أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - الحب والقتل في مجتمعاتنا العربية



الحب والقتل في مجتمعاتنا العربية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 21:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هنا في مجتمعاتنا المتخلفة يرتبط شرف الرجل بشرف أخته أو زوجته,أي أن شرف الرجل مرتبطٌ بشرف المرأة فيقتل الرجل أخته دفاعا عن شرفه ومن الملفت للانتباه أنه يقتلها من أجل قبلة أو من أجل رسالة غرامية, ولكن شرف المرأة لا يرتبط بشرف الرجل فلا يسمح الناس للمرأة أن تقتل أخوها دفاعا عن شرفها , ومهما فعل الرجل لا (تُعير) المرأة بأخيها أو زوجها ولكن المجتمع يعير الرجل بأخته وزوجته فيقال له: يا زوج القحبة أو العاهرة, ولا يقولون للمرأة: يا زوجة العاهر, في المجتمع الذي أعيش فيه هنالك الكثير من العجائب ومن المُفارقات, فمن الطبيعي جدا أن يضرب الرجل زوجته في فراش الزوجية وأن تلعن الملائكة زوجته من أول الليل إلى أول الصباح إذا دعاها للفراش وأبت عليه إن كانت متعبة أو إن كان مزاجها لا يسمح لها بذلك, ومن الطبيعي أن يضرب الرجل زوجته في الشارع وأمام كل الناس وعلى مرأى من أهلها ومن أمها وأبيها وإذا اعترض أي أحدٍ على هذا التصرف وعلى هذا السلوك المزري الكل يطالبه بالسكوت لأن ضرب المرأة واجب وآية قرآنية يجب عدم مخالفتها , ولكن من غير الطبيعي أن يمسك الرجل في مجتمعنا امرأته من خصرها أمام الناس ليراقصها أو ليعلمها الرقص أو ليعلمها الحب والرومانسية, ومن غير اللائق في مجتمعنا أن يمسك الرجل زوجته من شفتيها بفمه ويديه ويقبلها قبلة طويلة أطول من سفينة نوح.

ومن الطبيعي في مجتمعنا الذي أعيش فيه أن يغازل الرجل البنات في الشوارع ويلاحقهن ومن الطبيعي أن يدخل بيوت العاهرات ويشتري الجنس بماله,ولكنه سيرتكب بعد قليل جريمة كبرى إذا اكتشف بأن لأخته عشيقا أو صديقا يحبها وتحبه أو أن يرتكب رجلٌ آخر جريمة نكراء بحق أخته أو ابنته إذا وجد في خزانتها رسالة غرامية.

ومن الطبيعي جدا أن يموت زوج المرأة وتبقى الزوجة طوال العمر أرملاً محرومة من الجنس ومن الحب والغرام والهوى, ومن غير الطبيعي أن يعيش الرجل بدون زوجة فالكل يطالبه بالزواج فلا يجوز في أعرافنا أن يعيش الرجل بدون جنس وبدون امرأة.


ومن الطبيعي في مجتمعنا أن يخرج الرجل في سهرة ليلية طويلة مع أصحابه وأصدقائه وأن يجلس على أبواب الدكاكين والمقاهي, ولكن المرأة عندنا محرومة من هذا النوع من التفريغ عن النفس والتفريج عنها فلا يسمح لأخته أو لزوجته بأن تقضي سهرة مع أصدقائها, ربما يكون السبب أو ربما يقول لي قائل بأن المرأة أسيرة البيت والعمل في البيت ورعاية الأطفال وهذا يؤثر على حريتها لأن البيت والأولاد هما من يقيدان حرية المرأة وليس الزوج, وربما أيضا أن المرأة الأرمل لا تستطيع عاطفتها ولا تسمح لها العاطفة والأمومة أن تترك أولادها لتترك بيتها وتذهب لترتمي في أحضان رجلٍ جديد بعيدا عن الأسرة والعائلة النواتية, وأنا أقول ربما هذا الكلام صحيح ولكن يجب أن تتغير نظرة العالم العربي للمرأة ويجب أن نعترف بالأب الاجتماعي الذي يأتي دوره بعد ذهاب الأب البيولوجي, وذلك لكي يتقبل الأولاد وجود رجل آخر في البيت لكي يشبع أمهم من الجنس حتى لا تعيش كل حياتها محرومة منه , فكما تضحي الأم من أجل أولادها وعادات وتقاليد المجتمع يجب أيضا أن يضحي الأولاد أيضا من أجل أمهم ويجب أن يتغير المجتمع من أجل المرأة.

