أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (2)















المزيد.....



غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (2)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4609 - 2014 / 10 / 20 - 08:21
المحور: الادب والفن
    


[2]ملكات السماء يستقبلن الملك إبليس والأديب
في بحور وأنهار القصور السّماوية.
كانت كوكبة الملكات تحلق نحونا في سبعة أسراب سُباعيّة مجنّحة، راسمة أشكالاً بديعة في الماء، وكان نورٌ أخّاذ يشعُّ من أجساد الملكات اللواتي بدون محتشمات مهيبات مقارنة بالحوريات والفتيات العاريات اللواتي يجبن الأعماق من حولنا. فقد سترن فروجهن وحلمات نهودهن بقطع من القماش الذّهبي. وتلألأت على سُررهن نجوم ماسيّة وطوّقت أعناقهن وأجبنهن وخصورهن عقود من الزّمرّد المطعّم بالماس. ولم يكن يصطفقن بأجنحتهن في الماء، بل كُنّ يضممنها إلى ظهورهن.
ونسيت في غمرة دهشتي أن أسأل الملك إبليس عن الأجساد والرؤوس السباعية التي حدثني عنها، فقد شقَّ السِّرب السُّباعي الأول الماء أمامنا لينفتح فجٌّ في الماء،امتدَّ عليه بساطٌ ذهبي صعدت أنا والملك عليه لنسير بخطوات ثابتة واحدنا إلى جانب الآخر، فيما حطّ السرب (الأوّل) واقفاً أمامنا، لتنحني الملكات السَّبع بحركة واحدة غاية في الانسجام والدّقة، وليستقمن في وقفتهن ويبتسمن راسمات الابتسامة ذاتها على شفاههنّ، وليلوحن بأيديهن في حركة موحّدة.
لوح الملك بيده فلوحت بيدي وابتسمت وأنا أجاهد لأُخفي دهشتي وتساؤلاتي وأبدو طبيعيّاً. هتفت الملكات بصوت واحد ونغمة واحدة وطبقة واحدة، وهُن يحنين رؤوسهن قليلاً ويرسمن بأيديهن شارة تحيةّ: "أهلاً بمليكنا الحبيب وضيفه الأديب"وانتحين جانبا لنمرَّ من أمامهن ليهبط أمامنا سرب ثان ويشرع في الترحيب بنا بالطريقة ذاتها، إنمّا بأنغام مختلفة وطبقة صوت مختلفة.
وفيما كنت أتجاوز السّرب الأول من الملكات تنبّهت إلى الشبه التام في وجوههن وأجسامهن، وتذكرت أن الملك قال لي أنّه في مقدوري أن أخاطبه تخاطراً، فسألته في خيالي عن سرّ هذا الشبه بين الملكات السبع ووحدة حركاتهن وأصواتهن.
تردد صوته التخاطُري في مخيّلتي:
- كل سبع ملكات من هؤلاء لسن إلا ملكة واحدة بجسد واحد في سبعة أجساد! وهذه التي تجاوزناها هي ملكة الملكات وتُدعى "فاتنة السماوات" أما هذه التي تحيينا الآن بتكوينها السباعي الفاتن، فهي ملكة الحُبِّ وتدعى"شمس البحار".
هتفت في نفسي:
"سبحانه ما أعظم خلقه وأعجبه"!
واختلست بعض النظرات السريعة لأرى ما يجري فوق الفجّ وإلى جانبيه، فشاهدت آلاف الحوريات بين الأسماك الملونة والظباء والخيول والنّوق السابحة والنوارس المحلقة، وهن يلوّحن لنا، ويرميننا بسحر الابتسامات المرحة،وقد بدون لي وكأنّهن يلوحن لنا من خلف جدار زجاجي من جراء هذا الفج الذي انشقَّ في الماء لنسير فيه.
انتحت ملكة الحب"شمس البحار" من أمامنا لتقف إلى يسار الفج بأجسادها السبعة فيما انحرفت ملكة الملكات"فاتنة السماوات"نصف خطوة إلى اليمين وشرعت في السير إلى يميننا، وما أن تجاوزنا "شمس البحار"حتى انحرفت بدورها وسارت إلى يسارنا.
أدركت حينئذ أنّ انتحاء الملكتين ووقوفهما لم يكن إلاّ ليتيحا لنا أن نتقدم جسديهما السباعيين الطويلين، بما لا يزيد عن خطوة احتراماً لنا!
حطت الملكات الخمس المتبقيات أمامنا واحدة إثر أخرى، وحيّتنا كلّ واحدة بصورة أجمل من الأخرى، وحين وصلنا إلى نهاية الفج، كانت الملكات السبع تتبعنا في سبعة أرتال سباعية واحدها إلى جانب الآخر.
لفّ ظلام حالك البحر أمامنا، ولم أعرف كيف اختفت الأقمار والنجوم والقناديل التي كانت تنير أجواء البحر من حولنا وتضفي عليه هالة ربّانية. توقف الملك فتوقفت.
