رضا محافظي
الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 06:39
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
من لا يذكر القوة التي كانت تميز الاتحاد السوفياتي سابقا و يده الطولى في ربوع الكرة الأرضية خلال سنوات عديدة سابقة قبل بداية التسعينات من القرن الماضي ؟
و من لا يذكر كيف أي يد الكريملين امتدت لتثير الفزع في القلب الأمريكي على أعتاب قارته في كوبا في بداية الستينات ؟
غير أن الدوائر دارت فانقلب القوي السيد إلى ضعيف مسود يفاوض من أجل البقاء و يستجدي من كان يتعفف عن الحديث إليه سابقا من أجل الحصول على مكانة بسيطة في مسرح الأحداث .
و أصاب الاتحاد السوفياتي الوهن بعد هزات اجتماعية عنيفة و بعد خلل في الاقتصاد لم يستطع معه المقاومة و يتفكك إلى جمهوريات مستقلة عن بعضها البعض و تصبح أول قوة موروثة " روسيا " تفاوض من أجل البقاء في ركب المسيرة الاقتصادية للبشرية .
الكرملين الذي كان تصريح مسؤوليه يحسب له ألف حساب و يؤخذ ما يصدر عنه مأخذ الجد في كل الأحوال و يزلزل الأرض تحت أرجل بعض الزعماء و الحكام يصير إدارة يبذل مسئولوها المجهودات تلو المجهودات منذ أكثر من عشر سنوات من أجل الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية و يتفاوضون لمدة سنوات طويلة مع البلدان المنضمة الى منظمة التجارة العالمية بلدا بلدا مثلما تقتضيه إجراءات الانضمام دون أي يحظى ب "شرف" الحصول على الموافقة على الانضمام . الكرملين الذي كان مصدر القوة و منبع السلطة في أقطار عديدة من الكرة الأرضية و رأس إمبراطورية تصول و تجول يحتاج الآن إلى موافقة هذا و تزكية ذاك للانضمام إلى مجرد منظمة كانت إلى أمد غير بعيد مجرد اتفاقية .
فصدق ابن خلدون ، المغلوب مولع باتباع الغالب .
رضا محافظي – الجزائر .
#رضا_محافظي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