أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - تركيا غاصت في وحل داعش في سوريا، كما غاصت امريكا في وحل القاعدة في أفغانستان














المزيد.....


تركيا غاصت في وحل داعش في سوريا، كما غاصت امريكا في وحل القاعدة في أفغانستان


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كلنا نتذكر، عندما قامت الولايات المتحدة الامريكية بخلق و تدريب المجموعات الاسلامية في افغانستان و وفّرت لهم كافة انواع الدعم ، لقتال الجيش السوفييتي الاحمر الذي غزا و احتل افغانستان في ثمانينات القرن الماضي وأعتبروا حينذاك (مقاتلين من اجل الحرية)، يقارعون الظلم و الاضطهاد الروسي ، بعكس الصورة السلبية التي تولّدت الآن عن الجهاديين عند الناس.
و انتهت حقبة الاحتلال السوفييتي لافغانستان، بإنسحاب هذه القوات و من ثم تفكك الدولة الافغانية. و إعتقد المجاهدون انذاك انهم هم الذين طردوا المحتلين الروس و البعض منهم تولدت لديهم قناعة أن بإمكانهم قهر القوى العظمى الاخرى ومنها امريكا التي صنعتهم. و من هذا المنطلق و العقيدة، وُلِدت القاعدة.
بأختصار، سياسة امريكا في الثمانينات تركّزت حصرياً على محاربة الاتحاد السوفييتي او كما اطلق عليها الرئيس الامريكي آنذاك (امبراطورية الشر). لقد فشلت امريكا عندما لم تدرك ان المجاهدين الذين صنعتهم، سينقلبون عليها ذات يوم، و هي النتيجة التي تسمّى في علم السياسة الحديث بالنتائج غير المقصودة او غير المتعمدة. و لكن العقول المؤمنة بنظرية المؤامرة، تعتبر هذه النتائج متعمدة بل و مخطط لها مسبقاً.
اذا عدنا الان الى تركيا، نرى ان النتيجة التي حصلت عليها امريكا في افغانستان، حصلت لتركيا ايضاً في سوريا، عندما تحول ("المقاتلون من اجل الحرية") ضد الرئيس السوري بشار الاسد، و المدعومون من قبل تركيا، الى نتائج غير مقصودة او متعمدة و مصدر تهديد و خطر كبيرين، و هي دولة الخلافة الاسلامية او داعش. و بعد ان عملت داعش كمقاول ثانوي نيابة عن الحكومة التركية للقتال ضد بشار الاسد، ادركت تركيا و منذ صيف 2013، ان داعش باتت تشكل خطراً عليها و على المنطقة. و لكن الهوس التركي في الاطاحة بنظام بشار الاسد والوقوف ضد محاولات الكورد في روزآفا (كوردستان سوريا) في انشاء اقليمهم الخاص لهم ، حال دون ان تقوم تركيا، بتصحيح الخطأ الذي وقعت فيه.
بالنسبة لحكومة حزب العدالة و التنمية، فان هناك ما يبرر وقوف تركيا ضد الوحشية و المجازر التي قامت بها قوات الاسد ضد الشعب السوري، و لكنها في الوقت نفسه، قللّت من شأن الاعداد الكبيرة من الجهاديين المتطرفين الذين انضموا الى صفوف المعارضة السورية. كما و لم تُعِر حكومة اردوغان اي اهتمام للتحذيرات و التحفظات الامريكية و الغربية ، وأبقت الابواب مفتوحة لدخول و خروج الارهابيين الى سوريا عبر تركيا.
في الواقع الفعلي، الوضع المأساوي في كل من العراق و سوريا، يكشف عن سلسلة الاخطاء و النتائج غير المقصودة و التي تتحمل مسؤوليتها كل الاطراف و بالدرجة الاولى تركيا، و لكن و بعد تحليل أعمق و بعيداً عن نظرية المؤامرة، يبدوا لنا ان تركيا، بإمكانها ان تتعلم منها دروساً مهمة:
1- قامت تركيا بارتكاب نفس الاخطاء التي كانت تقوم بها القوى العظمى او الدول الغربية سابقاً في أفغانستان. فالاتراك دعموا المجموعات المسلحة و المتطرفة في سوريا و غيرها من الدول، لتحقيق اهداف تركية قبل ان تتحول هذه المجموعات الى مصدر خطرعلى تركيا نفسه.
2- ان منطقة الشرق الاوسط، منطقة خطرة، و لا يمكن لتركيا ان تتحول الى لاعب فاعل فيها لمجرد انها تريد ذلك. في الحقيقة، لا يوجد لاعب فاعل واحد في هذه المنطقة، و انما مجموعة من اللاعبين غائصين في فوضى غير قابلة للحل. تركيا تعتقد انها افضل من تفهم هذه الحالة من الفوضى، و افضل من تتنبأ بمستقبلها فقط لانها وريثة الامبراطورية العثمانية او السنية الاسلامية. و هذا ثقة عمياء و خطيرة بالنفس.
3- عندما، يتعلق الامر بالاسلاميين، فإن انواعاً من الصور النمطية و المحفزات الغريزية تدخل في اللعبة عند الاتراك. في تركيا، تتعاطف الحكومة بشكل عاطفي و عفوي مع كل ما يتعلق بالاسلاميين. على سبيل المثال، الاعلام التركي الموالي للحكومة، يعتبر المجوعات الاسلامية الراديكالية (داعش، القاعدة، بوكو حرام، حركة الشباب الصومالية) على انها دمى غربية، او ردود افعال على اعمال الامبريالية الغربية، و يتجاهل الاصولية و الفاشية الدينية التي تميّز هذه المجاميع. و هذا يعتبر نوع من العمى الاستراتيجي لدى الاتراك.
في الختام، المغامرة التركية الفاشلة في سوريا و هي المغامرة التي كانت "القابلة التي ولّدت داعش"، تعطي رسائل مهمة و مفيدة للسياسة التركية الخارجية لو تم تحليلها بشكل منطقي. و لكن و مع الاسف، ضاعت هذه الدروس في المشاحنات و الصراعات الشرسة بين صانعي القرار التركي، سواءً التي تريد ان تمجّد او تشوّه سياسة الحكومة التركية. و ستدفع تركيا على يد صنيعتها داعش في سوريا، نفس الثمن الذي دفعته امريكا على يد صنيعتها القاعدة في افغانستان.