فوجئت بالإنارة المنبعثة من خلفنا تنطفئ أيضاً ليلفّنا الظلام ويطبق الصمت. ولم أعد أبصر شيئاً، لا نفسي ولا الملك إبليس. هتفت تخاطراً:
- هل سندخل رحلة في العدم أيها الملك؟
فخاطرني مطمئناً:
- لا، الآن سيبدأ حفل الاستقبال الذي اعدّته لنا الملكات. ولم يكد ينهي كلامه إلا وموسيقى ذات إيقاع كوني تنبعث بهدوء، ترافقها أصوات كوراليّة خفيفة، وإنارة حمراء خافتة.وخلال لحظات كانت الموسيقى تتصاعد وتعمّ، وأصوات الكورال تتعالى وتنتشر، والإنارة تقوى وتتسع، ليشمل كُلّ شيء البحر كُلّه، لأجد نفسي أنا والملك جالسين ضمن هالة نورانيّة دائريّة فارغة، والملكات يقفن خلفنا في الفراغ، والهالة تحلق بنا وسط أجواء بانوراميّة كرنفاليّة انتظمت فيها مئات فرق الحوريات، ومئات فرق الفتيات، ومئات فرق الأسماك، ومئات فرق الدلافين، ومئات فرق الحيتان، ومئات فرق الشعب المرجانية، ومئات فرق النوارس، ومئات فرق النسور، ومئات فرق الصقور، ومئات فرق الظباء، ومئات فرق الخيول، ومئات فرق النوق، ومئات فرق الوعول، ومئات فرق الأفاعي، ومئات فرق اليمام، ومئات فرق الورد، وآلاف الفرق التي لا أعرف ما هي؟‍ وكانت كل فرقة تنتظم في طبقات تعلو واحدتها الأخرى، لتشكل أبراجاً عجيبة في الماء. وكانت آلاف الفرق تؤدي حركات راقصة غاية في الدقة والإنسجام، وروعة في الجمال، لتنسجم مع إيقاعات الموسيقا وأصوات الكورال، دون أن تقلد كُلُّ فرقة حركات الفرقة الأخرى، وسط إنارة مختلفة الألوان ومتعددة المستويات، كانت تتراقص بانسجام خلاق مع إيقاعات الموسيقا وأنغام فرق الكورال، ليتوحد الكل بالكل بعوالم الماء، بالأقمار، بالنجوم، بالقناديل، بهيولى التكوين، بالجمال، بالكمال الإلهي!
كانت فرق الموسيقا والكورال تتوزع بالمئات بين آلاف الفرق، وقد ضمّت كل فرقة قرابة ألف عازف ومنشد.
كنت مأخوذاً بما أسمعه وأراه أينما نظرت إلى الأمام أو إلى الخلف، إلى اليمين أو إلى الشمال، أعلى أو أسفل، وهالتنا النورانية تُحلق بنا في فضاء الماء، والملكات يحففن بنا بجمالهن الحوري. ورغم أنني لم أكن أجلس على شيء أراه، إلا أنني كنت أحس وكأنني أجلس على أريكة ملكية وثيرة!
ورغم إدراكي الأكيد أنني أحلق في أعماق البحر إلا أنني كنت أرى اتّساع الآفاق من حولي وامتدادها إلى ما لا نهاية، وكأنني أحلق في الفضاء. وقد توزّعت مواقع الفرق الفنيّة - التي لم تكن ثابتة بل متحرّكة - بحيث لا تحجب أي فرقة الفرقة الأخرى مهما بعد موقعها عنّا، أعلى أو أسفل، يميناً أو شمالاً، خلفاً أو أماماً! ووجدت نفسي أملك القدرة على الإبصار إلى آفاق بعيدة، بحيث بدت لي الفرق التي تبعد عني آلاف الكيلو مترات وسط هذا البحر الشاسع، وكأنّها أمامي، ولم أتنبه لنفسي إلاّ وأنا أغرق في خضمّ جمال هذا العالم، وأشرع في الاتحاد معه والتّوحّد به…!
