عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 05:30
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مامن شخص تقع عينه علي الهرم الأكبر للمرة الأولي إلا ويتسمر في مكانة ويرفع رأسة لأعلي يجيل بصره في البناء الشاهق مطلقا عبارة تعجب : ما شاء الله , ياه , أو لالالا , مما ميا ! , أو غير ذلك حسب لغته و ثقافته ..... !!
فذاك الهرم هو المبني الوحيد الباق من عجائب الدنيا السبع القديمة , و هذا ما يدل بالتأكيد علي أنه الأعظم علي الاطلاق بينها... فقد بقي ذلك الهرم شامخا يتحدي الزمن ويسخر من علوم عصرنا المتطورة بقي الهرم هو الشغل الشاغل - عبر العصور المختلفة - لعلماء الآثار و المعماريين الذين لم يستطيعوا التوصل حتي الآن لكيفية بنائه ! , بقي الهرم الأكبر لغزا محيرا لعلماء الفيزياء و الجيولوجيا و الفلك و حتي علماء الأحياء بما ينضح به من أسرار كل يوم....!!
و فيما يلي سأقوم بعرض بعض جوانب معجزة الهرم لنستوعب و لنفهم أكثر مدي الإعجاز في بناء الهرم :
أولا: وصف الهرم الأكبر :
@ارتفاعة 147 م .
@طول ضلع قاعدته المربعة 228 م .
@أي أنه يشغل مساحة 13 فدان .
@وحجمة الكلي 2.5 مليون متر مكعب.
@عدد أحجارة 23 مليون حجر .
@متوسط وزن كل حجر من 2.5 إلي 8 مليون طن , يصل وزن بعض أحجارة إلي 50طن.
@يقدر الوزن الكلي للهرم بــ 6 مليون طن.
@و قد كان مكسوا بالحجر الجيري الأبيض و لكن كسوته زالت تماما الآن , و أصبح ارتفاعة الحالي 137 م .
@ حتي الآن لم يتم الكشف عن الهرم الأكبر من جميع جهاته , ولا زالت المعابد الملحقة به - و التي كانت ملحقة بكل الأهرامات الأخري - مطمورة تحت الرمال.
@حجرة دفن الملك خوفو بالهرم الأكبر يبلغ طولها 10.4 متر وعرضها 5.2 متر وارتفاعها 5.8 متر . أما سقف الحجرة فهو قطعة واحدة من الجرانيت الخالص وزنها 50 طن.
ثانيا : كيف بني الفراعنة الهرم؟ :
لا بد و أن الفراعنة كانوا متقدمين جدا في فنون المعمار و من المؤكد أنهم كانوا يفوقوننا في هذة العلوم , فقد فكر بعض الباحثين في امكانية بناء هرم كهرم خوفو بإمكانيات عصرنا الحالية فوجدوا أنه سيتكلف 7.5 مليون دولار , و سيكون من الصعب جدا بناءه بنفس دقة هرم خوفو و نفس ضبط زاوية ميل الجدران 52 درجة بالضبط , و لو تم بناء ذلك الهرم فإنه لن يصمد ولو 1000 عام فقط و ليس 4600 عام مثل الهرم الأكبر..!!
نظريات (تقليدية)
وبحسب النظريات (التقليدية) فقبل انشاء أي مبني لابد من التصميم و الرسم أولا ثم دراسة كيفية إقامته عن طريق اختبار التربة , و مجموعة من الحسابات المعقدة لقياس القوي و الضغط علي جدران و قواعد المبني.
بعد ذلك لابد للفراعنة من حشد عدد كافي من العمال لبناء الهرم , فكم عاملا يحتاجون ؟ و كم مهندسا ؟ و من الذي سيقدم لهم الطعام و الشراب؟ , و من المعروف أن الفراعنة كانوا يعملون في السنة 3 شهور فقط هي أشهر الفيضان التي لايمكن ممارسة الزراعة فيها , وقد زعم هيرودوت المؤرخ اليوناني أن الكهنة قالوا له عندما زار مصر , أن بناء الهرم استغرق عشرين عاما , أي ان المدة الفعلية لبناء الهرم هي 60 شهر , أي خمس سنوات فقط , و قد قدر أحد علماء الرياضيات المدة التي يستغرقها بناء الهرم بالأيدي العاملة 640 عاما..!!
