|
الارهاب الفكري والفساد في الجمعية الوطنية
سلام ابراهيم عطوف كبة
الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 08:08
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قطع العراقيون المسافات الطويلة بحثا عن مراكز الاقتراع ومرغوا سباباتهم في الحبر الازرق ولم يعرفوا انهم يزرعون العقول المتحجرة والفاسدة والعصابات المتشيعة في الجمعية الوطنية ولجنة كتابة الدستور همها كبح الديمقراطية السياسية ونسف ميدان الحرية التي باتت تضيق يوما بعد آخر . لقد تحولت الجمعية الوطنية العراقية إلى جعجعة يومية على شاشات التلفزة وفي الصحف، وفي المجالس واللقاءات ، ومنبر ميكافيلي يستوعب آخر الممثلين من الوجوه القديمة الجديدة من التجار وفرسان الفساد والولاءات اللاوطنية يتنافسون على هذا الوطن، لا في خدمة الوطن ... وليجري الاحياء المركب لعصارة جوهر المجالس النيابية في العهدين البائدين ، الملكي والمجلس الوطني في العهد الصدامي . • الفساد في الجمعية الوطنية تتجلى خيانة الشعب العراقي باسطع صورها في اساءة استخدام نواب الشعب حصاناتهم البرلمانية وسلطاتهم العامة لحساب المصالح الشخصية للافراد والجماعات المختلفة اي بالفساد البرلماني ... نشاط تتقنه المخلوقات الطفيلية من خارج الجمعية الوطنية والذي يعود بالفائدة على اعضاء الجمعية لأغوائهم والسماح لهذه المخلوقات بالتهرب من تطبيق القوانين والسياسات العامة واجراء التعديلات فيها لمصلحتهم الخاصة .... وفساد يمارسه اعضاء الجمعية للحصول على مكاسب باستخدام مواقعهم عبر الطلب او القبول بالمنافع مقابل تقديم الخدمات المباشرة واستحداث والغاء القوانين وتطبيق سياسات تحقق المكاسب السريعة والمباشرة لهم ! ... ونشاط يحول المفوضية العامة البرلمانية الى هيئة صورية واضحوكة بدل ان تكون مطلقة الصلاحية ومستقلة بالنسبة لسوء الادارة والاداء والفساد. وقد تنوعت اصناف المرتشين من اعضاء الجمعية الوطنية العراقية ليصيب الغلاء الرشوة قبل ان يصيب الاسعار ، وتعددت المفاتيح – المناصب السرية عير المدونة داخل الجمعية او الوسطاء لكبار المرتشين الذين لا تسمح هيبتهم النيابية بالقبض مباشرة من الراشي ... مرتشون صغار وكبار كآيات الله ... صغار يقلصون بالرشاوي الفارق بين رواتبهم ومتطلبات معيشتهم المتنامية الجشعة ، وكبار من اصحاب المصالح يقلصون بها الفارق بينهم وبين من سبقوهم على طريق الرشوة اي الفارق في النمط الاستهلاكي الترفي عبر الاتاوات الحرام على عباد الله وحبك العلاقات مع اصحاب الجاه وصناع القرار . المسؤولون في الجمعية الوطنية يسرقون الأموال ويسلبون بطرق شتى: الرشوة وسرقة الموارد مثل النفط وتهريبه وعقد الصفقات الغريبة بمبالغ خيالية لمواد مستهلكة، السوق السوداء ، الأعلان عن أنجاز مشاريع كبيرة لأبناء العراق لنكتشف بعدها أنها كانت وهمية ذهبت أموالها أدراج الرياح!!... الوزراء العراقيون يتبادلون الاتهامات بالأختلاسات ويسبحون بحمده تعالى ويدعون الجميع للاقتداء بهم باعتبارهم الصفوة وثمرة الاستحقاقات الانتخابية ، ويطالبون المرجعيات الدينية بالفتوى لفرض آيديولوجياتهم الدينية والقومية ومباركتهم اي المزيد من تعميم الفساد .! ... المزيد من الارهاب .. فالفساد هو الوجه الآخر للإرهاب من تفجير وقتل وخطف ، لأنه ينهش إقتصاد البلد ويدمر البنية التحتية ويفسد الحياة الإجتماعية ويستغل الإنسان ويخرب حياته . فساد وافساد على مقاييس دولة الفقيه الاستبدادية في ايران ! • الارهاب الفكري في الجمعية الوطنية يسود الإرهاب الفكري في الجمعية الوطنية العراقية المنغلقة ذات الثقافة الاحادية ، الاستبدادية الطائفية الشيعية ، والذي تقوم بإنتاجه وبممارسته أصولية الاحزاب المتاسلمة – الشيعية للحد من فاعلية الفكر المبدع، وفرض سلطة الرقيب، واشاعة اللغة الرمزية للتعبير عما يعتمل في العقول خشية وقوع العقوبات المحتملة بحق أصحابها، والارتداد والنكوص الى الذات، والنزوع نحو الباطنية، والتخلف الثقافي والحضاري ، ورفع شعار اصمت وكن مع مشروعي والا ( فستكون من الكافرين ) سيئة الصيت.