بدأتُ بترديد لفظ الجلالة الذي قفز إلى خيالي فجأة، وراح يتردد فيه دون أن ينطقه لساني، غير أنّه ما لبث أن قفز إلى شفتي بعد أن حقّق انسجامه مع الأنغام الكونيّة الصادحة، فرحت أردده بصوت بطيء في البداية لتخوّفي من أن يبدو نشازاً مع الإيقاع الراعش من حولي، لكن ما أن تأكدت أنني لست نشازاً وأنني قادر على التوحّد مع اللحن والإيقاع وإعطاء طبقة الصوت الملائمة حتى شرعت في النشيد:
الله الله الله
الله الله الله
الله
الله
الله
الله الله الله
الله الله الله
الله
ألله ألله ألله
أللاه أللاه أللاه
ألا لا لا ألا لا لا
لا لا لا لا لا لا
ها ها ها ها ها ها
الله الله الله
اللــــه
* * *
وتنبّهت إلى صوت الملك يشرع في النشيد والتوحّد، وقد زاد عليّ بأن راح يحرّك يديه ورجليه ويهزّ رأسه وكتفيه، ويمدُّ عنقه تارة إلى الأمام وتارة نحو اليمين وتارة نحو اليسار. وشرعت الملكات في النشيد والرقص أيضاً فشرعت أرقص بدوري جاهداً قدر الإمكان لأن لا أبدو شاذّاً عن الجميع. ويبدو أنني لم أكن كذلك، أو أنّه هُيّئَ لي أنني مُنسجم ومتوازن ومتوحّد مع الإيقاع الكوني المحيط بنا. كِدتُ أن أفقد توازني حين نهضنا أنا والملك وشرعنا نرقص ونغنّي وقوفاً، فيما كانت الهالة النورانيّة تعبر بنا نهراً هائلاً، كان يشقٌّ عرض البحر دون أن تختلط مياهه بمياه البحر، وراحت الهالة النورانيّة تدور بنا في لجّة مياه النهر، فيما صدحت أنغام الموسيقا، وعلت ألحان المنشدين وارتجت الأعماق من ضرب الإيقاعات، وحلّقت الحوريّات المجنّحات وغير المجنّحات في أبراجهن العائمة راسمات أبهى التكوينات الجمالية. ورقّصت النباتات والورود أغصانها وزهورها، والشَُعب المرجانية تضاريسها، وراحت الظباء تشرئب بأعناقها وتضمُّ قوائمها إلى بطونها وتنطلق بأسراب سباعيّة تتوغّل في لجّة الماء. وشرعت أفراس النهر وخيول البحر في الصهيل، وصارعت الوعول تيارات الجنون المندفعة في غيهبة الكون، وانسابت أجساد الدلافين بين أفواج من حوريات الجن، وعملت الحيتان بأجسادها سدوداً تَحدّر من أعاليها شلالات، وأطلقت التنانين من أفواهها مئات الحوريات، واشتعلت الأخطبوطات ناراً وخرّت الصقور إلى الأعماق وصعدت دون أن ترفّ بأجنحتها، واستسلمت النسور لفقدان توازنها،وراحت تحرّك رؤوسها لتنسجم مع الإيقاع وتتوحّد معه، وعَلا رُغاء النوق وحنينها وهي تستسلم لأحضان النهر، وسبّحت النوارس بحمد الله، وهي تتشقلب على ظهورها وتعانق الماء، ووقفت الأفاعي على ذيولها وراحت تتلوّى وتتمايل بسحرها الأُفعواني، ونهضت مجموعات مختلفة الأشكال من صخور الأعماق وراحت تحلّق متراقصة في الماء، لتنهض بعدها أسراب من الحصى والحجارة راحت تتشكّل لتعانق التكوينات المائية الراقصة والنوافير الهُلامّية التي كانت تستقبل الماء وترسله من حولها نغماً يشدو على أوتار الوجود الرقراقة!
لا أعرف أين صرت وماذا كنت حين هاتفني الملك إبليس تخاطراً قائلاً:
"أفق أيها الأديب"!
ظننت أنني في حلم، لكنه كرر هُتافه التخاطري، فأدركت أنه يخاطرني فخاطرته:
"أرجوك أَلستُ ضيفك؟ دعني أتوحّد بسحر هذه الأكوان وأمضي ليلة رأس سنتي – التي لاشك أنها بدأت على الأرض - هنا، في هذا العالم الرباني الذي يعجز الكلام عن وصفه؟!"
خاطرني بمودّة:
"أهلاً بك في أيّ مكان في مملكتي السماوية أيها الأديب، لكن ثمّة ضيوف ينتظروننا في قصري السماوي، ولا يجوز ألاّ نمضي بعض الوقت معهم. على أية حال لدينا وقت طويل ويمكنك أن تمضي هنا من الوقت ما تشاء. السنة الجديدة لأهل الأرض بدأت منذ ثوانٍ فقط"!!
وفوجئت به يُعانقني مهنّئاً بالعام الجديد لأهل الأرض. وشرعت الملكات في معانقتي، ثم احتوتني الملكة "فاتنة السماوات" بين أحد أحضانها السبعة وألقت رأسي إلى نهديها وشرعت تراقصني، فيما أجسادها الأخرى تحيط بي وبها لتشاركنا الرقص. وشرع الملك في مراقصة الملكة "شمس البحار" فيما شرعت الملكات الأُخريات يرقصن من حولنا ضمن الهالة النورانية!
أحسست وكأنني ألقي رأسي على صدر الله، وقد تضوّع عطر رباني من نهدي الملكة "فاتنة السماوات" ليتسلل عبر أنفي ويسري في ظمأ ملايين مسامات جسدي، لأجد نفسي أغرق في جمال ملكوت السماء.
خاطرني الملك إبليس وأنا أتوحّد مع النهود الملكيّة والموسيقا الكونيّة:
- هل أنت سعيد؟
فخاطرته:
- أنا أولد من جديد، أنا أحيا بعد موتي وأنا مدين لك بأن أسعى عند الله ليغفر لك ويعفو عنك!