ثم كذلك التساؤل عن مدي براعة هؤلاء العمال و رؤساء العمال و المهندسين الذين كانوا يضعون الحجر في مكانة بدقة بالغة ليلتصق تماما بالحجر السابق له ودون خطأ واحد !!
كيفية اعداد و جلب الأحجار :
(1) تقطيع الأحجار: من الملاحظ أن الأحجار التي استخدمت في بناء الهرم تم تقطيعها بمنتهي الدقة لتكون ملساء تماما لضمان التصاق الأحجار ببعضها بدون وجود فراغات هوائية بينها تؤثر علي قوة الإلتصاق و دون الحاجة لاستخدام مواد أخري للصق الأحجار ببعضها.... فكيف كان الفراعنة يقطعون تلك الأحجار من المحاجر بهذه الدقة العالية ؟ هل كانوا يستخدمون مثلا الموجات فوق الصوتية ؟ أو حتي آشعة الليزر ؟ أو ربما توصلوا لوسيلة أخري نجهل عنها كل شئ ؟
(2) مصدر الأحجار : هناك عدة نظريات بهذا الصدد :
الأولي : أن الأحجار كانت تجلب من أسوان, الثانية : أن الأحجار كانت تجلب من محاجر طرة في الجهة الشرقية لنهر النيل , الثالثة: أن الأحجار تم قطعها من هضبة الجيزة نفسها , الرابعة : أن الهرم لم يتم بناؤه عن طريق قطع من الصخر الطبيعي و إنما من أحجار صب صنعها البناؤون المصريون من الحصي الممزوج بالكلس, و أن هذه الأحجار المصبوبة أقوي بكثير من الخرسانة التي نعرفها الآن , و أن الجزء السفلي من الهرم عبارة عن نواة صخرية طبيعية تم نحتها لتتخذ الشكل المطلوب ثم إقامة باقي الهرم عليها , أي أنه كانت توجد في هذه المنطقها مجموعة من التلال اختار خوفو أكبرهم ليقوم بنحته ليكون قاعدةَ لهرمه.
في الواقع تبدو النظريتان الأولي و الثانية بعيدتان عن التصديق حيث أجمع العلماء علي صعوبة أن تكون هذه الأحجار نقلت لمسافات طويلة و خاصة أن وزن كل واحدة عدة أطنان , وخاصة إذا كان هذا النقل سيتم عبر مسطح مائي مثل النيل...
في حين تبدو النظرية الثالثة هي الأقرب لتشابة مادة الصخور مع المادة الأصلية لأحجار هضبة الجيزة , ولكن هذا يتعارض مع كون سقف حجرة الدفن من ضخرة من الجرانيت الخالص وزنه 50 طن , و الجرانيت لا يوجد إلا في طره و في أسوان !!
و النظرية الرابعة تريحنا من التفكير في وسائل تقطيع الأحجار ووسائل نقلها , و لكن لم يستطع أحد إثباتها حتي الآن و تظل مجرد نظريات!!
(3) كيفية نقل الأحجار ووضعها في أماكنها : توجد الكثير من النظريات سأعرضها بإيجاز :
الأولي : أن الفراعنة قاموا ببناء طريق من الرمال بجانب الهرم يزداد ارتفاعا كلما ازداد ارتفاع الهرم وتسحب الصخور صعودا فوق هذه الطريق بواسطة الحبال وفوق قطع أخشاب تنزلق فوقها الصخور..
الثانية : دحرجة الصخور علي مجموعة من الزلاقات تحتها جذوع أشجار , ثم رفع الصخور لأماكنها باستخدام نظام معقد من البكرات.
