أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - الفكرة القاتلة !















المزيد.....


الفكرة القاتلة !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


الفكرة القاتلة !
مسرحية من فصل واحد.

سليم نزال
اهدى هذه المسرحيه للمهتمين بفلسفة الاخلاق و مرجعيات و دوافع و منطلقات الخير و الشر.

المكان:بيت كبير تجمع فيه عدد من العائلات فى زمن الحرب.
الجميع يجلس فى بهو صالون واسع .بين الحين و الاخر يسمع الجميع اصوات قذائف مدفعيه بعيده يقترب صوتها بين الحين و الاخر.
الشخصيات
رجل طويل
رجل قصير
رجل اصلع
امراه شقراء
امراة سمراء
امراء نحيفه
طفل

(اصوات مدافع تقصف بقوه!)
المراة الشقراء:
يا الهى اين يكون هذا القصف؟
الرجل الطويل: من اين لنا ان نعرف مكان القصف , نحن معزولين هنا فى هذا البيت, و لا يوجد حتى راديو !
الرجل القصير:ماذا ستكون , انها حرب ,قصف و قصف متبادل مثل كل الحروب اللعينة! !
المراة السمراء:(للرجل القصير) الحروب لا تتشابه حتى و ان تشابهت المدافع!
الرجل القصير: لا تتشابه, كيف؟,كل الحروب لعنات تحل على البشر!
المراة النحيلة: الحروب لعنات على البشر! و لكنهم هم من يصنع هذه اللعنات !
المراه السمراء: فصدت ان الحرب تجربة ذاتيه يخوضها كل انسان و يعانى منها كل فرد على طريقته!

المراة الشقراء(بضجر! ) لا داعى لهذه الفلسفه الان , المهم بالنسبة لى ان لا يصلنا القصف!
الرجل الاصلع :, ان لم تصلنا القذائف ستصل الى سوانا !
المراة الشقراء: هذا ممكن , لكنى لا اريد ان تصل هنا!
المراه النحيفه: يعنى انت مرتاحة ما دام القصف فى مكان اخر !
المراه الشقراء:
لا يريحنى طبعا , ولا اتمنى الضرر لاحد, لكنى اتمنى ان يبقى القصف بعيدا عنا!
الرجل الطويل:ما تقوليه يا سيدتى امر خطير!
المراة الشقراء:(تردد) خطير !
الرجل الطويل :
اجل بل و خطير جدا ,لانك تتمنين موت الاخرين !
المراة الشقراء:انا اتمنى موت الاخرين ؟ما هذا الهراء!
(اصوات القصف تسمع بوضوح اكثر)
الرجل الاصلع:(بهدوء)
المشكلة ان كل واحد يتمنى ان لا يصله القصف, لكن طالما هناك مدافع تقصف هناك اشخاصا اخرين يتألمون!
المراه الشقراء :(بتأفف) لما كل هذا التعليق على امنية بسيطه .انتم تضخمون الامر كثيرا !
الرجل الاصلع:(ببعض الحدة!) .لا ابدا ,انها الحقيقه ,
هذه حرب ,متى تتساقط القذائف لا بد انها تسقط فوق بيوت ما , ان ليس هنا ,ففى مكان اخر!
المراة السمراء:(اصوات القصف تسمع بوضوح اكثر!) اللعنة على الحرب !
المراة النحيفة: اللعنة على كل الحروب !
الرجل الاصلع:( بجديه واضحه) :اعتقد اننا نواجه الان مشكلة كبيرة !
الرجل الطويل :عن اية مشكلة تتحدث؟
الرجل الاصلع, اعنى عن ما قالته المراة الشقراء!
الرجل القصير: ماذا تقصد, هل لك ان توضح ؟
الرجل الاصلع:(يتوقف قليلا يعد سماع دوى قصف بعيد) : اقصد اننا فى ازمة اخلاقيه الان !
المراه السمراء:( ببعض الاستغراب) :,ازمة اخلاقيه ,كيف؟
المراة النحيفة: ارجوكم, لا تضيفوا الينا مشاكل اكثر , تكفينا الحرب !
الرجل الاصلع :ان تمنينا ان لا يكون القصف عندنا ,معنى هذا ان نتمناه فى مكان اخر,اليس كذلك؟
الرجل القصير : اجل !
الرجل الاصلع:(اصوات القصف تشتد ):فى هذه الحالة نحن نتمنى ان يموت الاخرين, و ليس نحن!
المراه النحيفه:(تشعر بتعاطف مع المراة الشقراء) ,لا ابدا ,لا اظن انها قصدت ذلك !
الرجل الاصلع :ان قصدت ذلك ام لا ,مجرد تمنى ان لا تصلنا القنابل, معناه انها تسعد ان تصل الى الاخرين!(يتوقف للحظات و يوجه كلامه الى المراة الشقراء التى تستمع و علامات الضيق واضحة عليها )
و عندما تتمنين هذا يا سيدتى ,معناه انك تشاركين ضمنا فى جريمة حرب صامته!
المراه الشقراء : ( تقف من مكانها مصدومة ) يا الهى ماذا تقول , انا اشارك فى جريمة الحرب!
الرجل الاصلع: اجل يا سيدتى !
المراة الشقراء:(تلتقط انفاسها فيما اصوات القذائف تقترب قليلا !) : هذا اتهام غير مقبول!
الرجل الاصلع :انها ليست تهمة ,ساقول لك لماذا!
المراة الشقراء:( تبدو فى وضع مستفز و تنتظر ماذا سيقول!)
الرجل الاصلع:ان كان ابنك يلعب فى الشارع مع ولد اخر, ثم سمعت ان سياره صدمت احدهما ,الا تتمنى ان يكون ابنك الناجى؟
المراه الشقراء:(ببرود) , هذا امر طبيعى !
الرجل الاصلع: معنى هذا انك تتمنين ان تكون السياره قد صدمت الولد الاخر!
المراه الشقراء:(ببعض التوتر),لا , لا ليس بالضروره !
الرجل الاصلع: هذه هى الحقيقه!
المراه النحيفه:( ببعض الضيق), اية حقيقه تقصد؟
الرجل الاصلع :حقيقه انانية الانسان !
المراة الشقراء:(تبتسم بسخريه!)يا له من استنتاج غريب !
الرجل الطويل:(موجها كلامه الى الرجل الاصلع!) هل تريد القول ان الانانية هى الدافع الاساسى لسلوك البشر!
الرجل الاصلع:هذا بالضبط ما قصدته!

