أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - عبدالله الاسود














المزيد.....

عبدالله الاسود


علي غشام

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


كلما اشاهد عن طريق الصدفة فلماً هنديا في قناة فضائية لا على التعيين اتذكر ذلك الوجه الذي يملأه الحزن والحرمان لعبدالله الأسود الذي يدب على الارض دبيب النمل لا صوت يسمع له ولا حركة تلفت الانظار سوى سلامه الذي يلقيه علينا بسرعة و(حنّية) وألفه وأبتسامة خجله يسرقها من بين أحزانه المقيمة وفرحه القصير ، لم اشهد لها مثيلاً بين اقرانه من الشباب في حقبة الثمانينيات التي امتلأت خوفاً ونحيب امهات ما انفكت يولون على بقايا جثث ابنائهن التي مزقتهن حرب ضروس شنها ارعن مستبد وقديس حصدت ارواح شبابنا الذين لم تتفتح أعينهم على وهج الدنيا الجميل بعد لم ينوبهم سوى نتف قليل من بقايا متاع تسلل خلسة من وراء ظهر الفقر والحرمان والمحنة والجلاد الذي مزق البلاد والعباد ..
لا يمكن ان أنسى تلك الوجوه التي تساق الى الموت سوق الأضاحي وهي تملأ (گراجات ) النقل الداخلي بعضها يتجه شمالاً والبعض الآخر جنوباً يلوكون فراق احبتهم و(سندويشات) بائعات القيمر والفلافل ، ونساء هناك تترك في ابهى عنفوان الشباب يتسولن الفرح المكبوت وصراع الرغبات وعرق أزواجهن العائدون من جبهات القتال في لون (الخاكي) وألم الفراق .. كان النهار يمر بين دوي مدافع القصف للمدينة التي تئن تحت رحمة قذائف المدفعية ذنبها الوحيد انها تمتلك حدود مع العدو تمتد على أفق الملح والماء والبردي والطين و(بساطيل) الجنود وبنادقهم ومواضع حفروها ربما تحولت بلمح البصر الى قبور جماعية لم تكتشف لحد الآن ينتظرون أدوارهم بالموت المعلب الذي يحف باجسادهم وربما يتركهم انصاف اجساد يعانون ألم الاصابات الكبيرة والبتر لاعضائهم الغضة التي لم تألف الترف يوماً ما ، وكما يمر نهار مدينتنا يستلقي ليلها على اكتاف حدودها بكلكله وظلمته التي طالما بددها خبر قدوم جثة إثر أخرى تستبيح سكونه ملفوفة بصراخ أرملة غضة الجسد والإحساس وعويل أطفال وحسرة أم لم تشبع بعد من رؤية ابنها وهو يكبر امامها وهي تدفعه الى حتفه خوفا من طارق ليلي يبيح لنفسه تسلق جدارن البيت بحثاً عن ابنها الهارب من القتل والخوف يرعب أطفالهم ويقلق احلام فتياتهم .. وفي كلا الحالتين النهاية واحدة مع فارق بسيط تعقبه ملاحقة اهله وابناء عموته واخوته بعباءة الرعب البعثية السوداء التي تستأسد عليهم وتخفي تحتها رجالها عندما يحاصرون فلا تكفيهم الحفر والسراديب ليختبئوا بها عن اعين القادمين الحُمّر الذين استباحوا الوطن واهله ولا تنتهي هرولاتهم امام الاخرين إلاّ بحفرة سيدهم السارق الأكبر للوطن ..!
نعم انهم ابناء الجنوب وعبدالله الاسود منهم لكنه صنع متعته في دور سينما البصرة التي اصبحت اطلالاً وذكرى جميلة – الكرنك – الاطلس – الرشيد – الوطني .. كان لا يوفوت دوراً من افلامها الهندية وبالتحديد لهندية فهو يجد نفسه حين يقرع اذنه لحن الشرق الهندي محملاً بتوابل طريق الحرير وحركات هيما مالينا المثيرة واميتاب البطل الذي لا يقهر ودارمندر المغوار الذي يتحدى الظلم ..عبدالله كان يجد ملئ فراغ نفسه المتعبة وفقره وحرمانه في فلم يعيش احداثه ويجود عليه بساعتين او ثلاث من البهجة وصراع الخير مع الشر وحتمية انتصار الخير متمثلاً بشخصية بطل الفلم الهندي الذي يمتلك حصاناً او كلباً او ربما كان يعتلي فيلاً مدربا .. نعم انه عبدالله ذلك البطل الذي ينتصر دائما في افلامه ولكن يعجر عن قهر الدينار الذي قليلاً ما استوطن جيبه الذي لم يشبع من (الخردة) التي لا ترتقي الى الدينار او نصفه في احسن الاوقات ..!!ٍ
ويرحل عبدالله تاركاً ورائه أبطاله وأبوه الذي كلما المحه اجد بؤس الجنوب وقد تجمع في صفحاته وعلى ابتسامته واسنانه الصفراء التي صبغها التبغ الرديء (اللف) رحل عبدالله وتمزق جسده كأي جندي آخر أسكتته الشظايا والطلقات في ساحة الحرب النهمة تلك ..رحل وترك أخوه احمد ليأخذ دوره في حرب الكويت ويغيب كخيط دخان في سماء العراق الممتلئة وما زالت دماً ونزف شوارعه الذي يتصل عبر سنين الحرمان والمحنة منذ 1963 ولحد الآن ....
علي علي غشام
البصرة
10/10/2014



#علي_غشام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عزاء لأهل الجوب ..
- أي تغيير..؟!
- إشكالية الفتوى والمفتي
- بقية قلب ..!
- حلبجه وقرية بشير الجلاد واحد ..!
- دولة العراق ..؟!
- معركة وجود لا حدود
- العراق بلدنا وبلد أجدادنا
- رعونة الحكام ...
- الجيش والشعب العراقي في مواجهة الإرهاب المزدوج ..!
- اعادة انتاج القمع
- أين ميثاق شرفهم المهزلة ..!
- وماذا بعد ..؟!
- الهروب من كابوس اليقظة..!
- حين يكون الدمع مقيماً ..؟
- المدارس الابتدائية وخطر تقنين الوعي المعرفي
- لابد من ألم ..!
- مُتُّ قَبْلَ ذَلك ..!
- بعد خراب البصرة
- لن انسى ...


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي غشام - عبدالله الاسود