الثالثة :عن طريق الطائرت الورقية !!! و ذلك أن واحدة من العلماء لا حظت كتابات هيروغليفية تظهر صفا من الرجال يقفون في وضعية غريبة ويمسكون بحبال تقود بواسطة نوع معين من النظام الميكانيكي الى طائر عملاق في السماء.. واتضح انها طائرة ورقية عملاقة تستعمل لرفع الكتل الثقيلة.. فانطلقت في تجربة بعد ان استثير فضولها للبحث في مدى واقعية هذه الامكانية فحاولت مع بعض الاصدقاء ان ترفع قطعة خشب طولها 25 متراً وكتلة أسمنتية تزن 150 كغم بواسطة طائرة ورقية عادية اشترتها من احد المتاجر وقد نجحت في ذلك , و توالت التجارب بعد ذلك , و استطاعت رفع مسلة تزن 35 طنا باستخدان طائرة ورقية عملاقة و مجموعة من البكرات , وتعتمد فكرة ذلك علي الإعتماد علي قوة دفع الرياح في تسهل حمل الصخور ونقلها!!
الرابعة : عن طريق الروافع الهيدروليكية ! وهي النظرية الخاصة بــ د.أسامة السعداوي و ستعرض بالتفصيل في المشاركة التالية.
الخامسة : أن الفراعنة كان عندهم علوم متقدمة جدا لا نعلم عنها شيئا و أنه كانت لديهم معدات ثقيلة و أدوات أخري مكنتهم من القيام بذلك , و بالنظر إلي أحد روايات هيرودوت أن الكهنة كانوا يرفعون المعادن عن الأرض بمجرد الإشارة إليها , نجد أن الفراعنة ربما قد توصلوا إلي إلغاء الجاذبية الأرضية و استخدموا ذلك في رفع الأحجار..!!
السادسة : أن الفراعنة نقلوا علومهم المتطورة عن حضارة أخري مثل حضارة أطلانطس عقب غرقها وهروب علمائها الي الشرق (نحو أفريقيا) والي الغرب (امريكا اللاتينية)
و لواضعي هذه النظريات مجموعة من الدلائل مثل نقوش فرعونية في أماكن مختلفة من العالم , نقش يمثل أهرامات الجيزة من الجو موجود بأحد معابد الهند القديمة وجود علاقة ما بين حضارة الفراعنة وحضارة المكسيك و أن هذا الرابط قد يكون هو قارة أطلانطس الغارقة ....
وهو ما تحدث عنه الكاتب المصري أنيس منصور بشئ من التفصيل في كتابيه الذين هبطوا من السماء, و الذين عادوا إلي السماء.
بالنظر إلي جميع تلك النظريات نشعر أن موضوع بناء الأهرامات غامض و معقد إلي أبعد حد , فكل النظريات تبدو عسيرة التصديق , فبالنسبة لنظرية الأولي أجمع أغلب العلماء أن انشاء منحني رملي مثل هذا يعد معجزة هندسية أكبر من معجزة الهرم , و أنه سيحتاج مجهود ضخم لإقامته , و مجهود أضخم لإزالته.
و بالنسبة لجذوع الأشجار التي كانت تدحرج تحت الصخور.. من أين كانوا يأتون بكل هذه الكميات من جذوع الأشجار ولا توجد في مصر غابة وا حدة ؟!
و بالنسبة للنظرية الثانية فقد ثبت بالفعل أن الفراعنة كانوا يعرفون البكرات , ولكن هذا سيحتاج لمجهودات عضليه كبيرة
والنظرية الثالثة قد تبدو مقنعة إلي حد كبير و خاصة بوجود ذلك الرسم الهولغريفي , النظرية الخامسة لا بأس بها علي الإطلاق , و لكن إذا كان لدي الفراعنة كل هذه العلوم المتقدمة فلماذا إندثرت وكيف؟
في الواقع لم يستطع أحد الإجابه علي أي من هذه التساؤلات حتي الآن........
وأترككم مع مقالة للدكتور أسامة السعداوي يعرض فيها نظريته الخاصه بالروافع الهيدروليكية , ويناقش بقية النظريات..
