بين إيبولا وداعش

طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 11:27
المحور: كتابات ساخرة
    

ترى من هو أكثر فتكا وقتلا: إيبولا أم داعش؟
أخشى أن يعترض عليّ هذا الفيروس القاتل لأنني تجرأت وشبهته بداعش. لكن، والحق يقال، أنني لا أهدف الى تحقيره، لكن لا بد من قول الحقيقة.
إيبولا تقتل بين 50 و 90 بالمائة من ضحاياها. منذ بداية انتشار هذا المرض وحتى تاريخه أصيب ما يقارب الثمانية آلاف شخص، مات منهم ما يقارب الاربعة ألاف. أما عدد قتلى داعش في العراق وحده،منذ بداية هذا العام وحتى شهر تموز (يوليو) يقدر بخمسة آلاف شخص، فيما الذين تم تهجيرهم من بيوتهم بلغ ستة مائة ألف شخص. إذا داعش أكثر دموية من أيبولا.
داعش يقتل فقط المشركين والكفار، أما إيبولا فلا تراها تميّز بين ضحاياها. بل هي تضرب كل من يجرؤ على الاقتراب منها أكان صديقا أم عدوا. إذا داعش أكثر رحمة من أيبولا.
داعش يقتل البشر ويهدم الحجر. أما إيبولا فلا تصيب سوى البشر. إذا داعش أكثر همجية من أيبولا.
إيبولا لا تهاجم الناس، بل تفتك فقط بمن يقترب منها ويتلامس معها. أما داعش فيلاحق الناس حيثما وجدوا. إذا داعش أكثر عدائية من إيبولا.
إيبولا تختبئ في أنسجة الجسم وتضرب بمكر، فالمريض يجهل كيف ومتى أصيب بها. أما داعش فهو لا يختبئ ولا يخدع، بل يقتل كل من لا يستسيغه. إذا داعش أكثر شفافية من إيبولا.
الدواعش مسلمون أما إيبولا فكافرة وربما ملحدة. إذا داعش مؤمن وهو أكثر قربا من الله فيما إيبولا سوف تشوى بنار جهنم.
إيبولا تكتفي بقتل الناس. أما داعش فهو يذبح ويصلب ويرجم. إذا أيبولا أكثر مدنية من داعش.
إيبولا لا تميز بين رجل وامرأة، شيخ وطفل، أسود أو أبيض البشرة، مؤمن وكافر، أما داعش فعنصري. إذا إيبولا تحترم حقوق الانسان أكثر من داعش.
داعش يغزو ويغنم ويصبح أكثر ثراء. أما إيبولا فتغزو ولا تغنم أو تزداد ثراء. إذا إيبولا أكثر شهامة من داعش.
ترى من هو أكثر فتكا وقتلا: إيبولا أم داعش؟
في الحقيقة يصعب الجواب. لكن كل منهما فيروس مميت يجب التخلص منه وأظن ان البشرية سوف تكون بحال أفضل لو استطاعت العيش من دونهما.

#طوني_سماحة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات