أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - استدعاء العدالة (2)














المزيد.....

استدعاء العدالة (2)


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 22:35
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


المشاركة المجتمعية بين العائلات المقبلة على المصاهرة والارتباط لها تقاليد تختلف من بلد إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى. ففي الهند كما رأينا يتحمل أهل العروس الجزء الأكبر من التكلفة، بينما يتحمل الزوج المستقبلي الجزء الأكبر من تكلفة الزواج في مصر، ويتحمل كل تكاليف الزواج في بلاد الخليج العربي الرجل المقبل على الزواج. وفي الغرب يقوم الزوجان بتحمل تكاليف تأسيس عش الزوجية بالإضافة إلى بعض المساهمات العينية من الأهل والأصدقاء، فيكتب الزوجان المقبلان على الزواج قائمة بما يحتاجانه من أثاث وأدوات عبر الإنترنت ويوزعانها على الأهل والأصدقاء، ويتم تحديثها تلقائيا عندما يعلن أحد الأصدقاء رغبته في شراء أحد المواد المطروحة في القائمة، بحيث لا يتكرر شراءً أي منها، ثم يقوم العروسان بدعوة الجميع على حفل صغير (يحضر استعدادًا له كل من المعازيم بعض الطعام) فيتلقى العروسان الأدوات والأثاث وعادة ما يكون الأثاث مستعملا فلا غضاضة هنا، ولا احتفاء بالأثاث فما هو إلا أشياء للاستخدام، يقوم الزوجان باستخدامه لسنوات ثم بيعه لمحلات الأثاث المستخدم وشراء ما يرغبان فيه عندما تتحسن أحوالهم المادية وينتقلان إلى منزل يملكانه.

ولا يختلف تأسيس عش الزوجية من مكان إلى آخر فقط، وإنما يختلف أيضًا من زمن إلى آخر. ففي الآونة الأخيرة أصبح تأسيس عش الزوجية في مصر عبئا تتحمله أسرةً العروسين معا. فكما أشارت أحدى الدراسات تتحمل العروس 5% من التكلفة، بينما يتحمل أهلها 25% من التكلفة، ويتحمل أهل الزوج حوالي 40%، بينما يتحمل الزوج 30% فمازالت جل تكلفة الزواج تقع على عاتق الزوج وأهله، ولكنها انخفضت نسبيا مقارنة بالأجيال الماضية لتعكس دخول المرأة معترك الحياة العملية.

وبالرغم من المشاركة الفعالة للمرأة في تأسيس منزل الزوجية، ثم مساهمتها المستمرة في مصاريف الحياة بعد الزواج، فمازال الزوج هو الآمر الناهي، وكأنه صاحب رأس المال الذي يحكم
ويتحكم، ولكن الأهم أن مشاركة المرأة في الحياة الزوجية انقلبت خلال هذا الجيل من مساهمة إضافية لا يعول عليها، ويتم تقبلها على استحياء كإضافة محمودة، إلى جزء أساسي من مصاريف الحياة اليومية. وإذا اكانت الزوجة لا تعمل وجب على أهلها سد العجز في بيت الزوجية. فالعروس في الريف المصري يجب أن تتلقي من أهلها هدايا في المواسم والأعياد أو ما يصطلح عليه باسم "الموسم" أي أن كينونته غير محددة، وإنما مرتبطة بالموسم الذي تقع فيه.
وبالطبع لا عيب في ذلك إلا الترهيب، فمن الجميل أن يهدي الأب ابنته وزوجها في المواسم وفي غيرها، ولكن الظاهرة انقلبت إلى ترهيب، فقد يطال الفتاة أذى إن لم تتلق "الموسم" من بيتَ أهلها في المناسبات. كما أنهه لا عيب في أن يساعد الأب زوج ابنته إذا لم يستطع الوفاء بالتزاماته، ولكن انتقال المساعدة إلى باب الإلزام هو المشكلة التي باتت تؤرق الكثيرات.

وكما تحدثنا في المقال الأول عن العنف ضد الزوجات في الهند والذي قد يصل إلى القتل حرقا، أصبحنا نتكلم اليوم في مصر عن ظاهرة غير صحية وهي العنف ضد الزوجات (لم يصل بعدً إلى القتل) لأن أهل الزوجة غير راغبين أو غير قادريين على مساعدة الزوج في مصاريف منزل الزوجية. تعاني الكثير من السيدات المتزوجات منها، ويشتكين إلى بعضهن البعض مما يلاقينه على يد الزوج أو أهله من أهانة أو إيذاء بسبب ذلك. لم يلتفت علماء الاجتماع لدينا إلى هذه الظاهرة بعد، وبالتالي لم يلق الضوء الكافي على أسبابها وتجلياتها المختلفة، كما لم تطرح الحلول الموضوعية لها. وبالطبع فإن التغييرات المجتمعية الكثيرة التي شهدها المجتمع المصري خلال الثلاثين عاما الأخيرة هي انعكاس للاضمحلال الفكري والثقافي، والتردي الاقتصادي والأخلاقي ولها تجليات عديدة ما هذه إلا إحداها. ولكنها تستدعي مع غيرها التفكير في مفاهيم الذكورة والأنوثة على ضوء الظواهر الاجتماعية الناشئة في مجتمعنا من أجل استدعاء عدالة شاملة للجميع.




#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدعاء العدالة (1)
- ذكورية الطرح عند هشام الجخ
- متى توقف عن معاملتكِ كأميرة؟
- الحصانة المجتمعية للمتحرشين
- مسيرة استرداد الشارع ليلا
- الغناء لأم العيال
- قوانين جندر جديدة بفرنسا
- الفيموقراط: تجربة من استراليا
- وضع النساء في مصر على ضوء تقرير البنك الدولي
- التواصل ووضع المرأة
- التهميش الْمُركَّب للنساء في فيلم -صمت القصور-
- التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!
- السم في -عسل أسود-
- النكات والتحرش
- العنف على أجساد متباينة
- درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة
- الموضة والقيم الذكورية
- النساء والطعام
- العُصبة الوردية
- الفطنة العاطفية


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - استدعاء العدالة (2)