|
ماذا يحدث ؟ و ما هو الحل .. ( رأي مطروح للنقاش امام اليسار العراقي ) - 1 -
مناضل البصري
الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 01:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في المقالة المنشورة لي على الحوار المتمدن بتاريخ 8 / 10 / 2014 و التي تمثل دعوة لليسار العراقي بكل تنظيماته و مثقفيه و بمختلف اتجاهاتهم للدخول في حوار و نقاش من اجل وضع صيغة و برنامج نضالي لقيادة الشعب العراقي في المرحلة الحالية و مستقبلا و ترسيخ المفاهيم اليسارية و مد جذورها بالمجتمع العراقي ليأخذ اليسار العراقي دوره الحتمي في الوقوف و افشال المخططات الامبريالية و احداث التغيير الذي نسعى اليه للوصول النظام الذي يحقق الحرية و العدالة الاجتماعية . و مساهمة مني كمثقف يساري اؤمن بالفكر الماركسي كمنهاج عمل علمي يسعى لتحقيق مجتمعات عادلة تنعم بالسلام و الرفاهية لعموم البشرية و كعراقي اشعر بما يعانيه ابناء وطني و احس بالكوارث الذي يمر به الوطن و المنطقة بالاضافة الى كل ما يجري على وجه الكرة الارضية اود ان اطرح بعض الافكار و التحليلات حسب وجهة نظري لتكون افكارا للنقاش و الحوار للوصول الى قناعات مشتركة تؤدي الى وضع منهاج عمل يوحد اليساريين العراقيين ليأخذ دوره التاريخة بالرغم من صعوبة الضروف و الوضع العام , فمهما تكون صعوبة العمل علينا ان نخلق لنا دور و نضع بصمتنا و نتحدى اي ضرف كان في سبيل القضية العادلة و هي قضية جميع الكادحين الذين يرسخون الان تحت اسوء ضروف يمكن ان يمروا بها تاريخيا حيث كشرت الامبريالية عن كامل انيابها لتغرسها في اجسادهم المنهكة و تمتص ما تبقى فيها من دماء . في المقالة السابقة شرحت بشكل مختصر عن ما يجري في العراق و المنطقة و اسبابه و يشكل مختصر و اود بهذه المقالة ان ادخل بموضوع مفاصل و الادوات المستخدمة من قبل الامبريالية العالمية لتنفيذ مخططاتها في المنطقة لنفصل بين العملية ككل و بين المتضرر الفعلي و الذي هي شعوب المنطقة و بالاخص الكادحين منهم باعتبار ان اليسار هو من يدافع عن الكادحين و يمثلهم و يهدف الى اقامة المجتمع الذي يمثل العدالة الاجتماعية و الحرية . في العراق بعد الاحتلال سنة 2003 اسست الامبريالية الامريكية لعملية سياسية جميعا متفقين على انها وجدت لتنفذ دور مرسوم لها لتحقيق اهداف الامبريالية و ان رجال هذه العملية بما ما يمثلوه من كتل و احزاب لا يخرجون عن الاتجاه العام لهذه العملية بحيث اصبحت العملية السياسية محصنة برجالها و لا يمكن ان نتأمل من احداث اي تغيير جذري يهدف لخدمة جماهير الشعب من داخلها و شرحت بمقالات سابقة عن هذا الموضوع شرح وافي , كذلك ان كل ما حدث بعد الاحتلال من مقاومة مزعومة و من نشوء منظمات ارهابية و ميلشيات مسلحة و اخرها داعش ماهي الا منظمات اوجدتها الامبريالية بشكل مباشر او غير مباشر لتنفيذ اجنداتها لتمسك الامبريالية (بمختلف ما تمثله من دول رأسمالية كبرى أو حلفائهم من انظمة دول المنطقة ) الارض و تدير هذه العملية موزعة الادوار ( و هنا نتكلم عن العراق موضوع مقالنا ) بين الحكومة و الكتل السياسية بكل مؤسساتهم من برلمان و جيش و قوات امنية و ميلشيات موالية و بين المنظمات الارهابية و من ضمنهم في الفترة الاخيرة داعش التي تضخمت لتتحول الى شبه دولة لها مؤسساتها الاقتصادية و جيش منظم يمتلك دبابات و اليات ليدخل بعدها عامل اضافي و هو تحشيد دولي ليكون اللاعب المناور الذي يمسك العصا من الوسط ليحقق التوازن المطلوب حسب السيناريو المرسوم من قبل الامبريالية و حسب مصالح الدول الكبرى و اتفاقياتهم . باختصار هناك مظومة عالمية و اقليمية و محلية كاملة تنفذ سينوريوهات في المنطقة و العراق تظم الدول الامبريالية المختلفة و المتفقة على رأسها الامبريالية الامريكية و اوربا و روسيا و حتى الصين و ان لم تدخل اللعبة لحد الان بشكل علني و كامل و دول اقليمية مثل تركيا و السعودية و قطر و ايران و غيرهم و الحكومة العراقية و الكتل السياسية بمختلف اتجاهاتهم و المستفيدين اقتصاديا من فاسدين من هذه الاوضاع و منظمات ارهابية و ميلشيات و اخيرا داعش المستحدث الجديد و هناك تمويل ضخم و مستمر لهذا كله سواء كان تمويل دول و حكومات أو تمويل مصدره خزينة الدولة العراقية , هذه المنظومة لها حاضنة محلية الا و هو الجهل و الظلام الذي يعيشه الشعب العراقي و الذي ترسخ و عشعش عبر عشرات السنين عبر اجندة نفذت باتقان ليصل الى هذه الحالة ليكون هذا الشعب الضحية بما يعانيه من قتل و تهجير و نزوح و سرقة لثرواته ليعش حالة الاقسى و الابشع من تردي اقتصادي و انساني و هو يمثل صاحب الارض و الثروة الحقيقي . بالمقابل هناك شعب كما شرحنا اعلاه الذي يمثل صاحب الارض