"سر بناء الهرم الأكبر".. بقلم/ د. أسامة السعداوي
النظريات السابقة والآراء المختلفة عن أسلوب بناء الأهرامات
بـعـد أيـام قـليلة فـقـط مـن إرسـالي رسـالـة لجـريـدة الأهـرام أعلنت فيها اكتشافي للسر الهندسي الحقيقي لبناء الهـرم الأكبـر .. وطلبي مساعدة مؤسسة الأهرام لإعـلان هذا الاكتشاف البالغ الأهمية للعـالم كلـه ..
وفي صباح يوم السبت 18 يوليو 1998 م .. نشرت صحيفة الأهرام الخبر التالي في الصفحة الاولى من جريدة الاهرام ..
العنوان: ( الفراعنة ألغوا الجاذبية عند رفع أحجار الأهرامات )
النص: ( أكد فريق من علماء هندسة العمارة وعلم المصريات أن الفراعنة تمكنوا من إلغاء الجاذبية الأرضية عند رفع الأحجار التي استخدمت في بناء الأهرامات وتحريكها لمسافات طويلة، بما لا يختلف عما يجري في وكالة ناسا الأميركية، التي يتم فيها تدريب رواد الفضاء في غرف منزوعة الجاذبية، وقد توصل المصريون إلي اساليب توجيه ذبذبات صوتية خاصة وشحنات كهروستاتيكية لتسهيل عملية رفعها
وصرح الدكتور أستاذ هندسة العمارة بالجامعة وخبير علم المصريات للمحرر العلمي بأن هذا التفسير لطريقة بناء الاهرامات جاء من خلال برديتين .. الأولى في مقبرة أحد مهندسي الدولة الوسطى بالكرنك والثانية في متحف اللوفر في باريس . وقال : ان الفراعنة استطاعوا السيطرة على كثير من القوى الكونية واستغلوا طاقتها في تحقيق أغراضهم العلمية واستعانوا بالبندول في وضع الاحجار بحيث تتفق مع اتجاه عروقها في الجبال لتكون أكثر مقاومة لعوامل التعرية . وأضاف أن الاعجاز الفرعوني يتمثل في كيفية ضبط الزوايا وربطها بهندسة الكون وحركة النجوم والاتجاهات الجغرافية والمغناطيسية للارض . وهذه النظرية تثبت خطأ النظريات السابقة حول الطريقة التي بنيت بها الاهرامات )
ويكشف هذا الخبر أن كل النظريات السابقة عن طريقة بناء الاهرامات قد تهاوت وأنها غير صحيحة .. وهي النظريات التي مـلـئـوا بها الدنيا ضجيجا من قبل في محاولة لاقناعنا بنظريات لا يمكن لأي عاقل أن يقتنع بها . والاعتراف سيد الادلة .. ولا حاجة بنا الآن لتفنيد كل تلك النظريات البالية .
ثم نشرت جريدة الأهرام مقال آخر يوم الثلاثاء 21 يوليو 1998 م في صفحة ( طب وعلوم ) قرأنا فيه ما يلي من الملاحظات الخطيرة:
- الفراعنة تحكموا في قوى الجاذبية الأرضية وأثرها في رفع الأثقال كما هو الحال على سطح القمر أو في رحلات الفضاء .
- إيمحوتب المهندس الفرعوني الشهير كان يساعد العمال في نقل الأحجار عن طريق قراءة تعاويذ سحرية خاصة وهو يحمل صندوق أوزوريس ثم يأمر العمال بدفع الحجر فيتحرك بغير مجهود .
- الفراعنة استخدموا الليزر في قطع الأحجار ونحت التماثيل .
- الفراعنة استخدموا المعادلات الرياضية الفلكية والنجوم في بناء الأهرامات .
- الفراعنة استخدموا الأشعة الخضراء الخطرة في تحنيط الجثث وقتل الأعداء .
- الهرم الأكبر بني لكي يكون تلسكوبا ومرصدا فضائيا لمخاطبة السماء وليس قبرا لملك واسمه الحقيقي " بن بن" أي المرصد.
- الفراعنة فهموا النظرية الذرية الحديثة وربطوها بنظام الكون.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