أمين حجي محمد أمين الدوسكي
الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 09:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الطغيان السياسي وأثره في العنف والتطرف؟!
الطغيان السياسي من الأسباب المباشرة والرئيسة في خلق التطرف والعنف والطغيان الفكري فالعملي؛ لأنه يحتكر خيرات الأمة كلها لطبقة معينة -والطبقات الأخرى المحرومة الكثير من أفرادها سيبحثون عن طريق يرجع إليهم ما أخذ منهم خصبًا، ولا طريق لنيله؛ إلا ما يماثل طريق الطغيان السياسي في القوة والعنف والصلابة؛ حينها سينتج التسيب والتطرف والطغيان من كلا الطرفين ويهلك الأخضر واليابس، إلا إذا أدار المجتمع دعاةً خيرين متفاهمين لفلسفة تغير المنكر والصلاح والأصلح، كما غير محمدًا وأصحابه الطغيان الفكري والسياسي عند العرب- تتصرف فيها ما تشاء، فتطعي من تشاء وتمنع ممن تشاء، وتشرك عمليًا في حكم الله، وهذا ما يطلق عليه (شرك القصور)، وهو أخطر من شرك القبور، لأن الأول ضرره الفكري العقادي الاجتماعي يعم الجميع، والثاني لا يجاوز الفرد؛ إلا إذا صار عادة محكمة؛ ولا تكون إلا بمساندة الطغيان السياسي؛ الأمر الذي يعود بشرك القبور أيضًا إليه-؟! وهذا ما كان قريش تحارب به الإسلام؛ لأنه يريد تقويض عروشهم وسحب بساط الطغيان السياسي من تحت أرجلهم، فأعلنوا الحرب عليه؛ وكان هناك من الموحدين في مكة قبل النبي، ولكن لم يحاربوا طغيانهم الفكري والسياسي فتركوهم وما يدينون؛ إلا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لعلمهم أنه يريد تغير الفكر ولا يغير إلا بتغير سدنة الحكم وطواغيته، ولعلمه صلى الله عليه وسلم أن الإسلام لا يكون له موضع قدم إذا لم تزال الطغيان البشري ويبقى الحكم لله وحده، مما أدى إلى إخراجه من مكة وهجرته إلى المدينة؛ المكان الذي هو أكثر أمنًا؛ يستطيع نشر دينه وإعلانه والدعوة له من خلاله؟
#أمين_حجي_محمد_أمين_الدوسكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