فخاطرني هاتفاً "بصحّتك" وسمّى بالله وراح يجترع شيئاً من بين نهدي "شمس البحار"!
وفوجئت بخمر يتدفق كنبع من بين نهدي الملكة فاجترعت بضع جرعات لأتذوّق خمراً أطيب من الشهد. أحسست بجسدي ينتشي من شعر رأسي إلى أخمصيّ قدميّ من جرّاء تذوّقه، فرحت أجترع الجرعة تلو الجرعة إلى أن توقّف تدفق الخمر، فهتفت إلى الملكة:
- أروِني من خمر نهديك!
فقالت:
- أخاف عليك من خمر نهديَّ، من ارتوى منهُ غاب عن وعيه مدى الحياة، وغدا أسير حُبّي إلى يوم القيامة!
- دعيني أغدو أسير حُبّك حتى إلى ما بعد أيام القيامة!
- أنت ضيف مليكي، التاج الذي يُزيّن جمال رأسي، ومن اختارني ملكة لحوريات البحر السماويات ذوات الأجساد السباعية. وقد نهاني أن أتّخذ منك عشيقاً أبدياً!
- ولمَ فعل ذلك بحظي البائس وحرمنا متعة العِشق الأبدي؟!
- ربّما ليتيح لك أن تعشق من هي منّي أجملُ!
- وهل ثمّة من هي أجمل منك في مملكته السماوية؟!
- ربّما أنا أقل الفاتنات جمالاً بين الآسِرات من ملايين الحوريات في ممالك جنانه!
- وهل يتدفّق من بين نهودهنّ خمرُ؟
- بل من حلمات أثدائهنّ يقطر خمر الجنّة الإلهية من تذوّقهُ عاد شاباً بعد المشيب!
- ليغفر لي ولك الله، ويرضى عني وعنك ويجعلني وإيّاكِ من متذوقي ذاك الخمر!
- أضرعُ إليه أن يُلبي دُعاءك.
- لم أنتن أيّتها المليكة سباعيات الأجساد؟
- كان أبونا ملكاً تقيّاً
يرأفُ بالفقراء والمساكين
من بني الإنسِ
ويهبهم من لدنه
مالاً سخيّاً.
ويضرعُ إلى الله أن
يرزقه من البنين سبعة
ومن البنات سبعا.
وشاءت حكمة الله
أن تكون أمّنا عاقراً
وأبونا عقيماً.
وحين علم أبي
لم يقنط،
وأوكل أمره إلى ربّه
موقناً أنه سيكون به
رحيماً.
وعاش أبي خمسين ألف عامٍ
وبلغ وأمي من الكبر عِتيّاً،
دون أن ييأسا من رحمة الله
وظلاّ يسبحان بحمده صبحاً
وعَشِيّاً.
فناداهُ الله في المنام
قُم أيها القانتُ
إنّا لنهبكَ ما لم
نهبه ملاكاً
أو نبيّاً.
أنفخ باسمنا
في فرج امرأتك
تهبك بنتاً
وغلاماً زكياً.
البنت بسبع مِثلها
والإبن بسبعة مثله
ليس ذلك على الله
عصيّاً.
وإنّا لنمنح الذكور
من قدراتنا
أن ينفخوا
في فروج الإناثِ
ليلدن سبعة وسبعاً
من غير حملٍ أو ألمٍ
رزيّاً.
فأيقظها من نومها مبشراً
ففتحت فرجها
فسمّى بالله
ونفخ فيه
فجئنا على الفور
سبعة وسبعاً
كما قدّر اللهُ
تلك كانت مشيئة اللهِ
من ينسى مشيئة اللهِ
يكون عند ربّه
نسياً منسيّاً!!
ووجدت نفسي أهتف متعجباً من قدرة الله:
- الله. سبحانه ما أعظم مشيئته. هذه قصّتكن إذن؟
- أجل أيها الأديب، هذه قصتنا.
- وهل نفخ أخوتكن في فروجكنّ؟!
- نعم، وأنجبت كُلَّ واحدة مِنّا سبعة ذكور وسبع إناث، وظلّ الذكور ينفخون ونحن نتكاثر إلى أن ملأ وجودنا عشر كواكب!
- يا سُبحان الله جلّت قدرته وعلا شأنه. وهل ينزل المواليد من فروجكن بعد النفخ أم أنهم يبدون بين أفخاذكن؟!
- يبدون وكأنهم ينزلون من فروجنا، وهم في الحقيقة لا ينزلون،تلك مشيئة الله.
- سبحانه. سبحانه لا إله إلا هو سبحانه.
- وكل نسائنا وفتياتنا لا يحملن كما النسوة بل بالنفخ، لذلك لا تجد بين نساء الكون من فروجهن أصغر من فروجنا!
- يا سبحانه! وهل يأتيكنّ دمِ الطَّمث؟
- لا. من دون نساء الكون لا نعرف دم الطمث ولا دم الحيض.
