أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عامر صالح - داعش ودلالات قطع الرؤوس بين القدسية والبحث عن قرينة تاريخية !!!














المزيد.....

داعش ودلالات قطع الرؤوس بين القدسية والبحث عن قرينة تاريخية !!!


عامر صالح
(Amer Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 22:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    




بالتأكيد إن ما تهدف أليه داعش من وراء المضي توغلا في ارتكاب جرائمها ألا أخلاقية ولا إنسانية هو ليست الإكثار من الضحايا من الناحية الكمية متمثلة بأعداد القتلى والمستباحين جنسيا أو قطع مزيدا من الرؤوس أمام مرأى الأجهزة الإعلامية, بل إن الهدف المباشر والأكثر وقعا هو خلق حالة من هستيريا الخوف لدى القوى التي تحاربها أو الدول التي تتصادم معها, كالعراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن, وكل الدول التي تقع تحت تهديد داعش اليوم أو غدا. وهستيريا الخوف بطبيعتها تضعف مقاومة الخصم وتنقله من حالة الهجوم المطلوب على داعش إلى المراوحة في المكان والاكتفاء بالترقب المحفوف في المخاطر, والذي يتآكل مع الوقت ليتحول إلى هزيمة غير محسوبة المخاطر. وهذا هو نفسه يكمن في الأعمال الأخرى الإرهابية, من مفخخات وأحزمة ناسفة وانتحاريين بمختلف وسائلهم. فالهدف هو زرع مزيدا من الرعب لإضعاف معنوية الخصم, وليست المطلوب هو الضحية المباشرة, حتى وان جرت العمليات الإرهابية والقتل الجماعي على أسس طائفية أو أثنية أو مناطقية, فالهدف يبقى نفسه والمتمثل بخلق حالة من الرعب والهستيريا المستديمة للانقضاض على العدو وإلحاق الهزيمة به, إن كان دولة ونظاما سياسيا, أم في الصراعات الموضعية مع حلفائها التي تقوم داعش بافتعالها للقضاء على حلفائها وأعدائها والاستجابة لأجندتها !!!.

هذه التقنيات في قطع الرؤوس والتعذيب الجسدي والاغتصاب الجنسي ليست حكرا على داعش اليوم, بل ان كل الحروب الكونية ارتكبت هكذا جرائم, والتاريخ يوثق ذلك بدقة ضمن أمثلة حروب فرنسا واسبانيا ضد الجزائر والمغرب " اترك القارئ مع الرابط أدناه " للاطلاع على التفاصيل. كما إن النظم السياسية العربية القومية والدينية حافلة بهذه الممارسات المخزية من الجرائم في زنزانات السجون, من تقطيع أوصال أجساد معارضيها السياسيين وتشويه أجسادهم وجثثهم بعد قتلهم لزرع الرعب في معارضي النظام, ولعل في نظام المقبور صدام حسين وغيره من النماذج الصارخة لانتهاك حقوق الإنسان وشرفه. ومن منا لا يعرف " أجهزة فدائيي صدام حسين " المتمرسة في قطع الرؤوس وتشويه الأجساد وسبي الأعراض, وهي اليوم تعمل مع داعش وتمده بالمعلومات اللازمة عن الحالة العراقية لخلق مزيدا من الرعب والهلع والخوف لتدمير العراق ومجتمعه, وكذلك السعودية تقطع الرؤوس والأيادي بالسيف وتمارس الجلد في الميادين العامة وأمام كل الناس كل يوم الجمعة بعد الصلاة والجميع يرى ذلك لاحقا في اليوتوب وغيره !!!.

من الناحية السيكولوجية الخالصة بما يفيدنا هنا هو أن كل الحروب الدينية وغير الدينية رافقتها حالات انتهاك للإنسان وخاصة المدنيين منهم, من قتل وتعذيب شنيع وقطع للرؤوس واستباحة جنسية, وهذا يعكس من الناحية النفسية اقتران الجنس بالعدوان من حيث أصوله وميكانيزماته الفسيولوجية والنفسية, التي تصل إلى أبشع مدياتها في زمن الحروب كون الأرض التي تجري فيها المعارك هي مناطق استباحة للمتخاصمين مهما بلغ المتخاصمين من إدراك ووعي لحقوق الإنسان !!!.

لقد عرفت الشعوب الغربية المقصلة باعتبارها من انجازات الثورة الفرنسية في تطوير تقنية قطع الرؤوس, والتي كانت في أوربا عصر النهضة, وفي الجزر البريطانية تنفذ بالبلطة, ما عدا حالة الكفر و السحر اللذين استحقا حرق المدان أو المدانة حيا. وقد نفذ قطع الرؤوس في ساحة عامة في مركز المدينة, كما كان حال الشنق في بعض الدول العربية لفترة قريبة ولو وجد التلفزيون في حينه لنقل بالبث الحي المباشر, عبرة لمن أعتبر" انظر الرابط الآخر ".