المراه الشقراء:هل من الانانيه ان تحب الام ابنها اكثر من الاخرين؟
الرجل الاصلع:لم اقل ان عليك ان تحبى الاخرين اكثر من ابنك!
المراه الشقراء: ماذا تقصد اذن ؟
الرجل الاصلع : اقصد ان نعترف بهذا الخلل!
الرجل الطويل:,هل هذا فى رايك خلل بيولوجى ام منتج اجتماعى!
الرجل الاصلع: ايا كان الامر, هذا هوالواقع الذى لا بد من الاعتراف به!
المراه الشقراء:(لم تزل متضايقة):اى واقع؟
الرجل الاصلع :واقع اننا انانيون الى حد تمنى الاذى لللاخرين!
الرجل القصير :ان كان خلللا فى البيولوجيا معنى هذا استحالة تغببره!
الرجل الاصلع: حتى و ان استطعنا تغييره , سيقود هذا الى كارثه!
الرجل القصير(بقلق): ,كارثة ,لم اعد افهمك!
الرجل الاصلع (بهدوء )الانانية ضرورة لبقاء البشر ,و اختفاؤها كارثه,لكن وجودها تجلب الكوارث ايضا!
المراة السمراء(ترفع يديها الى اعلى ) :اذن ما هو الحل ؟
الرجل الاصلع: لا اعرف , ربما لا يوجد سوى حل التعايش مع هذه الحقيقه!

المراه النحيفه : يا ناس ماذا حصل لكم ,لقد ذهبنا بعيدا فى الكلام !
الرجل الاصلع :لا ابدا .نحن لم نذهب بعيدا ,هى التى تمنت الاذى لللاخرين!
( المراة الشقراء لم تزل مصدومه!)
المراه النحيفه: (تحاول الدفاع عن المراه الشقراء!) حسنا ماذا كان عليها ان تقول؟
الرجل الاصلع:كان بوسعها ان تقول اى شىء الا هذا !
الرجل القصير ,مثل ماذا ؟
الرجل الاصلع :مثل ان تتمنى ان تتوقف الحرب كلها ؟
المراة الشقراء :(و قد بدات تخرج قليلا من الصدمه!)
تمنى ان تتوقف الحرب عن الجميع امنية صعبة التحقق, و انتم تعرفون ذلك .لقد تمنيت امنية صغيره قابلة للتحقق!
الرجل الاصلع: ,لكن الامنيه الصغيره قد تقتل اخرين,المساله ليست بحجم الامنية بل بالفكرة القاتله !
المراه الشقراء: لكنى لا اتحمل مسوؤليه قتل الاخرين,قل هذا الكلام لرجال المدفعية !