- سبحانك يا إلهي. سبحانك ما أعظم شأنك!
ووددت أن أسأل الملكة، كيف تتعامل مع جسدها السباعي، غير أن هالتنا النورانيّة عبرت بنا النهر لتوغل في البحر، وأقبلنا على حدائق قصر الملكة، حيث أُعدت الموائد في الماء بين أحضان الورود والأشجار والنباتات والطحالب والمرجان والينابيع ذات الماء الزلال، فأجّلت السؤال.
أنهت آلاف الفرق لحنها الكوني وشرعت في عزف موسيقا هادئة، فيما راحت الهالة النورانية تحلق بنا فوق حدائق قصر الملكة. وخيّل لي أنني لا أحلّق في الماء، بل في فضاءٍ فوق يابسة، لشفافية الماء الذي كنا نحلّق فيه، ولولا الكائنات السابحة من حولي لما صدّقت أنني في ماء.
شرع الملك والملكات في التلويح بأيديهم لآلاف المحتفلين والمحتفلات الذين غصّت بهم حدائق القصر وراحوا يلوحون بدورهم لملكهم وملكاتهم.
كانوا كلهم فرحين، كلهم سعداء. وكل الكائنات التي رأيتها في البحر كانت فرحة وسعيدة. لم أرَ حزناً، لم أرَ فقراً، لم أرَ جيوشاً، لم أرَ أسلحة، لم أرَ شرطة، لم أرَ عنفاً، لم أرَ دماراً أو خراباً، لم أرَ كرهاً أو حقداً، فأي عالمٍ هذا الذي أنا فيه؟ هل يعقل أن يكون هذا هو أحد عوالم الشيطان؟!
أحسست بيد الملكة ويد الملك تربتان معاً على ظهري، قال الملك:
- كل ما يدور في خيالك ليس له وجود في ممالكي المليون، ولن يوجد، ليس هناك إلا الخير والمحبة والإخلاص لله وحده، بين كل الكائنات، ومن قبل الكائنات كلها!
- يا إلهي، ما هو السر في ذلك، وأية حكمة إلهية هذه التي تجعل الله غاضبا منكم وعليكم ويجعلكم تحيون في نعيم كالجنان؟!
- الله سبحانه وتعالى لم يغضب إلا مني أنا، ولم يغضب من أبنائي وأحفادي، وتعرف أن الله عادل، ولا يؤاخذ الأبناء والأحفاد بمعاصي الأباء والأجداد، وأحمد الله أنني ربيت ملايين الملايين من أبنائي وأحفادي على الإخلاص لله وحده، وعلى المحبة، محبة الله ومخلوقاته ويأتي الإنسان في مقدمتهم! وقصة أب الملكة "فاتنة السماوات" التي روتها لك واحدة من ملايين القصص التي أظهر الله فيها أنّه ليس غاضباً من أبنائي وأحفادي!
- يا إلهي، كيف غابت هذه المسألة عن بالي؟
- وعن بال أمم الأرض كُلِّها بل والكواكب الإنسيّة كُلِّها!
- ألا يمكن أن يكون الله قد رضي عنك أيها الملك على ضوء التربية التي أنشأت أبناءَك وأحفادك عليها؟
- لا أظن، لأنه لم يأت ببرهان، ومازال ملايين الملايين من أبناء الإنس يصبّون لعناتهم على رأسي ويرجمونني حتى بالحجارة، ولو تعرف أي أثرٍ يتركه ذلك في نفسي؟!
هل تسمع كل اللعنات التي تنصبُّ عليك أيها الملك؟
- المشكلة أنني لا أسمع اللعنات فقط، بل وأعرف من شتمني في مخيّلته أيضاً. لو تعرف كم توسّلت إلى الله أن يلغي سمعي، أن يُعطّل عقلي، كي لا أسمع شيئاً ولا أعرف شيئاً!
واغرورقت عينا الملك بالدّموع، وما لبث أن شرع في البكاء ولم أتنبّه لنفسي إلا وأنا أضمّ رأسه إلى صدري، أملِسُ عليه بيد، وأربت على ظهره باليد الأخرى، ولم أعرف أنّ الحزن خيّم على أجواء كل الكائنات المحتفلة، إلا بعد أن هبطت الهالة النورانية بنا لنأخذ أماكننا على مائدة الطعام، فقد نظرت إلى ما حولي لأرى عيون الكائنات، كل الكائنات التي رأيتها تغرورق بالدموع،فهتفت في دخيلتي "إلهي، أليس من مكان في عالمك ليس فيه حزن"؟!
هوّن الملك عليّ حين قال:
- لا عليك أحزاننا لا تستحق الذكر إذا ما قورنت بأحزانكم وأحزان البشر في الكواكب الأخرى!
ونهض لينهض جميع المحتفلين والمحتفلات، وراح يرحب بي متمنياً الخير لأبناء الأرض، سائلاً الله رضاه عن الجميع، وصفحه وعفوه عن كل مخلوقاته. وحلّق كأس في زلال الماء فأخذه بيده لتحلّق بعده آلاف الكؤوس.
