أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب فكري - شعب متدين بالفطرة














المزيد.....

شعب متدين بالفطرة


فيليب فكري

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 04:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أفهم أننا كشعب متدين بالفطرة أن نكون غيورون على دياناتنا بما يجعل من هذا الدين أو ذاك خط أحمر.. الدين خط أحمر.. فنحن شعب يقولون أنه متدين بالفطرة، لا يمكن أن نصبر أو نسكت على من يتطاول على الدين ولابد من أن نعمل معاه الصح.. فنحن.. شعب.. متدين.. بالفطرة.
يخرج منا الآلاف في تظاهرات واحتجاجات عصيبة لنؤكد رفضنا لرسوم مسيئة للرسول أو لعودة كاميليا أو هدم أو رفض بناء كنيسة.. ولما لا ونحن شعب متدين بالفطرة.. بينما نمارس أشد مما نتظاهر من أجله.. فنحن تعودنا أن نتظاهر بالسب والتكفير واللعن وربما الرشق ثم الحرق أحيانا.. فنحن شعب مؤمن غيور متعصب لدينه يدافع عن ثوابته.. حتى اسألوا الأولين.. فنحن شعب متدين بالفطرة.
فمن ذا الذي يتطاول على ديننا ونتركه قبل أن نلعن سلسفيل أم.... الــ (تيييييييييت) .. ففطرتنا في تديننا تحثنا على النيل ممن تسول له نفسه ويتجرأ على ثوابتنا.
في الأزمة الأخيرة التي تعرضت لها الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت بعد وصفها أضحية العيد بأنها مذبحة، انهالت ردود الأفعال على تلك التصريحات ما بين سباب ولعان وشتام ومكفر و... وتوالت المذبحة.
الجميع أرادوا أن يذبحوها فها هي تطاول على ثوابت تخص الديانة الإسلامية والمسيحية معا.. إذن فقد وقعت في الفخ، وبما أننا شعب متدين بالفطرة فلابد من النيل منها واتخذنا منهج في الرد لا يمت بالديانات بصله.. فليس أنبياءنا شتامون أو لعانون ولكننا تأثرنا بمناهج علماء العصر مثل "منهج وجدي غنيم في الرد المبين على من يتطاول على الدين"، أو "منهج ياسر برهامي في التكفير الظلامي".. هذا هو نبراثنا وثقافتنا الآن.. قاوم الفكرة بالتكفير.. والبحث بالحبس.. وإتيان السبب بالسب واللعن.
فُجئت بل فُجعت من هول المذبحة التي نصبت لفاطمة بعد أن أعلنت دهشتها من هول منظر الذبح المباح أمام أعين الجميع بما فيهم الأطفال.. فهي كمن وقفت ترى شاه يذبح ثم شاحت بوجهها من هول منظر زهق الروح.. كثيرين منا يفعلون هذا الفعل إزاء منظر الذبح.. هذا ما عبرت عنه فاطمة بلغتها وفكرها وأسلوبها وثقافتها وعلمها ورؤيتها.. لم تصف أبو الأنبياء إلا بأنه صالح.. وصفت فكرة ذبح أبنه بأنه كابوس.. أليس كان ذبح إبراهيم لأبنه كابوسا بالنسبة له؟.. ولكننا بما أننا شعب متدين بالفطرة فقط لم نصبر على وضوح الفكرة.. الفطرة تكسب.. هي بتجيب سيرة الذبح وبتقول مذبحة يبقى لازم تتدبح.
عزيزي المتدين بالفطرة.. أخلاء المتدين (بالهمزة) ليس منها كل هذا السباب الذي لم ينجيك يوم القيامة.. فلا تتخيل أن كنت مسلم أو مسيحي أنك واقف أمام ربك تؤكد له أنك كنت غيور على دينك ودافعت عن الدين بأنك سبيت الدين ولعنت وكفرت وشتمت بأقذع الألفاظ وأسوأ التشبيهات سيدة اعتقدت أنها تطاول على ثوابتك، وتنتظر أن الله سيضع سبابك في ميزان حسناتك.. لا والله فأنت واهم.. أنت مخطئ.. فالله الذي نعبده جميعا ليس بحاجة إليك كي تدافع له عن رسالاته.. وليس منتظر منك أن تزاحمه في عمله بأن تكفر وتعاقب وتقذف بمن لا يرضي عقلك الصغير إلى الجحيم، وهو أرحم منك ومنا وهو أرحم الراحمين.
أخطأت فاطمة حين عبرت عما يدور في ذهنها من فكرة في مجتمع يعاقب الرسوم والأفكار بينما لا يهتز له جفن لنماذج تقطع رؤوس وتبيد دول باسم الدين وهم أسوأ سمعة للدين من ألف كاريكاتير ومليون كاميليا.
لا تنسى عزيزي المتطرف بالفطرة أن تلعن سلسفيل أبويا وتتهمني بالكفر.. (أه معذرة فأنا بالنسبة لك كافر وش).. لا تنسى أن تصب ما تبقى لديك من الزيت وأن تقول بأعلى صوتك "ها هم المدافعون عنها النصارى عبيد الصليب".. كما لا تنسى.. بالمرة.. أن تلعن كل من حاول أن يسجل اعتراضه بما لديه من أفكار وبما يحفظه من نصوص دون سب أو تكفير.. فهم بالطبع ليسوا على دينك لسبب بسيط جدا وهو.. أننا شعب متدين بالفطرة.
فيليب فكري



#فيليب_فكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرد فاطمة ناعوت


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيليب فكري - شعب متدين بالفطرة