المراه السمراء : ليس من المعقول محاكمه شخص على مجرد امنية !
الرجل الاصلع:
كل افكار الخير و الشر تبدا بفكرة على شكل امنية او حلم !
المراه الشقراء:(ضاقت ذرعا !):توقف عن هذا الهراء انا لست شريره!
الرجل الاصلع :(بصرامة) لا تستطيعى انكار انك تمنيت الموت لاخرين!
المراة النحيفه:(مدافعه عن المراة الشقراء):انها لم تتمنى ذلك ,كل ما فى الامر انها فكرت بسلامتها وحدها !
الرجل القصير(يشعل سيجارة):هل التفكير بسلامه الذات امر لا اخلاقى؟

الرجل الطويل : انه امر اخلاقى بالطبع شرط ان لا يرتبط بفكره اذى الاخرين !
المراة النحيفه: و لكنك قلت ان هذا غير ممكن !
الرجل الطويل : اجل انها اشكاليه كبرى ,نحن فى وضع صعب !
الرجل القصير:(بغضب ظاهر ) الافضل اذن ان نتمنى ان تصلنا القذائف لكى ننتهى من هذه المشكله!
المراه الشقراء:(تنظر الى الرجل القصير),يعنى انت تتمنى ان نموت هكذا بلا ادنى سبب !
الرجل القصير: (محاولا ضبط غضبه) اجل, لكى نخلص من هذا المازق الذى وضعتينا فيه!
المراة الشقراء:(صوت قذيفة تقترب من المكان! ) :انا لم اضعكم فى اى مازق,انتم وضعتم انفسكم !َ
المراة السمراء:لا الحرب هى التى وضعتنا فى المازق !
الرجل الاصلع: لقد كنا مرتاحين البال رغم القصف اما الان فنحن فى ورطة !
الرجل الاصلع :(ينظر الى الجميع فردا فردا ) ,اذن ما هو الحل الان, لقد بات الامر مثل الاحجيه يتطلب من يحله!؟
المراة السمراء :بصراحة انا لا اعرف الحل!
المراة النحيفه:يا ليتنى اعرف الحل ؟
الرجل الطويل : انا ايضا لا اعرف!
الرجل القصير:كيف لى ان اعرف !
الطفل يقف و يتحرك فى وسط الصاله.انا اعرف الحل ,لكنكم لن تصدقونى لانى طفل!
الكل باصوات متداخله : سنصدقك!
الطفل: الحل الوحيد ان نخرج من البيت لنعرف ماذا يدور حولنا !
اوسلو فى 14.10.2014



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مسألة السعادة و هل يمكن قياس السعادة لدى البشر؟
- حول صناعة الصور النمطية؟
- بانتظار وصول الميت! مسرحية من فصل واحد
- اشكالية الصورالنمطية!
- لا مناص من الخلاص من عقلية القبيلة!
- لا بد من تأمل الدرس السكتلندى!
- فى حضرة جلال الدين الرومى
- كيف هى صوره المشرق العربى الان؟
- حان الوقت لحركى حماس و الجهاد الاسلامى ان يفكران بتغيير اسمي ...
- لا شىء هنا سوى الانتظار! مسرحية قصيره .
- اسئلة ما بعد الاستفتاء الاسكتلاندى!
- الافكار القاتلة, و زمن مواجهة الحقيقه.
- هل بدا التفكك السياسى فى اوروبا ؟
- اشكالية معرفة الحقيقة فى الزمن الراهن!
- لا بد من استخدام اليات المعرفه و لا تدعوا الجهلة يقررون مصير ...
- فى ذكرى اتفاق اوسلو13 ايلول 1993 شهادة شخصيه
- و انا اتجه الى غزة!
- الشرق الادنى يتجه نحو حروب اصوليات. حروب اصوليات سنية سنية و ...
- كيف اصبح المشرق العربى اكبر مصدر للعنف فى العالم؟
- دعنا نجد الطريق !مسرحيه قصيره من فصل واحد


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - الفكرة القاتلة !