امتدت الأيدي، فمددت يدي وأخذت الكأس الذي توقف أمامي، وشرعنا في تبادل الأنخاب.
عادت الموسيقا تصدح، ليدقَّ الإيقاع الكوني، ويعزف الله على أوتار خلقه، ويُستأنف الرقص ويعمّ الفرح.
كانت آلاف الموائد تمتد بين الجنائن وقد تحلّق من حولها آلاف المدعوين من الشباب والشابات، الحوريات والملكات، وزخرت بكل ما تشتهيه النفس من أنواع الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تخطر في البال. وكانت مئات الخراف والظباء والجِداء والأرانب والبط والأسماك والحجل والدجاج والفر والخنازير وغيرها من الحيوانات المائية والبرية تنتظم في سفافيد وتشوى على نيران هادئة اوقدت هنا وهناك بين الموائد. وكان كل شيء يتحرك وحده بقدرة الله، فما أن أنظر إلى طبق قاصداً شيئاً منه حتى يرتفع بهدوء ويحلّق في الماء ليمثل أمامي،لتشرع الشوّك والملاعق والسكاكين وحدها في العمل لتسكب في طبقي ما أريد، لأجد نفسي أقول"شكراً هذا يكفي"دون أن أعرف من أشكر وماذا أشكر، الشوّك والسكاكين أم اللحم الذي استقرّ في صحني، أم الطبق الذي طار إليّ وعاد محلّقاً إلى مكانه ما أن شكرت، دون أن يصطدم بشيء رغم كثرة الأشياء المحلّقة والكائنات السابحة والأطباق الطائرة، التي لم يبدُ عليها أنها تحلّق في الماء، فلا تبتلّ في الماء، ولا يدخل الماء إليها رغم وجودها فيه!!
بدوت في هذا العالم كطفل يكتشف الأشياء والظواهر من حوله لأول مرة. المؤسف أنني لست طفلاً، وإن حاولت عبثاً أن أتناسى هموم ومفاهيم العالم الذي تركته على بعد مائة مليون سنة ضوئيّة، لعلّني أتوحّد كل التوحّد بهذا العالم وأصير جزءاً منه، ولا أندهش لما أراه وأحسّه واسمعه وأتذوقه وأدركه!
كانت الظباء والجِداء والأسماك والخراف ترتفع عن الموائد بسفافيدها، وتحلق بين الموائد والبخار يتصاعد منها، لتوزّع وحدها ما يختاره المحتفلون من لحومها على آلاف الأطباق، دون أن يصطدم شيء بشيء،ظبي مشوي (مثلاً) بسمكة مقمّرة محمّرة، أو بسمكة تسبح في الماء، طبق فارغ برأس حوريّة أو ملكة،كأس خمر بجسد دلفين؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍!! أبداً، وكأن لكل الأشياء عيوناً ترى بها، حتى للشوك والملاعق والسكاكين والأطباق والكؤوس، أو كأن حركة كل شيء مقدّرة ومرسومة بإتقان، إتقان ربّاني، يستحيل أن يشذّ عنه شيء، أو يحيد عمّا هو مرسوم له.
لم أستطع مقاومة دهشتي والتّوحّد بجمال الملكة "فاتنة السماوات" التي خلب جمالها عقلي. وأطار نهداها آثار الخمر من رأسي.
سألتها:
- هل كل الأشياء هنا تتحرك وحدها أم أنّ ثمّة جنّاً مخفيين يحرّكونها؟!
ابتسمت ابتسامة فيها شيء من جمال الخالق،كاشفة عن أسنان لؤلؤية انتظمت بروعة في فمها،وقالت ببساطة:
- بل وحدها!
- كيف؟
- بقدرة الله!
- سبحان الله، وكيف تستجيب لنا حين نريدها؟
- بقدرة الله أيضاً.
- سبحانه لا إله إلاّ هو.
وحاولت ألا أفكر في الظواهر وأغرق في بحر جسد الملكة وأستمتع بجمال الحوريات والكائنات الأخرى من حولي، دون جدوى، فقد تبين لي أن معجزة النار المشتعلة في الماء ما تزال تشغل دماغي، فطلبت من الملكة أن ترافقني إلى أحد المواقد المنتشرة في حدائق القصر.
أخذت بيدي لنحلق معا في الماء وسط القناديل والنجوم والأقمار، كنورسين عاشقين. مددت يدي إلى قمر بدر أتحسس مصدر النور، فلم ألمس إلا هالة من شعاع خافت. شرعت الملكة تضحك منّي وعليّ! ولم أعرف فيما إذا كانت أجزاء جسدها الستة الأخرى التي كانت تحلق خلفنا تضحك مثلها أم لا؟!