انه نشاط عدواني جرمي يستهدف إلحاق الأذى المادي والمعنوي بالشعب العراقي وقواه الديمقراطية والدولة العراقية وبالعراق الحر الابي بغية تحقيق أغراض سياسية وغير سياسية، تلبية لنزعات عدوانية راسخة في فكر ومعتقدات هذه الاصولية المحتضرة. والإرهاب الفكري في الجمعية الوطنية العراقية امتداد للارهاب الاجتماعي الطائفي والذي تمارسه الولاءات دون الوطنية والعصابات المناطقية . وهو امتداد للإرهاب الاقتصادي للتجار والمرابين والمضاربين عبر مزاولة الضغط والتهديد والمضاربة على ابناء الشعب والقطاع العام وفرض القيود الاقتصادية التي تحد من فاعلية النشاط الاستثماري للدولة والدخول في مضاربات اقتصادية للربح السريع واغتصاب فائض القيمة واشاعة انعدام تكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع الواحد وحرمان بعضهم من الحصول على لقمة العيش والتهديد بفقدان العمل، وسن تشريعات اقتصادية تحد من حرية الاستثمار المحلي. الإرهاب الفكري في الجمعية الوطنية العراقية هو امتداد للارهاب السياسي لعصابات الصدر الصغير والحكيم الكبير والاسلام السياسي المنظم والصدامي في اشاعة مشاهد القتل والاغتيال والابادة والتفجير والتخريب والتدمير والاعتقال والإذلال والظلم والخوف والهلع والشعور بالقلق وانعدام الأمن والاستقرار في النفس. تسعى أصولية الاحزاب المتاسلمة – الشيعية الى تجميع الشيعة على اساس استثارة معاداة الشيعة اي انها اصولية فكرية سلبية لا تمتلك برنامجها الايجابي ... وهي تاريخيا تعبر عن الاستفزاز السياسي الراهن للوجود الوطني في العراق الجديد ! وعليه لا تمثل الجمعية الوطنية الوحدة الوطنية العراقية الحقة ولا يمكنها ان تساعد على ترسيخ التقاليد الديمقراطية الحقة ... وكان تشكيلها يتعارض مع مبدأ الانتخاب .... ولم تتخلص التركيبة التي استقر عليها المسخ الوليد والولادة العسيرة من مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية، واهملت بشكل متعمد التيارات المؤثرة في المجتمع العراقي وبالاخص التيار الديمقراطي. والسبيل الوحيد للخروج من هذه الحال هو قيام نظام حكم علماني ديمقراطي حقيقي يضمن تثبيت وصيانة الحقوق والحريات العامة للمواطنين ، ويمنع بموجب القانون أي تجاوز على هذه الحقوق والحريات بأي شكل كان ومن أي جهة كانت من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية في كيان المجتمع ، وترسيخ مبادئ السلام في العلاقة بين الشعوب واحترام إرادتها ورفض أفكار الحرب والعدوان والفكر الفاشي والظلامي المتخلف ...
#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمعية الوطنية والجمعية اللاوطنية
-
الاصولية الشيعية في العراق والأحتضار السياسي
-
هذه فيدراليتك الشيعية يا عبد العزيز... الحكيم
-
فوضى الكهرباء البناءة في العراق
-
جرائم الفساد في العراق
-
ائتلاف عرس الواوية والخيانة العظمى
-
العصابات المناطقية – الطائفية وجرذان البعث في المدن العراقية
...
-
شاكر الدجيلي والجمعية الوطنية في العراق
-
الديمقراطية واعادة انتاج الطائفية في العراق
-
لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة اعيت من يداويها
-
الدستور العراقي واعادة اعمار ثقافة وديمقراطية الطفل
-
عصابات السياسة القذرة في طهران
-
هذا هو طريق 14 تموز
-
النفط والكهرباء والمرجعيات الدينية في العراق
-
الكهرباء والاتصالات والسياسة – الترهات في العراق
-
ما يكتبه قلم المثقف الديمقراطي لا تكسره هراوة الشرطة الطائفي
...
-
امكانيات التيار الديمقراطي في العراق مشتتة
-
الفساد جريمة ضمير قد لا تمس القانون ولا تتجاوزه
-
شهداء مهندسون ابطال
-
حكم الجهالة المخيف خلا الأمل تخاريف
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|