تأويل الشعر 18

كايد عواملة

الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 03:17
المحور: الادب والفن
    

"في تلك الأزمنة الأولى، لم يكن سوى المياه".
أسطورة بابلية

"أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساوِر من ذهب ويلبسون ثيابا خضرًا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا"
الكهف 31
_____________

تأويلُ الشعر:

لا جَنّةَ يُنْبَذُ لي فِيها قَصرُ
صُدفَتُنَا أكْرَمُ مِنْ هَذا..

فَعَنَاقِيْدُ التّسبِيحِ أمَامِي:
كَرمٌ يَنْتَظِرُ القَطفَ نَبِيْذَاً
يَمْلأُ مِنْ شَفَتِيكِ جِراراً في شَفَتَيَّ

هُوَ ذَا العِنَبِـيُ يَسِيْلُ بِعاطِفَتِي
فالـجنْةُ: أعْنَابٌ تَتَعَتّـقُ في الـجَسَدِ
وَسَرابٌ مَا عُلّقَ فِي أُفُقِ الأبَدِ

الآنَ بـُحُضْنِ الغَيْمِ الـمُبْتَلِّ بِـهَذَا اللَّيْلِ
أَشُمُّ حُضورَ النُّوارِ وصَحْوَتَهُ
والبَرْدُ الرَّابِضُ خَلْفَ زُجَاجِ السَّيَاْرةِ لَاْ يَفْهَمُ ذَاكَ

فَعَلَىْ الشُّبَّاكِ تَكَثـــَّفْ يَا ثـَمَرَ الأنْفَاسِ
كَمَا شِئْتَ بِعَتْمَتِنَا
لا ظلَّ بـِهَذا اليَوْمِ يُظَلِّلُنَا واللَّيْلُ.. سِواكَ

وعُيُوْنُ اْلإثْنِيْنِ تُبَادِلُكَ الشُّكْرَ
فَيَا دَمْعَ الشُّبَّاكِ كَفَاكَ

لَا تَبْكِ لَأَجْلِ الشَّيْخِ العَابِـرِ
فَوْقَ رَصِيْفِ البَردِ هُنَاكَ.. فَلَمْ يَرَنَا

فَأَذَانُ الجَامِعِ قَدْ نَادَاهُ
فَدَعهُ يُـخَيّلُ فـِيْ الـمَسجِدِ جَنَّتَهُ
مَنْ بَدَّدَ فِي الكُرهِ عَوَاطَفَهُ
لَنْ يَفْهَمَ كَرَزَ التَّسْبِيِحِ
وَحُنْجَرَةَ الـمَاءِ بِهذي اللَّحَظَاتِ
وَلَنْ يَفْهَمَ كَيْفَ تَكُوْنُ الشَّفَتَانِ أَمَامِيْ
قِطعَةَ مُوسِيْقَى يَقْرَؤُهَا الدِّفْءُ
فَيَحمِلُهَا نُوْتَاتٍ بالسـرِّ
لِيَعَزفِهَا مِئَةٌ للعَزفِ عَلَى شَفَتيَّ
وَقَد زَادُوا عَشْرَا
واللَّحنُ العَذْبُ يَعَانِقَهُ
جَمْعُ العاطِفَةِ الـمُتَأنِّقِ فِيْ الأَعضَاءِ عَلَى خَجَلٍ
والحِسُّ المرموقُ يَطُوْفُ عَلَيْهِمُ فَردَاً فَردَا..
لَمْ يَعرِفْ أَحَدٌ فِيْهِمْ كُرْهَـًا..
لَا يَحمِلُ فَردٌ بـِجُمُوْعِ عَوَاطِفِنَا حِقْدَا..

اْلآنَ سَأرفَعُ عَنْ شَفَتِيْكِ
أَنَا شَفَتِيَّ
لِيُبْحِرَ فـِيْ وَجْهِكِ وَجْهِيْ
شَفَتِي مِرسَاةٌ
فِـي عَيْنَاكِ جَزِيْرَهْ

هَمْسُكِ يَتَكَثــَّفُ فِي أُذُنـِــي
نُوتَاتٍ تَبْدَأُ دَربــــِي
تَتْبَعُهَا يَدُكِ الـمَعزُوْفَةُ
فَوْقَ دُرُوْبِ الإغـْوَاءِ عَلَىْ وَجهِي

أنْثَاكِ عَلى الكُرسِيِّ تُشَجِّرُ حَولـِيَ أَسئِلَـــًة
وَحَفِيْفُ الـهَمْسِ يـُحَركُهَا:
أَخْبِرنـِي
قُلْ
مَنْ أَنْتَ
وَمَا أنْتَ يُسَيِّرُنـِي صَوْتُكَ دَربَكَ؟
كَيْفَ تَفكُّ طَلَاسِمَ هَذِيْ الرَّعــْدَةَ فِـيْ جَسَدِيْ؟
فَتُزَحزِحُني جَنّاتٍ جناتٍ بجَمالِ شِفاكَ..
أَقْسَمْتُ بُعُمْقِ وَسَامَةِ وَجهِكَ.. أخْبِرنِـي

وَذَهَبْتِ
رَكِبْتِ بِدَربٍ فِضيًّ للبَيْتِ
نَسِيْتِ القُرطَ قَتِيْلاً فـِيْ أَرضِيْ
لِسَمَائِيْ أَرفَعُهُ بِيَدِيْ
وَاللَّؤْلُؤُ في القُرطِ يَصَيْرَ كَوَاكِبَ مِنْ عِطْرٍ
رِئتايَ مَدارُ
وَيَفِيْقُ القُرطُ، يَنَامُ الكَوْنُ، وَيَصحُو فِينَا شَيْطَانُ..

#كايد_عواملة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات