أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مقبول للموت مرفوض للحياة














المزيد.....

مقبول للموت مرفوض للحياة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب أن نعترف للبعض بأن لديه موهبة تحويل الحياة إلي جحيم. مواهب من نوع خاص تبذل أقصى جهدها في إغراق أي أمل صغير. أتحدث عن القرار الأخير لمجلس القضاء الأعلى وقف تعيين مئة وثمانية وثلاثين عضو نيابة عامة بسبب أن آباء المتقدمين غير حاصلين على مؤهلات عليا، أي أن آباءهم من العمال والفلاحين. هذا ماجرى بالضبط أيام حسني مبارك عام 2003 حين تقدم شاب اسمه عبد الحميد شتا للالتحاق بالسلك الدبلوماسي واجتاز كل الاختبارات بامتياز، ثم فوجئ بأنهم رفضوه بدعوى أنه"غير لائق اجتماعيا" أي أن والده فلاح بسيط ! لم يحتمل الشاب الإهانة وانتحر بإلقاء نفسه في النيل. وقبل الحديث عن المغزى السياسي لقرار مجلس القضاء فإن القرار يعكس أولا قبل كل شيء نظرة احتقار عميقة للشعب المصري لم يتنطع بها من قبل إلا الشراكسة والأتراك والانجليز وكل الأجلاف الوافدين لغزو مصر الذين شكلوا شريحة عليا تأكل وتشرب وتتبغدد من عرق الفلاحين والعمال ثم تتهمهم بعدم الكفاءة لأي منصب أو دور. الآن لدينا في مصر أكثر من خمسين مليون فلاح ونحو عشرين مليون عامل بفضلهم تحيا مصر. وإذا كان البعض لايصلح للتعيين في النيابة لأن والده فلاح أو عامل، فلا بأس من التذكير بأن والد طه حسين، ووالد رفاعة الطهطاوي، كانا من الفلاحين المعدمين، أما عباس العقاد بجلالة قدره فلم يكن حاصلا إلا على الابتدائية! وعندما أراد جمال عبد الناصر الالتحاق بالجيش رفضته الكلية العسكرية لأن والده موظف بريد بسيط، ولولا أن عمه خليل لجأ إلي اللواء إبراهيم خيري سكرتير المدرسة الحربية ما التحق ناصر بالكلية عام 1937. هي نظرة الاحتقار القديمة ذاتها التي ترى أبناء الشعب غير جديرين بالتعلم والمناصب القيادية. وكان المشير أحمد اسماعيل أحد أبطال حرب أكتوبر العظام أحد الذين فشلوا في دخول الكلية العسكرية عهد الملك فاروق، وظل هكذا حتى صدر قرار مصطفى النحاس بفتح أبواب الكليات العسكرية لأبناء الطبقة الوسطى عام1936. القصة ذاتها تنطبق على المشير الجمسي الذي قالت عنه جولدا مائير" إنه الجنرال النحيف المخيف". ولم يكن من بين كل أولئك سواء من العسكريين أو من أعمدة الثقافة من حصل والداه على مؤهلات عليا!! وكلهم من أبناء الفقراء. إن قرار مجلس القضاء يخالف مواد الدستور الذي ينص على عدم التمييز، والأهم إنه يشكل صفعة لكرامة الوطن والمثقفين الذين خرجوا من القرى أبناء المعدمين ممن أفنوا أعمارهم في إطعام مصر ولم تتح لهم إمكانية الحصول على شهادات والتردد على النوادي الرياضية. والمجلس – وأمثاله – ممن يرفض تعيين الشباب لعدم حصول آبائهم على شهادات يغض النظر- عند اندلاع المعارك والحروب - عن تلك الشروط ! ويسعد لأن أبناء الفلاحين في الصفوف الأولى، وأنهم يواجهون الموت ويفتدون الوطن! حينئذ لا تصبح المؤهلات شرطا للقبول! هذه كانت نظرة الأتراك والغزاة وغيرهم من الأنطاع العابرين إلي هذاالشعب العظيم وإلي أبنائه من المبدعين والثائرين والعلماء والأدباء. لم تنجح الدماء التي سالت في تغيير نظرة الأنطاع إلي الوطن ولا فك قبضاتهم عن ثروته. مازال الوطن عندهم مقبولا للموت مرفوضا للحياة.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجم السينمائي بين الوعي والجهل
- أشياء لا تشترى
- ماذا يبقى عندما يسقط الهرم؟
- الشعب جاهز .. الحكومة جاهزة ؟
- أوباما يسطو على شابلن
- هذا القومي لحقوق الإنسان المصري
- حظر الأحاديث السياسية في المدارس المصرية
- نجيب محفوظ داخل الأدب وخارجه
- محمد ناجي .. الإبداع والألم
- الحقيقة حين تكذب في مهرجان للمسرح
- مستقبل - على الريحة - !
- ضمائر على الضفة الأخرى
- العالم يسمعنا الآن ..
- حماس .. أم فلسطين ؟!
- إفطار رمضاني في معبد
- بالميرو - قصة قصيرة
- أدباء من معسكر القتلة .. على سالم ونصار عبد الله
- وحشة - قصة قصيرة
- التحرش بالنساء في مصر
- مهام صعبة أمام السيسي والمعارضة


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - مقبول للموت مرفوض للحياة