وقد أجريت الكثير من الدول المتحضرة إعادة قراءة لتجاربها التاريخية السيئة وتقديم اعتذارات وتعويضات لمن ارتكبت بحقهم الجرائم وأدانت في العلن كل الوسائل الغير إنسانية في إلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالآخرين, واعتبرت ذلك مرحلة أو حقبة مظلمة في تاريخ مسيرتها, والبعض الآخر من الدول يخفي ذلك ولا يريد الاعتراف بها الآن لأنها تندي جبين الإنسانية حياء وخجلا, وهو اعتراف ضمني بأن البشرية انتقلت من الوحشية إلى التمدن وقطعت شوطا في أنسنة السلوك ولا يمكن تبرير هكذا جرائم !!!.

أما داعش وحلفائها وأنصارها من القتلة والمجرمين فهي تبحث عن نصوص مقدسة في القرآن والسنة النبوية لتبرير القتل والاغتصاب واعتباره أمرا إلهيا, ويتصارع "المؤمنين " فيما بينهم: هل سلوك داعش وارد في السنة النبوية والقرآن, وهل يجوز قطع الرأس أم لا, وكأن الرأس وقطعه مشكلة نص مقدس يجيزه أم لا يجيزه بعيدا عن هول الجريمة وارتكابها. يحتمي الدواعش بنصوص تشفي غليلهم في الذبح فيقولون أنصار الذبح إن محمد قال:" أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح " ويتفق "المؤمنون " إن هذا الحديث رواه ابن أبي شيبة في المصنف, واحمد في المسند, والبخاري في خلق أفعال العباد, وابن حبان في الصحيح, والبيهقي وأبو نعيم في الدلائل. وهكذا أصبح جز رأس الإنسان سهلا عندما يرد في مقدسات داعش. فهل تستطيع الإنسانية ومسيرتها من الظلمة إلى النور إيقاف جرائم داعش, أم إن داعش تحكم بما انزل به الله ورسوله وأن الجميع بانتظار زحفها المقدس, وقد حان قطف رؤوس البشرية جمعاء !!!!.
1- http://arabi.assafir.com/article.asp?aid=2268&refsite=assafir&reftype=weeklychannel&refzone=articles
2- http://www.alaraby.co.uk/opinion/dffabfa6-ab33-481c-9091-462cc3f1a252



#عامر_صالح (هاشتاغ)       Amer_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعصب والاحتقان الطائفي وصعوبة بناء حكومة وطنية مهنية !!!
- التعليم العالي والبحث العلمي: الصعوبات ومبررات الإصلاح ومهمة ...
- أطرح مجددا أمام الحكومة الجديدة والبرلمان: المرتكزات الأساسي ...
- الخلفية الدينية المقدسة لفهم ظاهرة الهوس الجنسي والملذاتي لد ...
- حيدر ألعبادي بصيص أمل في وسط عتمة لا تطاق في الأخلاق والسياس ...
- الأسباب الكامنة وراء انتعاش الإرهاب المدمر في العراق داعش أ ...
- سياق نشأة داعش عربيا وعراقيا وقطع الرؤوس ونظرية المؤامرة !!!
- ختان الإناث أو ما يسمى - بخفض الجواري - بين الاضطهاد والشرعن ...
- ملاحظة: ما لا أتمناه لبغداد الحبيبة عاصمة كل العراقيين بعربه ...
- ما لا أتمناه لبغداد الحبيبة عاصمة كل العراقيين بعربهم وأكراد ...
- عناد الإسلام السياسي وانهيار الديمقراطيات الوليدة !!!
- الاغتصاب و- فتاوى جهاد النكاح- كلاهما عدوان و استباحة في الف ...
- في سيكولوجيا مفهوم الانتماء بين المرونة والتعصب ولحظات انتعا ...
- الداعشية مخرجات عفنة لمدخلات العملية السياسية المتعثرة !!!
- - داعش - الخلاصة المركزة للتلوث ألقيمي والأخلاقي والظلم في م ...
- داعش وأمريكا وتصدع الوحدة الوطنية العراقية
- انتصارات -داعش- المؤقتة والانجرار وراء فتاوى الحروب الطائفية ...
- العقل الجمعي ونتائج الانتخابات البرلمانية العراقية وفسحة الأ ...
- لا تدع صوتك الانتخابي في مزبلة التاريخ فمستقبل الشعب خط احمر ...
- القيمة الأخلاقية والتربوية والنفسية والسياسية للصوت الانتخاب ...


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عامر صالح - داعش ودلالات قطع الرؤوس بين القدسية والبحث عن قرينة تاريخية !!!