من الطبيعي في مجتمعنا أن يقبل الناس بالعنف وبالإرهاب وبقطع الرؤوس وغرز الفأس في أعلى الجمجمة , من الطبيعي أن يتقبل الناس العنف ولكن من غير الطبيعي أن يتقبل الناس الحياة الرومانسية ولا يمكن أن يحتمل الآباء منظر بناتهم وهن في أحضان عشاقهن , ويقبل الناس بأن يرو منظر الدماء وهي تسيل في غزة ويسمونه صمودا وبمنظر الدم في سوريا والعراق ويسمونه دماء الشهداء الذي رائحته في السماء مثل رائحة المسك ولكنهم لا يحتملون رؤية بناتهم وهن يلبسن الملابس البحرية على الشواطئ ولا يقبلون بالحب وبالرومانسية, هنا أهلنا يعادوننا ويعاتبونني على قصيدة رومانسية ويطالبونني بأن أكون مجرما مثل قاطعي الرؤوس من أجل تطبيق شريعة الصحراء البدوية.

هنا الناس يقبلون بي ويرحبون بي لو صعدت على المنبر في المسجد وشتمت الحياة العصرية والمدنية واحتقرت ملابس النساء العصرية, ويرحبون بي لو شتمت نجوم السينما ونجوم الأفلام الرومانتيكية, ولكنهم هم من يسبني ويلعنني إذا قرؤوا لي مقالة أحرضهم فيها على التفكير وعلى طرائق التفكير وعلى استفزاز العقل من أجل التفكير, نحن نعيش في مجتمع يقدس العنف ويقدس الإرهاب, ويحتقر الحياة العاطفية والمرح والسرور والانبساط, لذلك نحن شعوب معاصرة هزمتها الحياة التقليدية, نحن نعاني من إرهاب التربية والمجتمع والدولة والكل متفقٌ علينا بأن نبقى نعيش في دوامة من العنف, ونقبل بأن نعامل الرجل معاملة غير تلك التي نعامل فيها المرأة, نسمي الرومانسية رجسٌ من عمل الشيطان غير أن القتل والعنف هو من عمل الشيطان وليس للشيطان عملٌ غير القتل والذبح والسلخ وقطع الرؤوس والأيادي والأرجل وجلد النساء ورجمهن, وهذا كله تسميه الناس شريعة الله الرحمان الرحيم, ويسمون الحب واللبس على الموضة والقبلات في الشوارع العامة أعمالا شيطانية محتقرة وبذيئة.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختار القرية
- إسرائيل دولة قريبة وبعيدة
- الشفاء من الاكتئاب يؤدي إلى الانتحار
- الحمير والبقر والتيوس
- من ذكريات طفل عاش يتيما
- هنالك في المكان البعيد
- كيف يعرف المسيحي أنه ابن الله؟
- العقل والمال
- المشكلة في عقلي
- التلفزيون الأردني قبل 35عام.
- نحن محتاجون للعطف
- مشغول ومُتعب جدا
- كلمة كافر يجب أن تموت
- الإله الأكثري أو إله الحد الأقصى
- أقتل أباك وستنهض
- الأنبياء ليسوا فوق النقد أو القانون
- إبريق الوضوء
- مشغول في حب نادين البدير
- دين الآباء والأجداد
- من أسباب تخلفنا 2


المزيد.....




- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - الحب والقتل في مجتمعاتنا العربية