أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - ما رواء الحكي في المجموعة القصصية-وصمة زعفران- للكاتب المغربي زهير الخراز














المزيد.....

ما رواء الحكي في المجموعة القصصية-وصمة زعفران- للكاتب المغربي زهير الخراز


نجية جنة

الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 19:58
المحور: الادب والفن
    



" وصمة زعفران" مجموعة قصصية للكاتب المغربي زهير الخراز ، صدرت سنة 2012 عن منشورات مؤسسة منتدى أصيلة ، تتضمن عشر قصص من القص القصير ، تشد القارئ شدا حتى النهاية بأسلوبها المشوق ولغتها الفصيحة السلسة، تنساب كانسياب الحلم الجميل ليصفعه في النهاية بكابوس الواقع ، يتركز السرد على انسجام الموضوع رغم ما يتضمنه من مفارقات ساخرة ، وترميز مبطن يجعل المتلقي يمعن في تأمل الحكي ويبحث عما وراءه.
حيث " وصمة زعفران" ص 7 يتواتر السرد مزدوجا مع الوصف المفصل الذكي ليأخذنا القاص إلى عالمه البئيس حيث المعاناة مع البطالة ، رغم حصوله على الإجازة ، ثم يصف لحظة مقابلة قريبه ، الذي أصبح يتبوأ مرتبة اجتماعية وازنة، حيث سيقابله بالجفاء والجحود ، فيعود أدراجه إلى ذكريات الطفولة حيث كان يلقبه "حبيبو" فتبدو المفارقة صارخة والحكي موجع ، " في الشارع عملت جاهدا على استجماع فسيفساء ملامح حبيبو، لكن بدون جدوى، استنجدت بحاسة شمي الشامخة بأنفها أبدا، لكن نسيمات عطر الليمون الضائعة في فضاء جسدي الخائب كانت قد تحولت إلى عرق بارد بنكهة عجيبة ، جراء مواقف غريبة ومبهمة"

"الأبيض" ص 21 تسرد قصة رجل عجوز ، يستعمل الوصف المفرط في الدقة ، فيجعلنا وكأننا نشاهد لوحة سينمائية ، سنتقرب من الرجل وسنحب طريقة لباسه ومشيته ، بل سنتعاطف مع مرضه الأليم وهو يضع يديه على الحزام ليشد الفتق ، هو أب موسمي كما يلقبه ، تجاوز الثمانين من عمره ، يقوم بزيارة ابنه العاق الذي يقطن مدينة من المدن الكبيرة التي تنسي بهمومها ومشاكلها ما كابده الآباء في تربية الأبناء ليصدموا في النهاية بجفائهم وانصهارهم في حياتهم الخاصة دون مراعاة شيخوخة الآباء وعوزهم وعواطفهم ،لقد تأثر بحديد وإسمنت المدينة الكبيرة ، فتحولت مشاعره نحو أبيه الهرم إلى جفاء ونكران ، وينتقل في وصفه إلى مدينة الشيخ الأصلية فتظهر المفارقة كبيرة وقوية ، هناك حيث يمتلك بيتا بفناء عريض تظلله شجرة التين ، لم يغره مال كجيرانه الذين باعوا بيوتاتهم للأجانب ورحلوا خارج أسوار المدينة العتيقة طلبا للثراء ، سيتعايش مع الأجانب في ود وسلام ، ولكن لسوء حظه وفي تلك المدينة التي جاء إليها بحثا عن صلة الرحم سيتهم بالإرهاب وبمحاولة الانتحار وسط حشود السياح وهو يشد على حزامه، فيقبض عليه بتهمة أنه زعيم روحي لتنظيم إرهابي سري جديد لم يعلن على اسمه بعد. في ص 28 " يحييهم كعادته فيردون بالمثل..أظن الألم اللعين عاوده ثانية.. فها هو يدس يديه داخل فتحتي جلبابه .. يشد الحزام....أما آن لهذا الفتق اللعين أن ينخنق؟؟ أو ترون ما أرى؟ ...إنهم يفرون من حوله مذعورين....إنه يدور حول نفسه ..يتساءل عما يحدث حوله ...إنه يتهاوى على الأرض ....
خبر عاجل:" تمكن رجال الأمن بمدينة القلعة الصفراء من إحباط محاولة انتحاري كان سينفذها عجوز في الثمانينيات من عمره ، وسط حشود من السياح الأجانب ، وذلك بواسطة حزام ناسف " لقد نسف الأستاذ الخراز بهذه الفقرة الادعاءات المخزنية والهلوسات الصحافية.

