أحمد سواركة
الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 23:51
المحور:
الادب والفن
مَنْ لانُحبهم
مشكلة شعراء قصيدة النثر أنّهم متوترون بمهمة الريادة ، فكل شاعر يعاني من كونه رائدا لها في لاوعيه ، حتى وإن أعلن للجميع غير ذلك ( أنظر التظاهر بالتواضع والفقر والشيوعية والإعلان مع البرانويا ومتلازمات أخرى )
كل ذلك متأخر عن الوقت ، فمعظمهم كاتب تفعيله في الأساس وتحوّل ، وهو الآن عورة متخفيّة في النثر ، وبعضهم كاتب لغة ، تدهور بحكم دراسته بعد الثانوية ، وهناك من يزحف بأدوات شعر العامية تحت سلطة أدونيس وهذا تتعرّف عليه من اليقينيات التي يملكها عن الشعر .
صحيح أن جزء منهم يكمل الشعر بالكلام عن الشعر من التحصيل الغير مسؤول والعشوائي أو ضرورة مهنية إعلامية أو استرزاق .
المجموع : تدوين المحاولة
وإلا لماذا يتبرأ شاعر من كتابه الأول في التفعيلة ويندس بين الجميع ، ثم يجعلنا أقل سعادة بنوعه المائل لمهنة الأعلام وبروزات وجدانه الكبير بحيث أن أوله في قصيدة التفعيلة وآخره في رتبة أمين شرطة نشط لترتيب سلم إجتماعي .
الرَداءة كعرَض شيء من الحياة ، لكن كمُهمة تصير وَعيّا ، وبالتالي ، كل الإنتاجات التي تُشرعِن عَظَمتَها لاقيمة لها بوصفها إنجازا مُكتملا . أمّا الإنجازات الغير مكتملة هي التي تشير الى الشعر بشرط أن لاتتورط في مقدس ( النماذج)
فكل الكتابات التي تقصد الشعر مَهما بلغت رداءتها هي شعر عظيم ، وبدون تحفظ أردد هذه الجملة عارفاً بحجم الإعتراض ، إلّا أنّني منبهر بفكرتي حول مقياس الجودة والعظمة التي تتمثل في ماهو شَخصي بَحت إن تعلّق الأمر بالشعر الذي لايصلح للجماهير ، وهي الأكتفاء بقراءة من تعرفهم بشكل أنساني ، ليس هذا وفقط ، بل الذين تحبهم بصرف النظر عمّا يكتبون .
التَبَرّم والضيق من هذا يعني أنّك تكتب شعر تفعيله وتدّعي غيرذلك مثل بودلير ( أعني أنسي الحاج ) وتبحث عن الثراء في الحزب الشيوعي .
أنا سأصفّق للصدمة التي تحدُث بين الوعي واللاوعي في الكتابة لكنّني غير معني بالمنجزات ، هذه ضغوط تتشابه وتنتج مَن لانُحبهم .
#أحمد_سواركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