أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هبة عبده حسن - فقه فاسد أم فكر شرير (... ولا الضالين!)














المزيد.....

فقه فاسد أم فكر شرير (... ولا الضالين!)


هبة عبده حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 20:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للتقدم في العمر بهجة لا يعرفها سوى من استراح قلبه لمشوار حياته أو لمن أرضى ضميره أو كما قال الدلاي لاما "لمن ينظر لسنينه الذاهبات في رضاً" ولكن أكثر معارفي من الذين يقفون على عتبات النصف الثاني من رحلة العمر (أو من عبروها) هم غير راضين وهن غير راضيات ليس فقط لما يرونه وترينه معكوساً في المرايا، ولا لما يشعرون به من آلام مبهمة في أجساد كانت عفية قوية قادرة ذات شباب، ولكن لأن رحلة العمر لم تكن بحال مرضية (من الرضا) للتناقضات التي اضطرت العقول لقبولها وللتوافقات التي جاءت على حساب المنطق والمعقول والعلمي والأهم... على حساب المشاعر والضمير الإنساني، أو كما وضعها أحد أصدقائي في سؤال وجدته موجعاً: هل أرضي عقلي، قلبي أم ضميري؟

هذه هي خاتمة إضافتي المتواضعة لموضوع شائك وموجع "فقه فاسد أم فكر شرير"، وفي الخاتمة أتناول فكرتين: الأولى هي رد فعل القراء الكرام ومناقشاتهم حول هذه السلسلة والتي تراوحت بين محبة وتقدير غمرني به عدد مهم من قرائي بدافع لطفهم الإنساني وتشجيعهم لعين ترى ما يرونه، وصوت مشابه لأصواتهم... وبين آراء معارضة (مقصية مشخصنة أحياناً) وبينها آخرين طرحوا أفكاراً تعزف على أوتار مشابهة... وقفت كثيراً أمام ردود وتعليقات القراء، وبداية للجميع أعبّر عن امتناني.. للمادحين الشكر الجزيل فالثناء ينعش القلب، وأنا مدينة للطفكم ومودتكم، وثانياً أحببت كثيراً المناقشات التي دارت بين القراء الأعزاء وبعضهم البعض والتي كان العديد منها فكهاً يعكس خفة ظل والأغلب كان عميقاً وتقدمياً ... وكذا كان هناك المعارضون (حتى من اختار السباب والتنابذ بالألقاب) ولهؤلاء أعظم شكري لأن مواقفهم العنيفة أكدت لي ثبات موقفي المبدئي: فأنا لست مهتمة ولا مشغولة بأن أكون على صواب أو أن أحاول إثبات هذا... أنا أقول ما أقول تماماً كالذي يفتح نافذة يدخل منها بعض الهواء الطري وبعض الدفء وقبس من ضياء وغير ذلك!!!

الفكرة الثانية التي أود أن أختم بها هذه السلسلة فهي تلك الهوّة العظيمة والتي تتسع بتواتر مخيف بين الحضارة الغربية (حضارة التكنولوجيا) وما يحدث في الرقعة الجغرافية العربية الإسلامية. فهناك اتجاه فكري مواكب للتطور التكنولوجي الذي يميز الألفية الثالثة، هذا الاتجاه الفكري كان قد بدأ في الظهور في العقد الماضي بالولايات المتحدة وكندا (وإن كان قد ظهر قبل عقود خلت في أوروبا ولكن دون تسميات أو اصطلاحات بل كأحد نواتج فكرة العدالة والمساواة التي ميزت القرن الماضي)... هذا الاتجاه يسمونه هنا بالليبراتاريان (وهو يختلف عن اليبرالية وإن كان يسير في نفس اتجاهها التقدمي)... أصحاب مفهوم الليبراتاريان معنيون بالحرية الفردية في كل صورها وليس فقط حرية التعبير أو الاعتقاد.. أصحاب هذا الاتجاه بطبيعة الحال يروجون لفكرة قبول الآخر من منطلق جدلية الصواب-الخطأ والمسئولية الشخصية ومنها القانونية (حيث أن الفرد مسئول عن اختياراته وقناعاته وليس لأحد أو جماعة أو دولة أن تفرض عليه خيارات). العالم المتقدم يتحرك بسرعات متفاوتة في اتجاه تأصيل الحرية الفردية والقوانين وحركة المجتمع بذاتها تتغير لتلائم هذه الثقافة الجديدة.

أشعر بانقباض شديد كوني أعيش ضمن سياق العالم المتقدم بينما قلبي وتفكيري يتجهان شطر الشرق، حيث جذوري... أشعر بانقباض شديد حين أرى أن مفكرينا ومتنورينا لازالوا مرغمين على أن يشهدوا العامة على إيمانهم (إسلامهم السني بالضرورة) وحين أرى أن حوارات مثقفينا لازالت تدور حول أهمية التعليم (كما لو ان الفكرة يجب أن تطرح للمناقشة في الأساس)، بينما لازال أغلب إعلامنا مجهّلاً مضللاً، وكل فننا يائس بائس ميئس عبثي سودواوي: أغنيات تلعن الدنيا والزمن وأفلام تعلي من قيمة البلطجة والجهل والنهب والسلب وبرامج هي استنساخ شائه لأسخف ما ينتجه الغرب... وأسأل ختاماً: من هم الضالون؟

وإلى مفتتح جديد مع... "ناقصات عقل ودين"...



#هبة_عبده_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه فاسد أم فكر شرير (واوجعاه...)
- فقه فاسد أم فكر شرير (حاملة الفيل!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (أهل الذمة!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اقرأ...)
- فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (الطاعة أولى!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اسألوا أهل الذكر!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (المنصورون بالرعب!)
- نكاح العقل!
- في ملكوتك
- نون
- مفتاح الفرج
- ماتقتلنيش
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- زمانان لشجرة المانجو العتيقة (قصّة)
- جان دارك أفريقيا
- سوق الحلاوة


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هبة عبده حسن - فقه فاسد أم فكر شرير (... ولا الضالين!)