هبطت بي لنقف إلى جانب موقد كبير، اصطفّ فوقه أكثر من مائة ذبيحة مختلفة كانت تشوى على سفافيد طويلة وسميكة، وقد توهّج جمر حجري أحمر فاتح واحدته بحجم التفاحة أسفل الموقد. وكانت الشحوم السائحة من الشواء تتلاشى في الماء ولا تصل إلى الجمر، الذي بدا أنه أُفرد بعناية على طول الموقد، وتنبّهت إلى أن الأسماك الهابطة من أعلى أو السابحة حول الموقد ترتد عنه ما أن تقترب منه، مما يدل على أنها تتحسس حرارته. مددت يدي لأتحسس الحرارة بدوري. كان ثمّة حرارة، غير أن الماء كان بارداً وهذا ما أطار صوابي! سحبت يدي وأنا أنظر إلى الملكة بكل دهشة العالم.
قالت ببساطة:
- هنا يتآخى الماء والنار أيها الأديب، لا النار تؤثّر على حرارة الماء ولا الماء يطفىء النار!!
- هل هذا يعني أن النار في هذا البحر تبقى مشتعلة إلى الأبد؟!
فقالت ببساطة شديدة أيضاً:
- أجل أيها الأديب، إنها نار الله التي لا تنطفئ!!
- سبحان الله. وتريدين أنتِ والملك أن لا أندهش، فهل يمكن لمخلوق ضعيف مثلي ألا يندهش وهو يرى عظمة الله تمثل له في كل شيء يراه؟!
- نحن نخاف عليك من كثرة الاندهاش ووطأته على قلبك المرهف ونفسك المثقلة بالهموم والأحزان!
- هل تعرفان أسرار أحزاني؟
- نعرف حتى أحلامك.نعرف أجدادك من شاهين إلى جُليّات، ومن إبراهيم إلى كنعان، ومن عناق إلى آدم!!
- يا إلهي! نسيت أنكم تعمرون دهوراً. أشكر لكم نبل مشاعركم. سأحاول أن أقتل آهاتي وأبدد وطأة اندهاشاتي وأستجمع حواسي ومداركي لأغرق في نسيان عالمي الأرض سفلي، وأحيا في كمال عالمكم السماوي.
- ألا تريد أن تمتع1 عينيك بمرأى داخل قصري؟
- لم يتح لي أن أمتع عيني به من الخارج بعد، فأنا لا أعرف بماذا أتمتع هنا لكثرة الأشياء الممتعة.
طارت بي لنحلّق معاً على مسافة من شرفات القصر الذي بدا لي كلحن سيمفوني جُسّد في منحوتة كونية سامقة إلى ما لانهاية، تعجز اللغة عن وصف جمالها. وقد تراءى لي للوهلة الأولى أنني أبصر مثلثاً من الكنائس القوطية هائلة الحجم، انبعثت منه عشرات الكنائس، الواحدة من الأخرى لتشكل برجاً هائلاً من ثلاثة أضلاع كنائسية تتصاعد بشكل هرمي لتلتقي في الأعالي. لكن ما أن دققت النظر حتى وجدت نفسي أمام طراز فريد من البناء يمزج بين جماليات المعابد والمساجد والكنائس والقصور في آن واحد. سألت الملكة وأنا لا أعرف هل أغرق بجمال وجهها أم بجمال القصر الشامخ كطود:
- كم مساحة قاعدة قصرك؟
- تسعة وأربعون مليون متر مربع؟
- وكم ارتفاعه؟
- تسعة وأربعون ألف متر!
- كلها تحت الماء؟
- بل معظمها فوق الماء
- وهل هو ثابت أم عائم؟
- إنه عائم، لكنه يثبت حينما أريد له أن يثبت!!
- وكم طابقاً يحوي؟
- سبعة آلاف طابق!
- ما شاء الله! وكم شقة في كل طابق؟
- شقق النوم وحدها في الطوابق كلها تسعة وأربعون ألف شُقّة.
- أي بمعدل سبع شقق في كل طابق؟
- تقريباً، فالبناء هرمي، وفيه أيضاً مسارح ومكتبات وصالات سينما وقاعات وصالونات ومتاحف وحدائق ومتنزهات ومراقص ومسابح وشلالات وينابيع ومطاعم وغير ذلك، وينتهي في الأعالي بشقة واحدة فيها عرشي وحجرة نومي المفضلة!
- تنامين هناك في الأعالي؟
- غالباً، وأدير شؤون مملكتي من هناك أيضاً.
- وكم شقة نوم لديك في القصر كلُّه؟
- ألف شقة!
- وما حاجتك لألف شقة نوم؟
- لا توجد شقة نوم مثل الأخرى، فشقة نومي التي في الأعالي مثلاً نصف كروية، ويغطي سقفها القوسي مرآة ماسية، ويتوسطها سرير دائري سباعي!
- وهل تنامين بجسدك السباعي على الأسرّة السبعة؟
- بل على السرير السباعي.
- يُحيّرني جسدك هذا بسباعيته التي لا أفهمها.
