أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - صحفُ الحكومةِ لمن؟














المزيد.....

صحفُ الحكومةِ لمن؟


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 23:39
المحور: الصحافة والاعلام
    


من المفترضِ أن صحفَ الحكومةِ همزةُ لوصلِ الشعبِ بحكومتِه، تنقلُ الهمومَ العامةَ وتفسرُ السياساتِ وتنتقدُ الحاكمَ إذا انتقدَه الشعبُ، ابتغاءً للصالحِ العامِ، لمصلحةِ الحاكمِ والمحكوم على حدٍ سواء. هذا ما يجبُ، لكن هل هو ما يحدثُ فعلًا؟

لنستعرضُ أولًا ما كانَ في فترةٍ طالَت لحسني مبارك وفي فترةٍ قَصُرَت لمحمد مرسي. في فترةٍ طالَت واستهلَكَت سنينًا من أعمار الجميع انصرَفَ القارئ عن صحفِ الحكومةِ وما أصبَحَت إلا قلمًا بإسمِها ولمصلحتِها، تكتبُ بنفاقٍ وخداعٍ، المهمُ المدُ لرؤساءِ التحريرِ وقبلهم رؤساءِ مجالسِ الإداراتِ، على حسابِ الحقيقةِ، فعُزِلَت وتكومَت على الأرصفةِ وبيعَت بالوزنِ عند باعة الروبابكيا. عَزَلَت ما بين الحاكمُ والشعبِ، فحلَت الكراهيةُ بين الحاكمِ والمحكومِ، الحاكمُ تصورَ نفسَه مُخلَدًا منزهًا، ذكًيا والشعبُ رأى في حكامِه لصوصًا مُغتصبين. صحافةٌ بحَثَت عن منفعتِها فقط، فأسقَطَت نظامًا تصورَت أن فيه أكلَ عيشِها ومعه تأكدَ سقوطُها.

لما جاءَ مرسي، أزيحَ رؤساءُ تحريرٍ واستبدِلَت بهم وجوهًا، ليست للإصلاحِ إنما لتغيير بوصلةِ النفاقِ والخداعِ والارتزاقِ. نفسُ النهجِ، المدرسةُ واحدةٌ، غُيِّبَ الشعبُ واِفتُرِضَ فيه الغباءُ. حقائقٌ مُزيفةٌ، تاريخٌ يُفبرَكُ ومناسباتٌ تُمحى وأخرى تُختلقُ، بطولاتٌ كاذبةٌ وصفاتٌ شخصيةٌ في مرسي وبطانتِه وكأنهم من أهلِ الحظوةِ، وكأن الشعبَ مجموعةٌ من الدراويشِ، حي حي حي. أين المصلحةُ العامةُ؟ ضاعَت كما أضاعَها حسني مبارك لسنين طالَت بما يفوقُ طاقةَ الاحتمالِ عند الجمادِ قبل البشرِ.

والآن ما الحالُ بمختلفٍ، وجوهٌ عادَت من بعد إبعادٍ، بنفسِ المنطقِ، من نفسِ المدرسةِ، مصلحتي أولًا؛ صحفُ الحكومةِ تُدارُ لمصلحةِ رئيس التحريرِ، الموضوعاتُ حسبما يرى، ومن يكتبون لا بدَ أن يُسَبِحوا بحمدِه ويشكروا عبقريتَه وألمعيتَه، من يكتبون عنده وزراءٌ فاقدوا الصلاحيةِ الوظيفيةِ منذ سنوات، أقلامُهم ركيكةٌ وأفكارُهم خيبانة، القلمُ في أيادٍ بالكادِ تفكُ اللغةَ، لا يهمُ، طالما رئيسُ التحريرِ راضٍ وشبكةُ علاقاتِه في توسِعٍ. صحفُ لا تطرَحُ ما يهمُ المواطنَ لكن ما يرى رئيسُ التحريرِ، هو الذكي الألمعي الفذُ الشابُ المُتفتحُ المُنفتحُ. صحفُ الحكومةِ سائبةٌ مثل مالِها.

من يراقبُ آداءَ صحفِ الحكومةِ الآن، ومن يُنفِقُ عليها؟ هل مالُها على عادتِها سائبًا ولماذا لا يزالُ رؤساءُ تحريرِها على مصالحِهم موجَهون؟ تساؤلاتٌ في كلِ جِلسةٍ والجرائدُ الحكوميةُ على حالِها عند باعةِ الصحفِ أكوامًا.

من مسؤوليةِ نظامِ الحُكمِ أن يتعِظَ مما فاتَ، من رؤساءِ تحريرٍ يجعلون من الفسيخ شربات، يمجدون الحاكمِ وينفخون فيه من كل الأكاذيبِ حتى يتجبرُ ويغترُ وتدورُ به دوائرٌ غاصَ فيها من قبلَه.


مدونتي: http://www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيني عليكي يا اسكندرية ...
- المياه ليست مقطوعة عن مدينة نصر ...
- الفتاة التي تلعب كاراتيه لا تنجب أبدًا ...
- بدائيةُ الصنعِ ...
- من وحي وزارة المعارف العمومية .. إقفلوا الحنفية
- إنقطاعُ اسمها إيه الكهرباءِ ... خيبةٌ قويةٌ وإجرامٌ أعمى
- مُفتي بالقطعة ... شُهرةٌ ورزقٌ
- وزيرٌ سابقٌ= خبير+حكيم+معاش
- عصاباتُ الاستيلاءِ على شُققِ الطوابقِ الأرضيةِ في مدينة نصر
- أين المجلس القومي للمرأة؟ .. كفاية تلطيش
- الشيزوفرينيا وجنون العَظَمة ...
- سايقين فيها ...
- التسريبُ الإلكتروني .. هل يُمنَعُ؟
- وزارة المعارف العمومية
- كُلُنا غشاشون ...
- في السُقوطِ عِظاتٌ وبقدرِ الآمالِ يكونُ الغضبُ
- في التَلَطُع والنُطوعِية
- الصرصار الصغير ...
- زيارة السيدة جَودة ...
- مِحلِبياقوش ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - صحفُ الحكومةِ لمن؟