في قصة " رجل جدتي " ص 33 سيسرد حكاية لطيفة طريفة تصور علاقة الطفل بجدته ، وذكريات الطفولة الجميلة رغم آلام الخوف ورعب اللحظات التي اقتنصتها الذكرى ، ينطلق القاص من وصف دقيق للمكان والزمان وكأننا أمام لوحة فوتوغرافية متحركة ، الدروب والأزقة ، الليل وهدير البحر والمرأة التي يهابها ولكنه يرافقها رغما عنه لأن ذلك من أوامر الجدة التي تعتمد عليه وتعتبره رجلها متى أنجز أوامرها على أحسن وجه ، ولكنه حينما يخيب تنعته بالطفل الغير النافع ، فعلاقة الطفل بالجدة علاقة مبنية على المصلحة بالدرجة الأولى ، ولكن الكاتب يرى أنها كانت مصلحة متبادلة ، ولكنه سيتمرد في النهاية على أوامر جدته التي أثقلته ، ولكن بطعم المرارة يعترف أنه أصبح يلقب بالرجل الغير النافع .

في قصة " اللص الظريف ص 41 بأسلوب طريف وبحبكة مختلفة حيث سيبدأ القصة من نهايتها ، حيث سيخيب أمل الخطيب لأن اللص الظريف سيكشف للخطيبة أنها أساءت الاختيار ،نلاحظ أنها قصة بسيطة ولكنها تلامس ظواهر اجتماعية متواجدة في واقعنا .

قصة " النقار" ص 49 بمضمونها العميق يحاول القاص إبراز جدلية الحياة والموت ، القوى والضعف ، الخير والشر ، فحفار القبور في موازاة مع النقار ينظف الأرض من الجثث ، والنقار ينظف الطبيعة من الحشرات والديدان والقوارض ، والمفارقة القوية هي عدم قدرة الحفار القضاء عليه .

في "أجمل غريقة" ص 61 يصف رغبات الصيادين وأمنياتهم ، التي تصطدم بالواقع المرير، حيث يرمي البحر بالنفايات وبالجثث، من خلال القصة يناقش مشكلات التلوث ومشكلة الهجرة والفقر .

أيضا ، تحمل قصة "طفلتي والقمر" ص 69 إشارات واضحة حول استياء المجتمعات في مجموع دول العالم حول تبدير المال العام و الجري وراء تفاهات لا طائل منها ولا منفعة ، كما في قصة "إضراب عن الطعام" التي ينتقد من خلالها الدعاية الإشهارية التي تستغل عوز والفقر والبطالة ، وتروج لمواد غذائية منتهية الصلاحية ، دون مراعاة سلامة وصحة المواطن .

لقد حاول الاستاذ زهير الخزار ملامسة مجموعة من الظواهر الإجتماعية ، ومعالجتها بطريقته الساخرة ، ولكن بأسلوب هادئ رصين ، يعتمد بالأساس على الصورة والوصف الدقيقين ، فجاءت الشخصيات والمشاهد واقعية جدا .



#نجية_جنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنفاس ليلي
- دثريني أمي
- الحلم العربي في رواية - الحلم لي- للروائية المغربية حليمة زي ...
- -نماذج من الشعر الرومانسي- في كتاب -شعراء فرنسيون من القرن ا ...
- قراءة في ديوان -أنزف مرتين- للأستاذة نجية جنة بقلم الأستاذ ع ...
- تأملات في تراجيديا الواقع في-خرير الوهم-للقاص والروائي العرا ...
- عيون باسمة رغما عنها
- ديوان - أنزف مرتين- للشاعرة المغربية نجية جنة
- لا عهد لك
- الحوارية الدرامية في - امرأة تخشى الحب - للروائي المغربي مصط ...
- ها العيد حل
- عندما تكتب أنثى ..((نزيف الحروف )). قراءة في ديوان جنة نجية- ...
- كان اي
- الوحدة العضوية وانسجام الموضوع في ديوان - ولادة - للشاعر الم ...
- التقابل الدرامي في المجموعة القصصية - لسمر حجازي-
- السخرية اللاذعة والأسلوب الملغز في - ويك ...مد النظر- للقاصة ...
- -الأسلوب الساخر في رصد سلوكات الواقع- في -رؤية معكوسة - للأس ...
- علاقة المرأة والرجل في - رقص المرايا- لنعيمة القضيوي الإدريس ...
- حتى لا يطول الانتظار
- خيوط الحكاية


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - ما رواء الحكي في المجموعة القصصية-وصمة زعفران- للكاتب المغربي زهير الخراز