و الثروة و صاحب المصلحة الحقيقية في افشال هذه المخططات ليمسك ارضه و يدير ثرواته بما يحقق له تطور اقتصادي و اجتماعي و ثقافي و في كل المجالات الاخرى و المفروض ان يكون القاعدة الحاضنة للتيار اليساري و الداعم له و الممول بشباب واعي مكافح مناضل ليقوده لتحقيق النصر على جميع اعداءه , هذا الشعب للاسف يعيش بأتعس حالاته الثقافية و الاجتماعية حيث الجهل و اللاوعي و خضع و بشكل لا يتصوره العقل لثقافة رسخها المحتل بمساعدة التيارات السياسية و الدينية التي سيطرة على الساحة و بمساعدة التحريض الاعلامي المحلي و الاقليمي فبالرغم من نشوء وعي بمظلوميته و استغلاله من قبل السياسيين و الفاسدين لا يتعدى بتعبيره عن هذا الرفض سوى بالبكاء و العويل و الشكوى لله عبر صوت مبحوح لا يسمعه سواه و حتى المثقفين منهم موزعين بين نفاق التيارات السياسية و الارتزاق من القلم و الكلمة و حتى المخلصين منهم نراهم ذوي نفس قصير لافتقارهم للنظرية الثورية . اذا الارضية الثقافية المفروض ان تكون حاضنة و مساعدة لنشوء تيار يساري فاعل ضيقة جدا و ان المفاهيم و العناوين اليسارية لا يوجد ارضية لها للانتشار اجتمعيا و سياسيا حيث هناك شروط يجب توفرها للمتلقي اهمها الوعي و المستوى الثقافي و التحرر من كل قيود التخلف التاريخي و الاجتماعي لذلك نلاحظ ان دور اليسار العراقي على الساحة السياسية شبه معدومة و ان افكاره و تحاليله تتداول بين مجموعة قليله من مثقفين و تيارات و لم تستطع ان تقوم باي خطوة عملية لها صدى بين جماهير الشعب بالرغم من دور اليسار العراقي التاريخي الكبير في منتصف القرن الماضي . و حيث ان لتحقيق الهدف المنشود في الوقوف امام الهجمات الامبريالية و اعوانهم الشرسة و تحقيق الحرية و اقامة العدالة الاجتماعية و لا بديل في ذلك الا بنشوء طليعة يسارية ثورية ( ماركسية ) ....... ما الحل ؟ قال لينين (حتى تنجح هذه الشعارات في قيادة العمال يجب ان تكون الشعارات متوافقة ليس فقط مع المسار العام للحركة الثورية لكن ايضا مع المستوى العام لوعي الجماهير ) اي ان طروحاتنا يجب ان تتوافق مع المزاج العام للجماهير لذلك على اليسار العراقي الان و في هذا الوقت المحرج و الذي كل يوم يمر يزاداد فيه بؤس الجماهير و يستطيع العدو ان يرسخ لاجنداته اكثر على حساب شعبنا و ارضنا و ثروتنا ان يبحث بموضوع مهم جدا في اعتقادي هو التعامل مع مزاج الجماهير لاختيار شعاراته و اسلوب نضاله مع هذه الجماهير ليستطيع ترسيخ وجوده و فرض نفسه على الساحة و بالتالي قيادتها نحو غدا افضل رغم صعوبة الوضع و حالة الجهل و الظلام علينا التعامل مع هذه الجماهير و رفع وعيها . علينا مراجع التجارب الثورية عبر التاريخ ... الثورة الروسية , الكوبية , الفيتنامية و الحركات الثورية التاريخية في العالم و في المنظقة و العراق و اساليب تعاملها مع الواقع نجاحاتها و اخطاءها علينا مراجعة نظريا لكل شئ لنصل الى وضع منهاج عمل و نخرج من القوقعة و نغادر الواحة التي حصرنا انفسنا فيها فالمثقف التظري لا يمكن ان يكون ثوريا الا اذا خاض معاركه العملية لنساهم جميعا كل حسب قدرته النظرية و العملية في طرح افكار للنقاش ........
يتبع .......
#مناضل_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يحدث و ما هو الحل - دعوة جميع قوى و شباب اليسار في العر
...
-
العراق - من اجل خلق طليعة ثورية
-
الانبار على لسان المواطن البسيط
-
الحراك الشعبي في العراق / بين الواقع و الطموح
-
ألانتخابات النيابية في العراق 2014 /مقاطعة أم دعوة لانتخاب ا
...
-
الشيوعي العراقي و فايروسات الثقافة السائدة / اهداء الى الرفي
...
-
العراق : حرب اهلية من جانب واحد
-
المثقف العراقي و فخ العملية السياسية
-
(-اول تنظيم تروتسكي في العراق) - ذكريات شيوعي ثوري
-
حول رفض الداخلية العراقية لخروج تظاهرات 26/10 في بغداد
-
من اجل بناء تيار اشتراكي ثوري موحد في العراق
-
الانتخابات النيابية في العراق بين الدعوة للمشاركة أو المقاطع
...
-
اليمين و اليسار في الاسلام
المزيد.....
-
شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
-
تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر
...
-
-إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم
...
-
كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن
...
-
قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك
...
-
الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو
...
-
زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج
...
-
زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي
...
-
علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|