أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودة إسماعيلي - هل طعن الإسلام نفسه بعد الربيع العربي ؟














المزيد.....


هل طعن الإسلام نفسه بعد الربيع العربي ؟


حمودة إسماعيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في معرض حديث أدونيس مع صحيفة البايس elpais ـ الجريدة الإسبانية الأوسع انتشاراً ـ ذكر كإجابة عن سؤال "هل نحن أفضل من ذي قبل أم أسوأ ؟" قال : "..الإسلام الحالي دين بلا ثقافة. ليس فيه إلا طقوس وقوانين. وليس فيه مفكر واحد. وكلما ظهر مفكر نبذوه"(1). غير أني أرى أن هناك أكثر من ذلك، هناك سلاح انبثق من الإسلام وعاد ليطعنه، طالما لم يجد أقرب ضحية إليه سواه، كساحر انقلب عليه سحره ! فبعد نجومية الداعشية ـ بأوسع مفاهيمها : من جماعات وخطابات ـ دخل الإسلام في مرحلة صدمة ثم قلق ثم محاولة إنكار الواقع الحالي، بنفي هذه الأداة المنبثقة عنه ـ وانطلاقا من نصوصه المبتورة والمجرورة تاريخيا ـ تم نسبها (الأداة) للولايات المتحدة، طبعا لا أحد سينفي تسليح الأخيرة لتلك الجماعات كدعم للمعارضة السورية، لكن لما الصمت عن القابلية الإجرامية ونوعيتها ؟ تلك القابلية النوعية مستلهمة من خطابات محددة بكتب التراث ! وهناك شواهد بالتاريخ عن تكرار الظاهرة، غير أن الاستثناء هنا، هو في الأسلحة المتطورة ـ وليس السيف أو السكين ـ وسياسة حرب العصابات ـ كبنمط مافيا المخدرات اللاتينية !

وجد الإسلام نفسه في خضم هذا الحدث بهذا الحجم الإعلامي، في موضعين :

1 ـ موضع المدافع عن صورته الإعلامية للغرب.
2 ـ وموضع النافي لجماعة خرجت من صلبه وأرضه.

ففي الموضع الأول : هناك خشية خسران متعاطفين أو متسامحين معه (من مختلف بقاع العالم) كشريعة أخلاقية.
وفي الموضع الثاني : هناك خشية طغيان الداعشية على صورة الإسلام، من ضمنها وجهات التسامح والرحمة والود.

سبق أن أكد ماركس أن كل نظام سياسي يحمل بذور انهياره بداخله ـ فأسقط المنهج على الرأسمالية ـ، فالدياليكتيك يدمره كإنتاج لنظام أرقى يساعد على تحسين جودة الحياة ـ وهو ما تم استلهامه من مشروع داروين عن الأجناس ـ (ليمهد للشيوعية بانبثاق العمال من القاع الاجتماعي كسلطة جديدة). على هذا النحو، فإن الإسلام على عكس المسيحية، لم ينفصل عن السياسة، وعلى حد قول علماء الشريعة بأنه لا سياسة في بلاد العرب دون إسلام : فهو الجامع الشامل. وغفلوا عن تحذير ماركس، بأن السياسة يهدمها التناقض : خاصة إذا لم تغير ثيابها ومزاجها حسب التغيرات البيئية والاقتصادية التي تعيد التقسيم الاجتماعي. وإذا ظلت ديانة معينة متشبتة بنظامها السياسي فستسقط معه، مثلما سقطت ديانات كثيرة واستمرت كرموز تعيد ضخ رؤاها الرجعية في النظام الجديد الذي سيعلن عن انهايره فيما بعد. إلى أن تم فصل قيصر عن رب قيصر، أحدهم في القصر (طالما أن الأحكام السياسية تصدر من القصر)، والآخر في المعبد (الكنيسة التي صارت طقسا روتينيا كاحتساء الجعة مساء يوم السبت ! طالما أن الناس مطاردين بمسؤوليات اقتصادية وأرباب عمل؛ لا وقت لديهم لأرباب أخلاقية! ). فطَعَن ماركس قيصر، ليخلو الجو لموظفي قيصر، طالما أن هذا الأخير نصب نفسه بدال الرب !

فهذه السكين التي انبثقت عن الإسلام وعادت لتطعنه، بل بدأت به؛ "تمحو ـ برؤية لؤي حمزة عباس ـ في لحظة عنف ما سعت إرادة التنوير لتأسيسه على امتداد قرن ونصف القرن من الزمان، حتى غدت أفعال التنوير نفسها محط أسئلة جديرة بالتأمل والمراجعة.. إن حق إدارة العالم الذي تعلنه السكين في كل مناسبة يُضيّق من فسحة الأمل التي تراهن الثقافة عليها ويعمل الأدب على توسعتها حتى آخر قطرة حبر.. إنها واحدة من مهمات الأدب : مساءلة السكين وهي توغل عميقا في لحم الواقع، وهي تغيّر، على نحو موجع، طبائعنا! "(2).

لم تكتمل فرحة الربيع العربي، ببزوع عقاقير منتهية الصلاحية تعلن عن انتحار الإسلام، تساعدها على تراجيديتها لوبيات سياسة نفعية !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش :

1 : حوار : رودريجيث ـ ترجمة : أحمد عبد اللطيف. صحيفة أخبار الأدب ع 1106، 5 اكتوبر 2014.
2 : عن الأدب ومجازات السكين، المصدر السابق ـ ص30.



#حمودة_إسماعيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي تقدّمه الرسوم المتحركة (الكرتون) للأطفال ؟
- كل أنثى عاهرة
- إشكالية الثقافة العربية : أزمة دينية أدّت لتخريف سياسي
- تلاعب المسلمين على أنفسهم : بين الآيات الشيطانية والداعشية
- تاريخ الداعشية : أو قولبة الإسلام إجراميا
- التشرذم النفسي : أو حين يصبح الشخص عدة أشخاص دون وعي
- حقيقة : يخلق من الشبه أربعين
- التفسير المنطقي للضيق النفسي
- مصائب سوريا عند المتأسلمين فوائدُ
- عبد الباري عطوان وتأليه صدام حسين
- منطقة الشرق الأوسط.. من مهبط الأنبياء لمهبط الصواريخ
- البلادة كآلية نفسية لتحمّل الواقع المر
- نساء كاتبات رفضن عبادة الرجل :
- نقد العقل العربي : ليس هناك عقل أساساً حتى يتم نقده !
- الانكباب المرضي للفنانين المشارقة على الأغاني والألحان المغر ...
- يكرهون الغرب ويحبون بلدانه
- كيف يراك الآخرون ؟
- تحليل الوضع السياسي المصري (الراهن) في ظل قراءة ميكيافيلية
- سوريا : أخطر منطقة في العالم بالنسبة للإنسان !
- اعتياد المواطنين للعبودية عبر خطاب الصبر


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودة إسماعيلي - هل طعن الإسلام نفسه بعد الربيع العربي ؟