بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 11:29
المحور:
الادب والفن
وهنا لابد من الإشارة إلى ملحمة الشاعر بانياس " أدونيسيات " التي تمَّ إعدامها على يد التوحيديين وهذه الملحمة هي عبارة عن مرثيات لإله الخصب السوري أدونيس أو عليان بعل الذي قتله خنزير بريّ وهو في مشوار مسائي مع زوجه عشتار على شاطئ البحر .أمّا المنشد بانياس فهو من معاصري الشاعر الإغريقي هوميروس ، ووفق ما يعتقد المؤرخون فإن ملحمة أدونيسيات بانياس لا تقل أهمية عن الإلياذة والأوذيسة . أعود إلى فكرة تجيير التاريخ التي أعادت أصول سكان شرق المتوسط إلى شبه الجزيرة العربية, ترى كيف كان العرش الإلهي طافياً على سطح الماء ؟ وكيف تكون الحياة قد بدأت من الماء وحيث توجد الماء ثم يأتي من يقول لنا ان أصولنا تعود إلى الصحراء الخالية من أية حياة ؟ ! ومن ناحية ثانية نتساءل كيف أن حضارة صاغت للعالم أول أبجدية تصبح بين ليلة وضحاها منتجاً بدوياً صحراوياً ؟ يبدو أن التاريخ الذي يدرس في الكتب المدرسية يلعب دوراً أمنياً خطيراً لأنه يقوم باستثمار الذواكر الفتية من أجل تكريس حالةٍ قطيعة معرفيّة تهدف إلى قطع الشعور بالانتماء إلى حضارة سوريا القديمة . وهذا بدوره يؤدي إلى الشعور بالتبعية للآخر الصحراوي بفكره وثقافته ومن ثم تسهيل الانقياد , ذلك لأن من يغامر بقراءة ما هو مغيب ومحتجب سيطلع على حقيقةٍ أخرى تدفعه للشعور بالفخر وبالنبل وقد يؤدي ذلك إلى التمرد على سياسة القطيع والراعي والتحرر من الشعور بالدونية .ترى هل قراءتي لكتب مغيبة أو محتجبة أيقظت المرأة الفينيقية الكامنة في جيناتي ؟. اعترف أنني مدينة لتلك الكتب في خروجي عن المسلمات التي قراتها في الكتب المدرسية
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