- ليس من السهل علينا أن نفهم حكمة الخالق، فأنا واحدة في سبع، وسبع في واحدة! وحدانيّتي في تعددي، وتعددي في وحدانيّتي، لا الواحدة تنفصل عن الكل ولا الكل عن الواحدة‍‍‍‍‍!
- وماذا عن هذا التوحد مع مثيلاتك من السباعيات والسباعيين وغير السباعيات وغير السباعيين؟
- كل واحدة منا
وكل واحد
كل كائن في عالمنا
وما هو غير كائن
يتوحّد بالآخر.
كما الصفر
يتوحد بكل الأرقام
وكل رقم بالصفر
يتوحّد!
- وهل تتوحدون بالذات الإلهية أيضاً
وتتوحد هي بكم؟!
- واحديّة الله هي الأصلُ
هي الأساس والنبعُ!
هي رعشة الروح
السارية حياة في الكون!
هي نقطة الماء
في النهر والبحر
في التراب والجسد
في النبات والحجر
لولاها لما توحدنا
ولولاها لما تعددنا
ولما كان تعددنا
في توحدنا
وتوحُّدنا الأبدي
في تعددنا
هي الكلُّ في الكلِّ بالكلِّ
والكلُّ في الكلِّ بالكلِّ هي!
تسري بحركة دائبة
في غيهب الكون
والكائنات!
***
حمدت الله أنني مثقف بعض الشيء وإلا لضعت في فلسفة وشعر الملكة "فاتنة السماوات." سألتها:
- لنترك توحدكن بالوجود، ونبقى مع توحدك السباعي، فهل كل جسد من أجسادك السبعة يشبه الآخر في كل شيء؟
- أجل،لكن الله منحني القدرة على أن أغير شكلي إلى سبعة أشكال نسائية مختلفة إذا ما أردت ذلك، دون أن أفقد حواسي المشتركة في الأشكال السبعة!
- وتحسُّ كل واحدة وتدرك ما يحدث مع الأخرى؟
- تحسُّ بكل شيء وتدرك كل شيء وتتمتع بكل شيء.
- سبحان الله!
ونظرت خلفي وإلى ما حولي لأرى أجساد الملكة تحيط بي محلّقة في رقرقة الماء. همست إليها لأجزم بفهمي لما قالته:
- هل إذا قبلتك الآن يتذوّق جسدك السباعي طعم القبلة؟
- ويستمتع بها أيضاً!
- خسارة! أنا لن أستمتع إلا بطعم قبلة واحدة، وهي ليست كافية لأن تنسيني حزناً بحجم الأرض التي خلّفتها على بعد مائة مليون سنة ضوئية!
ولا يمكن لأحد سوى الله - جلّت قدرته - أن يتصوّر مدى دهشتي حين هتفت الملكة:
- سأحيلك إلى رجل في سبعة رجال إذا ما أردت!!
فتحت فمي على وسعه، وأطبقت بيديّ على رأسي ورحت أتساءل:
- وهل هذا ممكن؟
- ليس ذلك على الله بعسير!
- وأتمتع بطعم سبع قبل في آن واحد؟
- ستتمتّع بطعم كل شيء!
- وتستضيفينني ولو لساعة في عرشك السماوي على سريرك السباعي الدائري في الحجرة الماسية؟!
- بكل سرور!
- وإذا ما استطاب لي المقام ولذة الرّعش السباعي، هل تقذفينني من أعالي السماء؟!
- أقذف نفسي قبل أن تسوّل لي نفسي بقذف ضيفي.
فاجأتني بشهامتها، ووجدت نفسي أغرق في الصمت والخيال السباعي المثير!
أشارت بحركة من يدها وإذا بإنارة القصر الخارجية تخفت، لينار القصر من الداخل، لأجد نفسي أمام جوهرة كونيّة تحاكي الوجود، وتسامِق قوام السماء، وتتلألأ مشعة بأبهى الحُلل، لتتجلّى روعة الخلق. ورحت أتساءل في خيالي عمّا سيكون عليه قصر الملك إبليس الذي قال لي أن ارتفاعه ألف كيلو متر!
***



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (1)
- أقل الكلام في خير ما سطرته الأقلام !
- على هامش الحوار بيني وبين صديقي المؤمن - العقل الحر والعقل ا ...
- ( أصابع لوليتا ) حب وألم وفهم خطأ لسفر أيوب !
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (14)
- -قناديل ملك الجليل - ملحمة الفارس الأسطورة !
- -غريب النهر - سفر الشتات الفلسطيني
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (13)
- البطولة الجماعية في ( فرس العائلة )
- حوار مع صديقي المؤمن !
- سعود السنعوسي يحلق عاليا في - ساق البامبو-
- عزازيل : صراع الكنائس حول طبيعة المسيح؟
- ماذا فعلت بعلاء الأسواني في نادي السيارات ؟!
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (12)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (11)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (10)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (9)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (7)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (8)
- شاهينيات :في الخلق والخالق والمعرفة (6)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - غوايات شيطانية . سهرة مع ابليس. ( ملحمة نثرية شعرية ) (2)