بل أعيدُ القول بلسان طويل .. وبصراحة :
ـ كانت لحظة الشيطان .. وهاهي النهاية .


4 ــ شاهد على ما لم يشهد .. { صـيليبوس }

بادئ ذي بدء .. سأعرّف عن نفسي حتى لا أحاسب عن كلماتي وآرائي ، أنا معروف هنا للكل كمجنون للحارة ولي أسماء متعددة .. فكما هو مدون عندك صيليبيوس ، لي ألقاب أخرى ينادوني بها أهل الحارة منها : ناتيش وهي مشتقة من الطيش وجاندال من الجان .. وهاهوورا الذي يأتي في الملمات نجدة .. وأخرى كثيرات قد لا تسعفني بها الذاكرة الآن ، ينادي علىّ الأولاد بها .. والله .. يا لهم كيف يخترعون الأسماء بسهولة ويتداولونها ، عجيب طبع الأطفال .
.. أتسمعني يا سيدي .. في الحقيقة والواقع أنا لم أرَ شيئاً ، وان ما تقولونه هنا عن ما جرى سمعته الآن فقط ، وأنا لا أعرف الأمور لا من نتائجها ولا من حيثياتها ، أنا لا علاقة لي بالأمر ، رغم أني مررت من هناك كطيف ، أو يمكن : أني لم أمر ، وهذا الاحتمال وارد بنسبة الصح إلى الغلط بنفس تلك الدرجة .. لأني لا أعرف ثواني تصرفاتي بالدقة إياها ، وبتلك الجدية ، ولكن أعرفهم هؤلاء البشر ، شكاكين على الدوام ، ويريدون على الدوام من يتواجد ليعلقوا على شماعته أهواؤهم ، ويداروا قذارة لباسهم ، أنا جاهز على طول الخط للقيل والقال وعلى كل شفة ولسان .. من فعل هذا ؟ ليس غير صيليبيوس .. نعم .. نعم .
ـ وأضيف متعجباً .. أكتب هذا بالخط العريض .. سحقاً .. انهم هكذا يرمون كل شيء على شماعة جاهزة ، وانهم يفعلون ما يحلو لهم ويرمونها عليّ خاصة ، فقط لأني أركب العصاية .. وعباءتي وسيعة ولا أحد لي ليدفع التهمة عني .. ويناصرني ، ولاني مجنون ومهستر فبمجرد مروري يثار الغبار .. إن غباري لا علاقة له بما يقال ، الغبار مثار من قبل ، وأن أي ريح هائجة وهي تتبعني تثير الغبار ، والخلاف واللاتفاهم .
وها أنت أيضاً تتهمني في ما ليس لي يد فيه ، بدليل ورد أسمي في التحقيق والمداورة ، وقد شحطتموني إلى هنا ، لماذا هه .. قال لأجل معرفة الحقيقة .. حقيقة .. أتطلب مني الحقيقة ، وما أدراني بالحقيقة ، أني مثلكم .. لا أعرف شيئاً ، ولم أر شيئاً ، ولم اسمع شيئاً أيضا غير ما سمعت الآن .. هنا ..
صحيح أني مجنون الحارة ، رث الثياب ومزري الهيئة ، لكني أعقل الجميع هنا ، فأنا هادئ الطبع .. بارد الأعصاب ، ولا اتنرفز لأتفه الأسباب ، وهذا لا يحتاج لبرهان بيّن ، ولا لسطوة معلم .. لأنه لا مصلحة لي بالحرف الواحد .
نعم .. نعم يا سيدي .. لقد شطح بي الكلام ، وهذا لأنهما جرجراني إلى هنا في التحقيق معهما ، ولاني لست من هواة الجرجرة إلى المخافر والسين والجيم ، ، فعذرأ .. بل ساكون في صلب الموضوع كما تطلب ، ولن أطيل اكثر ، أني مكتفي بعالمي الذي حدده ربي لي ، ومساحته ..
المهم .. يمكن كنتُ هناك ويمكن لا .. المهم كانا اثنان يمسكان بخناق بعضهما ، أو يمكن لا ، لحديث .. لشجون ولما لا أعرف ، وأنا ما دخلي في الموضوع .. يصطفلان مع بعضهما بعضا ، وأنا ما لي .. هذه إفادتي .. والذي أعرفه .. أقوله دون تردد .
ولكن يا سيدي .. إذا سمحت لي .. لي رأي فيما نحن فيه ، لاأعيد القول لمرة ثانية لان خيوطي مفككة ومهترأة أيضا : هم هكذا دوماً في ساعات طيشهم ، يعلقون أخطاءهم على الآخرين ، ولا يقفون لبعض الثواني ويراجعوا أنفسهم ، ويتعظون من النفس الأمارة بالسوء .. نعم أني أعيد القول ..لأقول بانه لا دخل لي .. وعليه فهل تسمح لي بالذهاب أخيراً .. فلديّ أعمال كثيرة ، والأطفال والصبايا قد ملّوا أوبتي ، واستعوقوني بكل تأكيد .


قصة بقلم : جـِوانىِ عَـبْدال



#جواني_عبدال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواني عبدال - اسنئجار لحظة الشيطان