أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - ثلاث جنيهات














المزيد.....

ثلاث جنيهات


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 23:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بينما كانت أوربا تقرع طبول الحرب العالمية الثانية استلمت الكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف (1882-1941) خطابًا من محام مرموق يسألها "ماذا بإمكاننا أن نفعل من أجل تجنب الحرب؟" كان الخطاب سابقة من نوعه كما علقت وولف، فلم يسبق من قبل أن سأل رجل متعلم امرأة متعلمة رأيها في أمر ما. وقد اتخذت وولف من الخطاب مدخلا لكتابها "ثلاثة جنيهات" الذي نشر عام 1937 وهو كتاب صغير، أقرب في الحجم إلى المقال الطويل. تناولت من خلاله موضوعات هامة فعرضت وجهة نظرها عن الحرب والتعليم والعمل، وطرحت سؤالا جوهريا "أي حضارة تلك التي نحياها؟"
بدأت بالرد على المحامي (ظل المُرسل مجهول الهوية) بتفنيد السؤال، فماذا يعني باستخدام صيغة الجمع في السؤال وكأن رأي الرجال والنساء في الحرب متطابق. فالرجال هم من يشنون الحروب، ومعظم الرجال يحبون الحرب التي تشعرهم بالسعادة وبالرضا عن الذات، ويرى فيها بعضهم مجده المنشود، ويزهون في زمن السلم بالزي العسكري، بينما لا تستمع معظم النساء بالحرب أو بالصيد. وعندما يرى الجميع الصور الفظيعة المأخوذة من ساحات الحروب يستنكرونها ويشعرون ببربريتها. ولكن الرجال ما يلبثون أن يشنوا حروبًا أخرى.
ثم تثني فيرجينيا وولف بالحديث عن التعليم. فتنظر بتفحص في فلسفات التعليم التي تكرس التنافسية وحب الظهور، بينما لا تكسب الطلاب مهارات التعاون. فيشبون وكأنهم في صراع دائم مما يمهد للدخول بعد ذلك في حروب مسلحة تهلك الحرث والنسل. التعليم بلا أدنى شك عند وولف يروج للحروب، فعوضًا عن تعليم قيم الكرم يعلم الطلاب الاحتكام إلى القوة وحب التملك من أجل الإبقاء على الجاه والسلطة والثروة. وتقترح أنه إن رغب المجتمع في التخلص من الحروب فعليه أولا افتتاح كليات لا تعلم فنون التحكم في الضعفاء طمعًا في المال، كليات لا تعلم كيفية استخدام القوة بل كيفية كراهيتها. يجب قبل كل شيء السؤال عن هدف التعليم، والإنسان المنشود تخرجه من تلك الكليات.
وعن مخرجات التعليم فهي مثل مقدماته عند وولف. نفتتح الكليات ليتخرج الطلبة كمهنيين ينازعون بعضهم البعض من أجل اكتساب المال. ينقلب المهنيون إلى أشخاص غيورين، محبي للامتلاك، ومقاتلين شرسين، (وهذه الصفات مقدمات لرجال حرب) فللأسف عندما يتميز المهنيون في أعمالهم فإنهم يفقدون صوابهم. ولا يجدون الوقت الكاف للاستمتاع مع العائلة والأصدقاء، أو من أجل السفر والترفيه أو من أجل تذوق الفنون. ولذا فهي تسخر من فكرة التحاق النساء بسوق العمل هذا، واللحاق بركب الرجال المتعلمين هؤلاء، فتشجيع النساء على العمل سيشجع الصفة التي تحاول القضاء عليها في المجتمع: الصراع. بمقدور النساء أن يبنين مجتمعًا جديدًا أفضل من المجتمع البطريركي القائم على الإكراه، ولكن بالتقليد الأعمى لصراعات الرجال فإنهن يضيعن هذه الفرصة الذهبية.
مازالت النسويات يسألن أي حضارة تلك التي نحياها ليدفعن عن مجتمعاتهن طبول الحروب التي تدق من كل حدب وصوب، ولا تعدم من يؤيدها، بل من يشجعها ويدافع عنها. وإذا بحثنا عن دوافعها نجده في مجد زائف، أو مال تالف، أو سلطة زائلة تماما كما فسرت النسوية البريطانية فيرجينيا وولف منذ أكثر من خمسة وسبعين عامًا. ومازال التعليم يكرس الأثرة وحب الذات، ويسوق الطلبة والطالبات للتميز بين الأقران، بينما يدفع الآباء والأمهات أولادهن وبناتهن لذلك وأكثر فمن التفوق التعليمي، إلى التفوق الرياضي، إلى التميز الذاتي، بما يفضي بنا إلى عالم عملي يتنازع فيه الجميع، فيسهل اقتيادهم إلى حروب مسلحة، فمن تعود على الصراع أدمنه.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدعاء العدالة (2)
- استدعاء العدالة (1)
- ذكورية الطرح عند هشام الجخ
- متى توقف عن معاملتكِ كأميرة؟
- الحصانة المجتمعية للمتحرشين
- مسيرة استرداد الشارع ليلا
- الغناء لأم العيال
- قوانين جندر جديدة بفرنسا
- الفيموقراط: تجربة من استراليا
- وضع النساء في مصر على ضوء تقرير البنك الدولي
- التواصل ووضع المرأة
- التهميش الْمُركَّب للنساء في فيلم -صمت القصور-
- التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!
- السم في -عسل أسود-
- النكات والتحرش
- العنف على أجساد متباينة
- درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة
- الموضة والقيم الذكورية
- النساء والطعام
- العُصبة الوردية


المزيد.....




- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة خليل - ثلاث جنيهات