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيراً، خذلنا كوباني، نكسة الكورد في كوباني
- هل تعتقد تركيا ان وقوفها على التل اسلم؟
- نحن و تركيا: ذاب الثلج و بان المرج
- اولاد الجن و احفاد القردة و الخنازير ينتصرون على اولاد..!
- من بني قريظة الى شنكال، مروراً بالانفال و دارفور - معاناة أل ...
- السلطان أردوغان عندما يغدُر بكوردستان
- مهمة أوباما المستحيلة
- غزوة داعش على كوردستان، لا تخلوا من فوائد ايضاَ!
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الثاني)
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الاول)
- لاب توب يوم القيامة- داعش و أسلحة الدمار الشامل
- حزب العمال الكوردستاني، القوة الصاعدة في الشرق الاوسط
- تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟
- دولة الخليفة إبراهيم البغدادي و العزيمة المتوحشة
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و إسرائيل (الجزء الثاني ...
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و اسرائيل (الجزء الاول)


المزيد.....




- أمريكا.. خروج أول احتجاجات جماعية ضد سياسات ترامب وإيلون ماس ...
- نتنياهو يقول ما من خطأ في مقترح ترامب بتهجير سكان غزة، وغوتي ...
- ترامب يهزّ عرين أعدائه في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ...
- بقرار من سلطات بنما السفن الأمريكية تتوقف عن دفع رسوم المرور ...
- نتنياهو: ترامب هو أعظم صديق على الإطلاق وجدته إسرائيل في الب ...
- وزير الدفاع الأمريكي يحدد أولويات بلاده
- الصين ترفض الرسوم الجمركية الأمريكية وتدعو للحوار مع الولايا ...
- عائلات المفقودين في سجون الأسد: انتظار لا ينتهي ومصير يلفه ا ...
- الاحتلال يواصل حصار مخيم الفارعة وطمون ويفجر منزل شهيد في جن ...
- تضارب بين البيت الأبيض وترامب حول مدة إعادة توطين سكان غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - تركيا غاصت في وحل داعش في سوريا، كما غاصت امريكا في وحل القاعدة في أفغانستان